العنوان حديث للدكتور أحمد توتنجي حول مؤتمر طرابلس
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-ديسمبر-1970
مشاهدات 14
نشر في العدد 41
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 29-ديسمبر-1970
يحار المسلم بين ما يقرأ عنه وما يسمعه من مؤتمرات إسلامية تعقد في كل مكان وزمان من أجل الإسلام والدعوة إليه ومشاكل المسلمين وما يحيط بهم وما يراه من واقع المسلمين السيئ وإصرار ذوي النفوذ والسلطان في بلاد المسلمين على تكريس هذه الأوضاع السيئة وعدم الالتفات إلى الإسلام وتطبيقه تطبيقًا عمليًا وهم يرون- من واقع تبنيهم للمؤتمرات الإسلامية- أنه الحل الجذري الأكيد لمشاكل الإنسان والمنفذ الحقيقي الوحيد لمجد المسلمين، فهل تظل أبواقنا خارج الكهوف تتحدث عن النور والشمس وجمال الطبيعة وحركة الأحياء بينما نعيش في ظلام الكهوف نتسلى ببصيص أنوار من شموع ذابلة لا تكاد تبين، أليس الأجدر بهؤلاء أن يقودوا شعوبهم نحو أبواب الكهوف ليعرفوا طريقهم إلى الشمس؟ لا يستطيع الإنسان المسلم إلا أن يأمل من وراء كل مؤتمر إسلامي شيئًا من الخير لعله يتحقق، ولعل الذين يعيشون في الكهوف يصرون يومًا على رؤية الضياء الذي يسمعون عنه فيستجيب لهم القدر.
في الفترة الواقعة بين ١٤ - إلى ۱۹ شوال ۱۳۹۰ هـ الموافق 12إلى 17 ديسمبر ۱۹۷۰م عقد في طرابلس ليبيا المؤتمر الأول للدعوة الإسلامية، وكان أن زار جمعية الإصلاح ومقر جريدة المجتمع، ممثل اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا في هذا المؤتمر الدكتور أحمد توتونجي الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية.
والدكتور توتونجي عراقي تخرج في هندسة البترول في إنجلترا وحصل على الماجستير والدكتوراة من أمريكا في الفرع نفسه وهو من مؤسسي اتحاد الطلبة المسلمين في أوربا وفي إنجلترا وأمريكا، وكذلك الاتحاد العالمي للطلبة المسلمين ولهذا الاتحاد نشاطات ملموسة في الدعوة إلى الإسلام ومن أهدافه نشر الإسلام وبناء الشخصية المسلمة وتقوية الروابط الأخوية بين المسلمين ويتبع في تحقيق هذه الأهداف كل الوسائل السلمية التي لا تتعارض مع أحكام القرآن والسنة وقد قام حتى الآن بنشر ثلاثين كتابًا إسلاميًا في الموضوعات المختلفة وباللغات العربية والتركية والإنجليزية والإندونيسية والألمانية والفارسية والماليزية والأردو والفرنسية وقد طبع منها ما يقرب من مائة وخمسين ألف نسخة والدكتور توتونجي شخصية نشطة متحركة محببة يأنس إليه الإنسان ويتحدث معه وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد. قابلناه ورحبنا به وشكرناه على زيارته للمجتمع أثناء توقفه القصير في الكويت في طريق عودته من طرابلس إلى أمريكا ثم بدأنا معه الحديث عن مؤتمر الدعوة الإسلامية في طرابلس:
•نحب أن نعرف من الدكتور من الذي دعا إلى المؤتمر؟
وما الغرض من هذه الدعوة؟
قال الدكتور: جاءت الدعوة إلى المؤتمر من قبل الحكومة الليبية بواسطة وزارة الخارجية وذلك لدراسة أنجع الوسائل لنشر الدعوة الإسلامية وتحديد المناطق والشعوب الأكثر احتياجا لهذه الدعوة، والشروط الواجب توفرها في الداعية إلى الإسلام وكيفية إعداده وحقوقه.
•هل كان أعضاء المؤتمر وفودًا رسمية من بلدانهم أم وفود هيئات شعبية؟
كانت دعوة الأعضاء إلى المؤتمر بصورة شخصية خالصة ما عدا
أعضاء وفد الجمهورية العربية المتحدة
فقد كان وفدًا حكوميًا رسميًا، مثلت في هذا المؤتمر:
ليبيا- المغرب- تونس- الجزائر- الجمهورية العربية المتحدة- العراق – سوريا - الكويت- السعودية - لبنان- إندونيسيا- باكستان- السنغال- نيجيريا- يوغوسلافيا- اليابان- اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا- الجالية الإسلامية في فيينا عاصمة النمسا- الجماعة الإسلامية في ألمانيا.
· هل كان للدعوة الإسلامية على أساسها المفهوم من القرآن والسنة نصيب من اهتمام المؤتمرين؟
• بالتأكيد إذ إن المدعوين كانوا من خيرة من يمثلون الإسلام في بلدانهم المختلفة، ويمكن القول بأنهم لا يمكنهم أن يقرروا شيئًا يختص بالدعوة الإسلامية إلا ويكون طبقًا للقرآن والسنة.
•ما موقف المؤتمر من قضية فلسطين؟ وما الحلول الإيجابية المقترحة؟
•طالب المؤتمرون الأمة الإسلامية حكومات وشعوبًا، والضمير الإنساني في العالم أجمع بالعمل الجاد والمثمر لتطهير الأرض العربية من الصهيونية ومناصرة شعب فلسطين في العودة إلى وطنه وممارسة حقوقه الطبيعية، كما طالب المؤتمر بالدعم المادي والمعنوي الكامل للعمل الفدائي النزيه وحيا حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
•هل في المؤتمرين شخصيات إسلامية مشهورة حضرت المؤتمر؟ وهل هُيئت لهم
الفرص للتعبير والحركة والاتصال بالجماهير في ليبيا؟
كان من بين المؤتمرين الأستاذ مالك بن نبي والأستاذ محمد المبارك
والأستاذ مصطفى الزرقا واللواء الركن محمود شيت خطاب من العراق، والسيد
عبد العزيز العلي من الكويت والأستاذ عمر بهاء الأميري من المغرب، والدكتور عبد الحليم محمود من مصر، وكذلك الدكتورة بنت الشاطئ والدكتور عمر فروخ. وقد رأس المؤتمر السيد صالح مسعود بويصير الوزير الليبي السابق وألقى كلمة الوفود الدكتور مهدي بن عبود.
وقد كان لهؤلاء جميعًا الحرية الكاملة في التعبير عما يريدونه داخل المؤتمر وخارجه وقد قاموا بإلقاء محاضرات كثيرة خارج المؤتمر ونشرت بحوثهم في الجرائد المحلية وقامت الإذاعة والتلفزيون بعمل مقابلات شخصية معهم، وقد كانت اجتماعات المؤتمر مفتوحة للمواطنين يحضرها من يشاء وتنقل بواسطة التلفزيون.
•ما القرارات التي انتهى إليها المؤتمر؟
• اتخذ المؤتمر من القرارات أنواعا ثلاثة:
1- قرارات عامة.
2 - قرارات خاصة بنشر الدعوة الإسلامية.
3- قرارات خاصة بالداعية الإسلامي.
ومن المقررات العامة:
· تكوين هيئة عامة دائمة للمؤتمر مقرها ليبيا.
· إنشاء صندوق للدعوة الإسلامية.
· الوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في وطنه.
ومن المقررات الخاصة بنشر الدعوة:
· المطالبة بنشر اللغة العربية بين أبناء الدولة الإسلامية.
· تفسير القرآن الكريم تفسيرًا ميسرًا وترجمة هذا التفسير.
· تأليف ونشر الكتب الإسلامية.
· العناية بالتربية الإسلامية في التعليم.
· وعلى الحكومات الإسلامية أن تراعي وضوح الخط الديني في السياسة وتأمين حرية الكلمة وحماية الدعوة الإسلامية.
· تقنين التشريع الإسلامي.
