العنوان حصار عالمي حول: القنبلة النووية الإسلامية
الكاتب عبدالله أبو حميد
تاريخ النشر الثلاثاء 30-سبتمبر-1980
مشاهدات 17
نشر في العدد 499
نشر في الصفحة 34

الثلاثاء 30-سبتمبر-1980
• هل سيدخل المسلمون النادي النووي؟ ومتى سيدخلونه؟!
• على المسلمين أن يوجدوا سلاحهم النووي حالًا لأن إسرائيل قد امتلكته منذ زمن
لماذا تصر الاستعمارية العالمية على التذكير حول «قنبلة إسلامية» وتخوف العالم منها؟!
الانتشار النووي:
في مطلع الثمانينيات، لم يعد النادي النووي مقتصرًا على أعضائه الثلاثة، فلقد زاد نزوع الدول - بما فيها العالم الثالث - إلى الحصول على القنبلة الذرية، ولقد بلغ عدد الدول التي تريد إنتاج القنبلة في الوقت الحالي 12 دولة، وهذه المشكلة لا حل لها، فالعدد في تزايد مستمر، ولا سبيل إلا إلى تخفيض إنتاج الأسلحة!!
ولكن هيهات فالسباق مستمر رغم المعاهدات والاتفاقيات من سولت «1» إلى سولت اللا نهاية!! فما الحل إذن؟! على المستوى الواقعي؟ إن الخبراء العالميين يتوقعون أن يكون عام 1990 هو عام حرب الأسلحة التدميرية!
فهناك بؤر مختلفة قابلة للانفجار في أي وقت تسمح فيه الظروف بذلك.. الهند وباكستان حول كشمير العرب والإسرائيليون حول فلسطين أفغانستان أفريقية والآن.. منابع النفط ومن حولها إيران التي دخلت في ساحة الصراع.
العالم الثالث:
هنا يبرز السؤال المهم التالي: ما موقف العالم الثالث من التسلح النووي والسباق فيه والملاحظ - في الجواب - أن دول العالم الثالث تعمل للحصول على تسهيلات نووية لتوفير حياة أفضل لشعوبها واتخاذها وقاية من الهجوم النووي الخارجي، وفي الوقت نفسه تلقى هذه الدول اللوم على الدول الكبرى- بأن سبب انتشار الأسلحة يرجع إليها لأن الخبراء يقولون إن الدول الكبرى أصحاب الميثاق - تعتمد على الأسلحة النووية لحماية أنفسها، وأنها لم تبذل جهدًا لوضع حد لبرنامجها النووي.
ولهذا تداعت خمس وسبعون دولة إلى جنيف لمناقشة مسألة الحد من الانتشار النووي. وقد أمضيت أربعة أسابيع في مناقشة هذه القضية!! وفي الأسبوع الأول من أيلول – سبتمبر- أنهت الوفود اجتماعاتها بنتائج محددة تمثلت بالبيان الذي أعلنته دول العالم الثالث ونددت فيه بالدول الاستعمارية الكبرى لاستمرارها في الأبحاث النووية.
العقائد هي السبب؟
إن المعاهدة التي وقع عليها 114 دولة نصت على أن تتعهد الدول بعدم تقديم مساعدة في البرنامج النووي لأية دولة أخرى!
بتفجيرها النووي الأول عام 1974، لم يقل أحد شيئًا عن «القنبلة الهندوسية أو المجوسية»، فلماذا هذا التركيز الرهيب على «القنبلة الإسلامية» ولماذا هذا التخويف من امتلاك المسلمين لها؟!
2) وعلى المستوى العملي
عرقلت في باكستان كل محاولة لتقديم الأبحاث النووية حتى ولو كانت سلمية، ووصل الأمر بها إلى حد التهديد بنسف مركز الأبحاث الذري الباكستاني، وعمليًا أوقفت مساعدتها للباكستان وضيقت عليها اقتصاديًا وحتى عسكريًا.. وتراجع البرنامج العراقي النووي بتأثير عملاء الصهيونية الذين دمروا المفاعل الذي كان في الطريق إلى العراق قرب ميناء طولون الفرنسي، كما اغتيل عالم الذرة المصري يحيى المشد الذي كان يعمل في البرنامج الذري العراقي في باريس!!
الموقف المتحيز
إن موقف أمريكا جزء من الموقف العربي العام الذي يمثل العالم النصراني الذي ما نسي أحقاده التاريخية ضد العالم الإسلامي بعد؟! فذكريات الحروب الصليبية لا تزال حية في ضمائر الأحفاد الذين ورثوا عن آبائهم وأجدادهم عقلية المستعمر المتعصب الهمجي، وهذا العالم الذي استطاع لسبقه الحضاري وتفوقه العلمي أن يمتلك السلاح الذري الرهيب يعرف في الوقت نفسه خطر مثل هذا السلاح إذا وقع في أيدي خصومه الحقيقيين وهم المسلمون، ولذلك نجده يقف بشراسة ضد حصولهم عليه، ولا أدل على ذلك من ضرب مثل بسيط هو محاولة تايوان الحصول على القنبلة الذرية، فإن أمريكة على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها لن تقف في وجهها بل لن تمارس عليها ضغوطًا كما كان الحال في السابق لمنعها من الحصول على السلاح الذري، ومثل آخر في الهند. فإن كارتر في الفترة الأخيرة باع الهند 38 طنًا من اليورانيوم للمفاعل النووي فيها حين كان يمنع عن باكستان كل المساعدات لأنها مصرة على أبحاثها النووية، ولا ننسى هنا قطع أمريكة المساعدات العسكرية عن تركية مع أنها عضو في حلف الناتو، لمجرد أنها خالفت سياستها، وقامت بعملية قبرص!
نعود هنا ونتساءل: لماذا هذا الموقف الأمريكي المتحيز؟؟
لا شك بأن أمريكا تعلم أن أي قوة تضاف إلى العالم الإسلامي هي قوة لشعوبه كلها، والدرس الذي أخذته من إيران يوحي لها بأن الحكومات مهما كانت متواطئة معها، فإن كل شيء سيؤول أخيرًا إلى الشعوب وهنا مكمن الخطر إذا ملكت الشعوب الإسلامية سلاحها الذري فيومها ويل ثم ويل للاستعمارية العالمية!!! وما ذلك على الله ببعيد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

