العنوان حرب 1967- 1973 دراسة مقارنة لبيان أسباب الهزيمة ودعائم النصر
الكاتب الدكتور أحمد شلبي
تاريخ النشر الثلاثاء 25-فبراير-1975
مشاهدات 21
نشر في العدد 238
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 25-فبراير-1975
لك الله يا بلادي.. لك الله يا مصر
- قد عانيت فترة كالحة مريرة..
- فترة هزائم متصلة: ١٩٥٦- حرب اليمن- 1967...
- فترة قطيعة من أكثر الدول العربية والإسلامية...
- فترة ذعر وخوف من السجون والمعتقلات والتعذيب...
- فترة ضغط اقتصادي وصل أحيانًا إلى الجوع والحرمان...
واحتمل الشعب كل هذه الآلام، حتى جاء عهد النور والأمل...
هذا الكتاب الذي نعرضه على هذه الصفحات «دراسة مقارنة» من وجهة نظر تاريخية.. بين عهدين عاشهما هذا الجيل في مصر.. وفي العالم العربي كله.
- بين عهد حرب ١٩٦٧م.. بكل ظلالها الكئيبة.. وأسبابها الممتدة عبر ثلاثة عشر عامًا سبقتها.
تجلت فيها مظالم الحكم الفردي على أبشع نحو ممكن.
- وبين عهد حرب ۱۹۷۳م بكل معاني الكرامة والأمل، التي تجلت خلال أيامها ومن خلاصة نتائجها.
وفي البداية يأتي السؤال الذي أصبح يوجه بصورة تقليدية، لكل من يتصدى لنقد أخطاء الفترة التي أدت إلى حزيران الحزين:
- لماذا لم يكتب المؤلف عن هذه الفترة أيام وجود أبطالها؟
- ويجيب الأستاذ الدكتور أحمد شلبي- من وجهة نظره كمؤرخ:
«المؤرخ المعاصر إذا كان مخلصًا دقاقًا من جانب، وكامل الحرية من جانب آخر، يعتبر أهم مصدر لتاريخ أحداث عصره».
هنا صحيح...
ومع صحة هذا فإني- كمؤرخ معاصر- لا أستطيع أن أقوم بدوري في كتابة تاريخ بلادي، لأن أمامي عقبتين لا أستطيع تخطيهما:
أولهما: قلة الوثائق التي تنير لي السبيل، فهناك أحداث لم تنشر وثائق عنها حتى الآن، ومن هذه الأحداث حرب اليمن، والهزيمة الساحقة في معركة ١٩٦٧، والمحاكمات التي تلت هذه الحرب... إلخ.
والعقبة الثانية: أني لا أعاصر فترة عادية من التاريخ، ولكنني أعاصر ثورة لها منهاجها تجاه الصحافة والبرلمان، تجاه الكلمة المقولة، والكلمة المكتوبة، وهذا المنهاج لا يتيح الحرية الكاملة للتباحث.
«ومن أجل هذا لا أستطيع أن أدون تاريخ هذه الحقبة»..
ثم ظهرت بعد ذلك وثائق تعين على البحث، وهب نسيم من الحرية على بلادي، وتراخت أو أرجو أن تكون فكت الأغلال عن الأقلام، فكان علي أن أنزل الميدان، وبخاصة أنني كتبت تاريخ العالم الإسلامي كله، من مطلع الإسلام حتى الآن، فكيف لا أكتب تاريخ بلادي في فترة عشتها ورأيت فيها الأحداث؟؟
والحق أن الدكتور أحمد شبلي كان أوائل المبادرين- عند الشعور بأولى نسمات الحرية في مصر- إلى اقتحام هذا المجال.. دفاعًا عن كرامة الإنسان المصري.. وكرامة تاريخ الشعب المصري.. والعربي والإسلامي، الذي لوثت صفحات تاريخه الحديث بسلسلة من الهزائم، ولون من التبعية الذليلة لقوى العصر، وسخائم تراكمت عليه من كل جانب.. في الداخل والخارج.. هزت مكانته وجعلته، وجعلت مصـر المكافحة- تبدو- وهي التي حمت الإسلام والمسلمين في مآزق حضارية كثيرة.. وكأنها بلد تترنح آيلة للسقوط.. لا قدر الله.
أقول: كان الدكتور شلبي من أوائل المبادرين إلى اقتحام مجال الكلمة الحرة القوية الناقدة.. التي تنفض غبار ماضٍ، ظن صانعوه أنه لن يزاح عنه التراب يومًا.. ومنذ عامين تقريبًا- أي مع بواكير سياسة الانفتاح والتحرر- أصدر الدكتور شلبي كتابه «رحلة حياة» حافلًا بالنقد الجريء البناء لأوضاع ولقلاع كثيرة تخريبية- لا زالت أكثريتها موجودة تتمتع بأنيابها ومخالبها.
ثم يأتي هذا الكتاب «في أكثر من مائتي صفحة من القطع المتوسط».. أكثر قوة ووضوحًا، وأكثر تركيزًا على الجانب السياسي الذي كان- أولًا وقبل كل شيء- السبـب المباشر في فضح حقيقة هذه الحقبة السوداء في تاريخ مصر والعرب والمسلمين...
وحرب ١٩٦٧.. هي في تخطيطها وإستراتيجيتها صورة مكبرة نوعًا من حرب ١٩٥٦.. إنها حروب- كما يقول توفيق الحكيم- «للتهويش» اتخاذ قرارات مصيرية لمجرد الدعاية ودون أدنى دراسة، وإعطاء العدو فرصة ذهبية للقضاء علينا- بلا مقابل- في أقرب وقت ممكن..
وكما انتهت «وبدأت أيضًا» حرب ١٩٥٦ بقرار بالانسحاب «الذي يعتبر قرارًا بالهزيمة في الوقت نفسه».. أيضًا انتهت وبدأت حرب ١٩٦٧ بقرار بالانسحاب.. أي بقرار بالهزيمة.
«وأعلن جمال عبد الناصر بعد ذلك في نوفمبر ١٩٦٧، أن الطريق إلى القاهرة كان مفتوحًا أمام إسرائيل، ولم يكن هناك جندي مصري واحد يعرقل أي تقدم لإسرائيل، وإنه هو المسؤول عن هذه النتيجة».
كما أعلن أرقامًا فادحةً عن خسارة مصر في هذه المعركة المشئومة، فذكر أن مصر خسرت في هذه الحرب ۸۰ بالمائة من سلاحها، و۰۰۰ ,۱۰ جندي، و۱۵۰۰ ضابط، وأسر ٥٠٠٠ جندي، و٥٠٠ ضابط لم يعد أكثرهم.
والعجيب أن الهزائم في سيناء كانت تتم، وإذاعات مصر «إذاعات مدرسة أحمد سعيد» سادرة في ضلالها، فقد كانت في جانب وميادين القتال فـي جانب آخر...
«وكان انهيار مصر من أهم ما قضى على جبهتي الأردن والجولان»...
وفي هذه الساعات الحالكة، استقال المشير عبد الحكيم عامر المسؤول عن القوات المسلحة ... ثم أعلن جمال عبد الناصر مساء الجمعة، التاسع من يونيو تخليه عن السلطة..
«ولكن سيارات نقل كانت قد أعدت ليركبها بعض العمال من المصانع، وبعض الفلاحين من أتباع الاتحاد الاشتراكي... وأخذت هذه اللوريات تطوف شوارع القاهرة في التاسع والعاشر من يونيو، لتزعق بتمسكها بالرئيس ليكمل الشوط...».
إننا هنا في هذا العرض- في غني عن الوقوف طويلًا عند «الأضرار الأدبية» والأضرار الاقتصادية، والأضرار النفسية والاجتماعية التي لحقت بمصر.. و بالدول العربية التي تسمى دول المواجهة، والدول العربية والإسلامية كلها في رأينا دول مواجهة.
أجل.. نحن في غنى عن هذه الوقفة.. لأنها تكاد تكون معروفة لكل المبصرين.. ولكل الذين لا مانع عندهم من أن يبصروا.. لكننا ندخر هذه الوقفة المسهبة- نوعًا ما- للأسباب التي أدت إلى الهزيمة.. لأنها عبرة التاريخ وقيمته.. ولأنها الشعاع الذي يقبس من الماضي لينير الحاضر والمستقبل.
وأسباب هزيمة ١٩٦٧ م الكالحة.. تمتد عرضًا لتشمل جبهات ثلاثًا:
- أسباب ترتبط بالجبهة الداخلية وتصدعها في مصر.
- و أسباب ترتبط بالجيش وسوء قيادته في مصر أيضًا.
- و أسباب ترتبط بعلاقاتنا التاريخية، علاقات مصر مع دول العالم، وفي طليعتها الدول العربية والإسلامية.
آلاف البيوت المصرية عرفت الفزع والهلع فترات طويلة من حياتها خلال هذه الحقبة..
وآلاف أخرى من البيوت كما يقول المؤلف- والحق أنهم مئات الألوف من البيوت الأخرى في رأينا- كان سكانها يبيتون فـي اضطراب وقلق خوفًا من مستقبل يحفه الغموض، وخوفًا من توجس الهجوم.. وإذا سمع هؤلاء دقات على الباب.. انتفضوا جميعا خوفًا من زوار الليل.. الذين كانوا ينقضون على البيوت فيسلبون الرجال ويلقون بهم إلى المجهول.
ولقد سمعنا جميعًا خطاب عبد الناصر الذي افتخر فيه بأنه قبض على ثلاثين ألفًا في نصف ساعة، وكان هؤلاء يلقون في السجون والمعتقلات.. ويهملون إهمالًا تامًا إلا من التنكيل والتعذيب.. ولقد اختفي بعض هؤلاء ولم يظهر لهم أثر.. والمهم أن هذه الصنوف من العقاب القاسي التي تفنن فيها زبانية هذا العهد.. كانت تنزل بالإنسان قبل أن يثبت عليه أي جرم.. وقد يظهر بعد حين أنه بريء.
لقد اسودت صفحات الجبهة الداخلية بعديد من الصور والمظالم.. حتى بات الناس مكبلين عن أي حركة حرة.. تنم عن وجود أو إرادة أو إبداع...
... كان هناك حمزة البسيوني «ملك التعذيب» الذي كان يذكر فتقشعر الأبدان لهوله.. وكانت هناك مستشفى الأمراض العقلية.. التي يوضع فيها كل حر كريم، وكل صاحب رأي.
... وكانت هناك سياسة القمع التي امتدت إلى ما بعد النكسة حادثة «الشيخ عاشور».. وكان هناك الفصل التعسفي.. بالتليفونات.. وبغير التليفونات.
وكانت هناك حوادث تطبيقية تعكس الظلم والإرهاب.. الذي مشى في أوصال الناس فشل قواهم في ظل بلد بلا قانون.. ومن أبرزها «حادثة كشميش» التي ذبحت فيها عائلة بأكملها.. بلا سبب.. «ومذبحة القضاء» التي تم بهـا فصل كل قاض يرفض الظلـم.. وطاعة الحاكمين.
ومن الصور كذلك: تطبيق مبدأ «الثقة لا الكفاءة».. ومبدأ السلطة فوق القانون وفوق الأخلاق.. الذي كان علي صبري وعبد الحكيم عامر وغيرهما.. يستبيحون في ظله سرقة أموال الشعب.. هذا بالإضافة إلى قانون الحراسة وأسلوب النفاق الذي كان سبيل الوصول إلى الطبقة الحاكمة.. والنفوذ والحكم.
وأما الجيش المصري المسكين.. فكان المجال الثاني- الذي اتجه إليه تخريب هذه الجماعة المشئومة.
وكانت هناك هيئتان للمخابرات.. تتنافسان على تخريب الجيش.. إحداهما تابعة لرئيس الجمهورية والأخرى تابعة لمكتب المشير عامر.. وكان الطرفان- كأنهما متفقان- على إصدار قرار انسحاب قبل أية معركة، كما أنهما طبعا على الجيش مبدأ الثقة والكفاءة.. وطردا خيرة الضباط من الجيش إلى أعمال إدارية وفنية وفكرية.. لا يفقهون فيها شيئًا.. كما أنهم حركوا الجيش المصري- باسم كسر احتكار السلاح- على السلاح الروسي، فجعلوه لعبة في يد المصالح والمساومات الروسية.
وعن السياسة الخارجية التـي انعكست عليها أخلاقيات هؤلاء الحاكمين، حدث ولا حرج.. فالمهاترات والشتائم كانت عنوان هذه السياسة مع الأردن.. مع السعودية.. مع إيران... مع العراق.. مع لبنان.. مع سوريا.. مع اليمن.. بل مع أمريكا وروسيا.. فضلًا عن غيرهما من الدول العظمى.. مع كل هؤلاء كان أسلوب الأطفال هو الأسلوب المعترف به في السياسة الخارجية.
وأغرب من ذلك.. أن النظام وثق علاقته بكل أعداء العروبة وأعداء الإسلام.. لأمر غريب لم يكشف حتى الآن.. وثق علاقته بالحبشة على حساب إرتريا المسكينة المسلمة.. وعلى حساب الصومال العربية، والسودان العربية، ونيجيريا المسلمة.. ووثق علاقته بالهند على حساب مسلميها ومسلمي باكستان، و بقبرص على حساب تركيا.. وهلم جرًّا..
لكن- مع كل هذه الألوان من السقوط- كيف ضلل الشعب المصري والشعب العرب، حتى سكت- بل وصفق أحيانًا- لهؤلاء؟
يجيب الدكتور شلبي عن هذا التساؤل، بأن ذلك كان أمرًا طبيعيًا، فالشبان الذين ولدوا في ربع القرن الماضي كانوا في حصار فكري محكم.. تنطق كل جوانبه بتمجيد الحاكـم وتعظيمه- في الصباح- أناشيد تردد.. وفي المدارس تمجيد لهذه الشـخصية في كل المواد تقريبًا.. فإذا وصل هؤلاء إلى الجامعة وجدوا أمام كل عام دراسي مواد تنتظرهم.. لتوثق في نفوسهم حب الحاكم وفي المدرسة أو الجامعة.. الإذاعة أو الصحافة أو التلفاز.. ليس هناك إلا تمجيد مطلق لهذه الذات..
وبينما خطت دول أروع خطوات تاريخها وتقدمها العلمي خلال هذه الحقبة.. وبينما قامت دول من القبور وأصبحت تنافس أكبر دول العالم.. بينما هذا.. لم تكسب صر شيئًا اللهم إلا بعض الشعارات المستوردة الكاذبة التي لم يثبت لها جود علمی، حتى ولا في أسلــوب وأخلاق دعاتها الكبار.
- اشتراكية يدعو إليها.. ويؤلف لها الكتب كبار الإقطاعيين في مصر.. الذين كانت قصورهم الرأسمالية الضخمة الموزعة على أنحاء الجمهورية.. تزدان بما لا تزدان به إلا قصور أصحاب الملايين من الرأسماليين الكبار.
وخلاصة ما قيل عن هذه الاشتراكية ما قاله إحسان عبد القدوس أنه لم يحدث شيء بعد الثورة، وكل ما حدث أن أشخاص وأسماء وعائلات الطبقة الراقية وأولاد الذوات قد تغيرت.
وهل يعد من الاشتراكية أن يوجد في القصر الجمهوري مئات من الأفراد في درجة وزير.. أو يتقاضون مرتبات الوزراء ومخصصاتهم دون أن تكون لهم وزارات؟
- وإصلاح زراعي.. لا يقوم على أسس علمية.. يؤدي إلى خراب المحاصيل، وقيام إقطاعات صغيرة في الجمعيات التعاونية الزراعية.
- وعن طرد الاحتلال البريطاني.. الذي يعتبره البعض مكسبًا من مكاسب هذا العهد.. نكتفي بالقول:
إن إسرائيل استعمار أقوى مـــــــن الاستعمار الإنجليزي في أهدافه البعيدة.. وأيضًا: إن بريطانيا وفرنسا خرجتا سلميًا من كل مستعمراتهما تقريبًا.
- وهذه السياسة الخاطئة التي تتخذ طابع القرارات الدعائية.. التي تخدم أغراض الحاكمين لا مصالـح الأمة.. قد امتدت إلى التصنيع فجعلته بابًا للمزايدة.. ولتحويل الخسائر الفادحة إلى مكاسب دعائية، حتى لقد راج بين الناس في مصر أن كل مصنع كانت له میزانیتان: إحداهما حقيقية خاسرة، وهذه تظل سرًا، والثانية مصطنعة تعلن على الناس.
- وقل مثل هذا في منجزات ما يعرف بالاتحاد الاشتراكي والسياسة التعليمية التي أفسدت.. وفي المواصلات.. وحتى مياه الشرب في أرض النيل... إلى آخر كل مرافق الحياة التي لـم تنج منها مؤسسة أو مرفق واحد من هذا الطوفان المدمر.
وما أصاب المصريين من خديعة في هذا النظام.. أصاب مثله الإخوان العرب أيضًا- كما يقول الدكتور شلبي- لكن الأسباب مختلفة..
فالإخوان العرب وقعوا تحت تأثير الواجهة المزيفة التي صبغ بها النظام وجهه.. واجهة الدعاية والشعارات والخطب.. وسرهم بطولة الشتائم لحكام كانوا يكنون هم لهم ضغائن، ولدول استعمارية كانوا ساخطين عليها.
هذا إلى أن الإخوان العرب لم يمسسهم سوء النظام كما مس المواطن المصري.. وإلى أن شارع الحمراء بلبنان كان يدعم هذا الاتجاه.. لتبقى للبنان مميزات المال العربي والمصري.. وليبقى للإنسان المصري الانغلاق.
لا شيء يسمى بمراكز القوى- والدكتور أحمد شلبي يدعو الكتاب والمفكرين إلى الكف عن هذا التعبير الزائف.. والتفكير الإسلامي الذي كان عمر بن الخطاب- وغيره- يرى باسمه أنه ملزم أن يوصل إلى كل واحد من الرعية حقه، غير كاتب إليه فيه، ولا طالبه منه.
هذا التفكير يؤيد الدكتور في رفض هذا التعبير وإدانته.. فالحاكم مسئول عن ولاته الذين يختارهم.. وعن مراقبتهم ومحاسبتهم على أخطائهم.. وتفقد أعمالهم- كما يقول الإمام علي رضي الله عنه.. وبالتالي فليس هناك إلا مسؤول واحد عن كل ما حدث من هزائم ومصائب.. في هذه الفترة التي امتدت حتى أوائل عام ١٩٧١.
... وغني عن البيان أن النتائج معروفة لكل ذي عين، وأن صدور كتاب حرب 1967- ۱۹۷۳ دراسة مقارنة في مصر الآن.. أكبر مؤشر إلى النتيجة الصحيحة.. ليس في أنه ينقد نظامًا انتهى- فهذا النظام لم ينته بعد- وإنما في أنه- أيضًا وبنفس الدرجة- يختلف في مواطن كثيرة مع اتجاهات كثير من القوى المسيطرة الآن في مصر.. وفي أنه يحمل على كثير من الأوضاع الموجودة إلى الآن.. ويوجه إلى حلول لعلاج بعض التناقضات القائمة.. ويخاطب الإنسان اللعربي- ككل واحد- في قضاياه المصرية..
وفي أنه أيضًا- وفي النهاية- كلمة حق قد ترضي البعض.. وقد لا ترضى آخرين.. لكنها كلمة حق- في رأينا- لم تخش في الحق لومة لائم.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عوامل النصر والتمكين في سيرة سيد المرسلين ﷺ (1) فقه التعامل مع السنن الإلهية والأخذ بالأسباب ودورهما في تحقيق النصر الإلهي
نشر في العدد 2183
32
الجمعة 01-سبتمبر-2023