العنوان تربية الفكر المستنير
الكاتب الدكتور إبراهيم عباس نتو
تاريخ النشر الثلاثاء 28-يونيو-1977
مشاهدات 13
نشر في العدد 356
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 28-يونيو-1977
غرض
البحث الأساسي يتركز على أهمية الإنسان وكينونته الفاضلة وسمو مقامه، هذا الإنسان المواطن الباني، الصالح المصلح، ذو الاستقلال الشخصي مع الاندماج الاجتماعي، ذو الكرامة مع الكرم، ذو العزة بالنفس والإحساس بالأخرين المستفيد المفيد، المتعلم الواعي المعلم الناعي، المستشير الناصح، الواثق الأمين، الذي سخرت له سائر الكائنات، حتى وسجدت له الملائكة، إجلالًا واحترامًا، ونسلط الأضواء هنا على زاوية محددة تتعلق بأهم عنصر في الإنسان: فكره، وعلى أهمية تهيئة كافة الظروف المساعدة على استكشاف وتنمية قدرات الطلاب بمدارسنا والأخذ بها إلى أسمى الدرجات الممكنة، فإن التربية المبنية على الوعي والعلم والمعتمدة على الطرائق الناجعة، والهادفة إلى إنارة الفكر وتوسيع المدارك، لهى بيت القصيد.
أهمية التعليم
مهنة التعليم أشرف مهنة، طبعًا، فقد أعلنها الرسول صلى الله عليه وسلم مبشرًا ومفاخرًا: إنما بعثت معلمًا...، ونوجه الانتباه إلى شموليه ما نشير إليه بالتعليم أو العلم أو الفكرة، وذلك بما يشمل علوم الدين وما يعطي العلوم الإنسانية والكونية والحيوية وغيرها فتربية القرآن شاملة لا تقتصر على المسجد أو المعهد، ولا تختص بالعبادة دون السلوك، ولا بالفرد مع ترك المجتمع ولا بالعقيدة مع إهمال العمل، وإنما تشمل كل ميادين الحياة.
لقد مارس الرسول صلى الله عليه وسلم مهنة التربية والتعليم بتركيز وتفرغ لمده ثلاثة عشر عامًا، تخرجت على يده خلالها الدفعة الأولى من رواد التربية الإسلامية العربية، واتخذ من دار الأرقم كلية وقاعة لمحاضراته وحلقات نقاشه، فكانت تلك الدار بذلك أول معهد للمعلمين، وأول كلية للمربين الذين تتلمذوا على يد المعلم الثاني صلى الله عليه وسلم الذي بلغ رسالة المعلم الأول - سبحانه الذي علمه ما لم يكن يعلم، ولم يحاول - أو لم يضطر - ذلك المعلم إلى ملاحظة طلابه أو الضغط عليهم أو أن يصب المعلومات والأفكار في رؤوس أتباعه وطلاب الرشاد.
فالرسالة كانت لطيفة نظيفة مطهرة مجددة موجهة منيرة، بينما كان المعلم قديرًا بليغًا، حكيمًا أمينًا، وبينما كانت الوسيلة التعليمية سماوية سامية الأسلوب والنص والمعنى والأهداف مبسطة مشتركة.
وتخرج الفوج الأول من الدارسين بدار الأرقم وبرز من الخريجين من برز فعينوا معيدين وأساتذة مساعدين، فكان منهم جعفر بن أبي طالب ومصعب بن عمير، فكان الأول في مرتبة مساعد تعليمي على مجموعة بعثة الحبشة، بينما كان الثاني على مجموعة بعثة يثرب - المدينة -.
وواصل معلمنا التدريس والتربية حينما انتقل إلى الجامع الثاني وحينما افتتح المعهد الجديد، ففيه شعبة لجماعة متخصصة خصصها للمتابعة والحفظ والمعاونة في التربية، واستمر مربيًا ومتمسكًا بمهنة التعليم منذ بعثته إلى أن توفى وقد قضى من السنين ما ناف عن التقاعد - عندنا - بسنوات ثلاث.
ومظاهر الاهتمام بالتعليم، كمًا ونوعًا، محتوى وأسلوبًا، عديدة في تراثنا ولا لزوم لحصرها ونقتصر هنا على بعض أمثلة وبضع إشارات: ضرب الرسول مثلًا على قيمة التعليم، وفائدته لتنمية القدرات وتفوقه على أي قيمة أخرى، حينما قرر أن تكون فدية أسرى حرب بدر تعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة، ويبجل القرآن القلم أيما تبجيل، فأقسم به إعزازًا وتكريمًا لما ينتج باستعماله من بحوث وتبليغ الهدايات وتحرير السطور: ﴿ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾. (القلم: ١). (١) فصار القلم، أداة التعليم ووسيلة توصيل ما بالفكر، عنوانًا لباب من أبواب القرآن وسورة من سوره.
وعبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك أثناء حلقات نقاشه مع تلامذته الصحابة حينما قال: لأن تغدو فتتعلم بابًا من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة، وحضور مجلس علم أفضل من صلاة ألف ركعة، وعيادة ألف مريض وشهود ألف جنازة - ويطرح أحد التلاميذ، وكأنه استكثر ذلك، السؤال: «يا رسول الله»، ومن قراءة القرآن؟ فيرد المعلم السامي مؤكدًا مبينًا: وهل ينفع القرآن إلا بالعلم؟، وما نطق بذلك إلا بتعليمات عليا، وبتوجيهات مستقاة من القاموس الأصلي كتاب الكتب القرآن حيث جاء فيه: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. (الزمر: ٩). (٢)
أهمية الفكر والتفكير
خلق الإنسان فاضلًا مفضلًا وتبينت ميزته وسمو مكانته، وسخرت سائر الكائنات له ساجدة وما ذلك إلا لخصيصة أساسية فيه: القدرة على التفكير، تلك القدرة التي تخرج به إلى ما وراء الإدراك الحسي، والتي تمكنه من التحليل والاستخلاص والتأليف.
ويذكرنا المرحوم العقاد بأن خير ما يطلب من كتاب العقيدة في مجال العلم أن يحث على التفكير، ولا يتضمن حكمًا من الأحكام يشل حركة العقل في تفكيره، أو يحول بينه وبين الاستزادة من العلوم، ما استطاع، وكل هذا مكفول للمسلم في كتابه كما لم يكفل قط في كتاب من كتب الأديان، فهو يجعل التفكير السليم، والنظر الصحيح إلى آيات خلقه وسيلة من وسائل الإيمان بالله. (۳)
ويبرز شاهد من غير أهلنا، فيقول إتيان دينيه بأن - العقيدة المحمدية لا تقف عقبة في سبيل الفكر، فقد يكون الإنسان صحيح الإسلام وفي الوقت نفسه حر الفكر، ولا تقتضي حرية الفكر أن يكون المرء منكرًا لله، لقد رفع الإسلام قدر العلم إلى أعلى الدرجات وأعلا المراتب وجعله من أول واجبات المسلم، ومن توجيهاته أن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدماء الشهداء. (٤)
وجاء مشرعنا يوضع العبادات فيفصلها، ويحدد عددًا من المعاملات فيعالجها بشيء من التفصيل وكثير من الإشارات العمومية، فلقد جاء القرآن في التشريع بالأصول والإطار العام، وترك التطبيق للأمة على أساس أصوله وفي حيز إطاره، فكان لهذا المنهج أكبر الأثر في الدعوة إلى التفكير والاجتهاد بالرأي وأعطى للأمة حق التفكير بالمستقبل. (٥)
ولقد ضرب لنا القرآن مثلًا تاريخيًا في شكل مجادلة بين نبي عالم وقوم غاوين، وفي هذه المجادلة تتجلى الإشارة إلى أفضلية المتعلمين العالمين المفكرين وسموهم على الأثرياء والوجهاء وغيرهم:
النبي: إن الله قد بعث لكم طالوت ملكًا.
القوم: أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه، ولم يؤت سعة من المال.
النبي: إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطه في العلم.
﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِع عَلِيمٌ﴾. (البقرة: ٢٤٧). (٦)
ومثل آخر عن أفضلية العلم الآية ولقد أتينا داود وسليمان علمًا:
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾. (النمل: ١٥). (٧)
التفكير في القرآن
لا أدعى أني حصرت تواتر وتكرر الدعوة إلى التفكير واستعمال العقل في القرآن، ولكني عثرت على ما لا يقل عن ۲۰ موضعًا فيما لا يقل عن ١٥ سورة، على مختلف كبرها وتوقيت نزولها واختلاف المواقع الجغرافية والظروف الاجتماعية التي نزلت فيها في أنحاء الكتاب، وجاءت تلك الدعوة في مفردات متشابهة ومترادفة، فمرة باستعمال كلمة يتفكر، ومرة يفقه وتارة ينظر وأخرى يعقل وأحيانًا يبصر، والغرض واحد: -
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. (القصص: ١٧٦). (٨)
﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾. (الذاريات: 20 - 21). (٩)
﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾. (الروم: ٨). (١٠)
﴿قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ﴾. (سبأ: ٤٦). (١١)
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾. (البقرة: ٢١٩). (١٢)
﴿فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾. (التوبة: ١١). (١٣)
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. (الحشر: ٢١). (١٤)
﴿وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ﴾. (الأنعام: ٩٨). (١٥)
﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. (الزمر: ٩). (١٦)
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. (المجادلة: ١١). (١٧)
﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾. (الروم: ٨). (١٨)
﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾. (الأعراف: ١٨٥). (١٩)
﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. (العنكبوت: ٢٠). (٢٠)
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾. (البقرة: ١٧٠). (٢١)
﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾. (الملك: ١٠). (٢٢)
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾. (فاطر: ٢٧ - ٢٨). (٢٣)
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. (ال عمران: ١٩٠ - ١٩١). (٢٤)
﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. (الجمعة: ٥). (٢٥)
﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. (الزمر: ١٨). (٢٦)
وهلم جرًا. وما أوردناه هنا جزء من كل فليس أمامنا إلا أن نخلص القول بأن من لا يقدر على التفكير فهو معتوه، ومن لا يعطي نفسه الفرصة للتفكير فهو متحجر الذهن خاويه.
أما من لا يجرؤ على محاولة التفكير فهو رهين المحسبين: العبودية والجهالة.
من أهم أعراض التربية
فيما يتصل بموضوع التفكير، يمكننا أن نعدد خمسة اهتمامات أساسية ركز عليها تراثنا التليد، وهي الاطلاع والبحث عن الحقيقة، التأمل والدراسة، والتفهم والانفتاح التمييز والاجتهاد، والنفعية الحياتية.
۱ – الاطلاع والبحث عن الحقيقة:
بدأ الإرسال السماوي والوحي الإسلامي بالحث - قبل كل شيء على الاطلاع، على العلم على التعلم، على الاطلاع والقراءة، فكانت كلمة «اقرأ» بداية النطق الإلهي وأول توجيه سماوي لنا، وإذا جاءت القراءة والاطلاع والبحث وتقصي الحقيقة في مقدمة التوجيه السماوي، فإن وسيلة اللغة القرائية «الكتابة» قد نالت حظها من الاهتمام باسم القلم.
٢ - التأمل والدراسة:
إن المسلمين جاءوا بمبدأ في البحث جديد، مبدأ يتفرع من الدين نفسه، هو مبدأ التأمل والدراسة.
ويؤكد الدكتور فرنتوونثال، سبق المسلمين إلى مبدأ البحث التجربة:
أن أعظم نشاط قام به العرب يبدو جليًا في حقول المعرفة والاختبار، ضمن دائرة ملاحظتهم وتجاربهم العلمية فإنهم كانوا يبدون نشاطًا واجتهادًا عجيبين حين يلاحظون ويمحصون، وحين يرتبون ويجمعون ما تعلموه من التجربة والاختبار.
