العنوان حرب الشائعات ضد الحركة الإسلامية
الكاتب عبد الرحمن جميعان
تاريخ النشر الثلاثاء 20-مايو-1980
مشاهدات 28
نشر في العدد 481
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 20-مايو-1980
- غض الطرف عن الشائعات.
- التربية الطويلة المدى.
- الإقحام قبل الأوان خسارة تتكبدها الدعوة.
- الطواغيت تخشى دعاة الإسلام المجاهدين.
- السذاجة من الدعاة تؤخرهم عن الوصول إلى النصر.
- الثبات عدتنا في الطريق.
- كيف نقاوم الشبهات والشائعات؟
- غباء الطواغيت في عرض الشبهات حيث إنها لم تتغير في كل زمان ومكان.
- الحذر والانتباه من وسائل الدعاة في دعوتهم.
يجيد البعض إطلاق الشائعات والشبهات حول الإسلام ودعاته، ليعرقلوا مسيرة الدعوة ويصرفوا اهتمام الدعاة إلى جزيئات صغيرة، وليحولوا أنظارهم عن أصول الدعوة وليحرفوهم عن الخط المستقيم، يطلعون تلك الشبهات وهم أعلم الناس بأنها شبهة أوهن من بيت العنكبوت ويعينهم في ذلك كل منافق أو نفعي أو حاقد على الدعاة، ولم يعلموا بأن الله تعالى قد تكفل بحفظ هذا الدين. وضمن انتصاره؟ ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (الصف: 9).
وكثيرة هذه الشائعات والشبهات التي تقال ضد الحركة الإسلامية وأبنائها، منها ما هو طعن بالدعاة أنفسهم، أو طعن في منهج الدعوة أو ما هو أشد من ذلك طعنا في الإسلام نفسه والقول بعدم إمكانية تطبيق شرعه في هذا الأرض.
فما أرسل رسول إلا كانت الشائعات تحاك حوله فلقد اتهم الأنبياء عليهم السلام بالسحر والجنون وغير ذلك، ولكن ذلك لم يوقف مسيرة الدعوة بل ظلت بحفظ الله تسير، وفي ذلك يقول عبد الكريم زيدان وليعلم الداعي أن إثارة الشبهات في وجه الدعوة إلى الله أمر قديم مضت به سنة الله في العباد وشنشنة قديمة متوارثة بين أهل الباطل فلا يستغرب منها الداعي ولا يضيق بها، وهي في جوهرها لا تتغير ولا تتبدل وإنما الذي يتغير فيها الأسلوب والكيفية وقال تعالى: ﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ﴾(فصلت:43)...
والشبهة إذا كانت قوية قد تمنع «رؤية الحق والاستجابة أو تأخير هذه الاستجابة، وغالبا ترتبط الشبهة بعادة موروثة أو مصلحة قائمة أو رئاسة دنيوية أو حمية جاهلية فتؤثر الشبهة بسبب هذه الأمور في النفوس العنيفة المتصلة في هذه الأشياء»... (1)..لذلك كان واجبا علينا أن نعرف بعض أصول عن الشبهات وأن نعرف موقف الداعية منها....
أولا مصادر الشبهات
ا - أصحاب الرئاسة الباطلة:
فأول المصادر التي تثير الشبهات هم أكابر القوم وأعيانهم الذين لا يرتضون منهج الله، ولا يريدون تحكيم شريعة الله فلذلك تجد أنهم يثيرون الشبهات ويتهمون الدعاة بأبشع التهم وأقبحها.
فهؤلاء أكابر قوم فرعون يقولون عن موسى عليه السلام ﴿إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُون﴾ (الأعراف: 109) فإن الملأ والطواغيت لا يرضيهم أن يكون للإيمان في الأرض وجود ممثل في جماعة من الناس لا تدين بالطواغيت » «۲» ولذلك تجد أنهم يتهمونهم ويروجون الإشاعات عليهم مثل أنهم يريدون السيطرة على الدولة أو التقتيل أو التشريد.. إلخ والكل يدري أن الدعاة هم أبرأ خلق الله في هذه الأرض وأطهر، وهم وحدهم الذين يريدون إنقاذ بلادهم وهم الوحيدون المخلصون لبلادهم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ويعلم أصحاب الرئاسة الباطلة أن «دعوة الإسلام لإقامة نظامه الخاص تتطلب زلزلة النظم الأخرى وهدمها وإقامة نظامه في مكانها» «۳» وتناسوا أن دين الإسلام هو الدين الوحيد الذي يحفظ الإنسان من الضياع والدمار.
ب - علماء السوء: والصنف الثاني الذي تأتي الشبهات من قبله هم علماء السوء وهؤلاء أشد خطرًا من الصنف الأول، وذلك أن علماء السوء يستطيعون تخدير مشاعر الجماهير بما يلقون عليهم من أقوال يزينوها بآيات وأحاديث و بما يستطيعون من أدلة نصوص الكتاب والسنة بما يناسب أهواءهم، وغالب هؤلاء يخدمون الصنف ويعملون بما يرضيهم فيؤولون الآيات والأحاديث حتى تناسب أصحاب الصنف الأول يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله واصفًا حال هؤلاء أنهم «يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم يأمرون بالخير ولا يفعلونه ويدعون إلى البر و يهملونه ويحرفون الكلام عن مواضعه و يؤولون النصوص القاطعة خدمة للغرض والهوى و يجدون فتاوى وتأويلات قد تتفق في ظاهرها مع ظاهر النصوص، ولكنها تختلف في حقيقتها عن حقيقة الدين لتبرير أغراض وأهواء لمن يملكون المال والسلطان كما كان يفعل أحبار اليهود» «٣»
وجاء في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم / ٢٥.
«احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون» وما أكثر علماء السوء في هذا العصر وصدق الله القائل في أمثال هؤلاء: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾(الأعراف: 176). وأن هذا اللهاث «وراء أعراض الحياة الدنيا التي من أجلها ينسلخ الذين يؤتيهم الله آياته فينسلخون منها، ذلك اللهاث القلق الذي لا يطمئن أبدا، والذي لا يتركه صاحبه سواء وعظته أم لم تعظه فهو منطلق فيه أبدا» «٤»
جــ ــ صاحب المبدأ المناقض للإسلام:
فأصحاب المبادئ الأخرى الشيوعية والقومية وغيرها لا تريد للدعوة المضي في الطريق بل تحاول عرقلة هذه المسيرة فتبذر أشواك الشبهات في هذا الطريق وتتهم الدعاة بشتي الاتهامات الباطلة يعينها في ذلك كل صاحب هوى أو مصلحة شخصية تناقض الإسلام.
تلك الأصناف الثلاثة أشد ما تلاقي الدعوة على أيديهم من شبهات، ولكن ما هي الأسباب التي تجعل هؤلاء يطلقون تلك الشائعات؟
أسباب إلقاء الشبهات والعراقيل في طريق الدعاة:
١- الجهل: فالإنسان عدو ما يجهل وبعض من الذين يلقون الشبهات إنما ينبع ذلك من جهلهم في منهجية العمل الإسلامي، فتراهم يكيلون السباب والشتائم والتهم لأنهم جاهلون بطبيعة العمل الإسلامي.
2-الخوف: والسبب الثاني قد يكون من الخوف إما خوف على المصلحة الدنيوية أن تفوت أو الخوف من أصحاب الرئاسات الباطلة، فيجعلهم يحرفون الكلم عن مواضعه اتقاء للخوف من السلطات.
3- الكبر: وقد يكون السبب كبرا في النفوس ومكابرة للاستسلام للدعاة واحتقارهم القائمين على الدعوة.
٤- الحقد: وقد يكون السبب هو حقد يستكين في قلوب البعض على الإسلام فيبرز هذا الحقد في صورة شبهات وشتائم للدعاة.
ه- السذاجة: فالبعض يفهم الإسلام فهما ساذجا وينتسب إلى الدعوة فلا يرى الإسلام إلا من خلال فهمه فتراه يكيل من مكيال الشبهات ضد الدعوة التي ترفع راية الجهاد باسم الإسلام دين الاستسلام والإسلام لا يحب الدماء.
موقفنا من الشبهات:
ولا بد للداعية أن يتخذ له موقفا صريحا واضحا أمام هذه الشبهات فلا يتركها ويدعها تمر قبل أن يستفيد منها ولذلك هذه بعض المواقف أمام الشبهات:
1-الثبات على الطريق وعدم الالتفات إلى ما يحيكه الأعداء:
فأول المواقف التي على الداعية أن يفهمها هو الثبات على مبدأه بحيث لا يتأرجح ولا يسقط بل يظل ثابتا كالطود الأشم ويتمثل بقول الشهيد الذي قال «أخي فامض لا تلتفت للوراء» فلا يلقي الداعية لكلام الأعداء بالا ولا يقيم لهم وزنا بل يظل ثابتا على دعوته فإن من أهداف مروجي الشبهات هو سقوط الدعاة في مصائدهم.
الاستفادة من الشبهات:
قد يكون في بعض الشبهات من الحق والصواب الذي لم ينتبه له الدعاة فلذلك يجب أن يراجعوا أنفسهم ويستفيدوا لتصحيح مسيرة العمل من خلال الشبهات التي لها وزن.
3-تفنيد الشبهات بالمواقف العملية:
وخير طريق في تفنيد الشبهات والشائعات هو المواقف العملية للدعوة، فبالمواقف العملية تستطيع الدعوة أن تبرز للناس بصورة وضيئة نيرة بيضاء ناصعة.
4-تبيان أساسيات المنهج الإسلامي:
والموقف الرابع هو تبيان أساسيات وأصول في المنهج الإسلامي للدعاة والناس من خلال المحاضرات والكتابات والندوات حتى يفهم الناس طبيعة العمل الإسلامي ويقدروا مواقف الدعوة.
هذه عجالة سريعة أردت أن أوضح فيها للدعاة بعض الأمور التي قد تغيب عن أذهانهم خاصة وقد كثرت الشائعات والشبهات حول منهجية الإسلام في هذه الأيام وأحمد الله على الصواب وأستغفر الله من كل تقصير والله أكبر ولله الحمد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عبدالعالـي حسانـي: «مجتمع السلم» تتبنى مشروع الوحدة بين أبناء الحركة الإسلامية كافة بالجزائر
نشر في العدد 2182
32
الثلاثاء 01-أغسطس-2023