العنوان حكومة المالكي.. من فشل إلى فشل!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 07-يوليو-2007
مشاهدات 14
نشر في العدد 1759
نشر في الصفحة 5
السبت 07-يوليو-2007
تطورات أكثر التهاباً تشهدها الساحة العراقية في الآونة الأخيرة مؤكدة من جديد أن حكومة المالكي تنتقل من فشل إلى فشل في إدارة العملية السياسية. فقد علقت جبهة التوافق العراقية حضور وزرائها الستة جلسات مجلس الوزراء احتجاجا على اعتزام السلطات اعتقال وزير الثقافة، وهو أحد وزراء الجبهة، وذلك في سابقة خطيرة تشير إلى عدم احترام الحكومة وزراءها ولا نفسها ولا الشعب العراقي.
وقبل ذلك بعدة أسابيع قامت الأغلبية الطائفية في البرلمان بعزل الدكتور المشهداني رئيس البرلمان، دون موافقة جبهة التوافق المحسوب عليها.. ذلك إضافة إلى العديد من الأحداث والتجاوزات المشابهة بحق الجبهة التي تمثل الكتلة السنية الأكبر، وبحق العديد من القوى الوطنية الأخرى، الأمر الذي يؤكد أن تلك الحكومة لم تتخل عن طائفيتها وضيق أفقها وعدم صلاحيتها الإدارة شؤون الشعب العراقي في أوضاعه الصعبة والمصيرية تحت الاحتلال الأجنبي.
وتحدث هذه التطورات السياسية الملتهبة وسط استمرار الحرب الطائفية الإجرامية على الوجود السني والتطرف ضد المدنيين. فبينما تواصل القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية حصارها الجديد لمدينة الفلوجة وحملتها على المدن السنية الأخرى مرتكبة عمليات قتل وترويع وتشريد الأهالي تلك المدن، تواصل المليشيات الطائفية المجرمة حربها ضد أهل السنة ومساجدهم، بل وقبور الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم في مدينة البصرة وعدد من المدن العراقية الأخرى، حيث قامت بعمليات نسف وتدمير وحرق للمساجد ومآذنها وللقبور ومبانيها؛ في مشاهد يشيب لها الولدان حيث تمت تسويتها بالأرض.
كما تتواصل عمليات القتل والتشريد والاعتقال على الهوية تحت سمع وبصر ومشاركة قوات الجيش والشرطة التي تديرها حكومة المالكي.
كل ذلك يقدم أدلة وبراهين جديدة على فشل تلك الحكومة، وعلى كذب دعاواها في العمل على تحقيق المصالحة الوطنية وعلى فشل مشاريعها الأمنية المتعاقبة وأهمها خطة أمن بغداد، كما يؤكد سقوط تلك الحكومة في حبائل مخططات الاحتلال الذي عمل منذ اليوم الأول لاحتلال العراق على إشعال فتيل الحرب الطائفية.
إن القوى الوطنية العراقية بشتى اتجاهاتها، مطالبة بالسعي لإسقاط تلك الحكومة، والبحث عن حلول جيدة تضع العراق على طريق الخلاص من الاحتلال وعملائه.. كما أن القوى الإقليمية - خاصة العربية - التي تحيط بالعراق مطالبة بتحرك فعال لوقف ما يجري بها من مذابح وعدوان على أهل السنة وعلى المدنيين، كما أن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني في العالم الإسلامي مطالبة بالتحرك الجدي والفعال لوقف ما يجري في العراق.
فكفى صمتاً، وكفى عزوفاً عن القيام بالواجب المطلوب تجاه هذا الشعب بعد أن تخلت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عن دورها تجاهه.
إن ترك أهل السنة في العراق وحدهم يواجهون القتل والتشريد والإبادة خطيئة كبرى سيدفع كل الصامتين ثمنها إذا سقط العراق - لا قدر الله - في أتون حرب أهلية شاملة من الممكن أن تطول الجميع، وستنعكس على كثير من دول المنطقة ويومها لن ينفع الندم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
