; بين فلسطين وكشمير.. والهند و«إسرائيل»! | مجلة المجتمع

العنوان بين فلسطين وكشمير.. والهند و«إسرائيل»!

الكاتب سالم الفلاحات

تاريخ النشر السبت 22-نوفمبر-2008

مشاهدات 19

نشر في العدد 1828

نشر في الصفحة 19

السبت 22-نوفمبر-2008

الفاصل بين «فلسطين» و«كشمير» آلاف الكيلومترات.. وإذا كانت إسرائيل دولة دخيلة تجمع فلول اليهود من العالم وتزرعهم في «فلسطين»، فإن الهند دولة تقوم على أرض كشمير التاريخية التي سرقت من الحضارة الإسلامية على يد بريطانيا.

وإن كنت من فلسطين أو من أهلها، أو ممن يشعرون بالانتماء إليها؛ لأنها الأرض المباركة ومسرى النبي محمد الله ﷺ، وإن لم تزر الهند أو باكستان أو كشمير، فإنك ستعرف معاناة الكشميريين والظلم الواقع عليهم، والكيد الهندي الذي يسعى لاستئصالهم واقتلاعهم من أرضهم، وذلك لأنك تعرف تمامًا الغطرسة الصهيونية في فلسطين، وليس آخرها منع الوقود عن قطاع غزة ومحاصرته إلى حد يقترب من الموت، بتهاون عربي.

عوامل مشتركة

ربما لم أجد قضيتين متشابهتين تمامًا في العالم خلال القرن الماضي وحتى الآن كفلسطين وكشمير، فالعوامل المشتركة بين الضحيتين «فلسطين وكشمير» كثيرة، وكذا العوامل بين «الهند» و«إسرائيل» كثيرة أيضًا.

·       فمن المشتركات أن الاستعمار البريطاني للهند باع ولاية «جامو وكشمير» للملك الهندوسي «غلاب سنغ» عام 1846م بمبلغ ضئيل، كما باع «بلفور» فلسطين لليهود بلا ثمن في وعده عام 1917م، فباع من لا يملك من لا يستحق في كلا القطرين.

·       «كشمير» و«فلسطين» تسعيان للاستقلال والحرية أسوة بشعوب الأرض، وانسجامًا مع القوانين الدولية التي يتظاهر بها العالم.

·       وكلا البلدين يدينان بالإسلام شريعة وينتميان للحضارة الإسلامية، ويصران عليها.

·       وكلا الدولتين الباغيتين تتبادلان الخبرات الاستخباراتية والعسكرية والعلاقات التجارية والمواقف الدولية والجلسات التشاورية بينهما دورية ومحددة المواعيد منذ أوائل الستينيات، وبخاصة في السنوات العشر الأخيرة.

·       في عام 1962م وقعت اتفاقية تعاون نووي بين «الهند» و «إسرائيل»، كما تلاها توقيع اتفاقية تعاون عسكري في العام نفسه، كما زار عدد من المسؤولين الصهاينة الهند، وكان من أبرزها زيارة  «شارون» في عام 2003م، الذي قال خلال زيارته للهند: «الهند وإسرائيل دولتان صديقتان، تواجهان خطرًا مشتركًا وهو الإرهاب الإسلامي، فلا بد من التعاون والتنسيق بينهما لمواجهة هذا الخطر».

·       وكلا الدولتين ترعيان الديمقراطية وتفاخران دول آسيا كلها بديمقراطية، ولكنها للبغاة فقط، ولا يستفيد منها ما يزيد على مائة وخمسين مليون مسلم هندي، وكذلك الفلسطينيون حتى الذين يتمتعون بالمواطنة الإسرائيلية.

·       وكلتاهما تمتلكان سلاحًا نوويًا محروسًا بالقوة الأمريكية والغربية، وتحرمان على غيرهما التفكير في امتلاك هذا السلاح.

·       وكلتاهما شقت الجيوب ولطمت الخدود وقرعت طبول الحرب على كشمير وفلسطين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، واستغلال الظرف العالمي لمحاربة الشعبين بحجة محاربة الإرهاب.

·       وكلتاهما تطالب الحكومات بالمبادرة باعتقال المجاهدين الرافضين للاستسلام وبيع الأوطان، ومع الاستجابة الواسعة - المدانة - لهذه المطالب الظالمة إلا أنها خطوة مغرية لمزيد من الإذلال للمنطقة بكاملها.

مواقف إسلامية متشابهة

إنها صورة واضحة يجمع أطرافها الحرب على الإسلام في أي بلد كان، وتاريخ الصراع واحد أو متقارب تماما بين محنتي كشمير وفلسطين، كما أن مواقف العالم الإسلامي متشابهة في الحالتين مع بعض العواطف المرجحة تجاه فلسطين لكنها «جعجعة بلا طحن».

·       ألسنة إسلامية واحدة متحدة على سلق المجاهدين المتمردين على الاستكانة والتخاذل للاستسلام، واستجابة عربية وإسلامية لمحاصرة الحركات الجهادية ومطاردتها تحقيقًا لرغبات العدو المشترك في «الهند» و« إسرائيل» و«أمريكا».

·       ومن المشترك بينهما كذلك: الإصرار الشعبي الذي لم تزده السنوات التي أربت على التسعين إلا استمساكًا بالحق، وحرصًا على التحرير، واستمراء الشهادة، وبذل التضحيات في سبيل الله، وعدم الالتفات إلى المعوقين المنادين يوميًا: هلم إلينا واتركوا مشروعكم الجهادي فلا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده.

·       وكلاهما متيقن تمامًا، أن لا طريق للتحرير سوى الجهاد والاستشهاد والتضحية، وتوطين النفوس على ذلك.. والعاقبة للمتقين، ويجب على أمريكا و«إسرائيل» و«الهند» أن تفهم تمامًا أن ليس بإمكان أحد أن يفعل أكثر مما فعل في لجم المجاهدين في فلسطين وكشمير، وأن الزعامات العربية والإسلامية ستقف  «عريانة» أمام شعوبها بعد كل هذا التجبر والاستكبار العالمي، وإن كان جدار الظلم والهيمنة المركزي بدأ بالاهتزاز، وصدق الله العظيم: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ (المائدة: 82).

وتبقى كلمة

إنها «كشمير»، جنة الله في أرضه، كما قال المودودي - رحمه الله - وإنها «فلسطين» قلب الشام، الأرض المباركة، فهل تعي الأمة الإسلامية أنها أمة تحارب لدينها وحضارتها الواحدة، وأن الأعداء يتفقون عليها رغم اختلاف بيئاتهم ومعتقداتهم، وأن السكوت على ذبح فلسطين وكشمير هو ما مهد الطريق لاستهداف أفغانستان والعراق والسودان، وهو المحرض على مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعثر بفضل الله وإن لم يمت؟! لكن مما يدمي القلب أيضًا أن قضية كشمير منسية مهملة في العالم الإسلامي إلا القليل النادر.

 فك الله أسر فلسطين وكشمير.. آمين.


الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل