; توجيهات في الدعوة مع الأستاذ المودودي | مجلة المجتمع

العنوان توجيهات في الدعوة مع الأستاذ المودودي

الكاتب أبو الأعلي المودودي

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974

مشاهدات 17

نشر في العدد 193

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 26-مارس-1974

لقاءات المجتمع

توجيهات في الدعوة

مع الأستاذ المودودي

الأستاذ أبو الأعلى المودودي غني عن التعريف؛ فهو مؤسس الجماعة الإسلامية في باكستان، وقد كافح في سبيل نشر الإسلام عن طريق تنظيمه للجماعة الإسلامية، وخطبه وكتاباته العديدة والتي أنجز منها مؤلفه الأخير في تفسير القرآن الكريم، والمسمى بتفهيم القرآن، وهو الآن يكتب كتابًا جديدًا حول سيرة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أتيحت لنا الفرصة في اللقاء معه أثناء انعقاد مؤتمر لاهور الإسلامي، وهو الحوار الذي بدأته بهذا السؤال:

س- أستاذنا الفاضل: ما هي في رأيكم الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية الناجح؟

ج- الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية الناجح هي:

١- أن يكون له ضلع في العلوم الإسلامية، وموثوق به من هذه الناحية.

٢- أن يكون صاحب حزم وعزيمة، ولا يكون من الطائشين سريعي الانفعال.

٣- أن يكون لين العريكة مع زملائه، رحيمًا بينهم، كما يكون شديدًا مع الأعداء.

٤- أن يكون على رصيد كبير من الصبر، ولا يكون من الذين يقررون في عجلة؛ أي يتأنى فيما يقول ويتخذ من قرارات.

٥- أن يثق الناس في سداد رأيه.

٦- أن يكون على درجة عالية من المعرفة بأمور الدنيا والظروف التي تحيط به.

س- أستاذنا الفاضل: إن المبادئ الباطلة تستغل السينما والمسرح وجميع الوسائل غير المشروعة لجلب الشباب لها؛ بينما نجد أن الداعية المسلم لا يستطيع الولوج إلى هذه الأماكن لاستخدامها كوسيلة، فما هي في رأيكم الوسائل العملية الشرعية التي تساعد الداعية لجلب الشباب إلى طريق الدعوة؟

ج- إن أكبر وسيلة لجلب الشباب هي القرآن والسنة وحلقاتهما؛ بينما المصالح المادية تجذب الناس إليها بسرعة، لا نستطيع نحن أن نقرب هؤلاء إلى الإسلام ودعوتنا بسهولة، وذلك ناشئ عن الفرق بين الدعوتين، وقد عانى القساوسة ورجال التبشير نفس المشكلة في أوروبا وأمريكا، وأنهم لما رأوا الكنائس تخلو من الشباب يوم الأحد اختار هؤلاء القوم أسلوب الرقص والغناء واللقاءات بين الشباب والشابات لجذبهم إلى المسيحية.

ولكن بدلًا من أن ينجذب هؤلاء الشباب إلى المسيحية انجذبوا إلى أشياء أخرى غير المسيحية، وقد بلغ الأمر اليوم أن الكنائس أصبحت معروضة للبيع، ولم تصبح هناك حاجة لبقائها.

من الممكن إنشاء نواد رياضية وغيرها للتمارين والألعاب، وبجانب هذه تطرح المبادئ والفكر الإسلامي الصحيح.

ولا نحتاج إلى شباب لا يجذبهم سمو الإسلام، بل تغريهم المصالح النفسية والأهواء الشخصية والدعوة في غنى عنهم؛ قال تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ﴾ (القصص: ٥٦).

س- أستاذنا -حفظك الله-: هل من الممكن معرفة سبب فتور بعض الدعاة من بعد نشاط وعمل؟

ج- إن الفتور عن الدعوة له أسباب كثيرة، وأهمها الآتي: الانصراف إلى الشئون الدنيوية، ولا سيما الذين اضطروا إلى مغادرة أوطانهم إلى الخارج والعيش في المنفى، فكيف يأكل ويعيش، هذه مشكلة سببت له ضعفًا.

• لعل بعض الدعاة هاجر إلى بلد لا يجد فيه حرية العمل.

• لعل أحدهم كان يهدف إلى تحقيق الغاية في فترة محدودة، فلما لم يجد ذلك ساده اليأس والتذمر، واعتراه البرود وفتور العاطفة.

والذي يعمل لمرضاة الله تعالى يجب عليه ألا يفتر عن العمل ويعتبر نجاحه نجاحًا في الاخرة وليس في الدنيا. وهناك أسباب أخرى، ويجب أن تعرف من دون إعلان.

س- كيف يستطيع الداعية المسلم أن ينشر دعوته خلال المجتمع المادي الأوربي الأمريكي؟

ج- يكون ذلك في اندماجه في المنظمات الطلابية الإسلامية أو غير الطلابية، ثم محاولة إنقاذ الطلاب الوافدين الجدد وجذبهم إلى محيطه عن طريق مساعدتهم وحل مشاكلهم السكنية واللغوية والجامعية؛ لأن الطالب يجابه مشكلة في بداية حياته الدراسية في بلد غريب، فإذا حصل على المساعدة انجذب إلى طريق صاحبها، ومن مشاهداتي في هذه الناحية أن الذين كانوا في غاية الفساد في بلادنا لما سافروا إلى أوروبا وأمريكا، وشاهدوا الأشياء المادية البحتة، حصل لهم رد فعل، وعادوا إلى الإسلام وغيروا منهج حياتهم. فإن الشباب الذي عنده فطرة سليمة لا بد من أن ينفر من الحياة الغربية الحيوانية المحضة.

 

الرابط المختصر :