; «بناء الإنسان قبل بناء الأحجار».. | مجلة المجتمع

العنوان «بناء الإنسان قبل بناء الأحجار»..

الكاتب سامح أبو الحسن

تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016

مشاهدات 14

نشر في العدد 2100

نشر في الصفحة 8

السبت 01-أكتوبر-2016

رئيس قطاع أفريقيا بالرحمة العالمية سعد العتيبي:

«بناء الإنسان قبل بناء الأحجار»..

شعارنا في العمل الخيري

أكد سعد العتيبي، رئيس قطاع أفريقيا في الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي، أن القائمين على المشروعات التنموية للرحمة تجاوزوا الإطار التقليدي من بناء المساجد وحفر الآبار وتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة، إلى وضع خطة إستراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المجتمع في التربية والتعليم والصحة.

وأضاف العتيبي في حواره لـ «المجتمع» أن القارة الأفريقية تحتاج إلى ثلاثة محاور أساسية؛ أولها: التعليم، وثانيها: الصحة، وثالثها: التنمية، وهي معادلة ثلاثية سعت الرحمة العالمية إلى تحقيقها، مؤكداً حرصها على إرساء دعائم الشراكة المجتمعية مع كافة مؤسسات العمل الخيري؛ بهدف تقديم خدمات إنسانية ونبيلة للمجتمعات بكافة شرائحها.

 بداية، لكم فلسفة خاصة في العمل الخيري والإنساني.. حدثنا عنها.

- «بناء الإنسان قبل بناء الأحجار» هو الشعار الأساسي الذي تسعى الرحمة العالمية إلى تحقيقه؛ فلم يعد العمل الخيري قاصراً على تقديم سلات غذائية أو حفر آبار أو غيرها من تلك الأعمال الإنسانية والتي لا غني عنها أيضاً في ظل وجود الأزمات التي تعصف ببعض الدول كأزمة الصومال الأخيرة وفيضانات السودان وغيرها، بل إن العمل لدينا أصبح يعتمد بشكل أساسي على بناء الإنسان؛ لذلك قمنا بإنشاء المشروعات التنموية والتعليمية والصحية والمجمعات التنموية والتي تميزت بها الرحمة العالمية، وحازت من خلالها على جائزة أفضل المبادرات المجتمعية من جمعية السنابل الخيرية في البحرين، كما أننا لدينا رؤية نسعى لتحقيقها؛ وهي أن تكون الرحمة العالمية المؤسسة الخيرية الأهلية الرائدة في العالم العربي، ولدينا خطة عمل إستراتيجية لأربع سنوات، نسعى لتحقيقها سنوياً بخطط تشغيلية تتضمن أهدافاً عديدة في اتجاهين:

الاتجاه الأول: رفع كفاءة أداء العاملين في الرحمة والارتقاء بآليات العمل وفقاً لمعايير العمل المؤسسي.

والاتجاه الثاني: المشروعات الخيرية التي نخطط لتنفيذها في العديد من البلدان حسب الأولويات التي وضعناها.

 المجمعات التنموية لها دور كبير في بناء الإنسان وهو الهدف الذي تسعون إليه.. فماذا قدمت الرحمة العالمية في هذا الجانب

- مجمعات الرحمة التنموية لرعاية الأيتام تساهم في تغيير مفهوم كفالة الأيتام وطلاب العلم من مجرد إطعام الأفواه فقط إلى الرعاية الشاملة والتنمية الحقيقية، حيث تتلخص فلسفة جمعيتنا في تحصين اليتيم منذ الصغر ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه، فيخرج اليتيم من مجمعات الرحمة العالمية ليساهم في تنمية المجتمع، فالقائمون على هذه المشروعات التنموية تجاوزوا الإطار التقليدي من بناء المساجد وحفر الآبار وتقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة، إلى وضع خطة إستراتيجية شاملة وواضحة ترسم احتياجات المجتمع في التربية والتعليم والصحة، وحسن استخدام الموارد المتاحة للمساهمة في التنمية الشاملة المستدامة في البلاد.

 هل يمكن توضيح ذلك بأمثلة عملية

- لنأخذ مثالاً على مجمع الرحمة التنموي لرعاية الأيتام في جيبوتي، حيث يعد مشروعاً رائداً ونموذجاً مشرقاً للتنمية الاجتماعية المنشودة في البلاد، وذلك بما يرسخه من معانٍ إنسانية سامية، وما يجسده من مظاهر راقية للتضامن العربي من خلال التخطيط الهندسي الفريد والتوزيع السليم لوضعية المباني، والطرق الرئيسة والفرعية التي تربط أطراف المجمع بتناغم فني رائع، والساحات الخضراء بحدائقها المتدرجة التي تغطي المكان؛ وهذا أحد العوامل المؤثرة التي جعلت الجميع يقف في انبهار أمام هذا المشروع العملاق.

كما أن مجمع الأيتام في جيبوتي يكتسب قيمته الأخلاقية والأدبية من ذاته الطيبة؛ فمن أهدافه الإنسانية السامية تقديم الرعاية اللازمة لـلمئات من أبنائنا الأيتام المحرومين، وانتشالهم من بيئات التخلف والأمية والمرض والفقر، وتأهيلهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع تساهم في صناعة مستقبل الوطن، وقد صُمِّم هذا الصرح الفريد (دار الأيتام) تصميماً حديثاً ومتطوراً بعيداً عن التقليدية لـيلبي كافة احتياجات أبنائنا الأيتام النفسية والصحية والتعليمية وغيرها، ويعد مجمع الرحمة التنموي في جيبوتي اليوم من المظاهر الحضارية الراقية للتضامن العربي، ومعلماً بارزاً يُجَسِّد إحساس المؤازرة والتعاطف الإنساني في البلاد. 

 لكن كيف تتم تغطية الميزانيات التشغيلية لمثل هذه المشروعات الضخمة

- تقوم الرحمة العالمية بعمل مشروعات استثمارية مثل مستشفى الرحمة في جيبوتي الذي نقوم فيه بعلاج الأيتام والمحتاجين بالمجان، لكن في الوقت نفسه نقوم بعلاج القادرين فيه بمبالغ مالية، نقوم من خلالها بالصرف على تلك المجمعات، كما أننا لدينا العديد من الورش الحرفية أيضاً التي تقوم بإنشاء العديد من الأدوات والتي تساهم أيضاً في تغطية مصروفات تلك المشروعات.

 هل هناك إمكانية لعمل شراكات مع مؤسسات خيرية لبناء مثل هذه المجمعات التنموية

- الرحمة العالمية حريصة على إرساء دعائم الشراكة المجتمعية مع كافة مؤسسات العمل الخيري؛ فلدينا العديد من الشراكات مع الهيئة الخيرية الإسلامية، وبيت الزكاة، وجمعية النجاة الخيرية، بالإضافة إلى العديد من الفرق التطوعية، كما أن لدينا العديد من الشراكات على الصعيد الخليجي مع مؤسسات مثل قطر الخيرية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر، وعلى الصعيد الدولي لدينا شراكة مع «اليونيسيف»، والأمم المتحدة، وغيرها من المؤسسات الدولية.

 هل هناك مشروعات تقوم عليها الرحمة العالمية الآن تعزز هذا الأمر

- لدينا العديد من المشروعات الإستراتيجية في أفريقيا؛ ففي السودان لدينا مجمع دار الخير التنموي، ومجمع دار الخير في كسلا هو مجمع تنموي متكامل يلتحق به اليتيم منذ الصغر إلى أن يدخل المدرسة الابتدائية، ومن ثم المتوسطة فالثانوية والتعليم الفني؛ فهو يساهم في تأهيل اليتيم ليعتمد على نفسه، بالإضافة إلى أنَّ المجمع سيهتم بالأنشطة المختلفة الدينية والرياضية، وهو بحق أحد المشاريع الضخمة الخيرية التي تنشأ على أرض السودان، وهو من المشروعات التي حرصنا فيها على الشراكة مع المؤسسات الخيرية؛ لذا فهذا المشروع يأتي بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وفريق رحماء.

كما أننا بصدد إنشاء مستشفى المخ والأعصاب في جيبوتي، وهو من المشروعات الخيرية الإنسانية الضخمة، التي جاءت بناء على دراسة قام بها قطاع أفريقيا في الرحمة العالمية من خلال فريق من الاستشاريين، نظراً للحاجة الماسة له في القرن الأفريقي لخدمة المواطنين وأهل المنطقة؛ حيث يعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة، وسوف يخدم جيبوتي والدول المجاورة، ويمثل مستشفى الأعصاب بالنسبة لجيبوتي أهمية قصوى؛ إذ إنه في الوقت الذي تشهد فيه جراحات المخ والأعصاب تطوراً كبيراً ومطرداً في جميع فروعها كدخول الأجهزة والتقنيات المساعدة في التخطيط والتوجيه الجراحي الدقيق، تعاني جيبوتي وغيرها من دول الجوار من عدم وجود مستشفى للمخ والأعصاب؛ لذا حرصت الرحمة العالمية على إنشاء المستشفى لحاجة الناس الشديدة له، وذلك لتدني مستويات الرعاية الصحية، وفقاً لتقرير البنك الدولي.

 ما أبرز المشروعات التي تحتاجها القارة السمراء والتي ركزت عليها الرحمة العالمية

- القارة الأفريقية تحتاج إلى ثلاثة محاور أساسية؛ أولها: التعليم، وثانيها: الصحة، وثالثها: التنمية، وهي معادلة ثلاثية سعت إليها الرحمة العالمية، وتقوم بهذا الأمر من خلال المجمعات التنموية التي تقوم بإنشائها، وهي نموذج متكامل للرعاية يجمع بين جنباته الرعاية الصحية والتعليمية والتنموية.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1011

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

904

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

909

الثلاثاء 24-مارس-1970