العنوان حرب المخيمات لماذا؟! ولمصلحة من؟!
الكاتب عبدالعزيز العمري
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1988
مشاهدات 13
نشر في العدد 873
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 05-يوليو-1988
• هذا القتال: لمصلحة من؟!
- مطلوب من هذه الفصائل مقاتلة اليهود لدعم انتفاضة الشعب الأعزل.
● اقتتال «رفاق السلاح» هدَّم مخيمات بأكملها وجعلها أثرًا بعد عين.
● الفلسطينيون في لبنان عاشوا تحت الحصار والحرب أكثر من أربعة أعوام.
منذ العام ١٩٨٥ والفلسطينيون في المخيمات على الساحة اللبنانية، خاصة مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة، يتعرضون لحرب قذرة تحت شعارات وعناوين مختلفة.. آخرها هذا الاقتتال المجنون بين مؤيدي رئيس منظمة التحرير ومؤيدي أبو موسى، الذي تزعم حركة الانشقاق في فتح، بعد الهزيمة التي تعرضت لها الثورة الفلسطينية في يونيو ١٩٨٢.
مقاومة.. ضد من؟
ومن المؤكد أن ما لحق بالمخيمات الفلسطينية جراء هذا الاقتتال بين «فتح - المركزية» و«فتح - الانتفاضة» كما تسمي نفسها، يفوق بكثير حجم الدمار الذي أصاب هذه المخيمات بسبب الحصار والحرب التي شنتها حركة أمل ضد المخيمات في وقت سابق.. ولم يقتصر آثار الدمار على المخيمات التي هجرها أهلها ولم يبق فيها إلا المقاتلين، بل أمتد ليطال نفسية الفلسطينيين الذين عاشوا تحت الحصار والحرب أكثر من أربعة أعوام، يقول أحد سكان المخيمين: «إنها ضربة مريرة جدًا، أثناء حرب المخيمات السابقة بين ميليشيات حركة أمل والمقاتلين الفلسطينيين داخل المخيمات، كان هناك حافز للمقاومة وتقديم التضحيات.. وبعد المصالحة بين عرفات والأسد تصورنا أننا في هذا الصيف سنبدأ بإعادة بناء بيوتنا المهدمة.. إلا أننا بدلًا من ذلك أصبحنا ننتظر تدمير ما تبقى من هذه البيوت».
القمع اليهودي.. وهؤلاء:
ومما يؤسف له حقًا أن يتزامن هذا الجنون في مخيمات لبنان مع استمرار وتصاعد انتفاضة الشعب الفلسطيني الأعزل في الأرض المحتلة، الذي ينتظر من مثل هذه الفصائل أن تعمل شيئًا على صعيد مقاتلة اليهود واستهداف عملائهم في لبنان، وبدلًا من ذلك يشتغل ويتصاعد التقاتل الفلسطيني الفلسطيني، وبينما يستخدم جنود الإحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي والرصاص الحي لمواجهة الانتفاضة العارمة في فلسطين، فإن «رفاق السلاح!!» استخدموا مختلف أنواع المدافع والأسلحة الثقيلة.. وبينما هدمت سُلطات الاحتلال بعض البيوت في مدن وقرى فلسطين فإن اقتتال «رفاق السلاح!!» هدم مخيمات بأكملها وجعلها أثرًا بعد عين.
هذا الاقتتال غير المبارك لا يمكن فهمه على حقيقته ودوافعه وأبعاده إلا إذا وضع في سياقه التاريخي والسياسي وتطورات الظروف الراهنة.
وكلاء محليون..
فمند هزيمة عام ١٩٦٧ التي كرست دولة الكيان اليهودي كأكبر قوة إقليمية في المنطقة، انتقلت مهمة تعقب المقاومة الفلسطينية المسلحة إلى الأنظمة العربية المجاورة لفلسطين، بحجة أن العمل العسكري ضد العدو الصهيوني يسبب لها إحراجًا يعرضها لعدوانه الذي لا قبل لها به. وعندما وجد العمل العسكري الفلسطيني ساحة له في لبنان تم إيكال المهمة إلى حزب الكتائب الذي فجر القتال
ضد الوجود الفلسطيني في لبنان في 13/ 4/ 1975 في حادثة عين الرمانة.. ولكن الكتائب والقوات اللبنانية لم تستطع إنجاز المهمة، الأمر الذي حدا بالعدو الصهيوني ليحاول القيام بالمهمة بنفسه منذ عام ١٩٧٨ وحتى غزو بيروت عام ۱۹۸۲، الأمر الذي ترتبت عليه أوضاع جديدة في لبنان تلخصت في الفرز الطائفي، وبعد إلغاء اتفاق عمان حاولت فتح أن تستعيد موقع لبنان مرة ثانية لذلك بدأ الفدائيون يتوافدون إلى لبنان بطرق شتى، بحيث أصبح لهم وجود ملموس في مخيمات صبرا وشاتيلا اللذين تعرضا لأبشع مجزرة في العصر الحديث في أيلول ١٩٨٢.
وفي رمضان 1985 حاصرت حركة أمل مخيمات بيروت بعون كتائبي، وكان من نتائج ذلك تدمير مخيم صبرا ومعظم مخيم شاتيلا فيما تماسك مخيم برج البراجنة، وفي رمضان 1986عاودت أمل الكرة مرة أخرى فحاصرت مخيمات بيروت، إلا أن خسائر أمل كانت أكثر من خسائر الفلسطينيين. ثم بعد ذلك جرت محاولة تفجير مخيم عين الحلوة من الداخل عن طريق إثارة صراع فلسطيني - فلسطيني بين جبهة الإنقاذ وأنصار عرفات، ولما سقط في أيديهم انتقل مخطط أمل لحصار الرشيدية في أكتوبر ١٩٨٦، وتطور الحصار إلى قتال وقصف عنيف لمخيمات صبرا وشاتيلا في بيروت، وحصار مخيمات البص والمعشوق والبرج الشمالي في صور.. وكانت نتيجة ذلك كما هو معروف صمود الفلسطينيين الذي فوت على حركة أمل ومن وراءها من تحقيق أهدافهم.
أهداف مشبوهة!!
وإذا كان هذا الاقتتال الأخير في المخيمات يعتبر حلقة جديدة من حلقات القضاء على الوجود الفلسطيني، فإنه يمكننا أن نشير إلى مجموعة من الدوافع المباشرة والأهداف للأطراف المختلفة من هذه الحرب.
• فبالنسبة لجماعة أبو موسى فإنهم وجدوا أنفسهم في وضع حرج بعد اللقاء الذي جرى بين الرئيس السوري وأبو عمار بتاريخ 25/ 4/ 1988.
• وبالمقابل فإن جماعة أبو عمار اعتبرت أنه بعد المصالحة التي تمت في دمشق في ٢٥ أبريل بين عرفات والرئيس السوري، فإنه لا داعي لوجود المنشقين من جماعة أبو عمار، ولهذا فإنه من الطبيعي -كما ذكر مؤيدو عرفات- أن يعلن المنشقون حل تنظيمهم.
وبعد الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني واستلام القوات المؤيدة لعرفات، ومطالبة بعض الأهالي بقيام دولة قادرة ببسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية.
كما أن الإمساك بقوة بالساحة اللبنانية مهم جدًا بالنسبة لأبي عمار ومؤيديه، كونه يكرس قوتهم ويوفر لهم وضعًا تفاوضيًا أفضل في أية تسوية محتملة.
• مخيمات الفلسطينيين في بيروت.. أثرًا بعد عين.
وأخيرًا:
فإننا نؤكد أن هذه الحرب «القذرة» ليس فيها غالب بل أن كل ما شارك فيها مغلوب.. وأن كل من أشهر سلاحه في هذه الحرب مُدان مهما كانت الأسباب والمسببات فهذه الأسلحة لها میدانها.. ومخيمات الفلسطينيين ليس ميدانها، وهؤلاء القتلى «نعم أقول قتلى» أولى أن يستشهدوا مع إخوانهم أطفال الحجارة رجال فلسطين في جهادهم المبارك ضد أعداء الله يهود.
وإنه ليؤسفنا أن ينحدر التعامل بين «رفاق السلاح!» إلى هذا المستوى.. الأمر الذي يؤكد أن البندقية لم توحد أبناء الشعب الواحد، وأن شعار فتح «بندقيتي هويتي» سقط على مذبح حرب المخيمات، وأن هذا الشعب لا يوحده ولا يرتقي به إلى مستوى التحدي والصراع مع اليهود شعارات هؤلاء ولا هؤلاء، وإنما هي عقيدة الإسلام التي وحدت كل فئات الشعب في فلسطين المحتلة في صف واحد ضد اليهود.
• جامعة النجاح والمضايقات المستمرة.
• الدروز يعملون دون مضايقات في فلسطين المحتلة لماذا؟!
أوراق من الأرض المحتلة:
• وزعت في مدينة نابلس بطاقات صغيرة ملونة مكتوب عليها بخط جميل بدايات بعض الأمثلة التي تحاول بث اليأس مثل «رجعت حليمة...» و«١٩٣6 - ۱۹۸۸ تيتي تيتي...» و«شبعنا وعود وفرقنا..» و«ودّونا البحر ورجعونا عطشانين...» وحمل أحدها عبارة: «حماس.. إفلاس».
وواضح من أن توزيع تلك البطاقات محاولة من أجهزة المخابرات اليهودية وعملائها المدسوسين من أصحاب القلوب الضعيفة، لزرع الوهن في النفوس وتيئيس الناس من جدوى الانتفاضة، وتثبيط هممهم عن الاستمرار في الطريق الشاق الطويل نحو النصر والتحرير.
