; وبعد الانتخابات.. ماذا تقول الجامعة الإسلامية للرأي العام الباكستاني والعالمي؟ | مجلة المجتمع

العنوان وبعد الانتخابات.. ماذا تقول الجامعة الإسلامية للرأي العام الباكستاني والعالمي؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يناير-1971

مشاهدات 16

نشر في العدد 42

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 05-يناير-1971

- إن الأحزاب التي فازت يجب أن تعطى لها الفرصة لتعمل، وأن الأمة يجب أن تتاح لها الفرصة لترى إلى أي مدى ستحقق هذه الأحزاب آمالها.

‏‏

فيما يلي النص الكامل للقرار الذي تبنته لجنة العمل المركزية للجماعة الإسلامية التي اجتمعت بلاهور رئاسة أمير الجماعة السيد أبو الأعلى المودودي. ‎‏

‏«بسم الله الرحمن الرحيم»

‏تهنئ لجنة العمل المركزية للجماعة الإسلامية الرئيس الباكستاني الجنرال محمد يحيى خان للوفاء بوعده في عقد الانتخابات العامة في البلاد مكملًا بذلك المرحلة الأولى لإحياء الديمقراطية في باكستان،‎‏ ومما لا شك فيه أن لجنة الانتخاب قد قامت بمهمتها أثناء هذه المعركة الانتخابية بكفاءة، ولكن مما يؤسف له أنه في أماكن كثيرة جدًّا من جناحي الدولة «شرق وغرب باكستان» قد اقترفت مخالفات خطيرة وتصرفات سيئة عديدة على نطاق شاسع بواسطة الهيئة الإدارية التي شُكلت للقيام بعملية جمع الأصوات وفرزها بواسطة المسؤولين عن صيانة القانون والنظام وكذلك بواسطة كثير من الأحزاب والمرشحين المشتركين في الانتخابات،‏ وهناك دلائل عديدة متوفرة على ذلك لا تقبل الشك، وإن تحقيقًا في الأمر لهو ضرورة بدونها ستتزايد استحالة إجراء انتخابات حرة نزيهة في هذا البلد، وعلى الرغم من هذه المخالفات الصارخة فإن هيئة العمل للجماعة الإسلامية ترى أن المنتخبين قد اختيروا بما يتفق من المفاهيم الديمقراطية المعروفة.

وحيث إن الجماعة ذاتها تؤمن بالديمقراطية فإنها تتمسك بالرأي في أن الأحزاب التي فازت في الانتخابات يجب أن تتاح لها الفرصة لتعمل، وأن الأمة يجب أن تتاح لها الفرصة لترى إلى أي مدى ستحقق هذه الأحزاب آمالها.

‏وفي أي نظام ديمقراطي نجد أن نتائج الانتخابات ليست بالشيء الأبدي، فإذا ‎استمر ‏الوضع الديمقراطي في هيئته السليمة حيث تصان الحريات المدنية وحيث تعقد الانتخابات بصورة دورية في البلاد، فإن الفرص ستبقى مفتوحة أمام كل حزب ليحرك مشاعر الجماهير في صالحه، وستبقى الفرص أمام الجماهير أيضًا لتختار حزبًا آخر في الانتخابات القادمة إذا تحققوا من مجموعة معينة قد خيبت آمالهم.

إن الجماعة الإسلامية لتعتقد أنه كنتيجة لهذه الانتخابات فإن الدولة تواجه وضعًا معقدًا بصورة خطيرة،‎‏ فلقد عقدت هذه الانتخابات لتأتي بمجلس يكون مسؤولًا عن وضع الإطار لدستور ‏جديد، ‏إبان فترة طالت لمدة عام من الاستعداد للانتخابات كانت قواعد القانون العسكري التي صيغت لتضع النشاطات الانتخابية في إطارتها السليمة،‏ والتي كانت قد تستطيع فعلًا أن تحقق جوًا من العدل والنزاهة للانتخابات، كانت قد وضعت على الرف ولذلك فقد فشلت في تحقيق أهدافها وغاياتها ويتضح ذلك جليًا في أن الحزبين اللذين كسبا الانتخابات بأغلبية ساحقة كانت لهما صورة إقليمية كاملة ولم يستطع أي منهما أن يكسب مقعدًا واحدًا من الآخر في الجناح المناظر من الدولة وزيادة على ذلك لم يكن بينهما أية مفاهيم مشتركة على الإطلاق.

وإن المسؤولية تقع على هذين الحزبين وفي النهاية على الرئيس الباكستاني ليعطي للدولة دستورًا يضمن لها شخصيتها الإسلامية ويحافظ عليها وعلى وحدتها وتضامنها ويحافظ على الديمقراطية، فإذا نجحوا في تحقيق هذا الهدف فإن الجماعة ستكون أول المهنئين لهم ولن تتردد أبدًا في التعاون معهم، ولكن إذا فشلوا في إعطاء الدولة هذا القانون فإن الجماعة ستستمر في نضالها كما كانت حتى الآن لبناء الدستور على الخطوط الصحيحة السليمة وسوف تتعاون مع أي مجموعة تضع هذه الغاية نصب أعينها.

وعلى الرغم من أن الجماعة لم تكسب إلا عددًا قليلًا من المقاعد في هذه الانتخابات لا يكاد يذكر فإن الأمر لم يكن على الإطلاق ذا بال أو مسببا لقلق لها، فإن الجماعة الإسلامية ليست حزبًا هدفه الوحيد هو فقط خوض المعارك الانتخابية، وإن الاشتراك في مثل هذه المعارك لا يمثل إلا جانبًا صغيرًا من نشاطاتها وبرنامجها الشامل، وبفضل الله تعالى فلقد عملنا وبكفاءة حقيقية لسنوات وسنوات ولم يكن هناك أحد يمثلنا في أي من المجالس النيابية، وبالمثل فإن عددًا متزايدًا أو متناقصًا من المقاعد في مثل هذه المجالس ليس بالأمر ذا الأهمية الكبرى بالنسبة لنا.

إن الشيء الهام بالنسبة لنا هو أنه في هذه المعركة الانتخابية التي دامت طوال العام المنصرم نشرنا رسالتنا للملايين من الناس وسجلنا تأييد العديد منهم لصالح هذه الرسالة التي زاد تأثيرها بصورة ملحوظة في التجمعات البشرية في معظم المناطق المدنية والريفية، وإن أي إنسان صوّت إلى جانبنا في هذه الانتخابات لقد قام بذلك بعد الموافقة على الأسس والمبادئ التي تقدمنا بها وليس فقط على الوعود الخادعة التي لا يمكن تحقيقها.

إننا نعتقد أنه بعون الله تعالى وبالتعاون الجاد للأعداد الهائلة من الناس الذين سجّلوا أنفسهم عاملين لدعوتنا في هذه الانتخابات فإن مجال نفوذنا ورسالتا سيتسع أضعافًا كثيرة في السنوات القليلة القادمة.

‏وإن الهيئة العاملة للجماعة لتشكر كل الرجال والنساء والفتيان والفتيات الذين عاضدوا الجماعة في الانتخابات وصوتوا إلى جانبها وقدموا الكثير من التضحيات في الوقت والجهد والمال في سبيل إنجاحها ولعل الله يجزيهم على ذلك خيرًا ويبارك جهودهم.

‏ولسوف تعطيهم الجماعة برنامجًا جديدًا ليسيروا به قدمًا بروح متجددة وعزم شديد وانطلاق أكبر وأشمل لتحقيق الهدف المنشود لتثبيت نظام إسلامي حق في البلاد، مناهضين كل ظلم واستغلال وعاملين من أجل مصلحة وسعادة وخير الجماهير، وندعو الله تعالى أن يستمر هؤلاء العاملون معنا في مواصلة جهودهم بإخلاص وإنكار للذات من أجل أهداف آمنوا بأنها العدل والحق.

أذيعت للصحافة بواسطة

توقيع

سكرتير الإعلام للجماعة الإسلامية بباكستان

الرابط المختصر :