; تايلاند: غياب الإعلام الدعوي في رمضان | مجلة المجتمع

العنوان تايلاند: غياب الإعلام الدعوي في رمضان

الكاتب د. غزالي بن مد

تاريخ النشر الخميس 01-يونيو-2017

مشاهدات 14

نشر في العدد 2108

نشر في الصفحة 45

الخميس 01-يونيو-2017

من مقاصد الصيام التقوى كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {183}) (البقرة)، لا بد للعلماء المسلمين في كل دولة أن ينتهزوا هذه الفرصة الطيبة في الأخذ بيد المسلمين لتحقيق هذه التقوى؛ بالقيام ببرنامج رمضان على منهاج النبوة والسلف الصالح كاملاً، ليس فقط في ناحية الطقوس والشعائر، بل بالعبادات وقراءة القرآن مع التأمل والعمل وأداء الفرائض ومساعدة المحتاج قبل النوافل، وإبراز ناحية إيجابية لرمضان من عمل جاد وأداء مهمة أفضل من بقية الشهور، وليس ناحية سلبية من نوم وكسل وترك العمل بحجة التفرغ للعبادة، وهو أمر ليس من منهاج النبوة وأعمال السلف الصالح. 

قرأت بعض فقرات من كتاب «هموم داعية» للشيخ محمد الغزالي، ووجدت كأنه رأى ما يدور في رأسي من الهموم فقال: «إن المليار مسلم الموجودين الآن فيهم أصفار كثيرة، وإحصاء الصفر واحداً خطأ فاحش، من أجل ذلك لا بد من وضع نهاية لهذه المأساة، ولا بد من مصارحة حاسمة بالحقيقة، نعم.. لا بد من كشف القناع عن هذا الخداع، حتى نستطيع الدفاع عن بيتنا المستباح وحقوقنا المهدرة».

والشيء الآخر الذي يجعلني مهموماً عند قدوم رمضان في تايلاند، أن رمضان موسم مبارك؛ حيث يقوم الدعاة بأنشطة دعوية عبر أربع قنوات فضائية إسلامية، مع برنامج ديني للهيئات المختلفة في قنوات تلفزيونية حكومية منها المشيخة الإسلامية، علماً أن الإعلام الإسلامي في تايلاند مازال في بداية الطريق، ينقصه كوادر وفنيون وميزانية، وليس لهم كيان موحد؛ من اتحاد أو منظمة.

برغم أن بعض تلك البرامج في مستوى جيد، فإنها عامة دون ذلك المستوى، فمعظم البرامج تهتم بالناحية الاجتماعية للمسلمين أكثر من الناحية الدعوية الهادفة؛ فتهدر فرصة ذهبية للدعوة إلى الله.

مثلاً بعض البرامج تهتم بمأكولات المسلمين التايلانديين وفنونهم وملابسهم، وأخرى تهتم بأماكن سياحية في مناطق إسلامية ومسلسلات هادفة.

حبذا لو تُفتح لهم فرصة للانتفاع بخبرات الإعلام الإسلامي من الخارج، كأن يشاركوهم في اتحادهم ونواديهم مثلاً، ويأخذوا بيدهم نحو الإعلام الإسلامي الفعّال لنشر الدعوة الإسلامية في تايلاند التي مازال بابها مفتوحاً واسعاً لقبول كل وافد نافع أو ضار، حيث إن الحكومة التايلاندية أصدرت تصريحات للقنوات الفضائية الإسلامية الأربع، وهو أمر غير معتاد؛ لأن بعض الدول تغلق باب الدعوة أمام الدعاة، وفي تايلاند الباب مفتوح والحمد لله، ولكن الضعف - للأسف الشديد - كان من الإعلام الإسلامي نفسه.>

الرابط المختصر :