; تجربة رائدة في تعليم الدين باليمن | مجلة المجتمع

العنوان تجربة رائدة في تعليم الدين باليمن

الكاتب أبو هالة

تاريخ النشر الثلاثاء 23-مارس-1971

مشاهدات 13

نشر في العدد 52

نشر في الصفحة 6

الثلاثاء 23-مارس-1971

وزارة التربية والتعليم بالجمهورية العربية اليمنية تقرر أحدث الكتب في مادة التربية الإسلامية الاستعانة بعلوم العصر في تقديم العلوم الإسلامية عرض رائع للمفاهيم الإسلامية في إطار عصري مواد العلوم الإسلامية للصف الأول الإعدادي • لقد أحسست وأنا أقرأ هذا الكتاب الذي ألفته جماعة من علماء اليمن أني أمام تجربة رائدة، تستدعي التحية والإكبار لكل من ساهم في إخراج الكتاب وساعد في إقراره على تلاميذ العصر الحديث. • والكتاب طبع في العام الماضي ۱۹۷۰ وأقرته المحكمة الاستئنافية العليا وقررته وزارة التربية على تلاميذ الصف الأول الإعدادي وحسنًا فعلت الوزارة. • ورغم أن الكتاب يحتوي على خمس مواد هي التوحيد والفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة إلا أنه لم يتجاوز في صفحاته ٢٤٠ صفحة مقدمًا خلاصة موجزة مبسطة تتناسب مع تلاميذ المرحلة، جامعة شاملة للإسلام وشخصية لرسوله عليه الصلاة والسلام. • ولقد بذل العلماء الأفاضل الذين ألفوه جهدًا جبارًا في رسم الصورة المشوقة للتلاميذ التي تحبب إليهم المادة وتربط العقيدة بكل ما يدرس لهم من علوم الطبيعة والأحياء والفضاء، فمثلًا حينما أراد الأساتذة أن يبرهنوا للتلاميذ على قدرة الله سبحانه وتعالى وعلمه المحيط كما جاء في صفحة ٣٦ ذكروا الهواء وعلاقته بالحياة من احتوائه على الأكسجين، وأن الغلاف الهوائي المحيط بالأرض يكون درعًا واقيــًـا لسكان الأرض من الشهب والنيازك..إلخ، كما يقوم غلاف الأوزون بحماية الأرض وأحيائها من الأشعة الكونية المميتة، كما يقوم هواء الرياح بعملية التلقيح في النباتات، وهكذا مدعمًا بالصورة المرسومة. وحينما يعرض الكتاب لمادة الفقه الإسلامي التي يعرف عنها في أوساط التلاميذ جمودها، يقدمها في سلاسة وبساطة وعرض ترقيم يسهل استيعابها وتنفيذها بعيدًا عن الخلافات المذهبية والآراء المتباينة ويعتبر الرأي بدليله من مصادره الأصيلة القرآن الكريم والسنة المطهرة. • وحينما يقدم لتلاميذ الصف الأول الإعدادي تفسيرًا لسورة «يس» و «الحجرات»، و«ق» ينهج تفسير المفردات والمعنى الإجمالي في إيجاز شامل لا يخل بالمعنى ولا يذهب في مجالات تتوه فيها عقول الناشئة، ويركز على الفضائل الأخلاقية التي تثبت الفطرة السليمة وتكون الفرد المسلم بقيمة ومثله العليا عن طريق الأحاديث النبوية الصحيحة المشروحة. وفي ختام هذا الجزء قدم الكتاب للتلاميذ المثل التطبيقي العملي للشخصية الإسلامية في شخص محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه لتتم الصورة المثلى وتكتمل، وتنطبع في ذهن الناشئة. كتاب التوحيد للسنة الثانية الإعدادية • وينتقل الأساتذة العلماء بالتلاميذ إلى الصف الثاني حيث يبدأون مرحلة تالية في علم التوحيد بشيء من التفصيل، وعلى غرار الجزء الأول يقدمون المادة في أسلوب مشوق من الأسئلة والأجوبة تشد انتباه التلاميذ و تفتح أمامهم آفاق المعرفة بالكون وخالقه في بساطة ويسر، وتهتم بالأدلة والبراهين التي تثبت الإيمان وترد غائلة الإلحاد والكفر وتهدي الناشئة إلى الصراط المستقيم مستعينين في ذلك بكل ما وصل إليه العلم الحديث، وتربط بين الدين وواقع الحياة ربطًا يزيد من الإيمان ويحقق الفائدة من ذلك في مجال العمل واستخدام نعم الله، موضحين أن ما ذكره الله من وسائل النقل مثلًا: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ﴾ (النحل:8) لا تعني الاقتصار عليها بل قال: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل :8) من أمثلة السيارات والقطارات والطائرات والمركبات الفضائية، وما ينتجه العقل البشري في قادم الأيام. كتاب التوحيد للسنة الثالثة الإعدادية وفي الجزء الثالث يثبون خطوة رائعة في مجال هذا العلم حيث يقدمون ما انتهوا إليه من أن العلم الحديث يدعو إلى الإيمان ذاكرين شهادة علماء الكون في القرن العشرين ويعرضون للكتب السماوية السابقة من التوراة والإنجيل وما مهدت به للرسالة الخاتمة ثم يعرضون صورًا من آيات الله في أحداث المرحلة الأولى للدعوة الإسلامية في الهجرة والغزوات ويدحضون كل شبهة باطلة أوردها الملاحدة عن الخلق بواسطة الطبيعة أو الصدفة، ويرسخون في أذهان البراعم المتفتحة أن الإسلام صالح لكل زمـان ومكان، وأن الإنسان خليفة مكنه ربه من استخلاف أرضه وسخر له ما في السموات وما في الأرض جميعًا منه تسخير واستفادة واستخدام لينفذ كل ما يسعه في دنياه ابتغاء جنات أخراه. تحية ورجاء • والمجتمع إذ تحيي وزارة التربية بالجمهورية العربية اليمنية على هذا المنهج الجاد في تربية جيل يصعد باليمن إن شاء الله إلى ذرى الريادة والقيادة، لتشكر الجهود المضنية التي بذلها الأفاضل المؤلفون مما جعل وزير التربية يثني على المؤلفين ويطمئن إلى حسن ما صنعوا قائلًا: وأني لواثق كثيرًا من أن هذه الكتب التربوية والمنهج الديني ستفيد الآباء والأمهات والمدرسين وكل من يعنيه أمر التربية والثقافة في اليمن وغيرها من الأقطار العربية. فالمجهود الجبار الذي بذله المسؤولون في حكومة الجمهورية العربية اليمنية في سبيل القضاء على التخلف من مظاهره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ورفع مستوى المواطنين، قد لا يبلغ الغاية المرجوة إذا هو لم يقترن بمجهود مماثل لتربية الجماهير بصفة عامة والشباب والأطفال بصفة خاصة على ما يرونه مثلًا كاملًا في التربية الدينية وسمو الأخلاق وشرف السلوك. ولقد وفق المؤلفون بهذا التأليف الشامل للتربية الإسلامية والطريقة الناجحة لهذا الهدف المجيد. • ونحن إذ نقدم هذه الكتب لوزارة التربية والتعليم بالكويت لنرجو مخلصين أن تقوم إدارة المناهج بدراسة هذه الكتب وإنا لواثقون من إقرارها على أبنائنا. أبو هالة
الرابط المختصر :