العنوان تكنولوجيا المعلومات: عدد 1756
الكاتب عمر عبدالعزيز
تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007
مشاهدات 17
نشر في العدد 1756
نشر في الصفحة 58
السبت 16-يونيو-2007
المجموعات البريدية.. ثورة من خلف الكواليس!
لم تترك لنا التقنية الحديثة مجالًا نعتذر فيه عن العمل أو الحركة، من أجل تحقيق أهدافنا فأتاحت لنا كل الإمكانيات من أجل أن نعمل من خلالها للتواصل وتحقيق الأهداف والأغراض، والتقنية لا تفهم طبيعة الأهداف أو كنهها، ولذلك هي تتيح كل شيء، ويبقى الاستخدام والهدف هو الذي يتحكم بالنتائج.
من هذه الإمكانيات «المجموعات البريدية» أو تسمى في بعض الأحيان «مجموعات النقاش»، وهي ما يطلق على Groups التي تقدمها بعض المواقع الكبيرة مثل «الياهو» و«جوجل»، ومواقع أخرى عديدة.
ما الثورة؟
هذه المجموعات البريدية هي وسيلة للتواصل عبر البريد الإلكتروني من خلال بث أخبار معينة، أو مواضيع يتحاور فيها المشتركون عبر بريدهم الإلكتروني، بحيث تصل الردود أو الحوارات على شكل رسائل بريدية لقائمة المشتركين فيها..
لماذا ثورة من خلف الكواليس؟
تتميز هذه التقنية أو هذه الثورة بأنها لا تحتاج إلى كثير عمل، أو حركة، أو خطوات من أجل الاستفادة منها، فيكفي أن تشترك من خلال بريدك الإلكتروني بهذه المجموعات، ثم تصلك الرسائل والمشاركات على بريدك الإلكتروني، وتستطيع المشاركة من خلال البريد نفسه، ومن خلال الرسائل التي ترسلها عبر هذا البريد. ولا تحتاج إلى تصفح مواقع معينة أو خطوات أخرى معقدة. ولذلك هي عمل، وحركة وجهد من خلف الستار، ومن خلف الكواليس، وكان المشترك في هذه المجموعات لا يظهر على سطح الإنترنت، ولا يعلم به أحد، فهو يتحرك ويشارك من خلال بريده الإلكتروني بكل سهولة ويسر وهدوء! إنها ثورة من خلف الكواليس وتحت الأرض!
قصة نجاح..
ويمكن لهذه الثورة التي تبدأ من خلف الكواليس أن تظهر على السطح، وتتحول إلى ظاهرة مميزة، وعمل مثل بقية المواقع المتميزة.
وأسرد هنا قصة نجاح لإحدى هذه المجموعات التي بدأت خلف الكواليس، ثم تحولت إلى موقع يشار له بالبنان، وهذه القصة أسردها؛ لأنني كنت شاهدًا عليها، ومرافقًا لها في رحلة النجاح.
بدأت هذه القصة من خلال قيام أحد الإخوة المهندسين الذي لديه عدة عناوين بريدية لأصدقاء وإخوة يعمل معهم في العمل، أو يعرفهم على الواقع، وكان يرسل لهم بعض المواضيع المفيدة التي يجدها على الإنترنت، أو روابط المواضيع، ومقالات مفيدة. وكان عدد العناوين لديه لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
ثم تطورت الفكرة وزاد عدد العناوين من خلال المراسلة، ومن خلال معارفه، ومن خلال نشر بريده عن طريق الأصدقاء والمعارف حتى زادت هذه المجموعة وأصبحت بالعشرات. ثم بدأ هذا الأخ بالاشتراك في المنتديات ووضع بريده في توقيعه في المنتديات وكان يسميه «بريد الأحرار»، فأصبح لديه مئات العناوين البريدية، وأصبحت لديه مجموعة بريدية مميزة، وهو كل أسبوع يرسل لهم المقالات المميزة على الإنترنت والروابط المفيدة.
الظهور على السطح..
بعد أن زادت العناوين لديه، وزاد عدد المشتركين، وتطورت نوعية وكمية المقالات التي يرسلها، قرر أن يحول هذه المجموعة إلى موقع رسمي منفصل، فأسس «شبكة الأحرار»، وهو موقع ثقافي فكري يحتوي نوعية المقالات نفسها التي كان يرسلها عبر بريده الإلكتروني، وأصبح لديه في القائمة آلاف عناوين البريد الإلكتروني، يرسل لهم كل فترة من خلال الموقع جديد المقالات والمواضيع، وأصبح من المواقع المميزة والمشهورة على الإنترنت.
أيهما أفضل.. ثورة خلف الكواليس أو الظهور على السطح؟
لا شك أن تجربة «شبكة الأحرار» مفيدة ورائعة، وتعبر عن نجاح حقيقي لتلك الثورة التي كانت تدور في الكواليس، وهي «المجموعة البريدية» التي بدأت بعناوين بريدية قليلة، ثم أصبحت بالآلاف. وتبقى عملية الظهور للسطح مرهونة بمدى نجاح هذا الظهور، فهناك ثورات من الأفضل لها أن تبقى خلف الكواليس لكي تكون ناجحة وهناك ثورات تأبى إلا الظهور على السطح؛ لأنها لم تعد تحتمل البقاء في العتمة! القرار في هذا الأمر يعود لمقياس النجاح الذي حدده صاحب المجموعة البريدية.
ومضة لتصحيح المسار:
لا يهم أن تكون ثورتك خلف الكواليس، أو فوق السطح...
المهم أن تكون لديك ثورة تبدأ كفكرة بسيطة، ثم تتحول إلى ثورة عارمة..
ما تركت التقنية عذرًا لأحد في القعود والهدوء!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
(باختصار) لا زلنا نترقب إقرار الحكومة لمشروع منع الاختلاط
نشر في العدد 1204
14
الثلاثاء 18-يونيو-1996