; تحديات في طريق بناء «لوبي» فاعل لمسلمي أمريكا! | مجلة المجتمع

العنوان تحديات في طريق بناء «لوبي» فاعل لمسلمي أمريكا!

الكاتب محمد زهير الخطيب

تاريخ النشر السبت 17-مارس-2007

مشاهدات 9

نشر في العدد 1743

نشر في الصفحة 40

السبت 17-مارس-2007

تبلورت الأحزاب السياسية في الغرب حول الموقف من الحرية، وانقسمت إلى قطبين رئيسيين هما المحافظون «الذين توزعوا بدورهم إلى المحافظين واليمينيين والرأسماليين والجمهوريين...»، والأحرار «الذين توزعوا بدورهم إلى الأحرار والديمقراطيين والاشتراكيين واليساريين والعمال...».

كيث اليسون

ويطرح المحافظون أجندة اقتصادية تحمي وتنمي ثروة الأغنياء وتهمل الفقراء والمهاجرين, وأجندة اجتماعية تقف مع الكنيسة ضد الشاذين جنسيًا وضد الإجهاض... وأجندة حربية استعمارية عدوانية تتذرع بالأمن القومي وتنتهج عقيدة الحرب الاستباقية. 

بينما يطرح الأحرار أجندة اقتصادية لصالح الطبقة المتوسطة والمهاجرين، وأجندة اجتماعية لا تلتزم بتعاليم الكنيسة وتتساهل في قضايا الشذوذ الجنسي والإجهاض.... وأجندة حربية دفاعية أقل عدوانية من أجندة المحافظين، ولكنها للأسف مثلها في دعم الكيان الصهيوني.

ومن ثم يؤيد أكثر المهاجرين والأقليات في الدول الغربية.. الأحرار والديمقراطيين والعمال... لأنهم يتوقعون منهم رعاية أكثر لمصالحهم من المحافظين.

وينطبق هذا التوجه على الأقليات العربية والمسلمة والآسيوية والسود، وكذلك الأقلية اليهودية تعطي أصواتها عادة للديمقراطيين, غير أن هناك شريحة متقدمة وغنية من الجالية اليهودية في أمريكا أصبحت مرتبطة بمصالح المحافظين، وشكلت لوبي سياسيًا غنيًا وقويًا معهم مثل «منظمة العلاقات العامة الأمريكية اليهودية» «AIPAC» التي تتحالف بقوة مع المحافظين الجدد في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية بدعم من اليمين المسيحي المتعصب. 

وهكذا نرى أن اليهود في أمريكا لا يصوتون باتجاه واحد؛ فأغلبهم يصوتون للديمقراطيين، بينما يدعم اللوبي السياسي اليهودي الجمهوريين، ولكنه لا يقطع وشائجه مع الديمقراطيين، ويبقي كثيرًا من الخيوط معلقة معهم. وفي انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت يوم الثلاثاء 7/11/2006م صوت اليهود بنسبة 87% للديمقراطيين، ولا شك أن المسلمين صوتوا كذلك بنسبة عالية للديمقراطيين، ولا يمنع هذا الاتفاق على التصويت من أن كل فريق يرى له مصلحة في هذا الاختيار, وقد حقق المسلمون إنجازًا كبيرًا بوصول أول مسلم إلى الكونجرس الأمريكي وهو «كيث اليسون» «Keith Ellison» والذي سيكون أول مسلم يقسم على القرآن تحت قبة البرلمان، كما نجح اليهود في إيصال ٤٣ يهوديًا إلى كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكي، بما يؤكد أن التحدي لا يزال كبيرًا أمام الجالية العربية والمسلمة في أمريكا.

 غير أن دلالة سيطرة الديمقراطيين على كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ بمثابة نقطة بداية العد التنازلي لسياسة بوش العدوانية، ومؤشر قوي لهزيمة مشروعه لاحتلال العراق، وقد كان أول الغيث استقالة عراب الحرب الاستباقية «دونالد رامسفيلد».

وعلى أية حال تضع نتائج انتخابات النصفية.. المسلمين على بداية الطريق الصحيح؛ للتفاعل الإيجابي المؤثر في السياسة الأمريكية، مع التأكيد على أن هناك المزيد من المهام الكثيرة أمام الجاليات العربية والمسلمة، قبل أن تصبح مؤثرة في السياسة الغربية منها:

- الاهتمام بالمسلمين الجدد: أمثال «كيث اليسون»، حيث يمنحهم المجتمع فرصًا أكبر للمشاركة في الحياة السياسية من المهاجرين الجدد.

- الاهتمام بالشباب، فقد أفادت التقارير بأن مشاركة الشباب في الانتخابات الأخيرة كانت كبيرة، والشباب أقل تأثرًا بالإعلام الرسمي من غيرهم.

- الاهتمام بالإعلام وتشجيع الأقلام الناشئة على الكتابة وبناء ثقتها بنفسها.

- الدخول في لعبة اللوبي السياسي وإعطاؤه حقه من الوقت والجهد والمال والاختصاص.

- العمل على تفعيل الطاقة الدولية العربية والإسلامية المعطلة رغم امتلاكها كثيرًا من المال والأقلام والخبرات اللازمة. 

وعلى سبيل المثال فإن هناك تريليون دولار من أموال المسلمين موضوعة في الاستثمارات والبنوك الغربية، وهي يمكن أن تفعل الكثير.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 8

نشر في العدد 8

53

الثلاثاء 05-مايو-1970

صحافة - العدد 10

نشر في العدد 10

24

الثلاثاء 19-مايو-1970

الطلبة المسلمون في أمريكا

نشر في العدد 10

30

الثلاثاء 19-مايو-1970