العنوان ثورة أيرلندا.. أو الصراع بين البروتستانت والكاثوليك
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 01-أغسطس-1972
مشاهدات 15
نشر في العدد 111
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 01-أغسطس-1972
أثار تصريح بعض الزعماء العرب عن تقديم المساعدات لجيش أيرلندا الحرة اهتمامًا ملحوظًا في بعض أجهزة الإعلام الأجنبية منذ فترة، ولكن ردود الفعل لكشف النقاب عن تسليح هذه الحركة السياسية ما لبث أن خبت.
والواقع أن فكرة مساعدة هذا التنظيم أثارت أسئلة كثيرة خاصة؛ حينما ربطت الفكرة بقضية فلسطين والانتقام لوعد بلفور الذي قدمته بريطانيا لليهود في عام ۱۹۱۷.
فهل هناك رابط بين هذه الجزيرة النائية وما يدور فيها من صراع وبين حل المشكلة الفلسطينية؟ وهل هذه الحركة الأيرلندية لها موقف مخالف للرأي العام البريطاني في هذا الصدد بمعنى أنها تتعاطف و تؤيد مطالب الشعب الفلسطيني في الرجوع إلى وطنه السليب؟ وماذا سيكون موقف تلك الحركة عندما تحقق أهدافها من القضية الفلسطينية؟ كل هذه أسئلة يجب الإجابة عليها قبل أن نضيع أموالنا التي يجب أن تذهب في المقام الأول إلى المعركة المباشرة وإلى الحركات الفدائية الفلسطينية. وحتى تكون حساباتنا السياسية دقيقة، وحتى نجد إجابات صحيحة لهذه الأسئلة لا بد أن نسأل أنفسنا السؤال المنطقي وهو ما هي أبعاد هذا الصراع وما هي طبيعة تلك المشكلة؟
مما لا شك فيه أن الصراع الدائر الآن بين مقاتلي الجيش الأيرلندي وبين القوات البريطانية هناك منذ عام ١٩٦٨ وحتى الآن يستنزف الكثير من موارد بريطانيا؛ حيث ارتفع عدد القوات البريطانية هناك إلى حوالي سبعة عشر ألف جندي الأسبوع الماضي وهو عدد قابل للزيادة، ومن هنا يمكن أن يكون من المعقول تقبل تصريح الزعيم العربي على أنه محاولة للانتقام من بريطانيا.
وبالرغم من أن هذه الحرب تستنزف موارد الخزانة البريطانية إلا أن الحقيقة التي يجب ألا ننساها؛ هي أن الهدف الرئيسي لهذه الحركة هو الانضمام إلى جمهورية أيرلندا الجنوبية، وليس قيام دولة مستقلة يتزعمها هؤلاء الفدائيون؛ أي أنهم سيكونون جزءًا من كيان جمهورية أيرلندا والتي تعترف بإسرائيل، وبما أن حركة العصابات في أيرلندا الشمالية هي أقلية في شمال أيرلندا وجنوبها فلن يستطيعوا أن يغيروا شيئًا بالنسبة لسياسة هذه الجمهورية التي نالت استقلالها منذ الثلاثينيات..
ولكي يتفهم الرأي العام العربي طبيعة هذا الصراع لا بد أن نرجع إلى العصور الوسطى، والسبب الرئيسي لمشكلة أيرلندا الشمالية يعود إلى جشع بريطانيا التاريخي لاستعمار وإخضاع هذه الجزيرة، التي كانت تسمى في ذلك الوقت «جزيرة الياقوت»، وكانت العقبة الرئيسية هي أن سكان أيرلندا من الكاثوليك والخاضعين لروما، وليس لكنيسة بريطانيا البروتستانتية، ويعلق أحد المؤرخين بأن عملية استعمار أيرلندا كانت غير مرضية من البداية؛ ففي خلال القرن الثالث عشر منيت بريطانيا بالفشل في كل محاولاتها لإخضاع الشعب الأيرلندي الكاثوليكي، حتى جاء حكم الملكة إليزابيث فهزمت جيوشها قوات القبائل الأيرلندية التي كانت محتفظة باستقلالها لقرون طويلة، وفي أعقاب الانتصار طرد الأيرلنديون من أراضيهم وحرموا من حق زراعتها، وأصبحوا بمثابة العبيد يستخدمون في الأرض التي كانوا يملكونها يومًا ما لقاء ما يقيم أودهم..
