العنوان جماعات يهودية متطرفة تهدد بهدم الأقصـی العام القادم!
الكاتب مراد عقل
تاريخ النشر السبت 27-مارس-2010
مشاهدات 16
نشر في العدد 1895
نشر في الصفحة 32
السبت 27-مارس-2010
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية -في عددها الصادر يوم الجمعة 19 مارس الجاري- أن المتطرفين الصهاينة في «تل الربيع» (تل أبيب) وزعوا صورة للقدس بعد أن أزالوا منها صورة قبة الصخرة ووضعوا بدلا منها صورة الهيكل الثالث المزعوم.. وقالت: إن الصورة وزعت على غلاف أدعية «الهاجاداه»، وهي أدعية ستتلى في عيد «البيسح» اليهودي القادم، كما وزعت في مدارس رياض الأطفال في «يافا» الملاصقة لـ «تل الربيع».
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء المتطرفين يهدفون من خلال ملصقاتهم هذه إلى توجيه رسالة إلى الأقلية العربية في الكيان الصهيوني خاصة و«العالم الإسلامي عامة مفادها أن العام القادم لن يحل بوجود المسجد الأقصى حيث سيستبدل بالهيكل».
وقالت الصحيفة: «يبدو أن المجموعات اليهودية لم يرق لها أن تبقى الأوضاع هادئة في البلاد في أعقاب أحداث الأقصى والمواجهات التي اندلعت مؤخرًا، فهم يحاولون الآن تأجيج الصراع ونقله إلى المدن العربية في الداخل الفلسطيني أيضًا».
رسالة مهمة
وتعقيبًا على الموضوع، قال المحامي «زاهي نجيدات» المتحدث باسم الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م لـ «المجتمع»: إن الحركة الإسلامية لم تفاجأ بمثل هذه المنشورات والملصقات لأن فكرة بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك هي فكرة المجتمع الصهيوني برمته بدليل أنه لا يوجد أي صهيوني واحد يسمي المسجد الأقصى باسمه، وإنما كلهم -بيسارهم ويمينهم ومتدينيهم وعلمانييهم- يسمون تلك البقعة جبل الهيكل وبالتالي فهذه حلقة من مسلسل الخطوات الداعية الأسطورة الهيكل.
وأضاف: «نحن كمسلمين ومؤمنين نقول: إن المسجد الأقصى هو الحق، وإن الهيكل هو الباطل، وإن الأقصى هو عقيدة وكتاب وسنة وتاريخ وشعارنا الذي نردده دائما: إن الأقصى لن يكون وحيدًا ما دامت فينا عين تطرف».
وأكد «نجيدات» أن أهل المسجد العزل تعرضوا مؤخرًا إلى الاعتقال والتنكيل من قبل الاحتلال الصهيوني، وهم لا يملكون إلا صدورهم العارية وأياديهم المتوضئة للدفاع عن المسجد الأقصى، معربًا عن اعتقاده بأن ما جرى من تظاهرات يشكل رسالة مهمة جدًّا للاحتلال الصهيوني مفادها أن حالنا من حال المسجد الأقصى، ولن نترك للصهاينة مجالا لتهويد المسجد أمام أعيننا ونحن واقفون مكتوفي الأيدي.
کنیس آخر!
واستمرارًا للسياسة الصهيونية في تهويد البلدة القديمة وطمس معالم المسجد الأقصى المبارك قالت صحيفة «معاريف» العبرية: إن «إسرائيل» تعد الآن - بعد إعادة إعمار كنيس «الخراب في حارة الشرف (الحي اليهودي) بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة - إلى إعمار كنيس آخر يُطلق عليه تفؤرات إسرائيل».
وذكرت الصحيفة أن الرأسمالي اليهودي الأوكراني «قاديم رابينوبتش» تعهد بجمع الأموال اللازمة لإعادة بناء الكنيس، مشيرة إلى أنه قد تبرع مع الرأسمالي الأوكراني «إيجور كولومويسكي» بمبلغ عشرة ملايين دولار لإعادة بناء كنيس «الخراب»، وشارك الاثنان بافتتاحه.
وزعمت الصحيفة أن الكنيس أُنشئ في الستينيات من القرن التاسع عشر، وذلك على أيدي أنصار «روجين وسديجورا»، وأطلق عليه اسم تفؤرات إسرائيل على اسم الحاخام «إسرائيل فريدمان» الذي تبرع بالأموال لشراء قطعة الأرض التي أقيم الكنيس عليها، وبدأ البناء عام 1857م واستمر حتى عام 1872م، وكان الروح الحية وراء بناء الكنيس «نيسان بيك» رئيس «الحسديم» في حينه.. وقدم القيصر «فرنتس يوزف» أموالا لإقامة قبة الكنيس.
وقبل كنيس «الخراب» استخدم كنيس «تفؤرات إسرائيل» كموقع نتالي يهودي في الحي اليهودي خلال حرب عام 1948م.. وبعد سيطرة القوات الأردنية على الموقع -كما تزعم الصحيفة - قام الأردنيون بتدمير الكنيس وظل جزء من واجهته قائمًا.
وأحد الذين يقفون وراء مبادرة إعادة بناء كنيس «تفؤرات إسرائيل» هو «يهودا جليك» رئيس «صندوق إرث جبل الهيكل» الذي عمل عندما كان رئيسًا لـ «المعهد المقدس» على إعمار مبنى الكنيس، وهو الذي توسط بين الرأسمالي اليهودي الأوكراني و«شركة إعمار الحي اليهودي».
تزييف الواقع!
وخلافًا لما زعمته صحيفة «معاريف» من بناء كنيس واحد، فإن رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات، كشف النقاب عن أن الحديث يدور عن مخطط صهيوني لبناء ثلاثة كنس يهودية بالقدس القديمة بحلول عام 2016م.
وقال «بكيرات في تصريح صحفي: إن الكنس المزمع إقامتها هي: كنيس «قديس النور» بحارة الشرف، وكنيس «القديس یوشع» وكنيس «المطلة» مكان المدرسة التنزكية على رواق المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن سلطات الاحتلال وضعت مخططًا لنقل الهوائي «تلفريك» من جبل الطور إلى باب الرحمة حتى يسهل تواصل المستوطنين بالكنس اليهودية، وأن الصهاينة سيبنون الكنس بحجارة البيوت العربية التي هدمها وسيهدمها لتظهر وكأنها مبنية منذ مئات السنين!
وتساءل «بكيرات»: إذا كان ما يجري بالقدس اليوم من استهداف خطير أمام أنظار العالم العربي والإسلامي رسالة بأنه استغنى عن المسجد الأقصى.. فلماذا لا يقولها علانية؟!
أرض منهوبة!
وفي تطور مفاجئ يثبت كذب وزيف ادعاءات الصهاينة فجّرت عائلة البشيتي في القدس مفاجأة عندما كشفت أن لديها أوراقًا ثبوتية بملكية موقع كنيس الخراب الذي افتتحته حكومة الاحتلال قرب المسجد الأقصى المبارك.
وقال «د. صبحي شعيب البشيتي» لـ «المجتمع»: إن الكنيس بني على أراض تعود ملكيتها للعائلة منذ عام 1880م، وفق وثائق ملكية عثمانية (تركية) وأردنية وحتى صهيونية.. مؤكدًا أن العائلة في صراع مع الحكومات الصهيونية المتتالية لاستعادة الأوقاف والأملاك التي تخصها في حارة الشرف، بما فيها أرض الكنيس التي صودرت بموجب قرار عسكري صهيوني بتاريخ 18/4/1968م -بالملف رقم 1443 صفحة 1238- بدعوى الاستفادة منها للمنفعة العامة.
وأوضح قائلاً: إن قرار وزير المالية الصهيوني في حينه لم يسمح بالاعتراض على قرار المصادرة، وإنما طالب «آل البشيتي» بالتفاوض بشأن بيع هذه الأراضي والعقارات والقبول بالتعويض وذلك خلال شهرين من قرار المصادرة.. مشيرًا إلى أن وزير المالية في حينه قال في كتاب المصادرة: إنه ينوي التصرف بالأراضي المذكورة بشكل فوري لأنها لازمة بصورة عاجلة للمنفعة العامة، داعيًا أصحابها إلى تسليم التصرف بها للحكومة الإسرائيلية فورًا.
وأكد «د. البشيتي» أن قرار المصادرة يشمل 116 دونمًا مؤشرًا عليها باللون الأزرق وفق الخريطة الموجودة لدى البلدية والحكومة الصهيونية (رقم هـ/ ق- أ- 180- 322) والموقعة من قبل وزير المالية، وأنها لا تعود بالكامل إلى عائلة البشيتي فقط وإنما أيضًا لعائلات العلمي والحسيني والجاعوني، وغيرها من العائلات المقدسية.
وقال: إنه سيعاود فتح القضية قانونيًّا من جديد علمًا بأنه سبق وتوجه إلى القضاء الصهيوني عام 2004م لوقف ترميم ذلك الكنيس الذي أكد ملكيته منذ عام 1880م؛ حيث اشترت العائلة أرض الكنيس وجعلتها وقفًا إسلاميًّا.
استعادة الأملاك
وأوضح «د. البشيتي» أن جده اشترى قطعة الأرض المقام عليها الكنيس اليهودي عام 1880م بعد أن كان هذا الكنيس قد احترق، وعجزت الجالية اليهودية الصغيرة في ذلك الوقت عن ترميمه؛ فباعته للشيخ «حسين محمد البشيتي».
وأشار إلى أنه منذ ستينيات القرن الماضي قررت الحكومة الصهيونية - فور احتلال المدينة - الشروع بترميم البناء، ورصدت له مبلغ 28 مليون ليرة، بعد قرار مصادرته من عائلة «البشيتي».
وتابع قائلا: في ذلك الوقت تصدى هشام «البشيتي» مختار حارة الشرف لعملية الترميم والبناء وقام بتوجيه سلسلة من الرسائل شملت كلا من: العاهل الأردني الملك حسين بن طلال، والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني، والرئيس ياسر عرفات، ومحكمة العدل العليا في لاهاي بهدف إلغاء قرار المصادرة ومنع البناء على الأراضي المصادرة.
وأوضح أنه بعد وفاة المختار البشيتي تولى أوقاف العائلة كل من «د. صبحي البشيتي» و«مروان البشيتي» و«نبيل البشيتي»... ومنذ ذلك الحين وهم يحاولون بشتى الوسائل والطرق استعادة أملاكهم المصادرة وحقهم بالانتفاع به وأشار د. البشيتي، إلى أنه منذ عام ٢٠٠٤م حتى يومنا هذا لم تتمكن العائلة من وقف الترميم واستعادة أملاكها لعدة أسباب، أهمها: نقص الإمكانيات المادية لمقارعة الحكومة الصهيونية في المحاكم ونقص الدعم والمساندة السياسية من الجهات الرسمية المسؤولة.