شارك ٣٠٠ من علماء النفس والاجتماع والخبراء والأطباء النفسانيين اليهود في القدس في مؤتمر لبحث «الآثار النفسية للانتفاضة على الصحة العقلية في الدولة اليهودية»، وقالت المصادر إن المؤتمر ركز البحث على دراسة مقترحات وحلول خاصة بالمشكلة النفسية التي يواجهها الأطفال بشكل خاص، وبقية السكان في الدولة بشكل عام من جراء أحداث وأخبار الانتفاضة.
مددت سلطات العدو الاعتقال الإداري بحق الأخ عزيز هارون كايد «رئيس الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح» مدة 3 أشهر أخرى..
عينت سلطات العدو ضابطًا يهوديًا يدعى دانيل دانون مسؤولًا عن إدارة شؤون مخيم البريج بقطاع غزة، وقالت السلطات إن قرار التعيين يأتي بعد تصعيد المظاهرات في المخيم من قبل عناصر متطرفة، مما سبب عجز المجلس المحلي عن أداء مهامه بصورة منتظمة، وقال راديو العدو إنه عثر على أكثر من «40» زجاجة حارقة جاهزة للاستعمال في مسجد المخيم.. كما أُلقيت عدة قنابل من المساجد على قوات الاحتلال.
• استدعت سلطات الاحتلال عددًا من التجار وطبيب من بيت ساحور، للتحقيق معهم بحجة تقديم مساعدات وعلاج مجاني للسكان!!
• ذكرت الإذاعة اليهودية باللغة العبرية أن إسحق رابين «وزير الدفاع»، أصدر قرارًا يقضي بمنع الجهات الدينية اليهودية من الاتصال بوحدات وأفراد الجيش اليهودي لحثهم على التوبة، ويقضي الأمر أيضًا بمنع وحدات الجيش من زيارة المعاهد والمدارس الدينية اليهودية، وعلل رابين قراره هذا بأنه يستهدف الحد من التطرف الديني داخل الجيش اليهودي، والذي يؤدي إلى التصرفات الشديدة مع السكان العرب في الأراضي المحتلة نتيجة مشاعر يهودية.
• فزع أفراد دورية عسكرية يهودية برغم سلاحهم من طفلة «5 سنوات» في بلدة أبو دیس/ القدس، حيث لاحظ الجنود أن الطفلة تكتب على الشارع بقطعة من الطباشير، فنزلوا من سيارتهم وأحاطوا بالطفلة ثم اقتادوها إلى منزلها. حيث احتجزوا هويتي والدها وعمها وطالبوهما بمراجعة الحاكم العسكري، بحجة أن الطفلة كانت تهدد أمن الدولة وتكتب «شعارات معادية».
• قررت السلطات العسكرية اليهودية السماح للراغبين من «دروز» لبنان بالعبور عبر ما يسمى بالحزام الأمني، والعمل في المصانع والمؤسسات اليهودية في فلسطين المحتلة.
• أبلغ حاكم أريحا العسكري دار القرآن الكريم في أريحا الامتناع عن افتتاح عيادة طبية إسلامية في المسجد، بحجة عدم الحصول على إذن مسبق من السلطات المختصة، وكانت دار القرآن الكريم في أريحا قد أعدت بالتنسيق مع بعض الأطباء ولجنة الإغاثة الطبية الإسلامية في القدس، لافتتاح العيادة وتقديم خدماتها للمواطنين والفقراء والمتضررين.
• صادقت لجنة مالية في الكنيست على إضافة عشرة حراس لمنزل شارون في البلدة القديمة بالقدس، وذكرت صحيفة «عل همشمار» العبرية إن حراس شارون قبل الزيادة هم «32» حارس، ويتناوبون على الحراسة «3» نوبات، ويكلف كل حارس الدولة «33» ألف شيكل سنويًا «قرابة 7 آلاف دينار».
• صرح رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية «أمنون شاحال» أنه يستبعد أن يحصل أي تغيير في السياسة الخارجية المصرية حتى في حالة اغتيال حسني مبارك، وذكر أن لديه معلومات عن تعرض الحكومة المصرية لضغوط داخلية من قِبل «متطرفين مسلمين»، وأن محاولة جرت من قِبل مسلمين كذلك لاغتيال مبارك، وقال شاحال: إن الانتفاضة في الأراضي المحتلة قد أثرت على استقرار حكم الملك حسين حيث أظهرت الأردن أخيرًا اهتمامًا زائدًا «بالأمن الداخلي»، خاصة بين سكان الأردن الفلسطينيين، وكان شاحال يتحدث أمام المراسلين العسكريين في حفل لرجال الشرطة والأمن اليهودي حول «استمرارية وبقاء الحكام العرب».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
30
الخميس 01-يونيو-2023