; بسرعة | مجلة المجتمع

العنوان بسرعة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-يناير-1975

مشاهدات 24

نشر في العدد 233

نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 21-يناير-1975

بسرعة كثير من الناس الذين قرءوا ما كتب عن مملكة حمزة البسيوني في السجن الحربي بمصر يتساءلون: هل يمكن أن تمتهن كرامة البشر بمثل هذه الاساليب الشاذة؟ لا بد أن في سرد الوقائع مبالغة، وجنوح، وخیال. والذين يشكون في صدق هذه المعلومات طيبون، يقيسون الأمور بما فطروا عليه من حب للخير، واستعداد لبذل وتقديم المساعدة لكل محتاج. وهم مع ذلك مؤاخذون لأن الدنيا.... بالذل والاستعباد والتسلط، وهؤلاء الناس في منأى عن واقع الحياة، ويشكون بما هو واقع وحقيقة. لهؤلاء الطيبين نقول: أسألوا عن مذبحة «ليمان طره» عام ١٩٥٩ التي أُستشهد فيها أكثر من عشرين داعية من دعاة الإسلام؛ لأن سجينًا رفع صوته بوجه السجان الذي رآه يمتهن أمه التي جاءت تزور ابنها، وعدد المعتقلين جاوز الأربعين ألفًا، عاشوا سنوات تنفخ أجسامهم حتى ترى في شكل «البالون»، وتضغط «العروسة» -وهي آلة تعذيب اخترعتها العبقرية الشيوعية- على الواحد منهم حتى يتمنى الموت، ويجلس السجين على آلآت كهربائية يهتز من هولها قلبه، ناهيكم عن خدمة كلاب البسيوني، وهنيئًا لمن يناله شرف خدمة الكلاب من أطباء ومدرسين ومهندسين، وعن الحرب النفسية التي أجهزت على عقول مئات من البشر. مهلًا يا أخي: هل تظن أن هذا اللون من التعذيب ليس له وجود في العواصم العربية والإسلامية اليوم؟ الحقيقة أن أعدادًا كبيرة من الدعاة إلى الله هي رهن السجون في عدد من العواصم العربية اليوم. مضى عليهم سنوات، وليس لهم من ذنب إلا أن آمنوا بالله العزيز الحميد، وقالوا: دستورنا القرآن ونحن فداه. فأهلهم لا يعرفون عنهم شيئًا، وقد فقدوا بسجنهم الرجل الذي يقدم لهم لقمة العيش، وإن كان الله لا يتخلى عنهم، ولا هم يقدمون الى محاكمة، ويتاح لهم الدفاع عن أنفستهم. وهؤلاء الدعاة سجنوا في ظل قانون يبيح للسجان أن يترك الكلاب المفترسة تنهش امرأة مسنة مسلمة «كزينب الغزالي»، وقد نقل شاعر مسلم كان نزيل السجن الحربي وصفًا لهذا القانون على لسان حمزة البسيوني الذي تعود أن يخطب في السجناء: إني أنا القانون أعلى سلطة من ذا يحاسب سلطة القانون من منكم أحبيته فبرحمتي وإذا أمت فذاك ملك يميني الغريب يا أخي إنه إذا سجن حفنة من الشيوعيين اهتزت لسجنهم موسكو وبكين، وتضطر السلطات مرغمة للإفراج عنهم. وإذا سجن عميل غربي تداعی لسجنه سادته في واشنطن ولندن وباريس حتى يتم الإفراج عنه. والذين يسجنون ويشردون ويعذبون ولا يجدون من يدافع عنهم هم الدعاة إلى الله، وهم اليوم رهن المعتقلات في عدد من العواصم العربية، ولا نعذر بعد ذلك الذين يستبعدون تعذيب البشر فليتحققوا وليسألوا، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. إن عددًا من العواصم العربية تنشغل عن مراقبة العدو الصهيوني بمراقبة مواطنيها والتضييق عليهم وكبت أنفاسهم، وتنشر جوًا من الذعر لا يأمن فيه الأخ من أخيه، ولا الزوج من زوجته، وهذه الأنظمة بالذات هي التي خرجت كوهين وباروخ نادل. النادي البحري لمَ ينشأ لهذا: وزع النادي البحري الرياضي الكويتي -لجنة الزوارق الشراعية- بطاقة دعوة لحضور حفل عشاء راقص في مطعم لؤلؤة المرزوق. وطبيعي أنه ليس من أغراض النادي البحري التي أُنشيء من أجلها تقليد الغرب المتدهور اجتماعيًا واخلاقيًا في حفلاته الراقصة والماجنة. ولا يستطيع أحد بأن ينفى ويقول: إن هذه الدعوة لحضور حفل راقص لا تمثل خضوعًا للغزو الاجتماعي الغربي؛ ذلك أن البيئة الكويتية المسلمة لا تعرف هذا الانحلال ولا هذا الابتذال. إن أمريكا التي تحاربنا وتهددنا قررت أن تحول المجتمعات العربية إلى مجتمعات عميلة للحياة الأميركية في الخلق، والذوق، والسلوك، فكيف لا ينتبه النادي البحري لهذا الهجوم الأميركي الواضح؟ وما ننكره على النادي البحري ننكره على لؤلؤة المرزوق، لقد أنعم الله عليكم بالمال حتى أقمتم هذه العمارات الضخمة، فهل من شكر النعمة أن يعصى الله، ويقابل فضله بمقارفة الآثام؟ إنكم مسؤولون أمام الله عن هذه الأوضاع.
الرابط المختصر :