; تحالف القوى الفلسطينية.. وتحديات المرحلة | مجلة المجتمع

العنوان تحالف القوى الفلسطينية.. وتحديات المرحلة

الكاتب عاطف الجولاني

تاريخ النشر الثلاثاء 18-يناير-1994

مشاهدات 15

نشر في العدد 1084

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 18-يناير-1994

بعد نقاشات وحوارات ساخنة استمرت ثلاثة أشهر، أعلن في الخامس من شهر كانون ثاني «ديسمبر» الماضي في دمشق عن تشكيل تحالف القوى الفلسطينية المعارضة لاتفاق إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية و«إسرائيل»... وقد جاء الاتفاق على الصيغة الجديدة بعد تردد وتعثر دفع بعض المراقبين للمراهنة على انفراط عقد تحالف القوى الفلسطينية المعارضة لاتفاق الحكم الذاتي.

التحالف الجديد... الخلفيات والملابسات

على الرغم من التحالف السياسي الذي كان قائمًا بين الفصائل الفلسطينية المعارضة منذ أكثر من عامين، وعُرف باسم تحالف الفصائل العشرة، فإن هذه الفصائل قد شعرت منذ الإعلان عن التوصل إلى اتفاق غزة -أريحا بين منظمة التحرير والإسرائيليين بضرورة تطوير صيغة التحالف القديمة نحو صيغة أقوى وأكثر فاعلية في مواجهة الاتفاق، الذي أجمعت تلك الفصائل على المخاطر الكبيرة التي حملها على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية.

ولكن البحث في تطوير الصيغة التحالفية كان عملية شاقة وبالغة التعقيد، فقد ظهرت مجموعة عن القضايا الخلافية الحادة التي كادت أن تفجر فكرة التحالف من أساسها، وكان أهم تلك الخلافات:

أولًا: الخلاف على صيغة التحالف

فقد طرحت عدة صيغ تراوحت بين المطالبة بإعلان منظمة تحرير بديلة تعلن عدم شرعية القيادة الحالية للمنظمة، وبين المطالبة بإعلان جبهة عريضة تضم الفصائل والشخصيات المستقلة بحيث لا ترقى هذه الصيغة إلى مستوى المنظمة البديلة وفي الوقت نفسه تعد تطويرًا مرحليًا لصيغة الفصائل العشرة وإضافة إلى الخيارين السابقين فقد طرحت صيغة ثالثة بتشكيل قيادة فلسطينية مؤقتة تعمل على إعادة بناء المنظمة وفق أسس سليمة. وقد استبعد الخيار الأول والقاضي بإعلان المنظمة البديلة والذي اقترحته حركة فتح/ الانتفاضة بزعامة أبو موسى بعد معارضة غالبية الفصائل له، وتم الاتفاق بعد حوارات مطولة على اعتماد صيغة وسط بين الفصائل العشرة والمنظمة البديلة، بحيث يتم تشكيل قيادة فلسطينية مؤقتة تضم الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة وتعمل على إعادة بناء منظمة التحرير.

ثانيًا: الخلاف على اسم التحالف

اقترحت عدة أسماء للتحالف وتم الاتفاق على أن يطلق على الصيغة الجديدة اسم «التحالف الفلسطيني الوطني والإسلامي»، ولكن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بزعامة نايف حواتمه وبعد أن كانت وافقت على الاسم، عادت واعترضت على الاسم المقترح وطالبت بإضافة كلمة «الديمقراطي» إلى الاسم، وبعد نقاشات تم الاتفاق على اعتماد اسم «تحالف القوى الفلسطينية».

ثالثًا: الخلاف على البرنامج السياسي والمرتكزات

فعلى الرغم من موافقة حركة حماس على اعتماد الميثاق الوطني الفلسطيني كجزء رئيسي في البرنامج السياسي واتفاق الجميع على ذلك، عادت الجبهة الديمقراطية أيضًا وتراجعت عن الموافقة على ذلك، وطالبت بالإشارة في البرنامج السياسي إلى قرارات الشرعية الدولية، وهو ما رفضته حركة حماس بشدة على اعتبار أن هذا المصطلح يقصد به بشكل أساسي قرارات ٢٤٢، ۳۳۸، ۱۸۱، وهي قرارات ترفضها الحركة وبعد جدل واسع تم الاتفاق على إسقاط الإشارة إلى تلك القرارات.

وقد أدى الخلاف على القضايا السابقة إلى إخراج الصيغة المتفق عليها بشكل أضعف مما كانت تطمح به القوى الفلسطينية المعارضة ويمكن الوقوف على أهم أوجه الشبه والخلاف التالية بين الصيغتين.

أوجه الشبه

١ - لم تتغير الأهداف التي قام من أجلها كلا التحالفين فالفصائل العشرة كانت تحالفا على نقطة واحدة وهى إسقاط مشروع الحكم الذاتي الذي كانت تسعى القيادة الفلسطينية إلى التوصل له عبر مفاوضات مدريد -واشنطن، كما أن التحالف الجديد يقوم أيضًا على إسقاط اتفاق الحكم الذاتي المعروف بغزة -أريحا.

2 - بالنسبة للفصائل التي تشكل كلا التحالفين لم يحصل أى تغير في ذلك سواء من حيث العدد أو أسماء التنظيمات.

3 - كلا التحالفين قائم على مبدأ التكافؤ في الأوزان والتمثيل.

أوجه الخلاف

1 - التحالف الجديد يضم بنية تنظيمية محددة تتألف من قيادة مركزية للتحالف يتمثل فيها عضوان من كل فصيل، وسكرتاريًا للتحالف لمتابعة تنفيذ القرارات.

2 - تم الاتفاق على بلورة مهمات سياسية للتحالف الجديد وهذا ما لم يكن موجودًا في السابق. وقد أشار الاتفاق إلى الالتزام بالميثاق الوطني الفلسطيني والتمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والتمسك بالجهاد والكفاح المسلح كأسلوب رئيسي من أجل التحرير، واعتبار اتفاق غزة أريحا خيانة وطنية يجب العمل على إسقاطها، والعمل على تعزيز العلاقات المشتركة الفلسطينية العربية والإسلامية لمواجهة مخططات الهيمنة والتوسع الصهيوني والتطبيع السياسي والثقافي والاقتصادي.

وفي ضوء ما سبق فإن تصعيد العمل الجهادي ضد قوات الاحتلال سيبقي هو الوسيلة الأجدى والأكثر فاعلية في مواجهة المؤامرة المستمرة، دون إغفال دور التحالفات السياسية التي تسهم في تعبئة الساحة العربية والإسلامية ودور الانتفاضة إعلاميًا ومعنويًا.

الرابط المختصر :