· اختيار الملحقين الثقافيين في السفارات الإسلامية ممن يهتمون بالدعوة الإسلامية.
ومن القرارات الخاصة بالداعية المسلم:
وقد اشتملت هذه القرارات على:
· إعداد الداعية - صفاته - واجباته - ما يجب له - الدعاة الحاليون.
تقييم المؤتمر
· والآن يا أخ توتونجي، هل ترى أن المؤتمر كان ناجحًا في أداء الأغراض التي عقد من أجلها؟
· اتخذ المؤتمر كما ذكرت قرارات كثيرة وكان له برامج ممتازة وكان ناجحًا جدًّا في البرامج واتخاذ القرارات، ولكن العبرة في التنفيذ، ونسأل الله تعالى أن تتمكن الحكومة الليبية والحكومات الإسلامية الأخرى من تبني هذه القرارات وتنفيذها وخاصة في الوقت الذي تنشط فيه المنظمات التبشيرية في المناطق المختلفة من العالم وخاصة في البلدان الإسلامية.
· ما رأيكم إذن في مثل هذه المؤتمرات؟ وهل يرجى منها الخير لأمتنا في أوضاعها التي تعيشها اليوم؟
· هذا المؤتمر كان ضروريًّا جدًّا، وكان يجب أن يقام منذ سنين وذلك لما لموضوع الدعوة إلى الإسلام من أهمية في هذه الأيام، والمسلمون مقصرون كل التقصير في هذا المجال، ولا بد من أن تبذل الحكومات الإسلامية مجهودات ضخمة لدعم الدعوة الإسلامية والدعاة القائمين عليها في المناطق المختلفة من العالم والتي تعمل بصورة فردية في أكثر الأحوال وبإمكانات ضعيفة جُلها من تبرعات الأشخاص.
والذي نرجوه ألا يكون هذا المؤتمر كبقية المؤتمرات الأخرى التي تأتي شعلة في البداية ثم لا تلبث أن تنطفئ بعد فترة وجيزة من انتهاء انعقادها.
· ما مدى متابعة وسائل الإعلام الليبية لأعمال المؤتمر وهل كانت دافعة للمؤتمر نحو أهدافه الحقيقية؟
· نظرا لأن الدولة قد تبّنت فكرة هذا المؤتمر فإنه من الطبيعي أن تهتم به وسائل الإعلام الليبية كلها من إذاعة مرئية ومسموعة ومن صحافة محلية، وقد برزت موضوعات المؤتمر بصورة واضحة في جميع هذه الأجهزة ونشرت بعض بحوث المؤتمرين بالتفصيل.
· هل يمكن أن تذكر لنا بعض هذه البحوث التي ترى أنها مهمة؟
· كلمة رئيس المؤتمر«بويصير» التي وضّح فيها التبشير وأغراضه سواء في البلدان العربية أو خارجها، ثم كلمة الدكتور أحمد الحوفي عن الداعية المسلم، كذلك موضوع النشاط الإسلامي في ميونيخ، واكتتب المؤتمر لجمع التبرعات لهذا الغرض وجمع أكثر من عشرة آلاف جنيه في يوم واحد، وقد كان لمالك بن نبي موضوع عن الدعوة الإسلامية في الغرب، وكان لهذا الموضوع أثر طيب في توضيح مفهومات كثيرة عن طبيعة العمل وكيفية مجابهة التيارات المعادية.
· انطباعاتك الشخصية التي تحب أن تسجلها عن المؤتمر؟
· الشعب الليبي شعب مسلم، وقد فرح كثيرًا حين رأى الحكومة تتبنى مؤتمرًا للدعوة الإسلامية، وقد كان هذا واضحًا من حضور الناس لجلسات المؤتمر قبل انعقاد الجلسة بساعات ومن مشاركتهم الفعلية المشاعر المؤتمرين.
ونحن مع الدكتور توتونجي نرجو أن يكون العمل جادًّا بما اتخذ في هذا المؤتمر من قرارات، وحينئذ فقط يكون المؤتمر قد حقق أغراضه.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل