العنوان صراع مع سيجارة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970
مشاهدات 30
نشر في العدد 11
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 26-مايو-1970
إنه صراع مرير.. من الغالب؟! أنت أم السيجارة؟! عجبًا لك! أتصر على سيجارة..؟! وكيف تقول: إننا سننتصر على إسرائيل؟!
إذا كنا نريد أن ننتصر على إسرائيل، ومن وراءها، فعلينا أولاً أن ننتصر على السيجارة!!
لعل قائلا يقول: إن هذا حاقد على الدخان والمدخنين، لأنه ليس مدخنًا، لا يا أخي... إنني لست حاقدًا، ولكني أنظر إلى المدخنين فأرحمهم، وأعطف عليهم، وأرثي لحالهم، وأدعو الله أن ينصرهم على سيجارتهم، عندما يعلم كل واحد منهم أنه يحرق في اليوم ما لا يقل عن «٥٠» فلسًا ينفث دخانها في الهواء؛ فيعكر صفوه، ویزید میكروبه ويكثر سرطانه، وفي السنة يحرق «١٨» دينارًا، وفي عشرين سنة يحرق «٣٦٠» دينارًا، وكذلك يحرق صدره وأحشاءه معها..!!
إن هذا الأخ لو علم أن الدخان حرام في الإسلام لأنه خبيث، وقد أحل الله لنا الطيبات فقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ﴾ (المائدة : ٤). وحرم علينا الخبائث فقال عز من قائل: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (الأعراف: ١٥٧)
فما كان ضرره أكبر من نفعه فهو حرام، وما كان نفعه أكبر فهو حلال، ويترجح الحرام كلما زاد الضرر، ويترجح الحلال كلما زاد النفع؛ فكيف لا يكون الدخان حرامًا وهو كله ضرر؟! ضرر صحي، وضرر مادي.
وأما الضرر الصحي: فقد جاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن وفيات الرجال من التدخين وسرطان الرئة هو ستة أضعاف وفيات النساء؛ لأن الرجال أكثر إقبالًا على التدخين من السيدات.
وجاء في تقرير هيئة الصحة العالمية أنه من بين «١٠٠٫٠٠٠» مدخن يموت «١١١» في برلين الغربية، و«٩٤» في أسكتلندا، و«٩٠» في بريطانيا، و«٧٦» في النمسا، و«٦١» في تشيكوسلوفاكيا، و«٤٠» في الولايات المتحدة.
وأما الضرر في المال: فهو تبذير ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ (الإسراء: ٢٧) تبذير في المال وإتلاف للصحة.
فلو علم الأخ المدخن أن الدخان حرام لما أقبل عليه، ولو علم أن الأمة العربية الإسلامية تحرق «تدخن» بملايين الدنانير في السنة لوقف معي يدعو الناس إلى الإقلاع عن هذه العادة السيئة.
هل ننتصر على السيكارة إذن ونحن نعلم أنها تخسرنا مالًا لا يقل عن «١٨» دينارًا في السنة للفرد الواحد، وتخسرنا صحة: إصابة بالسرطان الرئوي؟!
هذه الدنانير التي نحرقها جميعًا.. كم مدفعًا نشتري بها؟! وكم قذيفة؟! وكم دبابة؟! وكم طائرة؟! وكم جنديا نجهز للمعركة الحاسمة؟!.. وكم.. وكم.. وكم..؟!
هل ننتصر على السيجارة إذن لننتصر على إسرائيل؟!
حمدان عبد اللطيف
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل