; بيار الجميل.. وماذا حقق بزيارته لبعض دول المنطقة | مجلة المجتمع

العنوان بيار الجميل.. وماذا حقق بزيارته لبعض دول المنطقة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1977

مشاهدات 22

نشر في العدد 357

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 05-يوليو-1977

يكاد لا يختلف اثنان ـإلا أطراف التآمر في لبنان- حول واقع بيير جميل وكتائبه في الجبهة اللبنانية .

واقع ترسم ملامحه :

  • مجازر وحشية ضد مسلمي لبنان والشعب الفلسطيني.
  • تواطؤ مطلق وتعاون مباشر مع العدو اليهودي.
  • دور رئيسي في مؤامرة تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية.
  • ولذا فقد كان التردد والتهيئة التامة قبل قيام -بيير جميل- بزيارته الأخيرة لأهم دول المنطقة.

فقد سبقتها، وعلى مدى شهر كامل، أنباء متكررة عن عزم بيير على زيارة المغرب والسعودية والكويت، والتي يرى المراقبون أنها كانت بمثابة بالونات اختبار لردود فعل الحكومات والشعوب كما كانت تهيئة تخديرية لتقبل هذه الزيارة .

  • فالحكومات دورها وواقعها معروفان.
  • والشعوب غافلة ساكنة لاهية ذليلة.
  • وتمت الزيارة وصاحبتها مواقف تكشف أطرافًا من أهدافها:
  • فقد أصدرت- الجبهة اللبنانية- والتي تضم القوى الصليبية الحاقدة في لبنان ومن ضمنها- بيير جميل- وكتائبه بيانًا تضمن وجهة نظرها تجاه المشكلات السياسية اللبنانية، وارتكز البيان على استنفاذ عمل قوة الردع العربية– السعودية-.

-وأكدت- الجبهة اللبنانية- على موقفها تجاه- اتفاقية القاهرة- ووجوب الأخذ بالتفسير اللبناني لها، التفسير الذي يهدف إلى تقليص الوجود الفلسطيني في لبنان.

وإذا كانت هذه هي النتائج المعلنة لزيارة بيير- فإن مقارنتها بالظروف التي صاحبتها

توضح معالم أهداف أخرى :

  • أثير الكثير من التكهنات حول الزيارة الأخيرة التي قام بها- كميل شمعون- وكريم بقردواني- وكلاهما من أركان- الجبهة اللبنانية- إلى دمشق.

وبدت مؤشرات بداية خلاف بين الطرفين، فالجبهة ترى أن دمشق قد تجاوزت دورها المرسوم في حفظ السلام !!

  • كما دعت أطراف أخرى إلى الوحدة مع سوريا ضمن إطار سوريا الكبرى– والتي تضم الأردن... والضفة الغربية من فلسطين المحتلة؟!
  • فهل جاءت زيارة – بيير- لتحديد  الأدوار والمسئوليات؟! 
  • ولقد قيل الكثير حول موقف الكويت تجاه قضية الثورة الفلسطينية، وأثبتت لقاءات مسئولى الجبهة اللبنانية والجهات الكويتية أن الأخيرة حريصة على مصالح الثورة الفلسطينية انطلاقًا من واجباتها القومية ومصالحها الوطنية! ودور الكويت في- اللجنة الرباعية- يؤكد الموقف الكويتي، وكل ذلك لا ترضاه الجبهة اللبنانية وكافة أطراف التآمر في لبنان.

فهل كانت الزيارة للمنطقة سعيًا وراء التأثير على الموقف الكويتي؟!

  • والغيرة الكاذبة على الجنوب اللبناني تفضح الدور التآمرى- للجبهة اللبنانية- في تمكين العدو اليهودى من احتلال الجنوب، أو على الأقل لإحكام طوق الأمل والسلامحوله.

فهل كانت الزيارة محاولة لنقض المسئولية عن الجبهة اللبنانية وإلقاءها على الدول العربية وإلى تكبيل ثورته المسلحة.

  • ووجهت -الجبهة اللبنانية- انتقادات شديدة إلى الكويت منها محاولتها الاستيلاء على دور لبنان المالي والاقتصادي.
  • كما أشاعت -الجبهة اللبنانية- أن حربها- مع الفلسطينيين وحلفائهم إنما كان خط الدفاع الأول عن كل الأنظمة التي يتهددها التطرف الفلسطيني واليساري، وفي طليعتها الكويت.
  • وأخيرًا.. حملت -الجبهة اللبنانية- المنظمات الفلسطينية وبعض الدول العربية مسئولية كل التطورات في الجنوب اللبناني وخاصة احتلال -«إسرائيل»- لأى جزء منه.
  • وعاد -بيير جميل- والوفد الكتائبي إلى بيروت ونقل اهتمام كبار المسئولين في المنطقة البالغ :
  • بتطورات الوضع في لبنان وخاصة في الجنوب.
  • وبانعكاسات هذا الوضع على الدول العربية.
  • كما صرح الوفد الكتائبي: بأن المسئولين الكبار في المنطقة يعتبرون معالجة لبنان مسئولية عربية وليست حكرًا على أحد !!
  • وأنهم يمهدون من أجل تنسيق الموقف العربي أمام الموقف- الإسرائيلي.
  • وأنهم يدعمون بقوة سياسة الرئيس إلياس سركيس.
  • وأخيرًا..

هدفت الزيارة إلى تجميل وجه- الجبهة اللبنانية- الصليبية الحقودة، فاللعبة اللبنانية قد شارفت على الانتهاء، ولا بد من عودة العلاقات والارتباطات السياسية والاقتصادية مع الحكام وشعوب المنطقة قبل الهجمة الصليبية على مسلمى لبنان، بل ربما أفضل !

وحتى تتضح خطورة زيارة -بيير- التي اقتصرت على أكبر دولة في المنطقة من حيث الثقل السياسي والاقتصادي، نرجع بذاكرة القارئ إلى الوراء إلى ما قبل الحرب حيث إنه ما رجع- بيير- من الزيارة التي قام بها لعدد من الدول العربية واستقبل فيها استقبال الأبطال حتى اشتعلت في لبنان حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس .

الرابط المختصر :