العنوان تقويم اللسان
الكاتب یونس حمدان مطر
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
مشاهدات 21
نشر في العدد 500
نشر في الصفحة 41
الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
- ومن الأخطاء التي تدور على ألسنة بعضهم، قولهم «أقرئه السلام»، وهذا لا يصح، والصحيح أن يقال: «اقرأ عليه السلام». كذا قال الأصمعي، وقالوا لا يقال«أقرئه» السلام إلا إذا كان السلام مكتوبًا.
- ويقولون «شوش الأمر» و «أمره مشوش». وهذا لا يصح، والصحيح أن يقال: «هوش الأمر»، وهو «مهوش» و«فيه تهويش»، وقال صاحب القاموس غلط من عد تشويش من العربية يعني بذلك الجوهري. واحتجوا لذلك بحديث نسبوه إلى رسول الله «صلى الله عليه وسلم». وهو قوله «إياكم وهوشات الأسواق».وقوله: «من أصاب مالًا من مهاوش أذهبه الله في نهابر» يعني بالمهاوش التخاليط وبالنهابر المهالك.
- ويقولون في التعجب من الألوان والعاهات «ما أبيض هذا الثوب» و«ما أعور هذا الفرس فلان» ويقولون في الترجيح بين اللونين: «زيد أبيض من عمر» و«هذا أعور من ذلك» وهذا لا يوافق الفصيح المعروف من كلام العرب، وذلك لانهم يبنون فعل التعجب من الثلاثي لخفته، والغالب على أفعال العيوب أن تتجاوز الثلاثي فمن أراد أن يتعجب من شيء منها بنى فعل التعجب من فعل ثلاثي يطابق مقصوده من المدح والذم ثم أتى بما يريد أن يتعجب منه كقولهم: «ما أحسن بياض هذا الثوب» و«ما أقبح عور هذا الغرس». وينطبق هذا الحكم على أفعل التفضيل، فكما أنهم لم يجيزوا أن يقال في التعجب ما أبيضه وما أسوده، كذلك لم يجيزوا أن يقال «زيد أبيض من عمرو»، و«هذا الثوب أسود من ذاك». وقد عابوا على أبي الطيب قوله:
ابعد بعدت بياضًا لا بياض له
لأنت أسود في عيني من الظلم
ومن تأول له فيه جعل أسود هاهنا من قبيل الوصف المحض الذي تأنيثه سوداء وأخرجه عن حيز أفعل الذي للتفضيل والترجيح بين الأشياء.
- وفرقوا بين قولهم «خلف الله عليك وأخلف عليك» والفرق بينهما أن لفظة «خلف» تقال لمن هلك له من لا يستعيضه، ويكون المعنى كان الله لك خليفة منه. وأما لفظة «أخلف الله عليك، فتقال لمن هلك له ما يمكن اعتياضه ويؤمل استخلافه.
- وفرقوا بين الصرة بالصاد والسرة بالسين، فقالوا الصرة للنقود والسرة للبطن، ويقال حمست الحب لا حمصته، وسور المدينة لا صور المدينة وبرد قارس لا قارص، وأخذته قسرًا لا قصرًا، وفقس البيض لا فقص. و يقولون لولد الخنزير خنوص لا خنوس. فتأمل كيف أن تغيير حرف واحد يخرج الكلمة عن معناها. و يضيع فحواها؟!
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلاللغة.. الباب الواسع الذي استهدفت منه فرنسا الهوية العربية
نشر في العدد 2148
41
الخميس 01-أكتوبر-2020
