; حركة (حماس) الأمل الفلسطيني | مجلة المجتمع

العنوان حركة (حماس) الأمل الفلسطيني

الكاتب عبدالعزيز العمري

تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1988

مشاهدات 22

نشر في العدد 875

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 19-يوليو-1988

- حماس: تعبير حركي منظم لعودة الشعب الفلسطيني إلى أصالته الإسلامية.

- حركة (حماس) لديها ما يؤهلها لتكون الأمل المنشود للشعب الفلسطيني.

- المبدئية والوضوح في المواقف السياسية لحركة (حماس) أنشأت علاقة متينة مع الجماهير.

- حركة حماس: أصيلة الجذور.. متينة الواقع... عميقة الامتداد الشعبي.

تمثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين الامتداد الطبيعي للحركة الإسلامية العالمية والتي طلعت من عتمة الليل إثر انهيار آخر معالم الخلافة الإسلامية في العصر الحديث.. لتمثل بذلك التناقض الأوضح مع المشروع العالمي الحاقد لتدمير الإسلام وتجزئة دولته واقتسام ثرواته.. كما تمثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجهادها وبلائها امتدادا لبطولات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين والمجاهدين من بعدهم ابتداء بالفاروق عمر، وأبي عبيدة، وسيف الله خالد، ومرورا بصلاح الدين الأيوبي، وقطز.. وانتهاء بعز الدين القسام، وحسن سلامة، والشيخ فرحان السعدي، وصلاح حسن، وإبراهيم عاشور، وكتائب الإخوان من مجاهدي مصر المسلمة.. كما أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعبير واقعي منظم لتلك الصحوة الإسلامية التي تعم كل فلسطين.. وهي تعبير حركي لعودة الشعب الفلسطيني إلى أصالته الإسلامية بعد أن فشلت كل الأطروحات والأيديولوجيات الأخرى في تقديم الحل للقضية الفلسطينية.

الأطروحات الفكرية لحركة حماس:

تنطلق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أيديولوجيتها وأطروحاتها الفكرية من الإسلام شعارا ومنهاجا ومن القرآن دستورا.. ولعل هذا ما يميزها منذ بداية الطريق عن كل الفصائل والمنظمات والأحزاب الفلسطينية التي إما أن تكون منظمات يسارية أو قومية أو علمانية لا تتبنَّى فكرا محددا، وتشمل في صفوفها خليطا من هذا وذاك.. وهذه الخلفية الفكرية لحركة (حماس) هي الأثبت والأقوى وهي التي جعلت الشعب الفلسطيني أكثر التحامًا وتجاوبًا مع حركة (حماس) من غيرها..

 ولعل هذا الاستناد إلى عقيدة الإسلام جعل من السهل على حركة (حماس) أن تحدد طبيعة المعركة.. وطبيعة العدو... الأمر الذي يعتبر من أهم مستلزمات النصر.

وقد لاحظنا كيف أن غياب هذا الفهم الأصيل لدى الزعامات الفلسطينية أدى إلى تحولات وتنازلات خطيرة في التعامل مع القضية والعدو.... وتمييع الصراع العقائدي بين المسلمين واليهود على أرض فلسطين ليظهر وكأنه (نزاع) بسيط على أجزاء من الأرض يمكن تسويته بشيء من المفاوضات السياسية.

ويمكننا أن نستقرئ تصور حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للقضية الفلسطينية من خلال بياناتها ومنطلقاتها كما يلي:

۱ - فلسطين أرض إسلامية اغتصبها اليهود وشردوا أهلها.

٢- القضية الفلسطينية خلفيتها عقائدية وأبعادها حضارية.

٣- اليهود في العالم يؤيدون الحركة الصهيونية ويرون أن (اسرائيل) تحقق مطالبهم وأحلامهم.

٤- تكمن أسباب هزيمة المسلمين في تخلفهم وضعف تمسكهم بعقيدتهم وتعطيلهم لفريضة الجهاد.

ه - يعتمد اليهود في تنفيذ مخططاتهم على دعم أعداء الإسلام والمسلمين في الغرب والشرق واستغلال الطاقات والإمكانات المتوافرة لدى تلك القوى.

و تؤمن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن الحل الإسلامي هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية كونه يرتكز على المنهج الربَّاني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. ومعالم هذا الحل كما يلي:

1- الجهاد هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.

٢ - القيادة الإسلامية ممثلة في الحركة الإسلامية هي الجهة الوحيدة المؤهلة لقيادة الأمة لأداء هذا الدور.

٣- العالم الإسلامي هو العمق الإستراتيجي والرصيد الحقيقي للمعركة مع العدو.. ولا بد من توعية الشعوب المسلمة بالقضية الفلسطينية وتعبئتهم في معركة تحرير فلسطين. 

٤- الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في المسيرة الجهادية لتحرير فلسطين.

المواقف السياسية لحركة حماس:

لعل أبرز ما تتميز به المواقف السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو المبدئية والوضوح وعدم الضبابية الأمر الذي أنشأ علاقة متينة مع جماهير الشعب الفلسطيني.. ولعل أبرز المواقف السياسية التي يحسن الإشارة إليها لحركة (حماس) ما يلي:

أ - الموقف من الحلول السلمية والمؤتمر الدولي:

فقد أوضحت حركة (حماس) بقوة موقفها المبدئي الرافض لكل الحلول السلمية وللمؤتمر الدولي باعتبارها حلولا استسلامية لا تخدم إلا أعداء الله يهود... وحذرت حماس كل السائرين على درب السلام الموهوم مؤكدة أن الجهاد لا السلام هو الطريق الوحيد لتحرير الأرض والإنسان معا.. فقد ورد في بيان حماس الذي وزع يوم 15/ ۱۲/ ۱۹۸۷ أن انتفاضة شعبنا المرابط جاءت لتوقظ ضمائر اللاهثين وراء السلام الهزيل... وراء المؤتمرات الدولية الفارغة.. وراء مصالحات جانبية خائنة على طريق كامب ديفيد وورد في بيان آخر: «أن الشعب الفلسطيني المسلم يرفض كل الحلول الاستسلامية ويرفض المؤتمر الدولي؛ لأن ذلك لا يعيد لشعبنا حقوقه في وطنه وأرضه.. ويتهم كل الداعين إلى ذلك بأنهم متآمرون على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة» وكثير من البيانات التي أكدت هذا الموقف الحاسم لحركة حماس.

ب- الموقف من التحرك الأمريكي الأخير:

تنظر حركة حماس إلى التحرك الأمريكي وجولات وزير الخارجية الأمريكية جورج شولتز على أنها محاولة من الإدارة الأمريكية لإجهاض الانتفاضة واحتوائها خدمة الخليفتها دولة العدو اليهودي خاصة بعد أن بدا وجهها البشع على حقيقته أمام العالم.. وذلك عن طريق تحويل أنظار العالم عن انتفاضة الشعب الفلسطيني ومعاناته إلى مبادرات استسلامية هزيلة ليلهث المستسلمون من أمتنا خلفها ثم يعودون بِخُفَّىّ حنين، لأنهم لن يجنوا من أمريكا وسياستها إلا السراب... فأمريكا لإسرائيل بالمال والسلاح وضد شعبنا في كل شيء.... وانطلاقا من هذا الفهم لطبيعة الدور الأمريكي الخبيث في المنطقة دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مقاطعة شولتز وأمثاله وحذرت كل من يلتقون معه ممن يهدفون إلى إتمام الصفقات الهزيلة من وراء الكواليس... وأصدرت بيانًا خاصًّا بذلك بتاريخ ۲۳ فبراير ۱۹۸۸. 

ج- الموقف من وثيقة أبو شريف: 

وقد أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وثيقة أبو شريف، واعتبرتها طعنة غادرة في ظهر الشعب الفلسطيني المجاهد واعتداء على وحدته الصلبة... ورفضت أن يتم إجهاض الانتفاضة المباركة والالتفاف عليها من قبل أبناء جلدتنا الذين أصيبوا بفقر الدم الجهادي وركنوا إلى التراب... وكانت حركة حماس واضحة مع القيادة الفلسطينية مؤكدة أنه إذا كانت القيادة التي تطرح مثل هذه الوثائق قد سئمت النضال فإن شعبنا لن يقبل بأقل من قيادة مجاهدة تسير معه إلى آخر المشوار.

د - الموقف من حرب المخيمات

وانطلاقا من حرص حركة (حماس) على وحدة الصف الفلسطيني، وتوجيه وتوحيد الجهود باتجاه العدو اليهودي، فإنها وقفت ضد الاقتتال القذر بين مؤيدي ومعارضي عرفات وطالبت بوقف نزيف الدم الفلسطيني.. واعتبرت أنه من العار أن يقتتل الفلسطينيون وأن يسفك الأخ دم أخيه.. ودعت كل العقلاء أن يوجهوا جهودهم لإنهاء الخلاف ووقف القتال لتتوجه البنادق إلى العدو الصهيوني.

