; تضخم «الأنا» أسبابه مظاهره ووسائل علاجه | مجلة المجتمع

العنوان تضخم «الأنا» أسبابه مظاهره ووسائل علاجه

الكاتب سعد صدارة

تاريخ النشر السبت 18-أغسطس-2007

مشاهدات 10

نشر في العدد 1765

نشر في الصفحة 55

السبت 18-أغسطس-2007

يمكن للمرء أن ينأى بنفسه عن كثير من السلبيات التي تلتصق به، وينجح إلى حد بعيد في كسر شهواتها التي كان يمكن أن ترديه في المهالك. 

لكنه لن ينجح في ذلك نجاحًا يقينيًا، إلا إذا تمكن من قتل شر أعدائه الذي يسكن بين جنبيه، ألا وهو الشخصانية أو «الأنا» التي تعتبر داءً إذا استحكم في إنسان أصبح كفرعون موسى الذي وصل به الأمر إلى أن يقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (النازعات: ٢٤). 

يبدأ «فرعون» صغير يتململ بداخل الإنسان الشخصاني أو صاحب «الأنا» المتضخمة يتحين الفرصة ليعلن عن نفسه، وتدفعه نفسه التي جبلت على الطغيان ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ﴾ (الليل: ٦). لكن هذا مرهون بالفرصة التي يمكن أن تكون في واحدة من النقاط التالية:

١- فراغ يدفعه من خلاله الآخرون لملئه، وبالتالي فهو لا يمتلك شروط المنصب وإنما سدًا للفراغ.

 ٢- شخصانية مقيتة، حينما تستأسد ويشتد عودها يرتهن بداخلها ويقيس الحق من خلالها. 

٣- ثلة من أصحاب المصالح المؤقتين تمدحه وتشي عليه وتوهمه بأنه «المعصوم» الذي لا ينطق عن الهوى.

٤- إعجاب بما حققه من نجاحات وما أنجزه من مشاريع تفوق بها على أقرانه. 

٥- تزكية الجموع الغفيرة التي تهتف باسمه، فيتململ المارد الساكن في داخله صارخًا «أنا الأحسن، أنا الأفضل أنا سيدكم أنا رئيسكم أنا... أنا......».

٦- غياب النقد الذاتي ومحاسبة النفس. 

إفرازاتها ومظاهرها:

١- الانزعاج من النصح والنقد.

 ٢- اعتبار الناصح أو الناقد عدوًا أو متآمرًا أو حاسدًا. 

٣- التركيز على الشكليات والألقاب والصور. 

٤- الانزعاج والهيجان عندما يرد رأيه أو يُرفض مقترحه.

٥- معاداة من لا يجاريه ولا يسايره في كل أفكاره أو تصوراته.

 ٦- عدم الرضا بغير الصف الأول في المناسبات والرسميات.

٧- حب الشكر والمدح ولو في غير مناسبة تحتم ذلك. 

٨- حب الظهور والصدارة ليراه كل الناس. 

٩- اعتبار إنجازات أقرانه لا شيء، بل التمادي في التقليل من شأنها أو الشك في مقصدها.

۱۰- انتقاد أنداده وأقرانه دائمًا، لأنه يعتقد أن بروز شخصه في هدم غيره. 

خطوات نحو قتل الشخصانية:

- أن يقول ﴿هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ (النمل: ٤٠). حينما يرى نعم الله -عز وجل- قد فتحت له كان يحرز منصبًا، أو يفتح له في الرزق.

- أن يكون منهجه مع كل إخوانه والعاملين معه ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ (الفتح: ٢٩). 

- دوام مجاهدة النفس للحد من أطماعها وكسر طغيانها ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها﴾ (الشمس: 9).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

صراع مع سيجارة

نشر في العدد 11

30

الثلاثاء 26-مايو-1970

تقوى الله - الحلقة الأخيرة

نشر في العدد 268

17

الثلاثاء 23-سبتمبر-1975

استراحة المجتمع: (العدد: 880

نشر في العدد 880

17

الثلاثاء 30-أغسطس-1988