; ثورة المعلومات.. والبعد التعليمي | مجلة المجتمع

العنوان ثورة المعلومات.. والبعد التعليمي

الكاتب يوسف محمد علي السعيد

تاريخ النشر السبت 05-مايو-2001

مشاهدات 11

نشر في العدد 1449

نشر في الصفحة 40

السبت 05-مايو-2001

بينما أنا أسير بسيارتي في الشارع يومًا وجدت لوحة لأحد المطاعم مكتوبًا عليها «لبيك» شدني هذا الاسم مما دفعني لدخول المطعم، وقد كان الوقت وقت عشاء، فطلبت طلبي وأثناء إعداد عمال المطعم لطلبي، أخذت أتداول الحديث مع أحدهما، فقلت له جميل اسم هذا المطعم، إنه يعيد ذاكرتي إلى حج بيت الله الحرام وما لذلك الركن من مكانة في الإسلام، فقال لي: لقد جاءني إنسان آخر وحدثني بأنه مستاء من استخدام المطعم لهذا الاسم، وقد اتهم المطعم باستخدامه رموزًا دينيه ليروج لنفسه، فقلت له: لا عليك الناس تتفاوت في تحليلهم للأشياء والأسماء، لكن دعني أحدثك حديثًا قد ينفع الله به، وتكسبون من ورائه الخير الكثير بإذن الله.

قال: ما هو؟

قلت له: لعلك تنقل لصاحب المحل أن يتوسع في هذا الاسم أفقيًا وعموديًا.

قال: كيف؟

قلت: عن طريق وضع لوحات داخل المحل عن مكة وتاريخها- الحج وأهميته، من خلال بعض الأحاديث النبوية- ووضع بعض المعلومات التاريخية ذات الجمل القصيرة على أدوات المطعم التي يصطحبها الزبون معه عند خروجه وهو يحمل وجبته، مثل الأكواب والأكياس والمناديل والأوراق التي يغلف بها الطعام.. خاصة تلك الجمل التي لا تحمل اسم الجلالة، وذلك لأن هذه الأدوات سيتم رميها بعد الانتهاء منها.

بهذه العملية يكون المطعم حقق أهدافًا منها:

1- المشاركة العملية في التربية والتعليم.

٢- مساعدة في توحيد النغمة التوجيهية التعليمية، حيث إن الزبون قد سمع عن الحج ومكة من منابر عدة.

3- حمل المطعم لبعدين مهمين للمجتمع: البعد الغذائي المتعارف عليه، والبعد التعليمي الذي يعتبر محور تقدم المجتمعات، إضافة إلى أهداف أخرى قد لا يتسع المجال لذكرها، والتوسع في الحديث عنها.

عندما عدت إلى سيارتي تحدثت بهذا الأمر مع بعض أعضاء أسرتي الذين كانوا ينتظرونني في السيارة، فقالوا لي: إن هناك مطعمًا اسمه «افرحي يا كرشتي» قالوا بذلك بأسلوب ساخر على من أطلق هذا الاسم على المطعم.

فقلت: لماذا لا نصنع من الليمونة شرابًا حلوًا؟ لماذا لا نجري على هذا الاسم نفس ما أجريناه على مطعم «لبيك»، وذلك بأن يقوم صاحب المطعم بالدور السابق نفسه، إلا أننا في هذه المرة سنتحدث عن صحة المعدة، وما ورد في ذلك من أحاديث شريفة وما قاله الأطباء في هذا العصر عن المعدة وما تتعرض له من أمراض وكيفية الوقاية منها، مع صور عن المعدة، وأنواع الأعشاب المناسبة لبعض الحالات المرضية لها.. إلخ.

هذه الفكرة لم تكن وليدة الساعة، إنما سبق أن راودتني وأنا أقرأ مقالاً بعنوان «الإسلام والتعليم المستمر» بقلم أ. د. محمد الدسوقي، أستاذ ورئيس قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة بجامعة قطر، وقد أورده بمجلة «منار الإسلام» عدد صفر من العام الماضي، وكنت حينها زائرًا للمدينة المنورة وساكنًا فندق «الأندلس» بجوار المسجد النبوي الشريف، حيث عرضت على أحد العاملين هناك إعجابي باسم الفندق لما له من بعد تاريخي، وأشرت عليهم بالتوسع في هذا الاسم ونقل الأفكار التالية لمالك الفندق:

  1. تعليق صور من مآثر المسلمين في الأندلس أو نحتها على الجدران.
  2. وضع رسائل مختصرة عن الأندلس في كل غرفة على غرار الرسائل المختصرة عن الصلاة أو مناسك الحج... إلخ، وقد يخول للنزيل أخذها معه كهدية.
  3. عمل قمصان «تي شيرت» وبعض البالونات عليها صور من الأندلس تهدى أو تُباع لأطفال النزلاء.
  4. عرض بعض الأفلام التاريخية عن هذه المدينة داخل الدائرة التلفازية الخاصة بالفندق.

حينها يكون الفندق قد شارك في العملية التوعوية لمجتمعه، وأضاف إلى بعده التسكيني بعدًا تعليميًا، وأصبح اسمًا على مسمى، وإلا ما فائدة أن نسمي أحدًا من الناس بـ«كريم» وهو ليس بكريم، ونسمي عزيزًا، وهو ليس بعزيز.

ولا تتوقف العملية هذه على ذكر ما ذُكر من أمثلة، بل قد يتم تعميمها على المطاعم والفنادق والمحلات التجارية التي تحمل اسمًا يتناسب مع مثل هذا العمل.

وإذا أردنا أن نتوسع قليلًا في ذلك الأمر، فإننا قد نجري ما يناسب مما سبق على أسماء المساجد، فكل إمام مسجد بالتعاون مع المؤذن يقوم بتثقيف جماعة المسجد عن مدلول اسم مسجدهم من خلال ما يقرؤه عليهم بعد الصلوات والنشرات المختصرة وصحيفة المسجد، وقصص الأطفال التي تتعلق بهذا الاسم، وهكذا..

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أطفالنا من هم وإلى أين؟

نشر في العدد 2

122

الثلاثاء 24-مارس-1970

الأسرة (العدد 52)

نشر في العدد 52

14

الثلاثاء 23-مارس-1971

المجتمع الثقافي: (العدد: 1095)

نشر في العدد 1095

13

الثلاثاء 12-أبريل-1994