العنوان بريد وآراء القراء (352)
الكاتب صالح الراشد
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1977
مشاهدات 11
نشر في العدد 352
نشر في الصفحة 49
الثلاثاء 31-مايو-1977
حول مقالة المسلم السياسي
كتب لنا الأستاذ صالح إبراهيم سعداوي المرشد الاجتماعي بسلطنة عمان بمدرسة الصلت بن مالك الإعدادية كتب لنا ناقدًا المقال الذي نشرناه في العدد ٣٤٥ في المجلة بعنوان «المسلم السياسي» بقلم الأستاذ محمد الحمداوي إذ أنه أبدى ملاحظات عامة دون تفصيل القول فيما ذهب إليه والرد عليه باختصار:
- بصدد ما ذكرته عن الإخراج بصفحتي ٢٦ و۲۷ باللون الأحمر هذا المقال فأنت محق في ذلك ونأخذه لاعتبار ما أمكن
- عدد صفحات المقال بهذا الحجم حيث تبلغ ست صفحات قد يكون ذلك مسيئًا، حتى لو كان وصفها مقدمة إذ قد تكون تفصيلات لذات الموضوع جاءت في المقدمة أم لا. وإنما المأخذ يكون في كونها مفيدة.
- ما نقدته من تعبيرات الكاتب ثم توضح فيه التفصيل ولو أننا نتفق معك في صحة المأخذ من مقابلة وثيقة حقوق الإنسان بجانب ما أمر الله به، أما سؤالك عن رتبة الرجل العلمية فهي تقاس من أسلوب الكاتب نفسه. هذا ما ذكر الأستاذ السعداوي حول هذا المقال، وأبدى وجهة نظر أخرى حول المجلة وهي أنها في بعض الأعداد تصطبغ بالصبغة المحلية مع كونها إسلامية كعددي ٣٤٥ - ٣٤٦ مثلًا والحقيقة المجلة إسلامية، ولكن لا بد أن تهتم بالشئون المحلية من وجهة النظر الإسلامية كما أن هذه الصيغة لا تغطي على المجلة وإنما هي جزء منها وختامًا نشكر الأستاذ الكريم على هذه الآراء ونرحب بكل ما لديه والله الموفق.
خطأ جريدة الأنباء في الاستشهاد
جاءتنا بعض الرسائل ناقدة وبحدة جريدة الأنباء لما نشرته في ملحقها الأسبوعي رقم ٤٩ الصادر في الأربعاء ٢۷ - ٤ - ٧٧ ومن ضمن هذه الرسائل رسالة كتب معلقها قائلًا: - من صور الإساءة إلى القرآن - وأرفق ما نشرته الجريدة وهو عبارة عن صورتين لممثلة كافرة فاجرة إحداها قبل أن تصاب بالجنون و صورتها شبه عارية وكان الاستشهاد تحت الصورة بقوله تعالى ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ (التين:4) والصورة الثانية وهي مجنونة وكتب تحتها ﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ (التين:5) وهذا في الحقيقة من أشد الخطأ والجهل بمعاني الإسلام وتوقير واحترام کتاب الله سبحانه ونوجه النصح إلى الجريدة في أن تدقق النظر في مثل ذلك، كما نوجه النصح إلى الرقابة في أن تنتبه لمثل ذلك، مع شكرنا الجزيل للأخوة الذين وافونا بهذا الخبر.
- الإخوة الذين يطلبون رسائل نرسل إليهم إن شاء الله ومنهم من أخبرنا بأنه لم تصل إليه وشعر بأننا لم نلب طلبه والحقيقة غير ذلك. فنحن نقدم ما أمكن لإخواننا القراء.
آراء لصفحات جديدة
يطرح الأخ عبد الله عبد الرحمن الصقير من القصيم بعض الآراء لصفحات جديدة يرى أن وجودها عامل مفيد للقراء منها صفحة خاصة بالطب أو العلوم بشكل عام، وهذه حقًا مفيدة خطة المجلة بوضعها الحالي وربما المستقبل بجانب الهدف الذي تسعى إليه ربما لا تمكنها من القيام بذلك، أما صفحة الشعر فهذا ننشر ما نراه محققًا للفائدة وقد نرى نشره مرة أخرى في باب مستقل هو «الأدب» وهذا كما ذكرته أيضًا يحتاج إلى جهد نحن نسعى فيه الآن وعسى أن يتحقق بالصورة المرجوة أما صفحة الأسرة فعسى أن تنشر في هذا العدد أو الذي يليه، أما وجهة نظرك بالنسبة للصورة المنشورة في المجلة بأن تكون غير ذات أرواح فيا أخي الكريم مع كبير تقديرنا لك ولهذا الرأي إلا أن المجلة ذات خلاف كبير ونحاول الأخذ بالأحوط قدر الاستطاعة إلا أن رأينا في هذا الموضوع عسى أن لا يكون محل مخالفة شرعية، هذا ونشكرك على هذه الآراء وعلى استعدادك لبذل ما تراه من الخير وهذا شأن المسلم مع إخوانه ونسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين التوفيق والسداد.
المدينة المنورة
إلى قادة الأمة وأصحاب الشأن، اتقوا الله في أنفسكم فوالله ما لكم من دونه من وال ينصركم إذا خذلكم الأعوان، ووالله ما لكم ملجأ غیره تلوذون به إذا تكاتف عليكم الأعداء، والله ما لكم مفر تفزعون إليه إذا طلبكم الله.
واتقوا الله في هذه الأمة التي ولاكم الله شأنها فوالله لتسألن عنها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولن يكون السؤال من أجل إحصاء عددها، ولا من أجل ملء بطونها، ولا من أجل حماية أرواحها ومالها فحسب وإنما من أجل دينها الذي هو دينكم، ومن أجل أخلاقها التي هي أخلاقكم.
إن أمتكم تتلقى في كل يوم صدمات عنيفة مقصودة يراد بها زحزحتها عن معتقداتها وقيمها الإسلامية وإن شدة هول تلك الصدمات يأتي من كونها بطرق معظمها رسمية الأمر الذي يفرضها على الأمة فرضًا.
إن المسئول عن هذه الصدمات، التي تنهك الأمة فكريًا وخلقيًا هم حكامها، وقادتها، وأصحاب الرأي فيها.
إن الله ليس بحاجة إلى البشر من أجل أن يصالحهم على بعض الحلول الجزئية فإذا كان البشر يرضون ببعض حقهم فإن الله لا يرضى من عباده إلا بحقه كله، ومن حق الله أن لا يعصى أمره ومن حق الله أن لا تنتهك محارمه ولقد عصى أمره وانتهكت محارمه وبطرق رسمية ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾(النور:63). إن من أعظم ما يرتكب الإنسان استباحته لمحارم الله، وإن من محارم الله التي حرمها على عباده بنص الكتاب والسنة وإجماع علماء المسلمين بروز مفاتن المرأة الأجنبية واختلاطها بالرجال وخلوتها بهم ومع هذا التحريم الصريح فقد أبيحت هذه المفاتن رسميًا مجاراة للنظم الدولية وتنكبًا للشريعة الإلهية. فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
أسمعوا هذه التوجيهات الإلهية ثم قارنوا بينها وبين التوجيهات الشيطانية يقول الباري جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ (الإحزاب:59) ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ (النور:31)، ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ (الأحزاب:53) ومع أن هذه النصوص صريحة في تحریم بروز مفاتن المرأة فإن المضيفات في الخطوط الجوية والممرضات في المستشفيات الحكومية والسكرتيرات في المكاتب الخاصة يعرضن مفاتنهن عرضًا وهي مخالفة صريحة لأمر الله ورسوله لأنه لا شيء خاف من الزينة يكشف أجزاء الجسد وغير ذلك من الحركات المحرمة شرعًا بأمر الله عز وجل ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾ (النور:31).
أما التوجيهات الشيطانية فهي أنه يجب أن نجعل في خطوطنا الجوية فتيات صغيرات جميلات متجملات لعدة أسباب منها:
- مجاراة للدول اللادينية. وصدق رسول الهدى صلى الله عليه وسلم القائل: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
- حتى لا نُتهم بأننا رجعيون نتمسك بالتقاليد البالية.
- حتى نرغب الركاب في خطوطنا لیزداد دخل مؤسساتنا ولو على حساب استباحة حرمات الله.
- حتى ندخل البهجة والسرور على الركاب والمرضى وأصحاب الأعمال ولو بالحرام. وصدق الله العظيم القائل في كتابه الحكيم ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:268).
إن الذين كان معظمهم لا يشبع من شريح السمك ولا من التمر البالي. ولا من الخبز الناشف، ما كان ينبغي لهم أن يقابلوا نعم الله بانتهاك محارمه والإعراض عن أوامره. إن هذا الأمن الذي استتب في معظم المجتمعات، وهذه الخيرات التي تفجرت بها الأرض لن تدوم إلا بشكر الله عز وجل، وشكر الله لا يكون إلا بامتثال واجتناب نهیه ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (النور:63).
ليتذكر الذين يريدون أن يرضوا الناس بسخط الله قول النبي صلى الله عليه وسلم «من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
يا قوم اتقوا الله في أنفسكم. واتقوا الله في أمتكم، واتقوا الله في بلدكم فو الله لن يفلت منه متمرد على أوامره مستخف بشرعه، ووالله لن يفلح من شارك في ذلك أو رضي به.
مرزوق بن محمد الدوسري
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل