العنوان بريد المجتمع (العدد 1040)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 02-مارس-1993
مشاهدات 12
نشر في العدد 1040
نشر في الصفحة 62
الثلاثاء 02-مارس-1993
أبو محمد الفاتح
لما ذكر صلى الله عليه وسلم أبواب الجنة الثمانية تحرك الطموح والسمو في نفس الصِّدِّيق وسأل «وهل يدخل من الثمانية أحد» أجاب خير البشر صلى الله عليه وسلم مطمئنًا ومبشرًا «نعم وإني لأرجو أن تكون منهم» يذكرنا هذا بشهيدنا رحمه الله لقد كان يتمنى أن يكون أول شهيد عربي على أرض البوسنة ولكن سبقه إليها أخوه أبو علي القرشي من مكة المكرمة ثم لحق به بعد بضعة أيام.
كان رحمه الله مبرزًا في جميع مجالاته وكان نائبًا للأمير وكان مترجم بيت الضيافة وكان ذا إشراقة وصباحة وجه ولسان مليء بالإيمان بالله والثقة به سبحانه وتعالى ولا تسمع منه إلا حديثًا عن الأمة وأحوالها وفرضية الجهاد وصفات الجنة والشهادة ويقينه بها فهو من يقينه بالشهادة ودنوها لم يكن يؤجل أعماله إلى وقت طويل بل ينجز أعماله أولًا بأول وحين نسأله عن ذلك يحسبك بقول تشعر فيه بالصدق «أكون وقتها إن شاء الله في الفردوس الأعلى» ومن ذلك أذكر أننا كنَّا مرة في مجلس من المجالس نتحدث، وذكر أن له ابنًا مريضًا في البحرين وطلب من شيخنا الفاضل الشيخ غبري صالح «كان يقرأ على المرضى» طلب منه أن يمُر في طريق عودته على ابنه فيقرأ عليه فقال له الشيخ إذا رجعنا ألتقي بك وأفعل إن شاء الله فأجاب رحمه الله «وقتها أكون في الفردوس الأعلى» فصدق الله فصدقه نحسبه كذلك، كان مجاهدًا عريقًا في أفغانستان وكان يكنى بأبي خوله ثم لما جاء إلى أرض البوسنة تكنَّى بأبي محمد الفاتح تأسيًا بالفاتح الكبير رحمه الله وأيضًا من يقينه بالشهادة أنه أخذ التذكرة من بلده إلى البوسنة خطًّا واحدًا فقط ذهاب بدون عودة رحمه الله عرفه الجميع بالسيارة المرسيدس السوداء يتجول بها في خدمة المجاهدين وكان قد حصل عليها غنيمة في إحدى العمليات.
وفي ليلة عمليتنا أخبرني رحمه الله أنه رأى رؤية في المنام كان قد رآها في بلده وهي أن مناديًا يناديه أن اخترناك للبلقان فأخبرني أنه لم يكن يعرف أن أرض البوسنة هي من أراضي البلقان فلما عرف استبشر بهذه الرؤيا خيرًا.
وعينه أبو عبد العزيز القائد العام للأخوة العرب عيّنه أميرًا وقائدًا للعملية وكان دوره فيها قائدًا لمجموعة الميمنة ثم أثناء تنفيذ العملية وقبل أن تقوم مجموعتي القلب بالاقتحام فوجئنا به بيننا مع مجموعته فاختار بعض الأفراد للاقتحام فتقدم رحمه الله إلى خندق العدو فتبادلا إطلاق النار حتى أصيب بعض أعداء الله وقتل بعضهم وهرب الباقون فلما تم تطهير المنطقة كان الخندق يكشف إحدى دبابات العدو فبدأ يُعد قذيفة من سلاحه المضاد للدروع وما أن رفع رأسه ليصوب على الدبابة حتى أُصيب برصاصة قناص فنالت من جبهته ونال بهذه الرصاصة شرف الشهادة ونال ما تمنَّى وما كان يطمع فيه نسأل الله أن يجمعنا به بعد عمر مديد وعمل مجيد وخاتمة بشهادة في سبيله.
محمود حامد خليل
المدينة المنورة
الراحة النفسية
قد تتساءل أحيانًا عن السعادة وما هو مفهومها لدينا؟ هل هي في جمع المال؟ أم في الثراء والغنى أم في السكن بالقصور؟ كلا ليست السعادة في هذه الأمور كلها ولكن السعادة في تقوى الله وطاعته فيما أمرنا به وأن نجتنب ما نهانا عنه وتكمن السعادة أيضًا في راحتنا النفسية، وقد يكون البعض من الناس لديه المال الكثير ويفتقد الراحة النفسية والسعادة، والعكس كما قال الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخرًا وعند الله للأتقى مزيد
وقال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ﴾ (البقرة: 197).
وكذلك فإن سعادتنا هي في صحة أبداننا وعقولنا وربما يكون لدى البعض المال ولكن لا تتوفر عندهم العافية قد لا يهمهم الثراء لأنه لا يقاس باسترجاع صحتهم وقوتهم في يوم من الأيام إلا عند التقرب واللجوء لله عز وجل والدعاء إليه وألَّا يتركوا ما فرضه الله عليهم من أداء الأركان الخمسة المفروضة وذكر الله في قلوبهم وعلى ألسنتهم دائمًا، وهل تظنون إخواني من ترك ركنًا من هذه الأركان وفرط فيها وترك ذكر ربه إنه سعيد؟ لا ليس سعيدًا لأنه مفرط في جنب الله حتى وإن كان لديه عُذر مقبول في ذلك فضميره يؤنبه، وأختتم قولي وأقول السعادة هي في تقوى الله حيث الراحة النفسية.
أم سلطان محمد المسعري
الرياض
الدعاء الجماعي
دعاء الإنسان المضطر لنفسه مستجاب لقوله تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ (النمل: 62).
وإنما أريد أن أتحدث عن دعاء المجموع لخير المجموع وما صلاة الاستسقاء التي من شروطها خروج الناس شيبًا وشبانًا أطفالًا ونساء مصطحبين العجماوات إلى ظاهر البلد في تضرع وخشوع غير متبطرين ولا متظاهرين يصلون ويدعون ويطيلون الدعاء والوقوف بين يدي الرحمن طالبين الغيث إلا مظهر من مظاهر الدعاء الجماعي.
حتى البهائم إذا دعت دعوة جماعية استجاب الله لها، يروي أنه حدث أن جفت بِركة ماء ترِد إليها السباع والطيور للشُرب في منطقة واسعة تدعى الجزيرة في شمال سورية يقصدها هواة الصيد من زعماء العالم العربي جاءت السباع والطيور ذات يوم فلم تجد ماء فجأرت إلى الله بأصواتها مجتمعة فاستجاب الله للعجماوات وتلبدت غيمة سحاء مدرارة وهطلت بغزارة فامتلأت بركة الماء وشربت الحيوانات وشكرت ربها وانصرفت.
والآن وقد طفح الكيل وديست الفضائل، وانتهكت أعراض المسلمين وديار الإسلام تسلب واستغاثات العذارى تتصاعد ووصل الأمر بصليبي الصِرب أن يشووا طفلًا رضيعًا على النار أمام والده، ويجبروا الأب على أكل لحم ابنه المشوي ثم يطلق على الأب الرصاص.
فلم يعد على الأمة إلا أن تدعوا دعاءًا جماعيًّا على الشياطين الخرس دعاء المضطر حتى يكشف الله الغمة بإزاحة الظالمين.. أما إذا بقيت الأمة خانعة ذليلة فقد هلكت كما قال صلى الله عليه وسلم حين سأله بعض الصحابة «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث».
ألا يا رب: لا تذر على الأرض من الكافرين ديَّارًا وطهر أرضك المقدسة والمباركة من كل أخاك أثيم عتل بعد ذلك زنيم، أن كان ذا مال وينين.
بلسم فؤاد – قطر
أمتنا.. الجرح.. بعد الجرح
إن الذي يرقب الأحداث عن كثب والمستجدات باهتمام وينظر في الساحة الإسلامية العريضة يشاهد ما آلت إليه هذه الأمة من تناحر وشتات وإذا بحثنا في السبب الذي أوصل هذه الأمة إلى ما وصلت إليه نجده جليًّا لكل ذي بصيرة وبصر.. وبإيجاز هو البعد عن الكتاب والسُنة المطهرة تحكيمًا ومنهجًا وسلوكًا.. واتباعًا..
إذًا فلا غرو أن تصبح أمتنا في هذا الوضع المأساوي الذي ينم عن مدى الهوان وشدة الوهن.
فلو رجعنا إلى ماضي هذه الأمة فسنجده عنوان العِزة والتمكين وماضينا حافل بالغلبة والاستمساك بالحبل المتين حيث الأمن والأمانة والعدل والسلطان فقد كانت الجبل الذي لا تنال ذروته والسيف الذي لا تخطئ ضربته يوم أن كان سندها كتاب الله وسُنته.
أما في وقتها المعاصر الحاضر فهو حقًا لماضيها مغاير قد انتزع الرعب من قلوب أعدائها وأضحت السطوة بأيدي خصومها حتى أنهم عقروها في عقر دارها...!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم انظر نظرة فاحصة بشكل سريع على محیط جسد هذه الأمة الكبير تجده بوضوح وجلاء جسدًا مثخنًا بالجراح ففي كل عضو منه طعنة وفي كل زاوية صرخة وفي كل بقعة آلام وأحزان وبقايا جراحة...؟!
عدد سكان الأرض من المسلمين يعد بالملايين فلا تجد لهم كلمة موحدة ولا قرارًا مؤثرًا، بل ليس لهم في المحافل الدولية أدنَى تأثير بل هم الجانب الأضعف واليد السُّفلى، هم غثاء كما أخبر سير الرسل والأنبياء عليه الصلاة والسلام وهم كما قال الدكتور العشماوي.. ملياركم لا خير فيه كأنما.. كتبت وراء الواحد الأصفار..
أخوكم
خالد بن سليمان الوايلي
السعودية – الزرقاء
ردود خاصة
● الأخت/ أم قتيبة - السعودية - القصيم
وصلتنا رسالتك الأخيرة بعنوان «وحيل بينهم وبين ما يشتهون» كما وصلتنا من قبل العديد من مقالاتك ورغم ما فيها من سلامة الفكرة وصدق العاطفة إلا أن الحماسة والاندفاع يُعَرِّضُنَا للكثير من الحرج لذلك وحرصًا منَّا على الاستمرار في أداء واجبنا نرجو مزيدًا من الهدوء والتأني في كتابتك لأن الهدف يبقى هو الخير والإصلاح وليس التجريح وتوسيع الهوَّة.. وبانتظار رسالة جديدة نتمنى لك التوفيق والسداد مع ذكر الاسم الكامل إن أمكن.
● الأخ/ كوني أسوف.. كون يغوار
عنوان وزارة الدفاع هو:
ص. ب: ۱۱۷۰ الصفاة ۱۳۰۱۲ دولة الكويت.
● الأخت/ نوارة بنت أحمد العثمان السعودية - الدمام
موضوع ظهور المرأة على المسرح - الرأي فيه لأهل العلم وليس لهذا الكاتب وذلك الأديب وما نشر هو وجهة نظر خاصة وليس من الضروري أن تكون هي وجهة نظرنا في المسألة وعندما يُجمع العلماء على رأي فهو رأينا الذي نتبناه وندافع عنه.
● الأخ/ عبد العزيز بن محمد الربيش - السعودية - بريدة
نشكر لك اهتمامك بمواضيع المجلة كما نشكرك على اقتراحاتك الجيدة التي نرجو أن نتمكن من الأخذ بها.. وختامًا نرحب بمشاركتك في عرض الكتب الجديدة أو المفيدة.. بارك الله جهدك الطيب ووفقك لما يحبه ويرضاه.
● الأخ/ أبو أسامة الحارثي.. السعودية - الظهران
وصلت رسالتك التي تضمنت بعض المساهمات التي ستأخذ طريقها إلى النشر إن شاء الله أما تأخر المجلة فيكون لأسباب قاهرة خارجة عن إرادتنا نأمل أن تتذلل العقبات وتزول الموانع التي تحول دون وصول المجلة في الموعد المحدد.. وعن كيفية الاشتراك يمكن إرسال المبلغ مع طلب الاشتراك.
● الأخ/ مبارك عبد الله الحودي - السعودية - القصيم
نعم نرحب بتساؤلات القرَّاء الأعزاء ويحق لك أن تسأل ويصلك الجواب بالشكل المطلوب إن شاء الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلبرقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
112
الثلاثاء 31-مارس-1970