العنوان بيان الجماعة الإسلامية.. بباكستان حول حرب ١٠ رمضان
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
مشاهدات 10
نشر في العدد 176
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
بيان الجماعة الإسلامية.. بباكستان حول حرب ١٠ رمضان
◘نشيد بالأبطال المجاهدين... ونغبط الشهداء
◘ أميركا عدو للمسلمين... فلنعاملها على هذا الأساس
◘ فلسطين هي الموطن الشرعي والقانوني للفلسطينيين
◘ اللجوء للدول الكبرى... يفقد الدول العربية استقلالها
استعرض المجلس التنفيذي جميع نواحي الحرب التـي استعر أوراها بين البلاد العربية والصهاينة. وفي رأي المجلس التنفيذي أن هذه الحرب أسفرت بصورة كاملة عما تكن أمريكا من حب عميق للصهاينة: حثالة العالم وشذاذ الآفاق، وعداوة شديدة للمسلمين.
وقد وضح بذلك، وضوح الشمس في رابعة النهار، أن أمريكا ليست لإسرائيل المزعومة حارسة ومراقبة بصفة دائمة فقط، بل تشارك مشاركة فعالة في تحقيق مطامعها التوسعية البغيضة التي تستهدف طبعًا الأراضي الإسلامية. وعلى هذا فإن المسلمين في أنحاء العالم مضطرون الى أن يعتبروا أمريكا أيضًا عدوًا بغيضًا لهم. وموقف روسيا في هذه الحرب أيضًا ظل مشبوهًا للغاية. فإنها بقيت تخطب ود العرب في جانب وفي الجانب الآخر سمحت لسكانها اليهود أن يهاجروا إلى ما يسمى «إسرائيل». بل وفرت لهم كل التسهيلات في الهجرة. الأمر الذي يبرهن أن روسيا تساهم أيضًا في إنجاز المطامع اليهودية في اغتصاب الأراضي العربية. لأن قدر ما هاجر اليهود من روسيا إلى «إسرائيل» قدر ما تشجعت «إسرائيل» على اغتصاب الجديد من الأراضي العربية، ثم إن روسيا لم تقف من العرب موقف الصديق المخلص فيما يتعلق بتزويد العرب بالسلاح الحربي. فبينما زودت أمريكا الصهاينة بسلاح الهجوم لم تزود روسيا أصدقاءها - كما تزعم روسيا - إلا بسلاح الدفاع فقط. ورفضت إعطاءهم سلاح الهجوم.
إذن موقف القوى الكبرى العالمية هذا تجاه المسلمين ليس أمرًا مستحدثًا. إن هذه القوى مفعمة بعداوة المسلمين، وتفكر دائمًا في قمع المسلمين في كل ناحية من أنحاء العالم.
ولا مناص لإخواننا العرب الآن من أن يبذلوا الجهود للوقوف على أرجلهم، بدلًا من أن يلجأوا إلى أحضان تلك القوى. وذلك بأن يعملوا على تعبئة الجماهير بعاطفة الجهاد في سبيل الله وتسليحها بسلاح الخلق الإسلامي، ويضعوا مشاريع موحدة في المجالات السياسية والاقتصادية، وينفذوا مخططات متماسكة في الاستعداد الحربي والتدريب العسكري. وقد أنعم الله عليهم بما لا حصر له من الإمكانيات المادية. فعليهم أن لا يصرفوها في غير المهم من الشؤون، بل عليهم أن يستهلكوها في تطوير القوة الدفاعية والبناء الصامد. وإن الدول التي قطعت بترولها عن أمريكا وأنصارها يتقدم المجلس إليها بأحر التهاني والتباريك ويرجو منها التمسك بالموقف إلى أن تنسحب الجيوش الإسرائيلية من الأراضي العربية. كما أن المجلس التنفيذي يرى من الواجب أيضًا مقاطعة أمريكا ومن يدور في فلكها اقتصاديًا وتجاريًا، وسحب الأموال العربية من بنوك أمريكا. علمًا بأن تلك الأموال العربية هي التي تتحول إلى المتفجرات لتصب على رؤوس إخواننا العرب.
وفي نظر المجلس التنفيذي أن عملية وقف إطلاق النار في شكلها الراهن غير مناسبة وغير عادلة أبدًا. لأن أمريكا كرست الضغط على الجيوش العربية لإيقاف القتال في جانب، وفي الجانب الآخر أطلقت يد الصهاينة وأرسلت كميات هائلة من أحدث الأسلحة وافتكها إليهم ليغتصبوا ما استطاعوا من المساحات تحت ستار وقف القتال. وهذا الموقف الأمريكاني هو إهانة صريحة للعرف الدولي والقيم الإنسانية أبسط مبادئ العقل. وما دامت الحرب الدبلوماسية بدأت الآن لتلعب دورًا هادئًا في هذه القضية فإن المجلس التنفيذي يحذر الإخوة العرب الوقوع فريستها.
وعليهم أن لا يقبلوا أي حل يفرض عليهم الاعتراف بالكيان الإسرائيلي البغيض. ويعلن المجلس التنفيذي: أن فلسطين هي الموطن الشرعي والقانوني للشعب الفلسطيني. ومن اللازم أن تعاد إلى مالكها الحقيقي. واليهود الذين سيطروا عليها بعد أن صدر الإعلان المشؤوم المعروف بإعلان بلفور واستوطنوها كالوطن القومي لهم فهم أجانب دخلاء عليهم أن يرجعوا إلى البلاد التي جاءوا منها. كما أن المسلمين في العالم لن يوافقوا على أية مسامة تجري في شأن القدس إذ أن القدس مدينة إسلامية عربية مقدسة وليس لقوة من القوى أن تنفذ فيها مشروعًا يخالف سلطان المسلمين عليها.
ولا ينظر المجلس التنفيذي إلى هذه الحرب حربًا دائرة بين العرب وإسرائيل المزعومة، بل يعتبرها حلقة من الحروب التي لا زالت تدور بين الإسلام والكفر وبين الحق والباطل.
والمجلس يتقدم بأخلص آيات الاستحسان والتقدير إلى الذين نالوا الشهادة في هذه الحرب من المجاهدين العرب الأبرار ويدعو الله تعالى بإلحاح وتضرع أن يتقبل شهادتهم ويشكر بطولاتهم.
وختامًا فإن المجلس يطالب حكومة باكستان بأن لا تقصر مساعدتها للعرب على إصدار البيانات التافهة وبعث - الوفود الطبية، بل تقدم لهم من الدعم القوي والمساعدة الفعالة ما يحقق المقتضى الصحيح للأخوة الإسلامية ويلائم الأسلوب الصحيح لمساندة المظلوم.
قسم النشر والإعلام للجماعة الإسلامية
لاهور- باكستان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
حَياة شودَري غلام محمد.. سيرة عَلم من أعلام الإسلام في بَاكستان
نشر في العدد 1
850
الثلاثاء 17-مارس-1970