; تخاريف بن جوريون.. مطلوب خمسة ملايين يهودي لفلسطين | مجلة المجتمع

العنوان تخاريف بن جوريون.. مطلوب خمسة ملايين يهودي لفلسطين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-يونيو-1970

مشاهدات 16

نشر في العدد 14

نشر في الصفحة 15

الثلاثاء 16-يونيو-1970

نشرت مجلة نيوزويك الأميركية مؤخرًا مقابلة أجرتها مع دافيد بن غوريون مؤسس إسرائيل وأول رئيس وزراء فيها. وقد قدم بن غوريون استقالته من الكنيست «البرلمان الإسرائيلي» وانسحب إلى بيت ريفي له بالقرب من تل أبيب، وهو يبلغ الآن من العمر ثلاثة وثمانين عامًا.

قال بن غوريون للمجلة الأميركية:

عندما أعلنت أنه ستكون هناك دولة فرضت أميركا حظرًا علينا، ولم يساعدنا أحد سوى الروس، وهو أمر لا يصدق الآن وهم ينكرونه ولكنهم وقفوا معنا قبل أن تقام الدولة، وأعطونا أسلحة، ليس من روسيا بل من تشيكوسلوفاكيا وبالطبع كنت أعرف سبب ذلك: فقد كانوا يريدون التخلص من البريطانيين، ولكنني لم أكترث بالسبب.

وتحدث عن السياسة السوفياتية فقال:

إنهم يريدون السيطرة على المحيطين الأطلسي والباسفيكي، ومن هنا كان عليهم أولًا أن يسيطروا على البحر الأبيض المتوسط وليس ذلك بالأمر اليسير بلا مساعدة العرب. إنهم يريدون العرب لا لأنهم يحبون العرب، ولست أعتقد أن الروس مهتمون بالقضاء على إسرائیل، لأنهم إن فعلوا ذلك فلن يحتاج العرب إليهم.

الصين : وتطرق بن غوريون إلى الحديث عن الصين الشيوعية فقال:

إن الصين لديها سكان كثيرون، وعندما يكون لدى الصين من الأسلحة مثلما لدى أمیرکا وروسيا فعندها ستكون القوة الوحيدة في العالم. وللصين عذر في معاداة الروس؛ إذ أنهم أخذوا منها جزءًا مساحته 800,000  ميل مربع، وما لم تُعِد روسيا الأرض للصين فإنني متأكد تمامًا أنه ستكون هناك حرب وعندها لن تكون روسيا من الدول الكبرى.

وتحدث بن غوريون عن السلام فقال:

إنني أعتبر السلام أكثر أهمية من الأرض؛ فالأرض التي كانت في حوزتنا قبل حرب الأيام الستة تكفي لاستيعاب جميع اليهود. ومن أجل السلام أنا على استعداد لإعادة كافة الأراضي المحتلة باستثناء القدس ومرتفعات الجولان؛ إذ لدينا متسع كاف لخمسة أو ستة ملايين يهودي آخر «وعدد سكان إسرائیل الحالي هو 2.550.000 نسمة من اليهود»، ولست أعتقد أن جميع اليهود سيستوطنون في إسرائيل، اللهم إلا إذا جاء المسيح، ولكننا بحاجة فعلًا إلى خمسة أو ستة ملايين يهودي آخر.

ويعكف بن غوريون الآن على كتابة مذكراته، وقد كتب منها حتى عام 1933 فبلغ ما كتبه ألف صفحة، وسيكون الفصل التالي أكبر من ذلك وأضخم.

وبعد، فكم نحن العرب بحاجة الى دراسة واقع أعدائنا؛ إذ إن من أهم أسباب النصر أن نعرف عدونا، كيف يفكر، وكيف يخطط، بل إن المؤسف أننا نحن العرب لا نعرف عدونا من صديقنا فنعلن أحيانًا عن «یهود شرفاء»، وهذا وهْم كبير وزيف باطل من أساسه.

ولو أننا اتبعنا الصراط المستقيم ما ضللنا، قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة:82 ) فهلا عدنا إلى ربنا واعتصمنا بكتابه، وعندها ينير الله لنا السبيل، وليسدد خطانا. فيا ليت قومي يرجعون!

الرابط المختصر :