; بلا حدود- المندوب السامي الأمريكي | مجلة المجتمع

العنوان بلا حدود- المندوب السامي الأمريكي

الكاتب أحمد منصور

تاريخ النشر الثلاثاء 22-فبراير-1994

مشاهدات 14

نشر في العدد 1089

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 22-فبراير-1994

لم يكن قرار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في ١٨ يونيو ١٩٩٣ بتعيين إدوارد دجرجيان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل خلفًا للسفير وليم براون إبتداء من يناير ١٩٩٤م مجرد قرار عادي، فمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل هو أحد أرفع المناصب في وزارة الخارجية الأمريكية نظرا للعلاقة الخاصة التي تربط واشنطن مع تل أبيب وتنامي هذه العلاقة بشكل بارز خلال الفترة الأخيرة حيث أصبح اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لا يتدخل في اختيار وتعيين السفير الأمريكي لدى إسرائيل فحسب بل أصبح يتدخل في تعيين أي مسئول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية ولعل ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية من تدخل صهيوني في اختيار وزير الدفاع ونائب وزير الخارجية الأمريكي يؤكد ذلك الأمر.

اختيار دجيرجيان لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل لا يعتبر تقليلًا لشأنه أو مسئولياته بصفته كان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا وكان مع اليهودي دينيس روس أبرز اسمين يتردد صداهما فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعمليات التسوية القائمة، وإنما يعتبر ترفيعًا له كما جاء على لسان دجيرجيان نفسه لدوره ومسئولياته في المنطقة حيث انتقل مكتبه من واشنطن إلى تل أبيب ليقوم بالإدارة الفعلية والتنفيذية لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة أو بالتالي فإن الدور المنوط به أهم وأخطر من دوره كوكيل الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى وجنوب آسيا ولعل إلقاء الضوء على شخصية دجيرجيان وتاريخه يؤكد ذلك.

ولد إدوارد دجيرجيان في نيويورك عام ١٩٣٩ لعائلة أرمينية هاجرت من تركيا وتخرج من جامعة جورج تاون عام ١٩٦٠م وحصل على دكتوراه فخرية من نفس الجامعة عام ١٩٩٢م، وشغل مناصب ومسئوليات مختلفة في وزارة الخارجية الأمريكية ابتداء من عام ١٩٦٣م، وحتى الآن ويعتبر من أبرز الشخصيات الأمريكية الملمة بشئون الشرق الأوسط عين سفيرًا ورئيسًا للبعثات الأمريكية في عدة دول عربية منها الأردن ولبنان والمغرب وفي عام ۱۹۸۸م، عين سفيرًا للولايات المتحدة في سوريا وبدأ من أول يوم لتقديم اعتماده دوره كسر الجليد بين سوريا وواشنطن حيث أفلح في إقامة علاقات وثيقة ومباشرة بالرئيس السوري وقال للأسد لدى تقديم أوراق اعتماده إنني لم آت للجلوس في بيت فاخر أو لحضور الحفلات وجمع المعلومات من الوسط الديبلوماسي وإنما أفضل الطريقة المباشرة للاتصال والتعامل، وقد كانت هذه البداية في دمشق عام ١٩٨٨م بداية الطريق لما يدور الآن من مفاوضات بين سوريا وإسرائيل، وفي ۳۰ سبتمبر ۱۹۹۱م كان دجيرجيان قد أدى ما هو مطلوب منه في سوريا حيث عاد إلى واشنطن وعين في ٣٠ ٩ ١٩٩١ مساعد لوزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى وجنوب آسيا وكان يحظى بتقدير خاص في إدارة بوش ويتمتع بعلاقات خاصة مع وزير الخارجية بيكر، وحينما نجح كلينتون وأخفق بوش في الانتخابات الأمريكية الماضية كانت أهم نصائح بوش إلى كلينتون أن يحتفظ بدجيرجيان في منصبه وفى يناير ۱۹۹۳ م أصدر كلينتون قرارًا بتثبيت دجيرجيان في منصبه حيث كان التنسيق بين دجيرجيان وبين اليهودي دينيس روس على أروع ما يكون، وخلال العام ۱۹۹۳م كانت خطب دجيرجيان وشهاداته في لجان الكونجرس ومجلس الشيوخ وجولاته في الشرق الأوسط تحظى باهتمام واسع من قبلوسائل الإعلام العالمية وتلقى اهتماما خاصًا من قبل وسائل الإعلام العربية والمسئولين والسياسيين والدبلوماسيين العرب والذي يتمتع دجيرجيان بعلاقات ودية مع كثير منهم، وفي البداية أبدى بعض الدبلوماسيين العرب في واشنطن امتعاضهم من المدح والثناء الزائد الذي يبديه دجيرجيان نحو إسرائيل في خطبه وكلماته وتصريحاته الرسمية إلا أن قرار كلينتون بتعيين دجيرجيان سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل في ١٨ يونيو الماضي أظهر إبعاد ذلك المديح، ويتمتع بجيرجيان بعلاقات خاصة ومميزة مع اللوبي اليهودي في واشنطن الذي قابل قرار كلينتون بترحيب وارتياح كبير، كذلك رحبت إسرائيل على كافة المستويات ترحيبًا غامرًا بالقرار الأمريكي بتعيين لجيرجيان الذي كان يعلق في مكتبه في واشنطن صورة كبيرة للفيلسوف اليهودي مارتن بوبر ويعتبر دجيرجيان الذي بدأ بممارسة مهامه بالفعل هو أولسفير أمريكي في تل أبيب قد شغل نفس المنصب في دمشق من قبل وقد اعتبر دجيرجيان تعيينه سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل تتويجا لمشوار طويل قضاه في السلك الدبلوماسي الأمريكي امتد أكثر من ثلاثين عامًا وقد علق على طبيعة الدور الذي يقوم به في المنطقة بقوله: وكان تاريخي السابق كله كان إعدادا لي من أجل تولي المنصب الجديد، ويتقن دجيرجيان عدة لغات هي الإنجليزية والعربية والفرنسية والروسية والأرمينية، هذه الخلفية الواضحة لشخصية إدوارد دجيرجيان وأدواره المختلفة وعلاقته بإسرائيل والعرب خاصة سوريا تبرز طبيعة المهمة التي سيقوم بها في المنطقة كلها من خلال مكتبه في تل أبيب والتي أوجزها في عبارة واحدة أثناء مناقشته في ١٤ سبتمبر الماضي أمام لجنةالشئون الخارجية في الكونجرس للموافقة على ترشيحه سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل حيث قال: «إن التزامنا بأمن إسرائيل وتفوقها النوعي التزام لا يتزعزع».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 6

نشر في العدد 6

40

الثلاثاء 21-أبريل-1970

كونوا مسلمين!

نشر في العدد 14

33

الثلاثاء 16-يونيو-1970

لِمن تُدق الأجْراس في تل أبيْب؟!

نشر في العدد 5

41

الثلاثاء 14-أبريل-1970