العنوان ثم عاد الإعلام إلى الهزل!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
مشاهدات 14
نشر في العدد 176
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 20-نوفمبر-1973
ثم عاد الإعلام إلى الهزل!
أشياء كثيرة في بلادنا تتبدل وتتغير أثناء الحروب فإذا ما انتهت هذه الحروب عاد كل شيء إلى طبيعته، ولو أن هذا التغير أمر تمليه طبيعة الحرب لهان الأمر غير أن هذا التغير أو التبدل يشمل أشياء كثيرة وخطيرة من مقومات الأمة ومن أسباب انتصاراتها أو هزائمها.
فالأمة بأسرها مثلًا تتحد أثناء الحرب، ويكون اتحادها مرتبطًا بالله عز وجل متخذًا سمات العقيدة الإسلامية الصافية.. فنجد القادة يربطون خطبهم وبياناتهم بالعقيدة وينطلقون من وحيها والجنود يهتفون في كل زحف لهم «الله أكبر».
أما وسائل الإعلام فينقلب الأمر فيها رأسًا على عقب فتختفي تمامًا الأغاني الخليعة والتمثيليات والمسرحيات والأفلام التافهة وتمحى عن شاشة التلفزيون كل المناظر المؤذية وترسل الإذاعة ويبث التلفزيون برامج جادة علمية كانت أو ترفيهية ذات هدف واحد هو بناء الرجل المستقيم والوقوف بجانب عقيدة الإنسان المسلم المحارب.
وكذلك تفعل الصـحف.. إذ تملأ صفحاتها بالموضوعات الهادفة وتطرد منها الأخبار التافهة والأحاديث المجوجة والقصص الغرامية الهابطة وتمنع نشر الصور العارية وتوقف الأحاديث عن المترفين من الممثلين، والممثلات، والمغنين، والمغنيات.
وفي جوانب أخرى من حياة مجتمعنا نجد أن دور اللهو قد توقفت تمامًا فلا مراقص ولا نوادي ليلية ولا سهرات حمراء.. إذ يخجل المسؤولون والناس معهم من استمرارية هذا العبث والأمة في جهاد ونضال.
فإذا ما انتهت الحرب ولما يمض على انتهائها أسابيع وربما أيام عادت وسائل الإعلام إلى سابق عهدها تنشر التفاهة وتعمق الفساد وتشجع على الانحلال.
وأهم هذه الوسائل الإعلامية «التلفزيون» الذي يأخذ أهميته من كونه موجودًا في كل بيت ويراه جميع الأفراد في الأسرة فيعم توجيهه بذلك أفراد الأمة كلها شيبًا وشبابًا رجالًا ونساء.
والتلفزيون أسرع هذه الوسائل عودة إلى الأغاني الماجنة والرقص الشرقي الخليع والتمثيليات والمسرحيات والأفلام المنحرفة.. ويستطيع كل إنسان هنا في هذا البلد أو هناك في أي بلد عربي أن يلاحظ ما يبثه التلفزيون ونحن لم نخرج من حربنا بعد وجرحنا لم يندمل ولا زلنا على شفا حرب أخرى.
إن الأمة المتفتحة الناضجة هي التي تسعى إلى توجيه رجالها ونسائها توجيهًا أخلاقيًا وعقائديًا سليمًا وذلك في وقت السلم حيث نحتاج إلى صنع الرجال وصناعة الأبطال وبناء المجاهدين الذين يقفون بصلابة في وجه الأعداء حين يدعو النفير أو هي بحاجة إلى قادة في العلم والفكر يأخذون مادة علمهم وفكرهم من وسائل الإعلام التي يجب أن تشجعهم عليها وتبث فيهم روح الجد والعمل والبحث المتواصل الدءوب حتى ينهضوا بأمتهم ويرفعوا من شأنها فتصبح أمة قائدة لا مقودة.
إذا دعا الأمر إلى جهاد نفرت بأبطالها خفافًا وثقالًا في سبيل الله، وإذا دعا الأمر إلى علم وحضارة بزت غيرها من الأمم في تفوقها العلمي والحضاري.
أما تربية الشباب على اللهو والعبث واستغلال وسائل الإعلام كلها في دفعهم في هذا التيار المميت فلن ينتج إلا أمة ضعيفة لا قوة تملك ولا علمًا فتقودها الأمم في السلم وتقهرها في الحروب.
فلننظر أي أمة نحب أن نكون ولنخطط لإعلامنا على ضوء من غايتنا.
وليكن بعد النظر والتروي والتعقل في حسباتنا.. فمن نظر تحت قدميه لم ينل أكثر مما نظر إليه ومن مد بصره إلى الآفاق البعيدة فإنه واصل إليها مهما طال الطريق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلمعركة إعلامية يخوضها الاحتلال الصهيوني لتسـويــق روايتــه المشـوَّهــة
نشر في العدد 2178
812
السبت 01-أبريل-2023
مـواقــــع التواصــــل الاجتمـاعــــــي حاضرة بقوة في زلزال تركيا وسورية
نشر في العدد 2177
35
الأربعاء 01-مارس-2023