العنوان بمناسبة انقضاء ربع قرن على مجلة »المجتمع« الغراء
الكاتب محفوظ نحناح
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995
مشاهدات 12
نشر في العدد 1142
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 21-مارس-1995
رئيس حركة المجتمع الإسلامي، حماس، في الجزائر
وينقضي من عمر مجلتنا الغراء المجتمع الكويتية خمس وعشرون سنة ربع قرن من الزمن.. وهي مدة قصيرة بشموعها التي أضاءت أرجاء العالم الإسلامي وهمومه والذي يرنو ببصره نحو غده المشرق.
لقد كان لهذه المجلة التي استلت الإعجاب استلالًا من نفوس المحبين والمناوئين للدور البارز في إعلام العالم الإسلامي الذي تابع قضايا المسلمين عن قرب عربًا وعجمًا.. تنمرًا وتذؤبًا وتأسدًا واستنفارًا واستيغاثًا واستنواقًا !! وكنت وما زلت وأنا أقلب صفحات ذاكرتي والمجلة تهوى إلى قلوبنا هوى قلوبنا وأفئدتنا إلى القبلة، ونحن نستنسخ بأيدينا وأيدي أبنائنا الموضوعات المختلفة لتنمية مواهبنا وصقل تجاربنا الدعوية للحفاظ على هويتنا والاطمئنان في السير العاقل للوصول إلى غايتنا بعيدًا عن التعجل الممقوت أو التأخر المزري.
لقد كانت- بحق- منبرًا حرًّا لأهل الرأي الحصيف، ومحرابًا تستجلى فيه لآلىء الحكم، ومنصة للأسد الغضاب وحقلًا مزروعًا بأشهى الطيب، ولقد عرفتها شريحة من شباب الصحوة وأبناء الحركة الإسلامية، وهي كالسفينة تمخر بالجميع صادة عن الإسلام الضربات، وصادة عن فصائل الحركات الإسلامية الهجومات، وجادة في طرحها آداب الإسلام، فقلصت ثغرات القيل والقال، رغم محاولات جرها نحو صراعات وهمية هي في غنى عنها، خصوصًا وأنها ترى البناء الأقوم هو العمل الصالح وعدم الالتفات إلى مصادر التضجير والتيئيس! فارقها أصدقاء، وناوأها خصوم، فما نالوا منها، واتهموها بالتآمر فما زادها ذاك إلا عطاء وألبسوها ألبسة رغبة في تحجيم دورها الريادي فكانت لها ملابسها الفضفاضة فضلا عن لباس التقوى!!
طاقت بكل بلاد المسلمين بيضًا وسودًا وصفرًا، وكشفت المؤامرات، وهتكت نسيج التآمر، وصمدت -بتوازن عجيب- وقت الصدمات واسترجعت عافيتها بأقوى مما كانت عليه قبل العدوان العراقي عليها؛ فلله درها من مجلة!! ولله در القائمين عليها!
لقد تمكنت من فتح الباب على مصراعيه لمناقشة الأفكار الهدامة الوافدة على بلاد المسلمين وأنتجت علما غزيرًا تستحق أن تكون واسطة العقد في الربع الأخير من القرن العشرين.
فتحت صدرها للنقد البناء، وحتى الهدام وكان عليها واجب الرد بالأسلوب الإسلامي الأخاذ الذي يرفض قانون رد الفعل السيئ، وحاورت أعماق الفكر الإسلامي، وجالت بين عقول الحركة الإسلامية جولان الغواصات في أعماق البحار بحثا عن اللؤلؤ والمرجان فكان لها ذلك.
متعها الله بنعمة الجرأة الحكيمة في معالجة مسألة الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، وبلّغت بالحكمة فبلغت المرتبة، حاول استدراجها الشاذ من الفكر والسلوك، فلم تشذ، بل وكانت شذا زكيًّا، ووجهت إليها وإلى القائمين عليها أصابع الاتهام فأجابت عنها نظافتها ويقظتها وفطنتها والتزامها واعتدالها... حضورها واضح مع قضايا المسلمين في كل مكان، وفعاليتها لا يشك فيها إلا حسود أو حقود أو صاحب عقل مسدود!!
مقاومتها للبدع السياسية والدينية أشهر من نار على علم، وصيحتها مدوية في المحافل والمجالس والديوانيات واتهامها بالتخاذل أوضحته مواقف رجالها ومسؤولو التحرير فيها قبل وأثناء وبعد الأزمة، فلا مكان لمن يريد المزايدة عليها باسم الإسلام أو الوطنية أو الديمقراطية.
فمزيدًا من العطاء، ومزيدًا من تحسيس الأمة بمآسيها وتشخيص أدوائها ووصف علاجها، وليكن الشعار خدمة للإسلام وجمعًا بين العاطفة والعقل من خلال إيمان عميق وفهم دقيق، وبعيدًا عن العواطف والعواصف حتى تتوحد التصورات ويحصل الجذب ويزول الجدب، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
المغرب: «العدالة والتنمية» يكسر القاعدة ويفوز بولاية حكومية ثانية
نشر في العدد 2101
779
الثلاثاء 01-نوفمبر-2016
وبعد الانتخابات.. ماذا تقول الجامعة الإسلامية للرأي العام الباكستاني والعالمي؟
نشر في العدد 42
16
الثلاثاء 05-يناير-1971