; تركستان الشرقية المحتلة | مجلة المجتمع

العنوان تركستان الشرقية المحتلة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1977

مشاهدات 14

نشر في العدد 359

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 19-يوليو-1977

تهدف هذه المقالة التي بين أيديكم إلى التعريف بتركستان الشرقية، وهي بلد إسلامي تحتله الصين الشعبية «الشيوعية»، وتبلغ مساحته 1,828,418 كم2 ويبلغ عدد سكانه 15 مليون نسمة تقريبًا.

  • ويمكن دراسة تاريخ تركستان الشرقية في ثلاث فترات رئيسية:

الأولى: عهد الاستقلال التام، والسيادة الكاملة، واستمر حتى عام 1760، الثانية: عهد الاحتلال الصيني الجزئي، واستمر من عام 1760 وحتى عام 1949.

 الثالثة: عهد الاحتلال الصيني الكامل الذي بدأ عام 1949 واستمر حتى الآن.

«1» في الفترة الأولى، شهد عهد الاستقلال الكامل للبلاد قيام عدة دول تركية مستقلة، أهمها:

إمبراطورية الهون وإمبراطورية الكوك تورك والدولتان الفراخانية والأويغورية، كانت تركستان الشرقية في ذلك على عهد أحد مراكز الإسلام في آسيا، خاصة في حكم القراخانيين «840 1212» وما بعده انتشر الإسلام في آسيا الوسطى بسرعة مذهلة، ومنها وجدت طريقها إلى الهند والصين والمسجد الأقصى.

 دخل الإسلام تركستان الشرقية منذ عدة قرون، وقدم للعالم إسلاميين، طبقت شهرتهم الآفاق. 

«2» أما الفترة الثانية في عهد الاحتلال الصيني الجزئي، انقضى في خضم صراع مرير مع الصين، أراد الصينيون قيام حكم مستبد قاسٍ في تركستانالشرقية، لكي تكون السيادة لهم عليها، ولكي يضعفوا الإسلام ويمتلكوا البلاد وجربوا كل الوسائل لتجريد الأتراك المسلمين في البلاد من دينهم وشرفهم.

 كان للصينيين في هذا العهد السيادة أحيانًا، وفي أحيان أخرى، كانوا يضطرون لترك البلاد بعد أن يصطدموا بالمقاومة الإسلامية العنيفة. 

قامت في أوقات متفرقة من هذا العهد دول إسلامية مستقلة لكنها لم تستطع أن تعمر طويلًا لأنها تعرضت للسحق الاستعماري من جانبي الصين وروسيا، واستمر الصراع المتبادل حتى عام 1949.

«3» وفي الفترة الثالثة والتي بدأت في عام 1949 وتستمر حتى الآن، فقد أطلق عليها عهد الاحتلال الصيني الشيوعي، وهو العهد الذي تم فيه تطبيق سياسة إطفاء شعلة الإسلام من البلاد وقلع جذور الشعب التركي من البلاد. وهذه الفترة تعد – إذا ما قورنت بالفترات السابقة - أكثر ظلمًا وغدرًا.

 والإسلام – اليوم - ممنوع بحكم القانون الصيني في كل أرجاء تركستان الشرقية، ولذلك هدمت المساجد، وأغلقت المدارس التركية بمختلف أنواعها، ولا يدرس الآن إلا الثقافة الصينية، والفكر الشيوعي.

 أطلق الصينيون - منذ عام 1876 - اسم «سينكيانج» على تركستان الشرقية وكلمة سينكيانج كلمة صينية تعني «المستعمرة الجديدة»، ويهدف الصينيون بهذا على طمس اسم تركستان الشرقية وعلى نسيان أنه بلد تركي إسلامي.

 

  • الصراع الروسي - الصيني على تركستان الشرقية:

 تركستان الشرقية بلد غني بثرواته الطبيعية فإحصائيات عام 1964، تقول إن احتياطي البترول في البلاد يبلغ 160000,000 طن. ويقدر رصيد الفحم بـ 600,000,000 طن، أما رصيد اليوورانيوم فيقدر بأكثر من 12 تريليونًا.

 وهذا الغنى الطبيعي يشكل ميدان منافسة دائمة بين الصين وروسيا.

 كان التنافس بينهما قديمًا على امتلاك تركستان الشرقية، والدافع إلى هذا كان السيطرة على «طريق الحرير» المشهور في التاريخ، أما اليوم فقد أصبح هذا التناقض منصبًا على امتلاك واستثمار الثروات الطبيعية التي تتمتع بها البلاد.

 وتشكل تركستان الشرقية اليوم أخطر عنصر في الخلاف القائم بين الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية، وإذا استطاع السوفييت والصينيون حل كل خلاف بينهما، فإنهما لن يستطيعا إنهاء خلافهما القائم حول بلاد تركستان الشرقية. 

وصدامات الحدود التي تقع دومًا بين الصين وروسيا، مردها الصراع على تركستان الشرقية، ورغم كل هذا الخلاف، فإن الاتحاد السوفييتي والصين متفقان على عدم إذاعة شيء عن هذه المصادمات، حتى يبقى العالم خالي الذهن عما يجري هناك. 

 

  • كفاح مسلمي تركستان الشرقية

 يواصل مسلمو تركستان الشرقية كفاحهم في سبيل حرية بلادهم واستقلالها في ظروف بالغة الصعوبة.. وفي كل عام تقريبًا تحدث ثورة في مناطق ومدن مختلفة، تحدث هذه الثورات على الأغلب في رمضان وأعياد الأضحى، وذلك لأن السلطات الصينية الشعبية لا تسمح للمسلمين في البلاد بإقامة صلاة العيد، وبناء على ذلك يحتج المسلمون بإشعال نيرات الثورة ضد الصين. 

لكن ثورات المسلمين الأتراك - الذين يضطرون لمواجهة الأسلحة الصينية الحديثة بالأحجار والعصي - تنتهي أبشع نهاية، في كل مرة، والعالم لا يدري عنها شيئًا، ذلك لأن النظام الصيني يخفي أخبارها عن العالم، ولذلك ينتظر مثل مسلمو تركستان الشرقية الحماية والعون من الدول الإسلامية ومن شعوب العالم. 

 

  • مهاجرو تركستان الشرقية المتفرقون في العالم

 يقيم مهاجرو تركستان الشرقية في عدة بلاد مختلفة فرارًا من الظلم، هاجروا خلال عدة فترات أشدها فترة الاحتلال الصيني الكامل للبلاد، وقد لجأ قسم من هؤلاء إلى تركستان الغربية، وفي الباكستان والهند وأفغانستان الكثير من مهاجري تركستان الشرقية، وأقامت أكثرية كثيرة من مهاجري تركستان الشرقية في المملكة العربية السعودية، كما تعيش مجموعات منهم في بلاد أخرى مثل أمريكا وألمانيا.

 وفي تركيا أقامت كثرة كبيرة من مهاجري تركستان الشرقية، وأسس هؤلاء في تركيا جمعية أطلقوا عليها اسم جمعية «مهاجري تركستان الشرقية» وعن طريق هذه الجمعية، يقوم هؤلاء المهاجرون بنشاطهم للتعريف بقضية تركستان الشرقية وعرضها على العالم. ويقومون بنشر قضيتهم بواسطة مختلف وسائل النشر والاجتماعات والمحاضرات، بغية أن يكون ذلك عونًا على كفاح تركستان الشرقية من أجل نيل حريتها واستقلالها، كما يعملون على درج قرية تركستان الشرقية في جدول أعمال المؤتمرات الإسلامية، في الأمم المتحدة، ومن جملة ذلك، تم إعداد هذه المقالة للتعريف بقضية بلد مسلم. ترك لقدره وكذلك لعرض مشكلاته على الدول الإسلامية.

 وبالإيمان المطلق بعون الله، نرجو أن تنال تركستان الشرقية الاهتمام الواجب من الدول الإسلامية والعالم الحر.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل