العنوان جلسة مع ابن قيم الجوزية العدد (283)
الكاتب أبو عبدالله
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يناير-1976
مشاهدات 17
نشر في العدد 283
نشر في الصفحة 31
الثلاثاء 20-يناير-1976
واعتصموا بحبل الله…
أخي المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ (آل عمران:103)
والاعتصام هو التمسك بما يعصمك ويمنعك من المحذور والمخوف، وهذا الاعتصام مدار السعادة الدنيوية والأخروية، ولا نجاة إلا لمن تمسك به، فهو يعصم من الضلالة والهلكة، فالسائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده فهو محتاج إلى هداية الطريق والسلامة فيها فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذا الأمر الذي يوجب له الهداية واتباع الدليل، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور المبين، والشفاء النافع وعصمة من تمسك به. ونجاة من تبعه«.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تختلف به الألسن، ولا يخلق على كثرة الرد ولا يشبع منه العلماء«.
والاعتصام بحبل الله هو المحافظة على طاعته والقيام بها لأجل أن الله أمر بها وأحبها، لا لمجرد العادة أو العلة الباعثة سوى امتثال الامر، كما قال طارق بن حبيب في التقوى، هي العمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله وتترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله، وهذا هو الإيمان والاحتساب الذي أشار عليه الصلاة والسلام في قوله من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له.
فالإيمان هو مراقبة الأمر والأمر لا شيء سواه والاحتساب هو رجاء ثواب الله.
أخي المسلم وفقك الله وسدد خطاك وجعلك من عباده الصابرين الثابتين وإلى رسالة قادمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله
ابن قيم الجوزية
المدارج/ ١ ص ٤٦٠-٤٦٢
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
مطالِبة بتجريم ازدراء الأديان.. مؤسسات إعلامية عربية وإسلامية تنظم مؤتمراً افتراضياً بعنوان «قرآننا عزنا»
نشر في العدد 2182
15
الثلاثاء 01-أغسطس-2023