علاقة حماس بالاتجاهات الأخرى:

رغم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتحفظ عن المشاركة بما يسمى (القيادة الموحدة للانتفاضة) لأسباب عديدة يتعلق بعضها بطبيعة هذه القيادة وفاعليتها ومقدار توافق أعضائها والتحامها بالجماهير.. ويتعلق بعضها الآخر بأسباب أمنية حول مدى متانة أمن هذه التنظيمات المشاركة فيها أمام محاولات الاختراق من عملاء اليهود.. إلا أن حركة (حماس) حرصت على عدم التضارب مع هذه القيادة أو مع مطالبها من الشعب... بل حرصت على مشاركة جماهيرها بتلبية تلك المطالب إذا وجدت فيها مصلحة الشعب والقضية.. من منطلق ضرورة اختفاء كل التناقضات الثانوية بين اتجاهات الشعب الفلسطيني المصلحة التناقض الأساسي والأهم مع العدو اليهودي، كما حذرت حماس في بياناتها من محاولات اليهود في التفريق والوقيعة بينها وبين الاتجاهات الأخرى عبر البيانات المدسوسة والحاقدة.. ودعت الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والاتحاد استجابة لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ (الأنفال:٤٦)  وبالتالي فإنه لا صحة إطلاقا للادعاءات التي يسوقها البعض بأن حركة حماس تسعى لتمزيق الساحة الفلسطينية من خلال معارضة مطالب القوى الأخرى ورغم أن القيادات الفلسطينية في الداخل وكذا في الخارج تتنكر لدور حركة (حماس) الأفعل والأقوى على الساحة الفلسطينية، فإن حركة حماس تميزت بدرجة عالية من ضبط النفس وعدم الاندفاع وراء المهاترات المزايدات على انتفاضة الشعب المسلم حرصًا على شعبنا في الداخل وعلى وحدته وعلى استمرار انتفاضته الباسلة.

حركة حماس.. والشعب الفلسطيني: 

كان اهتمام حركة (حماس) الرئيسي باتجاه الشعب الفلسطيني نفسه حيث تميزت علاقتها به بالشمولية التي استوعبت الاتجاهين التاليين: 

  • الاتجاه الأول: الحرص على تفعيل الشعب الفلسطيني بكافة قطاعاته: العمال والموظفين والطلاب والتجار وغيرهم مع الانتفاضة لضمان استمراريتها وتصاعدها في كل مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة.. وذلك عن طريق المطالب والتوجيهات الدائمة لعمل الإضرابات والمظاهرات ومهاجمة جنود الاحتلال ورفع الأعلام الفلسطينية وكتابة الشعارات المناوئة للاحتلال وقذف دوريات العدو بقنابل المولوتوف وضرب اليهود والمستوطنين وتطوير وسائل الكفاح والقتال... والدفع باتجاه الاستمرار بالانتفاضة واعتبار أن الهدوء هو الموت لشعبنا.

ولقد كان التفاعل والتجاوب الجماهيري مع توجيهات حركة «حماس» ومطالبها شاملا.. بل أنه فاق وبدرجات كبيرة تجاوب شعبنا مع مطالب القيادة الموحدة... ويمكن أن نُعزِي ذلك للأسباب التالية:

● مطالب حركة حماس كانت من نوع المطالب الممكنة التنفيذ؛ حيث راعت حركة حماس عدم حشر الناس في زاوية ضيقة من خلال مطالب غير ممكنة التنفيذ.

● إنه لم يلحظ أي تضارب في توجيهات حماس ومطالبها وبياناتها على العكس من بيانات القيادة الموحدة التي تكرر أكثر من مرة أن يصدر من البيان الواحد عدة نسخ متضاربة التوجيه الأمر الذي يربك الجماهير.

● طبيعة حركة حماس الإسلامية وانطلاقها من المساجد... مكنت الحركة وعناصرها من الاستفادة مما يوفره المسجد من ميزات لتجميع الناس وتوجيههم وتحريضهم عبر الخطب أيام الجُمَع وفي الصلوات المختلفة واستخدام ميكروفونات المساجد لتجميع الأهالي أو توجيههم وهذه ميزة ليست لغير حماس من الاتجاهات الأخرى. 

●الاتجاه الثاني: الحرص على ربط الشعب الفلسطيني بالإسلام بما يؤهله للقيام بدوره ومن ذلك التوجيهات المستمرة لحركة حماس عبر البيانات العديدة للشعب الفلسطيني للالتزام بالأخلاق الإسلامية والالتزام بأمر الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية له.. وحث الشعب على التوبة والإخلاص والإكثار من الدعاء وتلاوة القرآن والصيام ودعوة النساء إلى الاحتشام... ومحاربة الفساد والرذيلة وعدم الركون إلى الدنيا ... والتصدِّي للعملاء والجواسيس وتأكيد التكافل الاجتماعي بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وذلك للقفز على كل السلبيات والرواسب التي تجمعت نتيجة لمحاولات إبعاد الشعب عن دينه، وممارسة كل الوسائل لتطويعه وتهجينه وإفساده... إضافة إلى ما خلفته الفصائل والمنظمات من آثار سيئة نتيجة لأطروحاتها وأفكارها العديدة والمتعارضة مع أصالة شعبنا وعقيدته وإسلامه.... وهكذا فإن حركة (حماس) هدفت إلى إيجاد أخلاقيات جديدة لدى الشعب الفلسطيني وبدأت مسيرة البناء المتكامل ليكون شعبنا بمستوى التحدي العقائدي والحضاري مع إعداء الله يهود.

حركة حماس.. الواقع والمستقبل:

 المتتبع الخريطة القوى السياسية في فلسطين المحتلة يلحظ تماما الحجم الذي تحتله حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين تلك القوى... خاصة أن لها شرف قيادة وتوجيه شعبنا في انتفاضته في معظم قرى ومدن الضفة والقطاع، وإذا كنا نستطيع أن نسجل فترة من الهدوء النِّسبِي في الفعل الإسلامي للتيار الذي تمثله حركة (حماس) في الفترة التي سبقت الانتفاضة إلا أن الزخم والتعاظم الذي أعطته الحركة لهذه الانتفاضة والتي فاقت في آثارها ونتائجها بل ومخاطرها على العدو ما شكلته حصيلة جهود الثورة والفصائل من سعيها وراء السلام والمؤتمر الدولي طيلة الأعوام الماضية... الأمر الذي يؤكد أن الهدوء النسبِي الذي أشرنا إليه إنما هو الهدوء الذي يسبق العاصفة الإسلامية الهادرة.

وهكذا فإن حركة (حماس) لم تظهر بشكل علني وواضح إلا بعمل جاد وخطير واستطاعت به أن تقلب المعادلات والموازين في المنطقة بأسرها.

 وإن حركة (حماس) لديها ما يؤهلها لتكون وبحق الأمل المنشود للشعب الفلسطيني في طريقه الطويل نحو فلسطين، فحركة حماس هي الرائدة التي تتبنَّى الإسلام -عقيدة الشعب- شعارًا ومنهاجًا وهي الرائدة التي اهتمت بتربية الشعب الفلسطيني وربطه بإسلامه ودينه ليكون بمستوى الصراع.. وهي الرائدة التي تتميز بمبدئية الطرح وصدق الموقف السياسي... وهي الوحيدة التي لم تركض وراء أوهام السلام وما تبع ذلك من تنازلات خطيرة، وبالجملة فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعبِّر عن العمل الفلسطيني الجاد والصادق والمصابر الذي يحقق طموحات الشعب الفلسطيني وآماله في العودة وإزالة الكيان اليهودي وعدم التفريط بذرة رمل واحدة من أرض فلسطين المقدسة... تلك الطموحات والآمال التي خيبتها الفصائل والمنظمات... وبذلك تبرز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كحركة أصيلة الجذور متينة الواقع عميقة الامتداد الشعبي لتكون الأمل المنشود للشعب الفلسطيني المجاهد، وهذا فإن الاتجاهات الفلسطينية مدعوة لإعادة حساباتها على ضوء الموازين الجديدة التي أحدثتها حركة (حماس) على أرض الواقع.. نعم إعادة حساباتها باتجاه التصالح مع هذا الشعب وعقيدته وأصالته ونفض يديها من التبعية للشرق أو الغرب ليبدأ أبناء شعبنا المصابر مسيرتهم المباركة نحو النصر والتحرير تحت راية الإسلام إن شاء الله: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ (الروم:٤).

أوراق من فلسطين:

● في خبر خاص بالمجتمع من الداخل أنه حدث في يوم ۲۹ رمضان الماضي في معسكر أنصار في النقب والذي يحتوي على حوالي ألفي معتقل كثير منهم من الإسلاميين - حدث أن حاولوا أن يرقبوا هلال العيد وكان عدد المشاركين في ذلك كبيرا تعالت بينهم أصوات التهليل والتكبير والتسبيح، فتضايق اليهود كثيرا، وفي اليوم التالي انتقم منهم اليهود بوضعهم تحت أشعة الشمس المحرقة (صحراء النقب) وسخر منهم جنود اليهود قائلين: سنرى ماذا سيفعل لكم الله؟!... فجاءت غيوم من السماء أظلت المعتقلين ثم تبع ذلك عواصف ورياح... فأمر أحد قادة المعسكر الجنود أن يدعوهم قائلا: إن الله معهم... ويقال إن الشخص الذي كان يؤم المعتقلين هو الأخ محمد فؤاد أبو زيد.