٣ - التفهم والانفتاح:
كثيرًا ما يدعو القرآن إلى تفتح الذهن وتوسيع مداركه، وعلى تفهم الإنسان لنفسه وما حوله وما هو بعيد عنه، فلقد وسع إطار تفكيره بسعة متناهية مركزه النفس - ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾. (سورة الذاريات: 21) - ومحيطه بلا نهاية:
الكون كله، الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ، وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ وَأَنۡهَٰرٗاۖ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ جَعَلَ فِيهَا زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ، وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ يُسۡقَىٰ بِمَآءٖ وَٰحِدٖ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلۡأُكُلِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ﴾. (الرعد: ٢ - ٤). (٢٧)
ويأتي الإسلام بالانفتاح، بعد حقبة طويلة من الانحباس الفكري تميز باحتكار الكهنة للمعرفة واعتبار أنفسهم أوصياء على عقول الناس، فلقد ظلت تربية أولئك الكهنة لأجيال أيامهم مبنية على حكمة تداولها تقول: أطفئ مصباح عقلك واعتقد وأنت أعمى، فكانوا يعتبرون التفكير والنظر والتمحيص في مسائل الدين قرين الكفر والإلحاد، ومن ثم ظل الفكر الإنساني قرونًا طويلة مكبلًا بالقيود والأغلال، فأول ما نطق به الإسلام الدعوة إلى الاطلاع والتفهم والبحث وتفتح أفق الفكر إلى آفاق الآفاق، ويدعو الإسلام إلى طلب العلم من المهد إلى اللحد ويدعو إلى الإلمام بالثقافات والحضارات الأخرى بتعلم لغاتها وجاء في الأثر: طلب السعي وراء العلم من أقصى الدنيا إلى أقصاها، ولو بعدت بعد الصين عن الحجاز.
٤ - التمييز والاجتهاد: (۲۹)
لا يفتأ القرآن ينبه العقل ويوقظ القلب ويوسع الرؤية داعيًا إلى استغلال الفكر أكمل استغلال واستعماله أوسع استعمال، وهو يفعل ذلك في شكل تصريح تارة وفي تلميح تارة أخرى وفي صيغة رموز وإشارات أحيانًا، ولكنه دومًا يشير إلى المتجه السوي المرغوب، ويدعو الإنسان إلى ارتياد أجواء التساؤل والتعقل والتفكير على مدى العمر.
وبالفعل تميز الأشياء، وعلى المرء أن يسعى إلى محاولة التمييز بين الضار والنافع، والباطل والحق، والسراب والحقيقة، والغث والسمين والشيء وضده، فالقدرة على التمييز يتمكن المرء من الاستماع إلى القول وإتباع أحسنه، فكان القرآن ودينه نابذين للتقليد الجامد الذي لا يعتمد على دليل ولا يستند إلى علم، وجاء خاتمة لعهد الطفولة البشرية، وبداية لعهد الرشد والنضوج فكان فتحًا جديدًا في تاريخ الفكر الإنساني.
٥ - المنفعة الحياتية: -
ما أقصده هنا بالمنفعة هو الفائدة المرجوة والثمرة المحصول عليها نتيجة الدراسة والاطلاع، فبالإضافة إلى ما يجنيه الدارس الفاحص الواعي من تقوية لعقيدته وصفاء لروحانيته ومتجهه الإلهي ونقاء لذهنه، فإن علينا تهيئته بمهارة ومهنة نافعة تحقق له، ولمجتمعه النفع الاقتصادي والاكتفاء الذاتي والتخلص من الطفيلية والعوز، موازنًا بين احتياجاته الروحانية ومتطلبات مجتمعه الذي يعيش فيه، وذلك على نمط: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾. (القصص: 77) وعلى نهج اعمل لديناك كأنك تعيش أبدًا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدًا.
فعلينا أثناء تربيتنا لطلابنا أن نوضح العلاقات بين ما نعلم وتطبيقاته وفوائده ومردوده، وأن نعلم معظم العلوم كوسيلة لتحقيق غاية لا كغاية في ذاتها، وتكون الغاية هنا الاستفادة من نتائج البحث في تسهيل النواحي الحياتية، وفي هذا السياق يقول الندوي: لذلك أصبحت التربية والتعليم وفن القراءة والكتابة لا قيمة لها في ذاتها عند تكوين المجتمع وصيانته، وفي هذا المجال تدعو السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية فيما لا يقل عن خمس مواد بالآتي.
المادة (٣٤): «تزويد الطالب بالقدر المناسب من المعلومات الثقافية، والخبرات المختلفة التي تجعل منه عضوًا عاملًا في المجتمع».
المادة (٣٥): «تنمية إحساس الطلاب بمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وإعدادهم للإسهام في حلها».
المادة (٤٣): «تنمية التفكير الرياضي والمهارات الحسابية، والتدريب على استعمال لغة الأرقام والإفادة منها في المجالين العلمي والعملي».
المادة (۳۷): «دراسة ما في هذا الكون الفسيح من عظيم الخلق، وعجيب الصنع، واكتشاف ما ينطوي عليه من أسرار قدرة الخالق للاستفادة منها، وتسخيرها لرفع كيان المسلمين وعزتهم».
المادة (٤١): «تشجيع وتنمية روح البحث والتفكير العلميين، وتقوية القدرة على المشاهدة والتأمل وتبصير الطلاب بآيات الله في الكون وما فيه، وإدراك حكمة الله في خلقه ليتمكن الفرد من الاضطلاع بدوره في بناء الحياة الاجتماعية، وتوجيهها توجيهًا سليمًا».
طرائق التربية المفيدة
١ - الاستنباط لا الحفظ: -
التعلم بالاختزان للاسترجاع والاجترار لا فائدة منه، ومعنى هذا أن تعلم المعارف والمهارات يجب ألا يكون غاية، بل وسيلة لفهم معارف واقتناء مهارات أخرى ولاستنباط دروس تفيد الدارس وتزيده نورًا وتفهمًا للحياة التي يعيشها.
«يودي التركيز في هذه الفقرة وسائر فقرات هذا الفصل على ما عالجه كتاب عرب مسلمون من قديم الزمان وأرجو أن يبرز، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، دور وفضل أولئك الكتاب على المفاهيم المكونة لما يسمى في أيامنا بالتربية الحديثة، فأجلب الانتباه إلى ما كتبه ما لا يقل عن ثلاثين كاتبًا (۳۳) عربيًا مسلمًا في مجال التربية، والتي قال بها روجر بيكون، وروسو، وديوي، وحتى سكنر المعاصر، وكأن ما قالوه من بنات أفكارهم الأصلية المخترعة».
«إن من كانت عنايته بالحفظ أكثر من عنايته إلى تحصيل الملكة لا يحصل على طائل من ملكة التصرف، ولذلك ترى من حصل الحفظ لا يحسن شيئًا من الفن وتجد ملكته قاصرة في عمله..». (٣٤)
ويقول الفارابي بأن الفهم أفضل من الحفظ، وذلك أن الحفظ إنما يكون مفعوله في مستوى الألفاظ في الجزئيات والأشخاص والأحداث وهذه أمور لا تكاد تتناهى. ويضيف: - وإذا كان مفعول الإنسان فيما يحتوي ويعرض له من جزئيات حفظها - فإنه لا يأمن الغلط والضلال.
ولعل الذي يعرض له - في حياته العملية - لا يكون من جنس ما حفظه، فإذا كان معوله على الأصول والكليات وعرض له أمر من الأمور -فإنه سيجد نفسه مضطرًا- أن يرجع تفهمه إلى الأصول فيقيس هذا بهذا. (٣٥).
ودعا منهم إلى الاستيعاب بالتعقل والتفكير، لا بالاختزان بدون تصور ولا فهم، فقد نصح الماوردي بالبعد عن الرواية بغير روية والأخبار من غير خبرة (٣٦)، وذهب إلى القول بأن الحفظ يؤدي إلى قطع الذهن.
وقال الجاحظ بأن الحفظ يبني على التقليد في حين أن الاستنباط يقضي بصاحبه إلى بر اليقين (۳۷) وفاخر الربيع الشافعي بقوله: -
علمي معي حيثما يممت يتبعني
قلبي وعاء له لا بطن صندوق
أما ابن خلدون فيقول ما معناه أنه «يقضي بعض الطلاب جل عمرهم في حضور الحلقات الدراسية ونجدهم صامتين لا يتحدثون ولا يناقشون».
ويهتمون بالحفظ اهتمامًا زائدًا ولذلك لا يقننون المهارة أو الدراسة العلمية رغم ما يتصورون، فعندما يشاركون في مناقشة أو مناظرة، أو حينما يقومون بالتدريس تنكشف ضحالة مهارتهم العلمية، ولو أنك تجد معارفهم المختزنة أكثر وفرة من الباحثين الآخرين، وذلك نتيجة تركيزهم العميق على الحفظ، وتجدهم يساوون بين اختزان المعارف واقتناء المهارات العلمية، وهذا خطأ. (٣٨).
(۱) القلم: ١.
(۲) الزمر: ۹.
(۳) عباس محمود العقاد. الفلسفة القرآنية بيروت: دار الكتاب العربي، ١٩٦٩ ص ١٦.
(٤) أحمد محمد جمال. مفتريات على الإسلام بيروت: دار الفکر، ۱۳۹۲ه ۱۹۷۲م، ص ۳۳۷.
(٥) محمد شديد. منهج القرآن في التربية بيروت: دار الأرقم، د. ت، ص ١٦٩.
(٦) هذه المجادلة مستخلصة من: البقرة: ٢٤٧.
(۷) الملك: ۱۰.
(۸) الأعراف: ١٧٦.
(۹) الذاريات: ۲۰ - ۲۱.
(۱۰) الروم: ۸.
(١١) سبأ: ٤٦.
(۱۲) البقرة: ۲۱۹ وكررت الآية بحذافيرها.
(۱۳) التوبة: ١١
كرة أخرى في نفس السورة الآية: ٢٦٦.
(١٤) الحشر: ۲۱.
(١٥) الأنعام: ٩٨.
(١٦) الزمر: ۹.
(۱۷) المجاملة: ١١.
(۱۸) الأعراف: ١٨٤ والروم: ۸.
(۱۹) الأعراف: ١٨٥.
(۲۰) العنكبوت: ۲۰.
(۲۱) البقرة: ۷۰ لاحظ التهكم بالتقليد السطحي وبالتهرب من التمحيص والتفكير.
(۲۲) الملك: ۱۰.
(۲۳) فاطر: ۲۷ - ۲۸.
(٢٤) آل عمران: ۱۹۰.
(٢٥) الجمعة: ٥.
(٢٦) الزمر: ۱۸.
(۲۷) الرعد: ٢ - ٤.
(۱۸) محمد شديد، منهج القرآن في التربية بيروت: دار الأرقم، د. ت. ص. ١٥٣.
(٢٩) عالج موضوع أهمية التمييز أكثر من كاتب كان منهم: ابن عبد البر النمري القرطبي. جامع بيان العلم وفضله. وإبراهيم الجبالي الإسلام دين الفطرة. حلب: مكتبة الهدى، ۱۳۹۲ ه ۱۹۷۲ م ص ١٤١ ومحمد شديد. منهج القرآن في التربية. بيروت دار الأرقم، د. ت، ص ١۹۹.
(۳۰) ومحمد شديد. منهج القرآن، ص ١٥٢.
(۳۱) أبو الحسن على الحسني الندوي مهمة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية. محاضرة منشورة. الرياض: وزارة المعارف ۱۳۸۸ ه ص ٢٤.
(٣٢) المملكة العربية السعودية. سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية الرياض: وزارة المعارف، ١٣٩٠ ه ١٩٧٠ م.
(۳۳) هؤلاء الكتاب هم ابن خلدون، المقريزي ابن جبير، السبكي، القلقشندي، بن سحنون ياقوت ابن العربي ابن حزم، ابن أبي أصيبعة ابن بطوطة، الشيزري، الماوردي، الجاحظ القيرواني، ابن عبد ربه، الغزالي، القابسي، العلوي، ابن الجوزي، ابن حوقل الفارابي، بن عبد البر، التوحيدي، ابن منظور، إخوان الصفا.
(٣٤) حاجي خليفة. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون إسطنبول: وكالة المعارف، ۱۰۱۷ - ١٠٧٦ ه - ١٦٠٩ - ١٦٥٧ م - جزءان.
(٣٥) أبو نصر محمد الفارابي المجموع. د. م.: مطبعة السعادة، ۱۳۲٥ ه- و۱۹۰۷ -.
(٣٦) الماوردي. أدب الدنيا والدين. القاهرة: المكتبة العلامية، د ٠ ت، ٣٦٤ - ٤٥٠ ه - ٩٧٥ - ١٠٥٨ م.
(۳۷) عمرو بن بحر الجاحظ رسالة في المعلمين في رسائل الجاحظ. القاهرة: مكتبة الخانجي ١٣٨٤ه - ١٩٦٤ م جزءان.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مطالِبة بتجريم ازدراء الأديان.. مؤسسات إعلامية عربية وإسلامية تنظم مؤتمراً افتراضياً بعنوان «قرآننا عزنا»
نشر في العدد 2182
15
الثلاثاء 01-أغسطس-2023