وقد تنفس الشعب الأيرلندي الصعداء عندما جاء إلى عرش بريطانيا الملك جيمس الثامن وهو كاثوليكي العقيدة، ولكن ما لبث أن نحى عن العرش؛ فلجأ إلى أيرلندا التي آزرته، فتبعته جيوش الملك وليام وهو بروستانتي فهزمته، وفي هذه الفترة اهتدت السياسة البريطانية إلى وسيلة ناجحة في إخضاع أيرلندا إلى الأبد؛ وذلك بأن قامت الحكومة البريطانية بتهجير آلاف من سكان اسكتلندا البروتستانتية إلى أيرلندا الشمالية، وذلك ليتم لهم وجود شعب موال دينيًا للكنيسة الإنجليزية، وبالتالي إيجاد أغلبية تنظر دائمًا إلى العرش الإنجليزي وإلى رغبات الحكومة هناك، وحتى يشجع الاسكتلنديون على الإقامة في أيرلندا؛ وهبت لكل أسرة قطعة من الأرض، كما وهبت إقطاعيات كبيرة للنبلاء الإنجليز، وقد حرم السكان الكاثوليك من النشاط السياسي ومن حق التصويت، ومنعوا من إقامة مدارس خاصة بهم، كما أنه كان من المحرم على أي كاثوليكي أن يشتري أرضه المصادرة إذا تم له امتلاك المال الكافي، وفي عام ۱۷۹۱ قام ولف تون وهو بروتستانتي متعاطف مع مشاكل الكاثوليك بتكوين ما أسماه مجتمع أيرلندا المتحدة، حيث أقسم الأعضاء على أن يبذلوا كل ما لديهم من جهد ومال للإطاحة بالاستعمار البريطاني واستقلال أيرلندا، ولكن الحركة أُخمدت في مهدها وقُتل ولف تون، ولم تقف مطامع العرش البريطاني عند هذا الحد؛ ولكنها قرنت هذه الإجراءات بقرارات أخرى تهدف إلى إخضاع الشعب معنويًا؛ وذلك بتغيير أسماء المدن، مثل تحويل اسم مدينة دري إلى «لندن دري»، وكذلك الاحتفال رسميًا بهزيمة الكاثوليك على أيدي جيش الملك ويليام البروتستانتي.
وفي نهاية القرن الثامن عشر سمح بإقامة برلمان أيرلندا، ولكن في عام ۱۸۰۰ أصدر البرلمان الإنجليزي قانونًا بإلغاء برلمان أيرلندا وجعلها مقاطعة إنجليزية صرفة، وذلك لتأكيد قانونية ما أحرزوه بقوة السلاح، وخلال القرن التاسع عشر ظهرت الحركة القومية في أيرلندا بأسلوب منظم، وكان التنظيم الرئيسي يسمى جمعية «إخوان الجمهورية الأيرلندية» والذي تأسس في يوم القديس باتريك، وهو احتفال ديني في عام ١٨٥٨، و تخصص هؤلاء في بث المفرقعات وإلقاء القنابل، وكان لهذه الجمعية ضحاياها، وأشهرهم ضحايا مانشستر الذين شنقوا في مدينة مانشستر نتيجة لاغتيال بعض رجال البوليس الإنجليزي في عام ١٨٦٧، وقد لاحق البوليس الإنجليزي هذه الحركة حتى نهاية القرن التاسع عشر، ونتيجة لنشاط هذه الحركة ومقاومتها؛ بدأ بعض الساسة الإنجليز يعتقدون بضرورة منح الحكم الذاتي لأيرلندا حتى تستريح السياسة البريطانية من هذا الصداع المزمن، وكان على رأس هؤلاء الساسة زعيم حزب الأحرار البريطاني، ورئيس الوزارة البريطانية جلادستون، وكان يرمي إلى إزالة سلطة الكنيسة الإنجليزية هناك، وتقديم معونة مالية للمزارعين الأيرلنديين؛ حتى يتمكنوا من شراء أراضيهم التي امتلكها النبلاء الإنجليز بحد السيف، وقد فشل وقد فشل الاقتراح في نيل الأغلبية في البرلمان نتيجة لمعارضة حزاب المحافظين بزعامة اللورد راندولف تشرشل والد ونستون تشرشل الذي كان يؤيد موقف البروتستانت في أيرلندا الشمالية، ومنذ ذلك الوقت نظم البروتستانت أنفسهم في حركة مناهضة للكاثوليك تهدف إلى إبقاء أيرلندا الشمالية جزءًا من بريطانيا.
في عام ١٩١٤ فاز اقتراح الحكم الذاتي لأيرلندا بالأغلبية في البرلمان الإنجليزي، ولكن ظروف الحرب العالمية الأولى أجلت تنفيذ القرار حتى انتهاء الحرب، ومن ناحية أخرى لتفادي ثورة البروتستانت في أيرلندا الشمالية، ومما زاد الأمور تعقيدًا في هذه الفترة اندلاع ما يسمى بثورة عيد الفصح حينما قام أحد الشعراء القوميين وألقى خطابًا في مدينة دبلن أعلن فيه قيام جمهورية أيرلندا الحرة، وقد أخمدت الثورة بمنتهى العنف ومنيت فيها قوات الأمن الإنجليزية بخسائر كبيرة، وقد أعدمت السلطات في أعقاب الحادث حوالي عشرين من قادة الثورة، واعتقل البوليس أربعة آلاف كاثوليكي وثمانين امرأة ممن يشك في انتمائهم للجيش الجمهوري، وقد ساعدت القسوة التي أخمدت بها الثورة في تصميم الأيرلنديين على الاستقلال، حتى جاء عام ١٩٢١ ونفذ قرار الحكم الذاتي، ولكن في أيرلندا الجنوبية وحدها، وبذلك انقسمت أيرلندا إلى قسمين: دولة أيرلندا الحرة في الجنوب، وفي الشمال بقيت ست محافظات أغلبها من البروتستانت الأيرلنديين كجزء من المملكة المتحدة، وحتى عندما تم استقلال الجزء الأكبر من الشعب الأيرلندي من ربقة الاستعمار البريطاني رفضت الغالبية من جيش أيرلندا الحرة الذين كانوا يعملون تحت الأرض إلقاء السلاح، وأقسموا على مواصلة الكفاح لتحرير أيرلندا الشمالية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحرب الأهلية داخل أيرلندا الشمالية بين البروتستانت والكاثوليك، ولم يقف نشاط عصابات جيش أيرلندا الشمالية عند شن الهجمات على البروتستانت، ولكنهم قاتلوا ضد الحكومة الأيرلندية في الجنوب؛ لتقبلها قرار التقسيم، وفي عام ١٩٣٢ عندما تسلم دي فاليرا رئاسة الوزراء في أيرلندا الجنوبية قام باعتقال عدد كبير من زملائه القدامى، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية قام بإعدام بعضهم لأنهم كانوا على صلة بالنظام النازي في ألمانيا، وكان هتلر يمدهم بالسلاح مما هدد حياد أيرلندا الجنوبية في الحرب العالمية الثانية.
واصلت كل من الحكومتين البريطانية والأيرلندية في الجنوب مطاردة عصابات جيش أيرلندا الجمهوري، حتى أنه في عام ١٩٤٧ أعلن وزير الداخلية الأيرلندي أنه تم القضاء على هذه المنظمة الإرهابية، ولكن أحداث عام ١٩٤٩ أمدت هذه العصابات بالحياة من جديد؛ فني هذا العام أعلنت دولة أيرلندا الحرة تبنّي النظام الجمهوري في جنوب أيرلندا والانسحاب من الكمنولث، ولم يمض أسبوع حتى صوتت الأغلبية في البرلمان البريطاني لصالح قرار يقضي بضم أيرلندا الشمالية أو ما يسمى «ألستر» إلى المملكة المتحدة، حتى يرى برلمان ألستر أن ينضم إلى الجمهوريين في الجنوب، ولكن طبيعة تكوين هذا البرلمان تجعل ذلك من المستحيل، إذ إن النظام البرلماني هناك قائم على البروتستانت، وهؤلاء يخافون من الانضمام إلى كيان أغلبيته من الكاثوليك.
وقد ساعد قرار البرلمان الإنجليزي في تشديد قبضة البروتستانت على أيرلندا الشمالية، وأصبح وضع الكاثوليك في أيرلندا الشمالية يشابه تمامًا وضع الزنوج في إحدى ولايات أميركا الجنوبية، فنسبة البطالة بينهم أضعاف نسبته بين البروتستانت، وحينما يعلن عن وظيفة هناك فإن أول سؤال يجابه به المواطن الأيرلندي: ما هـي عقيدته الدينية؟ فإذا كان كاثوليكيًا يعتذر له بأن شخصًا آخر قد ملأ الوظيفة الشاغرة. و نتيجة لحرمان الكاثوليك من حق الملكية منذ قرون طويلة؛ فإن غالبيتهم من العمال الفقراء، ولا توجد مؤسسات صناعية أو زراعية يمتلكها الكاثوليك لدرجة تكفي باستيعاب الكاثوليك العاطلين، بالإضافة إلى أن المناطق التي يسكنها هؤلاء لا تصلح إطلاقًا لسكن البشر؛ فالشوارع غير مضاءة، والمنازل يرجع عمرها إلى ما يقرب من مائة عام أو يزيد، ولا توجد بها أي منافع صحية من حمامات وخلافه، وقضاء مثل هذه الحاجات يتم خارج المنازل .
لكل هذه الأسباب دب النشاط من جديد في حركة أيرلندا الحرة، ففي عام ١٩٥١ - ١٩٥٤ قامت عصابات هذا الجيش بسلسلة من الهجمات ضد مراكز البوليس، وفي داخل إنجلترا ذاتها، ولكن هذه الحملة فشلت؛ لأن جمهور الشعب الكاثوليكي هناك لم يكن مستعدًا بعد لمؤازرة الحركة، بالإضافة إلى أن سلطات الجمهورية في الجنوب لم تقبل شن هجمات ضد إنجلترا من داخل أراضيها بالرغم من أن حكومة ايرلندا في الجنوب باتت تؤازر كل الجهود الرامية إلى إنهاء التقسيم وضم أيرلندا الشمالية إليها.
وقد دفعت هذه الهزيمة قيادة الجيش الأيرلندي الحر إلى الاقتناع بأن حمل السلاح وحده لا يكفي في كسب المعركة بدون أن يؤيده نشاط سياسي وإعلامي، وقد قادهم هذا التفكير إلى التعاون السياسي مع الحزب الشيوعي الأيرلندي في جبهة قومية مع الشيوعيين.
وكانت أحداث عام ١٩٦٨ فرصة لا تعوض لدفع الحركة إلى مكان الصدارة مرة أخرى؛ ففي هذا العام قام الكاثوليك بمظاهرة سلمية للمطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية، وإنهاء البطالة بينهم وحقهم في مساكن آدمية نظيفة، وقد تحولت المظاهرة إلى مذبحة دموية حينما هاجم البروتستانت المظاهرة وتعقبوا الكاثوليك في أحيائهم ومنازلهم، على مرآى من سلطات البوليس؛ مما دعى الحكومة البريطانية إلى إنزال الجيش البريطاني في أيرلندا الشمالية تحت اسم حماية الكاثوليك، وقد استقبلهم الكاثوليك بالترحيب في بادئ الأمر، ولكن الجيش نفسه بدأ حملة اعتقالات واسعة، وبدأ بتفتيش منازلهم بحجة البحث عن السلاح فزاد كره الأهالي لهم، وبذلك وجدت عصابات جيش أيرلندا الحرة مصدرًا خصبًا للتجنيد بين هذه الجماهير الساخطة، ومما زاد من الأقبال على التطوع في صفوف العصابات أن الحكومة البريطانية أخذت في إرسال كتائب من الجيش تتكون غالبيتها من جنود اسكتلنديين رغم علمها عن العداء والكراهية الشديدة بين الاسكتلنديين والأيرلنديين بصفة خاصة، ومنذ عام ١٩٦٨ حتى الآن لا يمر يوم إلا وأصوات الانفجارات تدوي في أيرلندا الشمالية، حتى أصبحت صور الحرائق هناك برنامجًا ثابتًا في التلفزيون والصحافة البريطانية، ولا تمر جلسة من جلسات البرلمان بدون مناقشة الوضع المتدهور هناك.
ومن ناحية أخرى اتضح أن حركة جيش أيرلندا الحرة الذي يتكون من الكاثوليك هي حركة قومية ذات أهداف ضيقة ومحدودة في نطاق الجزيرة، وليس لها أي تطلعات خارجية؛ بمعنى أن مضمونها السياسي ذو طابع محلي، كما أن محتواها الفكري كاثوليكي بحت وإن شابته في الآونة الاخيرة عناصر ماركسية، وهذا يقود إلى أنه ليس من المنتظر من مثل هذه الحركة أن تتعدى آفاق أهدافها المحلية في نطاق أيرلندا لتؤيد القضية الفلسطينية أوقضية فيتنام.
إذ إن مطالبها تتلخص في الحصول على المساواة السياسية، فالملاك في أيرلندا الشمالية الآن لهم ضعف أصوات من لا يملك بالقانون، وبالإضافة إلى ذلك فإن الأقلية الكاثوليكية الفقيرة تطالب بالتمثيل النسبي في البرلمان الذي يحتوي حاليًا على ۹۰ ٪ من البروتستانت.
ثانيًا: إزالة البطالة والقبول في الوظائف العامة على أساس الكفاءة، وليس على أساس العقيدة الدينية.
ثالثًا: جلاء القوات البريطانية، وأخيرًا: انضمام أيرلندا الشمالية إلى الجمهورية في الجنوب، وحينما تنجح في تحقيق هذه المطالب ستذوب الحركة في خضم الرأي العام الأيرلندي الذي لا تهمه فلسطين في قليل أو كثير، وحقيقة أخرى هامة وهي أن أيرلندا ستصبح العام القادم جزءًا من كيان سياسي واقتصادي كبير هو السوق الأوروبية المشتركة، سواء بقيت جزءًا من المملكة المتحدة أو انضمت إلى الجمهورية في الجنوب.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
تقرير عن المؤتمر السنوي السادس عشر لـــــ: جمعية الطلبة المسلمين في المملكة المتحدة وأيرلندا «1»
نشر في العدد 336
18
الثلاثاء 08-فبراير-1977
المرابطون على الثغور في بريطانيا ... اتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية في المملكة المتحدة وأيرلندا
نشر في العدد 419
9
الثلاثاء 07-نوفمبر-1978