● طلب من أربعة أشخاص من قطاع غزة مؤخرا مراجعة الإدارة المدنية الإسرائيلية، وهم: إبراهيم اليازوري أمين عام المجمع الإسلامي بغزة، والدكتور محمود الزهار وهما من الإسلاميين، واثنين من الاتجاهات الأخرى وهما: زهير الريس ورياض الأغا، وقد فوجئ الأربعة عند ذهابهم أنهم أمام إسحق رابين وزير دفاع العدو والذي بادرهم بالسؤال عن هدفهم من الانتفاضة، فأجابوا بلسان واحد أن ترحلوا عنَّا وأصروا على كلامهم مع تكرار سؤاله ثم خرجوا.

● قام مسؤولو حركة حيروت اليهودية في القدس بإصدار بيان يهددون فيه السكان العرب من مغبة القيام بتظاهرات لتأكيد (إسلامية) مدينة القدس وعروبتها وقالوا إنهم سيردون على ذلك بالتأكيد على (يهودية) المدينة وبأعمال أخطر من التظاهر والاحتجاج وأكثر إيلاما للسكان!! وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أصدرت بيانا دعت فيه إلى تصعيد أعمال الاحتجاج والتظاهر والمواجهة الحاسمة لتأكيد إسلامية القدس وعروبتها. 

● أفادت الصحف العبرية بأن مجموعة من الجنود اليهود نصبت حاجزا على أحد مداخل مدينة نابلس وقامت بتفتيش السيارات العربية بشكل بطيء جدًّا واستفزازي، وقاموا بتقطيع (بطيخة) على رأس مواطن!! وأمروا من أراد أن يقضي حاجته أن يذهب زاحفا لذلك، ومنعوا تقديم مياه للعطشى وقالوا هذه مشكلة العرب!! 

● في مخيم جباليا أصيب رضيع بقنبلة مطاطية في عينه ففقدها واعتذر الجيش لذلك وعرض المساعدة على أمه فكان جوابها: أنا لا أحتاج لمساعدتكم، الله يعيننا، الله يكسرك ويكسر دولتك».

● قال إسحاق نافون وزير التعليم الإسرائيلي في كلمة ألقاها أمام مجموعة من أعضاء «بريت بني شيم» وهي منظمة تعمل على زيادة التفاهم اليهودي العربي أن امتناع الإذاعة عن نقل وقائع صلاة الجمعة يرجع إلى أن المؤذن يردد كلمات غير مرغوب فيها وتدعو إلى التحريض على الانتفاضة!! وأضاف أنه طلب من المسؤولين في الإذاعة البحث عن مسجد لا يقوم فيه المؤذن بتوجيه نداءات التحريض ضد الاحتلال، وفي حال العثور على ذلك المسجد ستواصل الإذاعة نقل وقائع صلاة الجمعة، وهكذا تستمر المساجد في فلسطين في قيادة جماهير الشعب الفلسطيني وتحريضهم على تصعيد المواجهة وتعبئتهم على حب الجهاد والاستشهاد. 

● اشتكى أهالي سكان بيت حانون في قطاع غزة من عدم وجود عيادة صحية في القرية التي يسكنها (۱۸) ألف مواطن وقد وعد مدير الصحة في وكالة الغوث تزويد القرية بعيادة صحية في المستقبل!! أما في الوقت الحاضر -كما يقول المدير -فعلى السكان أن يلتجئوا إلى عيادة مخيم جباليا!!

● صرح مصدر مطلع في محكمة رام الله المدنية أن انخفاضا مدهشا طرأ على عدد القضايا المدنية لهذا العام حيث بلغ عددها العام الماضي (۲۱۱۸) قضية بينما بلغت منذ بداية هذا العام (۹۸) قضية فقط!!

ونحن في (المجتمع) ندعو أهل الخير والإحسان إلى المسارعة للتبرع بما تجود به أنفسهم لتوفير هذه العيادة عن طريق لجنة المناصرة الخيرية لفلسطين ولبنان والتي قامت بإنشاء العديد من المشاريع الخيرية في مختلف أنحاء فلسطين بتمويل ودعم أصحاب الأيادي البيضاء.. ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (هود:115).

الرابط المختصر :