; تصدعات جديدة في صفوف الحركة.. صراعات «فتح» في لبنان تنذر بفوضىٰ! | مجلة المجتمع

العنوان تصدعات جديدة في صفوف الحركة.. صراعات «فتح» في لبنان تنذر بفوضىٰ!

الكاتب فادي شامية

تاريخ النشر السبت 22-نوفمبر-2008

مشاهدات 16

نشر في العدد 1828

نشر في الصفحة 35

السبت 22-نوفمبر-2008


لم يعد بالإمكان إخفاء حالة الصراع الدائر بين قادة وضباط حركة «فتح» في لبنان؛ فالمواقف المتناقضة والتراشق الكلامي لم يعد مقتصرًا على المجالس الخاصة، بل تعداها إلى وسائل الإعلام التي باتت تنقل للرأي العام ما كان يوصف سابقًا بالصراعات الصامتة.

الصراع الحالي يمتد في جذوره إلى سنوات طويلة، لكنه برز عندما عين «عباس زكي» ممثلًا لمنظمة التحرير في لبنان، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من قادة «فتح» الذين عملوا في الساحة اللبنانية سنوات طويلة، وعلى رأسهم العميد «سلطان أبو العينين»، وقد زاد الانقسام السياسي بين اللبنانيين من حدة الصراعات داخل «فتح»؛ إذ حاول كل فريق الاستفادة من هذا الصراع ليعزز موقعه داخل الحركة وفي الوسط الفلسطيني متوسلًا الدعم المالي والمعنوي.

قبل أيام جرت انتخابات داخل حركة «فتح»، لتحديد أعضاء مجالس قيادة وشعب الحركة التي ستنتخب أعضاء منها إلى المؤتمر العام السادس للحركة المتوقع انعقاده في وقت لاحق من هذا العام في «عمان»، لكن الفائزين في هذه الانتخابات لم يتمكنوا من مباشرة مهامهم، إذ اعترض عليهم أنصار الفريق الخاسر، ومنعهم من استلام مقرات ومكاتب الحركة، مما أحدث بلبلة واستنفارًا مسلحًا في مخيم «عين الحلوة».

ويقال: إن العميد سلطان أبو العينين مسؤول ميليشيا «فتح» في لبنان، والمدعوم ماليًا من «حزب الله»، قد أغدق أموالًا طائلة على الناخبين لكسب المعركة الانتخابية مستفيدًا من كل الخلافات داخل «فتح»، الأمر الذي جعل الكفة الانتخابية تميل لمصلحته .

وبالمقابل فقد أكد مسؤول منطقة بيروت «خالد عارف» شرعية الانتخابات، «وأن من له اعتراض على النتائج فعليه تقديمه من خلال الأطر التي ينتمي إليها»، وقد تطور هذا التجاذب، وكادت الأمور تتجه نحو السلاح.

ويحسب مصادر فلسطينية، فإن رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» كان قد أرسل قبل أسبوعين من رام الله إلى لبنان اللواء «أديب الحصان» لإعادة ترتيب البيت الفتحاوي، فقام شخصيًا بتسلم عدد من الصلاحيات، وزار مخيمىّ «عين الحلوة» و«الرشيدية»، وأصدر سلسلة قرارات لم تكن في صالح «أبو العينين»، وبحسب المصادر نفسها فإن العميد أبو العينين هدد بقلب الطاولة على الجميع إذا لم تعتمد نتائج الانتخابات الداخلية، وهو يمهد حاليًا لخطوات تصعيدية من خلال الحملة التي يشنها في مخيم الرشيدية على «عباس زكي»، متهمًا إياه بـ «إهدار الكرامة الفلسطينية» وتحوله تابعًا لفريق 14 آذار، وبيعه «البندقية الفلسطينية».

وتضيف المصادر أن «عباس» حريص على استيعاب سلطان أبو العينين دون الإخلال بدعمه المطلق لعباس زكي؛ لذا فقد أبقى الوضع في المخيمات على ما هو عليه دون إلغاء نتيجة الانتخابات تاركًا للمؤتمر القادم البت في الموضوع.

وكان أبو العينين قد فقد الكثير من نفوذه بعد وصول عباس زكي إلى لبنان، إذ أبعد عن القرار العسكري، وانتزع منه الملف المالي الذي صار بعهدة لجنة على رأسها «فتحي أبو العردات».

لا يبدو أن ثمة نهاية قريبة للصراعات الفتحاوية وبالرغم من أن حركة «فتح» تمضي في تراجع مستمر، إلا أن أبناء البيت الواحد ما زالوا على خلافاتهم المصلحية في غالبها، ما ينذر بوتيرة أسرع من التراجع لتلك الحركة صاحبة الماضي العريق.


الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 1728

15

السبت 25-نوفمبر-2006

نشر في العدد 1037

26

الثلاثاء 09-فبراير-1993