العنوان جارانج يرفض مقابلة نائب الرئيس السوداني !
الكاتب حاتم حسن مبروك
تاريخ النشر السبت 04-يناير-2003
مشاهدات 28
نشر في العدد 1533
نشر في الصفحة 30
السبت 04-يناير-2003
الخرطوم:
hatimline@hotmail.com
رغم الجهود المبذولة من أكثر من طرف إقليمي وعالمي من أجل إنهاء التمرد في جنوب السودان سلميًا، أجهض زعيم التمرد جون جارانج جهود مبعوث الرئيس النيجيري في هذا الإطار، ورفض في آخر لحظة مقابلة علي عثمان طه النائب الأول للرئيس السوداني في لاجوس، العاصمة النيجيرية الثانية.
وكانت جهود نيجيريا لصالح إحلال السلام في السودان بدأت منذ سنوات مضت برعايتها للمباحثات الثنائية بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية في جولتي مفاوضات (أبوجا 1)و (أبوجا2) برعاية الرئيس النيجيري أو باسانجو.
وهذه المرة بعث أو باسانجو مبعوثه الخاص إبراهيم بابنجيدا إلى الخرطوم طالبًا عقد لقاء بين جارانج وعلي عثمان طه في نيجيريا. وقد وافقت الحكومة السودانية على الطلب وتوجه طه إلى نيجيريا في وفد رفيع المستوى، والتقى الرئيس النيجيري. وفي الوقت نفسه أحضر المبعوث النيجيري بابنجيدا في طائرته الخاصة جون جارانج من كينيا. وبعد كل التحضيرات النيجيرية للقاء الطرفين رفض جارائج لقاء طه، بحجة عدم الاستعداد لهذا اللقاء الذي فوجئ به على حسب تبريرات الناطق لحركته ياسر عرمان!
وفي أول رد فعل رسمي على هذا الموقف الشاذ، قال د. غازي صلاح الدين مستشار شؤون الرئاسة للسلام: إن هذا الرفض يمثل انتكاسة لجهود السلام ورغمًا عن ذلك فقد بشر بمواصلة الحكومة جهودها السلمية من أجل حل مشكلة الجنوب وقالت مصادر عليمة إن رفض جارانج يأتي كرد فعل لاعتذار الرئيس السوداني عن مقابلة جارانج في ١٤ ديسمبر الماضي بسبب ارتباطات مهمة مسبقة، وثاني الأسباب أن جارائج وجماعته يعتقدون أن النائب الأول لرئيس الجمهورية يمثل التيار المتشدد داخل الحكومة الذي يسعى الى حل الحرب عسكريًا، ولذلك فإن جارائج يفضل مقابلة الرئيس البشير، وثالث الأسباب أن قادة الحركة الشعبية يرون أن جارانج يوازي نظراءه من القادة الافارقة وليس زعيم حركة معارضة، وبالتالي فإن كان سيقابل شخصية نافذة فلتكن الرئيس السوداني لا نائبه.
على صعيد متصل، أنهى وفد حكومي سوداني لقاءات عدة مع وفد من حركة التمرد في الولايات المتحدة، وألقى عدة محاضرات داخل مؤسسات أمريكية تعنى بالشأن السوداني، وهي مشاورات غير رسمية هدفها تقريب وجهات نظر الوفدين حول النقاط الخلافية بينهما قبل جولة المباحثات القادمة في يناير في كينيا. في ذات الصعيد قام د. غازي صلاح الدين مستشار شؤون السلام بزيارة إلى فرنسا التقى خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين الذين أكدوا دعم فرنسا لجهود إحلال السلام في السودان ضمن مبادرة الإيجاد.
وهكذا يتم ترسيخ وتثبيت العامل(الأمريكي الأوروبي-الإفريقي) لحل مشكلة جنوب السودان، في تجاهل وغياب تأمين للجهود العربية والإسلامية وهو ما ينذر بعواقب وخيمة في المستقبل المنظور في ظل الوجود الأمريكي العسكري المتزايد في القرن الإفريقي.