; من دروس القرآن (الحلقة الأولى) | مجلة المجتمع

العنوان من دروس القرآن (الحلقة الأولى)

الكاتب علي حسن الفيلكاوي

تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

مشاهدات 20

نشر في العدد 551

نشر في الصفحة 38

الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد.

أخي المسلم إن القرآن الكريم هو مادية الله وحبله المتين منه ينهل الدعاة منهجهم في الحياة فيه من الدروس والمفاهيم والنصائح... ما لا يعد ولا يحصى فهو منهج حياة كامل متكامل لكل زمان ومكان ولكل جيل والحديث عن القرآن يطول ولكن سنذكر في هذه الصفحة شيئًا من الدروس المستفادة من القرآن الكريم من خلال القصص التي قال تعالى فيها

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (سورة يوسف: 111)

قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد وبلقيس

  • ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾  (سورة النمل: ١٦)

يعلنها سليمان عليه السلام في الناس تحدثًا بنعمة الله وإظهارًا لفضله بأن الله رزقهم العلم وأخذ سليمان العلم عن شكر دون علو أو تكبر ولا مباهاة، وقال علمنا ولم يقل تعلمنا–لا كالذي

﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ (سورة القصص: ٧٨)

 فلم ينفعه علمه وملكه لتكبره وجحده، ويعقب سليمان عليه السلام إن هذا لهو الفضل المبين فضل الله الكاشف عن مصدره الدال على صاحبه فما يملك تعليم منطق الطير لبشر إلا الله وكذلك لا يؤتي أحد من كل شيء –بهذا التعميم– إلا الله.

  • ﴿ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ (سورة النمل: ١٧)

لكثرتهم فإنهم يتفرقون ولا يمكن جمعهم ومع هذا الفضل والقدرة والسلطنة لم يخرج ذلك سليمان عليه السلام عن طاعة الله لأنه يعلم أنه مهما أوتي الإنسان من مال وجاه وسلطان إنما هو ليبتل ويمتحن فيه ثم هو زائل.

  • ﴿ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ (سورة النمل: ١٨)

نقف هنا وقفة لطيفة مع هذه النملة المربية لنأخذ منها هذه الصفة الفاضلة التي يفتقدها الكثير من الناس وهي في قولها وهم لا يشعرون إنها نملة صغيرة لا وزن لها ولكن روحها ونفسها أعظم من أرواح كثير من الناس-إنها لا تلقي اللوم على سليمان وجنوده، ولا تشمت به وبجنوده إنما تقول لا يشعرون رغم أنهم كادوا أن يبيدوهم بدهسة واحدة إلا أنها تعذرهم بصفاء قلب وحسن ظن بأنهم «لا يشعرون».

  • ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ (سورة النمل: ١٩)

 انشرح صدر سليمان لقول النملة وأدرك أنها نعمة الله التي تصله بهذه العوالم المحجوبة المعزولة عن الناس، وسرعان ما هزته هذه المشاهدة وردت قلبه إلى ربه الذي أنعم عليه بنعمة المعرفة الخارقة واتجه إلى ربه بالإنابة والتوسل.

وهذا ما يجب أن يكون عليه المسلم دائمًا أن يرجع الفضل في كل أمر إلى الله ويشكره على كل حال فيكون متصلًا بالله دائمًا وأبدًا.

وقول سليمان عليه السلام في توسله إلى الله بالنداء المتصل المباشر القريب أوزعني أي اجمعني كلي مشاعري وجوارحي ولساني وجنائي وخواطري وخلجاتي ولكماتي وعباراتي وأعمالي وتوجيهاتي طاقاتي كلها أولها على آخرها وآخرها على أولها لتكون كلها في شكر نعمتك علي وعلى والدي حقًا ما أعظمه من شكر يليق بالمنعم المتفضل.

  • وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين فالعمل الصالح هو كذلك فضل من الله يوفق إليه من يشكر نعمته.

وكذلك الدخول في عباد الله الصالحين رحمة من الله تتدارك العبد فتوفقه إلى العمل الصالح فيسلك في عداد الصالحين العاملين كما هي رحمة من النجاة من الجاهلية المعتمة الآثمة.

  • ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ (سورة النمل: ٢٠)

تلك هي صفة القائد الناجح الواعي الذي يتفقد جنوده ورعيته بين حين وآخر–فرغم الكثرة الهائلة والحشد الضخم أدرك سليمان عليه السلام افتقار أحد جنوده وهو الهدهد.

وهي سمة من سمات القائد الناجح تلك اليقظة والدقة والحزم.

ثم الشعور والإحساس بالأمانة وهم الجنود والرعية نحو الله عز وجل.

  • ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (سورة النمل: ٢٢)

يتحدث هنا الجندي البسيط -الهدهد– إلى الملك القائد سليمان –بجرأة وشجاعة لثقته «بالحق» والصواب الذي هو عليه، ويخبره بأنه أحاط بعالم يحط به هذا القائد الملك، وهكذا سمت الداعية المسلم الثبات والإصرار على الحق بشجاعة الأسد وثبات الجبل لا يخاف في الله لومة لائم لأنه يسير في طريق ارتضاه له الله قمم يخاف وقوة الله وتأييده معه!!

ثم قول الهدهد «جنتك من سبأ بنبأ يقين» يشير الهدهد إلى أن النبأ الذي جاء به متيقن به على ثقة من صحته –وكذلك أخي المسلم عليك باليقين والتأكد عند نقل الخبر فليس كل ما يسمع يخبر به عن غير صحة ولا يقين.

وإنما الإتقان والحرص على الصحيح واليقين فيه من صفات المسلم الواعي.

  • سبب تغيب الهدهد هو حرصه على دعوته ودينه، ونأخذ من هذا الموقف أنه على الداعية –المسلم أن يعلم أن الدعوة لا تنحصر في مكان أو زمان معين فهذا الهدهد وهو طير صغير يهاجر من بلدته إلى أخرى ليأتي بالنبأ اليقين عبادة غير الله– ونقف هنا وقفة تأمل أن الهدهد وهو طير ليس له من الفهم كما للإنسان نلاحظه يرحل من مكان لآخر عملًا وسعيًا لنصرة دين الله ونجد غيرته لذلك حين رأی قومًا يعبدون غير الله فجاء مسرعًا إلى قائده ليخبره بالخبر دون تأخير أو تأجيل كل هذا وهو طائر غير مكلف، فحري بك أخي المسلم وأنت المكلف بتلك الأمانة أن تبذل وتسعى لنصرة دين الله وشرعه الذي هو مغتصب الآن –وأنت مسؤول أمام الله نحو هذا التكليف- فعليك بالجد والتشمير والعمل الجاد.
  • ﴿ قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (سورة النمل: ٢٧)

 صفة لازمة للداعية المسلم عدم الاستعجال في الأمور والحكم فيها بل التأني والتريث وطلب الدليل والبرهان وأخذ التجربة للتأكد من الصحة وهذا شأن القائد والمربي الناجح الحازم.

  • ﴿ اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ (سورة النمل: ٢٨)

على المسلم السرعة في التنفيذ عند الطلب والتكليف كما فعل الهدهد في حال التكليف من إلقاء الكتاب إلى بلقيس.

التكافل في حمل الدعوة

أخي في الله هناك أساس جميل عرضه الإسلام بتفصيل وطلبه من المؤمنين كجماعة وأمة، وهو شيء طبيعي في تكوين أية جماعة، وفي صراعها مع الباطل، وفي تمكنها من بلوغها ما تهدف إليه في الحياة وتحقيق ما نيط بها من رسالة... وهو «جانب التكافل» أو التضامن والتعاون والتكافل أو التضامن أنواعه متعددة ومظاهره متنوعة فهناك تكافل في الولاء والإخلاص في الروابط كما يقول سبحانه وهو «جانب التكافل» أو التضامن والتعاون والتكافل أو التضامن أنواعه متعددة ومظاهره متنوعة فهناك تكافل في الولاء والإخلاص في الروابط كما يقول سبحانه ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾

(سورة التوبة: ٧١)

 وهناك تكافل في تسوية الخلاف الداخلي بين أفراد الجماعة كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (سورة الحجرات: ١٠)

وهناك تكافل وتضامن في البناء والعمل في سبيل الله إقامة حياة جماعية مستقرة كما قال سبحانه

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾

(سورة المائدة: ٢)

وقد شرح الله معنى البر في آية أخرى من سورة البقرة (ب) فكان البر الذي طلب من المسلمين أن يتكافلوا من أجله هو عقيدة وعبادة.... وحسن معاملة... وتحمل في الشدائد... ومنح وإعطاء في الرخاء إيمان بالله وباليوم الآخر والكتاب والملائكة والنبيين... وعبادة بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة... وحسن معاملة بالوفاء في بالعهد... وتحمل وصبر في البأساء والشدائد... ومنح وبذل المال على الرغبة فيه لمن يستحق العون والمساعدة من أبناء الجماعة.

كجماعة وأمة –لا كأفراد– أن يوجه نداءه ووصاياه إلى المؤمنين في صيغة الجمع فيقول يا أيها الذين آمنوا.... المؤمنون والمؤمنات... وما أشبه ذلك مما يدل على أن الأمر المعني لا يخصهم كأفراد متفرقين، ولكن يخصهم في صلات بعضهم ببعض وصلات الأفراد بعضها ببعض هو معنى من معاني الجماعة (۱).

وكذلك لا تخل السنة المطهرة وسيرة الصحابة والتابعين من توضيح وإحياء هذه المعاني.

الخطاب للمجموع:

والحقيقة... مهما أطلنا الحديث عن هذا الجانب فلن تستطيع أن نعطيه حقه ولكن... نقول وبإيجاز أن القرآن الكريم اعتاد في توجيه خطابه إلى الجماعة الإسلامية

مثال للتكامل:

 ولنا نحن الدعاة وقفات... حول مفهوم التكافل في حمل الدعوة... وحتى يتضح ذلك لدينا كدعاة نقف بتأمل حول شخصية موسى عليه السلام وشخصية هارون اللذين تعاونا على حمل الدعوة دعوة الله إلى بني إسرائيل... فقد أعطى الله تبارك وتعال لكل واحد منهم طبيعة ميزته عن أخيه، فنجد أن موسى عليه السلام، تميز بالانفعالية والغضب والقوة وذلك أثر من آثار «محنته وفتونه» من أول ولادته إلى منتهى أمره حتى كلم الله تكليمًا وقربه منه وكتب له التوراة بيده ورفعه أعلى السموات واحتمل له ما لا يحتمل لغيره فإنه رمى الألواح على الأرض حتى تكسرت وأخذ بلحية نبي الله هارون وجره إليه ولطم وجه ملك الموت ففقأ عينه وخاصم ربه ليلة الإسراء في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه بعض صفات موسى عليه السلام وبالجانب الأخر نجد هارون عليه السلام وهو أهدأ أعصابًا وأملك لانفعاله من موسى عليه السلام وكان رقيق القلب... فصيح اللسان... ثابت الجنان لذلك نجد موسى يقول وأخي هارون هو أفصح مني لسانًا... وبيت القصيد في ذلك أن موسى وهارون تعاونا على حمل دعوة الله وكونا نسيجًا متكاملًا يخدم هذه الدعوة عنف ورقة، جرأة وفصاحة؟!

المسلمون متكاملون:

وما أجمل أن يضيء ذلك النور مرة أخرى الصحابي الجليل عمر رضي الله عنه يقول لأبي بكر يوم السقيفة أنت أفضل مني وأبو بكر يجيبه بقوله، ولكنك أقوى مني... فيقول عمر لأبي بكر إن قوتي مع فضلك وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه مع قوة عمر وبأسه وشدته وهيبته... ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ويعمل بقوله أمر أبو بكر يومًا بأمر فلم ينفذه عمر فجاؤوا يقولون لأبي بكر والله ما ندري الخليفة أنت أم عمر؟

فقال أبو بكر هو إن شاء.

وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها الله بشير خير للمسلمين (۳) ونور للدعاة في التكافل والتعاون لحمل دعوة الله... كما أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا نسيجًا متكاملًا من القدرات، فكل واحد منهم له طابع خاص ميزه عن غيره من الصحابة فهذا صديق وذاك فاروق وآخر أمين هذه الأمة وفلان امتاز بالكرم وأخر بالشجاعة وأبو ذر بالفصاحة وأخر بالعلم والزهد... والجميع تعاون لبناء صرح الدولة الإسلامية... فما أحوجنا نحن الدعاة لأن نتعاون لحمل لواء هذه الدعوة، فيقدم كل أخ ما لديه من خبرات مهما كانت صغيرة بنظره... فيها وبغيرها يقوم ذلك الصرح الشامخ ألم تسمع قول سعيد بن المسيب رحمه الله وهو خارج إلى الغزو وقد نهبت إحدى عينيه، فقيل له: إنك عليك فقال أستنفر الله الخفيف والثقيل، فإن لم يمكني الحرب، كثرت السواد، وحفظت المتاع (٤).

أخي الحبيب هكذا فليكن التكامل وليحمل بعضنا عبء بعض ثم لنتعاون في حمل هذه الدعوة بما أعطانا الله... وكل ميسر لما خلق له... والحمد لله رب العالمين،

(أ) التوبة ٧١

(ب) سورة البقرة الآية ١٧٧

﴿  لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾

(١) الإسلام في حياة المسلم... محمد البهي ٢٧٣ – ٢٧٤ بتصرف.

(۲) مفتاح دار السعادة 1/200

(۳) عظماؤنا في التاريخ ١٣٣–١٣٤بتصرف.

(٤) حتى يعلم الشباب –عبد الله علوان– ۱۰۳

الرابط المختصر :