العنوان حلقة جديدة من الحرب على السودان !
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 19-يوليو-2008
مشاهدات 14
نشر في العدد 1811
نشر في الصفحة 5
السبت 19-يوليو-2008
دخلت الحملة التي يشنها الغرب بقيادة الولايات المتحدة ضد السودان منذ سنوات مرحلة خطيرة، فقد وضع اتهام المحكمة الدولية لجرائم الحرب الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في «دارفور»، وضع هذا البلد العربي المسلم في مرمى الحرب المباشرة التي يستعد الغرب لشنها منذ سنوات، ولكنه كان ينتظر الغطاء الدولي حتى يكون المبرر لشنها هو حماية الشرعية الدولية! التي غزا تحت ستارها كلًا من أفغانستان والعراق، ويرتكب تحت غطائها أبشع الجرائم والأهوال بحق الشعبين دون حسيب أو رقيب، أو حتى كلمة واحدة من تلك المحكمة الدولية المعنية بجرائم الحرب، أو من الأمم المتحدة!!
وتعد المواجهة الجديدة مع السودان حلقة أخرى خطيرة من حلقات الحملة المتواصلة التي تقودها الولايات المتحدة، مستخدمة كل أدوات التضليل، والتحريض الإعلامي، والابتزاز السياسي، والضغط الاقتصادي، والتهديد العسكري، متذرعة بشعارات إنسانية، وحقوقية في الجنوب تارة، وفي «دارفور» تارة أخرى.
ومع كل خطوة يحققها السودان لحل مشكلاته الداخلية كانت تلك الحملة تزداد ضراوة، فبعد أن توصلت الحكومة لاتفاقية «نيفاشا» لحل مشكلة الجنوب برعاية أمريكية، كان من المفترض أن تكف الولايات المتحدة يدها عن السودان لكنها ازدادت تدخلًا وعبثًا في الشؤون السودانية، فقد تم استقبال «زوجة جون قرنق» ومن بعدها «سيلفاكير» في البيت الأبيض بصفته زعيمًا للحركة الشعبية في الجنوب، رغم أنه شريك رئيس في الحكم، وقدمت واشنطن كل ألوان الدعم والتأييد للحكومة الجنوبية في الوقت الذي تفرض فيه حصارًا على الحكومة السودانية، وكان آخر تلك المساعدات تشجيع الجنوب على إنشاء «سلاح جو» جديد فيه.
وعندما هدأت الحرب في الجنوب حرك الغرب قضية «دارفور» على أوسع نطاق، وشن حملة شعواء روجت لانتهاكات ضد سكان هذا الإقليم، وحملت الحكومة السودانية مسؤولية ما يجري، ومارس ضغوطًا شديدة حتى يفتح السودان أراضي «دارفور» للمنظمات الإغاثية الدولية، وقد تجاوب السودان، ثم تبين أن تلك المنظمات التي ذهبت إلى هناك لا علاقة لها بالإغاثة، وإنما هي منظمات صهيونية تعمل على اختراق العمق السوداني، ومنظمات تنصيرية تحاول اقتلاع أبناء هذا الإقليم المسلم من إسلامه، ثم تكشفت حقيقة تلك المنظمات الإجرامية بواقعة خطف منظمة فرنسية لـ ١٠٣ من أطفال «دارفور»؛ بغرض الاتجار فيهم!
واليوم، وبعد أن خطت الحكومة السودانية خطوات واسعة في سبيل تحقيق المصالحة في «دارفور» وتحقيق التفاهم مع القوى السياسية السودانية، وترسيخ اتفاقية السلام مع الجنوب، وأجاز البرلمان قانونًا جديدًا للانتخابات العامة، وبدأ السودان يستعيد عافيته السياسية والأمنية، في الوقت الذي ازدادت فيه وتيرة الإقبال من دول عديدة في العالم على الاستثمار في السودان، فقد أكد البنك الدولي في تقرير نشره مؤخرًا أن السودان قفز إلى المرتبة الثامنة بين الدول الجاذبة للاستثمار في العالم.
نقول.... بعد أن حقق السودان كل تلك الخطوات، تحركت الحملة الغربية الاستعمارية لتزداد ضراوة لقطع الطريق على أي نهوض أو تطور في السودان للإيقاع بذلك البلد الذي يمتلك ثروات ضخمة تحت مقصلة الحرب والحصار، كما حدث مع بلدان أخرى تحت شعارات «حقوق الإنسان»!! وعبر امتطاء المنظمات الدولية وأولها «الأمم المتحدة» ونحن هنا نتساءل: أيهما أولى بالتحرك من جانب المحكمة الدولية لجرائم الحرب لتوجيه الاتهام إلى المجرمين، ما جرى في «دارفور» التي ما زال الوضع فيها ينحصر في خلافات داخلية بين أبناء القطر الواحد، أم فلسطين والعراق وأفغانستان، والصومال، والشيشان التي تتعرض شعوبها لإبادة حقيقية، بالآلة العسكرية الغربية الفتاكة، وعلى أيدي الذين يتباكون اليوم على «دارفور»؟!
إنه النفاق بعينه، والاستخدام الرخيص لمبادئ وقيم حقوق الإنسان التي يدوسها هؤلاء كل يوم، والاستخدام الأرخص للمؤسسات الدولية و«الأمم المتحدة»، التي هووا بها، وبقيمها، وباحترامها إلى الحضيض.
إنها حرب واضحة لاختطاف السودان بأكمله، واحتلاله، ونهب ثرواته، وتمزيق أرضه واستعباد شعبه، كما حدث في العراق وغيره من البلاد، ولا شك أن ذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على المنطقة بأسرها، وخاصة دول الجوار السوداني وأولها مصر، فلتسرع الجامعة العربية من تحركاتها لاتخاذ قرارات فعالة، ولتتضافر الجهود العربية والإفريقية لمساندة هذا البلد العربي المسلم، قبل أن تقع الواقعة، ويعض الجميع أصابع الندم.
المجتمع
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل