; بصراحة- لكي لا تكون الكويت لبنان آخر!! | مجلة المجتمع

العنوان بصراحة- لكي لا تكون الكويت لبنان آخر!!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 18-أغسطس-1978

مشاهدات 12

نشر في العدد 408

نشر في الصفحة 11

الجمعة 18-أغسطس-1978

أحداث لبنان الدامية باتت حديث الناس ... مجازرها تدمي قلوبهم ... وضحاياهم تعصر أفئدتهم.. الأخ يقتل أخاه برصاص غادر ... ماذا ننتظر بعد هذا؟ لقد اختلف النقاد والمحللون السياسيون في تفسير الأزمة والمخاض العسير الذي يعانيه لبنان ... كلٌّ يفسر بزاويته الخاصة والضيقة -أقول الضيقة- نعم، لأنهم نسوا أو تناسوا أن ما يجري في لبنان هو غضب من الله سافر وسخط جلي ... أين هم فيما حللوا من قول الله تعالى ﴿إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ (الإسراء: 16) ... صدق الله العظيم ... نعم أيها القارئ الكريم أدعوك أن تتأنى قليلًا لتقرأ الآية السابقة كلمة بكلمة ... ألا ترى أن لبنان كان يرزح تحت نير الفساد؟ أنا لا أقول ذلك تجنيًا ولا تهجمًا على لبنان ... ولكنها الحقيقة ... المرة ... وكان نتيجة ذلك الفساد أن صدق قول الله العظيم -﴿فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾- ... وما تطالعنا به الصحف صباح كل يوم لخير شاهد على ذلك ... أنا لا أريد أن أستعرض أوضاع لبنان، فلست بمحلل سياسي ولا شيء من هذا القبيل .. إنما ما يهمني كمسلم ويهم كل إنسان مسلم صالح غيور على أمن وسلامة هذا البلد ... هو الخوف الدائم من المصير الذي ستلاقيه بلدي الكويت بما هي عليه من بعض الأوضاع الفاسدة ... أقولها بكل أمانة وصراحة ... لا تستبعد أن يحل غضب الله تعالى في أية لحظة كما حل غضبه بلبنان ... فأصبح عاليها دانيها ... فالترف الذي ينعم به البعض هذا في الكويت دون وجه حق هو فسق وما أكثر أوجه الفسق في بلادي والعياذ بالله ... أصبح البعض يجاهر بشرب الخمر ويعده من الرجولة والشجاعة. بل والله وأصدقكم الحديث لقد سمعت إحداهن وهي تقول بكل صفاقة وجه -أكو أحد ما يشرب الجنى ... وبات البعض يقضي الليالي الحمراء في المزارع وسط ساقطات خلعن ثوب الحياء ... وأضحت الرشوة والواسطة والتعامل بالربا هي أسس معاملات البعض، وأجهزة الإعلام وأخص التلفاز أصبح بما يقدمه من مسلسلات فاجرة ولجان ما يسمى -بالترويح- بما تجلبه من فرق خليعة ... هذه أصبحت أداة فعالة لنشر الجرائم اللاأخلاقية في البلد، فما الذي سنجنيه بعد هذا الفسق إلا أن تكون الكويت لبنان آخر جزاءً وفاقًا بما كسبت أيدينا ... إن الكويت كانت وما تزال ينعم أهلها ومن يفد إليها بالهدوء والطمأنينة والأمان.

أنعم الله عليها بذهب أسود قلب حياتها رأسًا على عقب بعد شظف من العيش وحرمان، وكما نرى نحن اليوم يأتينا الرزق من كل مكان ... ولكن للأسف الشديد بدلًا من حمد هذه النعمة ... كفر البعض بها، وما أشبه حال الكويت اليوم بقول الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ (النحل: 112) -صدق الله العظيم- اللهم إني أدعوك أن تحفظ هذا البلد وأهله وتحميه من عبث الفاسدين الفاسقين ... وترزق هذا البلد رجالًا يقومون ما اعوج من أوضاعه ... اللهم نجنا من الجوع والخوف اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم ارحمنا ولا تسلط علينا غضبك وسخطك فإن غضب إن نزل بقوم فلا راد له، وأخيرًا إنني أدعو كل مسئول حي الضمير في هذا البلد غيور على دينه وأهله فأقول له إن لي مأربًا ومرادًا من مقالتي هذه أوجزها بجزء من حديث شريف طويل يقول فيه عليه أفضل الصلاة والسلام: «وما لم يحكم أئمتهم بما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم» ... والله من وراء القصد.

 

الرابط المختصر :