العنوان بيان توضيحي من الأستاذ محمد قطب
الكاتب الأستاذ محمد قطب
تاريخ النشر الثلاثاء 21-أكتوبر-1975
مشاهدات 35
نشر في العدد 271
نشر في الصفحة 39
الثلاثاء 21-أكتوبر-1975
بيان توضيحي من الأستاذ محمد قطب
دارت حول أفكار الشهيد سيد قطب آراء اكتنف بعضها الغلو سلبا. وإيجابا ودفعا للحوار في طريق.. ادق امانة.
وأكثر إيجابية كتب شقيقه الكاتب الإسلامي المعروف الأستاذ محمد قطب الرسالة التالية وهو خير من يكتب في هذا الموضوع.. نظرا لاطلاعه الوافر على أفكار أخيه ومعرفة مدلول هذه الأفكار.. بالتالي.
ومما هو معروف أن الشقيقين كانا يتدارسان الإسلام معا. ويقلبان وجوه النظر في قضاياه وموضوعاته.. معا أيضا.
ومن هنا قلنا: إن الأستاذ محمد قطب أقدر على تحديد مقاصد وأفكار وآراء واجتهادات الشهيد سيد قطب.
أخي...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فإنك تعلم يا أخي ما دار من لغط في محيط الإخوان حول كتابات الشهيد سيد قطب وما قيل من كونها مخالفة لفكر الإخوان أو جديدة عليه. وأحب في هذا المجال أن أثبت مجموعة من الحقائق أحس بأنني مطالب أمام الله بتوضيحها حتى لا يكون في الأمر شبهة... آن كتابات سيد قطب قد تركزت حول موضوع معين هو بيان المعنى الحقيقي للا إله إلا الله، شعورا منه بأن كثيرا من الناس لا يدركون هذا المعنى على حقيقته، وبيان المواصفات الحقيقية للإيمان كما وردت في الكتاب والسنة شعورا منه بأن كثيرا من هذه المواصفات قد أهمل أو عقل الناس عنه. ولكنه مع ذلك حرص حرصًا شديدًا على أن يبين أن كلامه هذا ليس مقصودا به إصدار احتدام على الناس وإنما المقصود به تعريفهم بما غفلوا عنه من هذه الحقيقة ليتبينوا هم لأنفسهم أن نالوا مستقيمين على طريق الله كما ينبغي أم أنهم بعيدون عن هذا الطريق فينبغي عليهم أن يعودوا إليه. ولقد سمعته بنفسي أكثر من مرة يقول «نحن دعاة ولسنا قضاة. إن مهمتنا ليست إصدار أحكام على الناس ولكن مهمتنا تعريفهم بحقيقة لا إله إلا الله، لأن الناس لا يعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله». كما سمعته أكثر من مرة يقول: «إن الحكم على الناس يستلزم وجود قرينة قاطعة لا تقبل الشك وهذا أمر ليس في أيدينا ولذلك فنحن لا نتعرض لقضية الحكم على الناس فضلا عن كوننا دعوة ولسنا دولة، دعوة مهمتها بيان الحقائق للناس لا إصدار الأحكام عليهم. أما بالنسبة لقضية «المفاصلة» فقد بين في كلامه أنها المفاصلة الشعورية التي لا بد أن تنشأ تلقائيا في حس المسلم الملتزم تجاه من لا يلتزمون بأوامر الإسلام، ولكنها ليست المفاصلة الحسية المادية، فنحن نعيش في هذا المجتمع وندعوه إلى حقيقة الإسلام ولا نعتزله وإلا فكيف ندعوه؟!
تلك خلاصة كتابات سيد قطب ولي على هذه الخلاصة تعقيبان.
الأول: هو تأكدي الكامل -بإذن الله- من أنه ليس في هذه الكتابات ما يخالف الكتاب والسنة اللذين تقوم عليهما دعوة الإخوان المسلمين.
الثاني: هو تأكدي الكامل -أيضا- من أنه ليس في هذه الكتابات ما يخالف أفكار الإمام الشهيد حسن البنا مؤسس هذه الجماعة ولا ما يخالف أقواله وهو الذي نص في رسالة التعاليم في البند العشرين على «أن المسلم الذي لا يجوز تكفيره هو الذي نطق بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض...» وذلك فضلا عن كون کتابات سيد قطب كما أسلفت لم يقصد بها إصدار الأحكام على الناس وإنما قصده منها كما كان قصد الإمام الشهيد بالضبط، هو بیان حقيقة الإسلام ومواصفات المسلم كما وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
تلك حقائق أرى أن من واجبي أن أبينها وأوضحها أداء للشهادة لله. فإننا لا ندري متى نلق الله. ولا ينبغ لنا أن نلقاه وقد كتمنا شهادة عندنا لله.
والله الموفق إلى سواء السبيل
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل