; حماس نستطيع الصمود عشرين سنة.. عودة حرب الباصات .. وتصعيد صهيوني جديد | مجلة المجتمع

العنوان حماس نستطيع الصمود عشرين سنة.. عودة حرب الباصات .. وتصعيد صهيوني جديد

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 08-ديسمبر-2001

مشاهدات 17

نشر في العدد 1480

نشر في الصفحة 26

السبت 08-ديسمبر-2001

عاش الصهاينة الأسبوع الماضي ساعات عصيبة ذاقوا خلالها جزءًا من العذاب الذي ظلوا يذيقونه الفلسطينيين على مدار نصف قرن، فقد تتابعت الانفجارات والعمليات التي نفذتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبلغت ست عمليات نفذت في القدس وحيفا وغور الأردن وجنين وغزة واعتبرتها الحركة انتقامًا للقائد الشهيد محمود أبو هنود . الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية مع رفيقين له قبل العمليات بأيام، ولكل شهداء الشعب الفلسطيني.

وقال بيان صادر عن مجموعات الشهيد أبو هنود في الجناح العسكري لحماس بعنوان: يوم أسود في سماء إسرائيل، إن حرب الباصات عادت من جديد وسيدفع شارون ۱۰۰ صهيوني دفعة أولى. 

وتبنت حماس وكتائبها الانفجارات الثلاثة التي هزت القدس الغربية مساء السبت ۲۰۰۱/۱۲/۱م ، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الصهاينة. واستشهد فيها منفذا الهجوم الشهيدان: نبيل محمود جميل حلبية من «أبو ديس» في القدس الغربية وأسامة محمد عيد بحره من «أبوديس» في شرق القدس المحتلة. 

كما تبنت الحركة عملية تفجير الباص المزدوج في حيفا التي نفذها الشهيد ماهر محي الدين كمال حبيشة من سكان نابلس، إلى جانب عملية مستوطنة قديم في جنين وتفجير العبوة الناسفة في حافلة في الغور وعملية مستوطنة إيلي سيناي في قطاع غزة التي قتل فيها مستوطن تبين أنه عالم في مجال الذرة، وقد بلغ الحقد باليهود أن حاصروا الشهيدين اللذين هاجما المستوطنة وسحقوهما بالدبابات، وأكدت الكتائب أن هذه العملية تأتي لردع رئيس الوزراء الصهيوني المجرم شارون وعقابًا لكل القيادات في جيش العدو.

 وأوضح البيان أن هذه العمليات لا تأتي فقط في إطار الانتقام أو الدفاع عن النفس وقال: نود أن نؤكد هنا حقنا في المقاومة وحقنا في الاستشهاد الذي هو ذروة سنام المقاومة، مشيرًا إلى أن هذا الحق مطلق رغم كل العوائق والضغوط، وسارعت سلطات الاحتلال كالعادة إلى تحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية ما حدث، وكأن السلطة هي المسؤول الأول عن حماية أمن المحتلين.

وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق بنيامين نتنياهو بقوله: ماذا فعل عرفات بخمسين ألف قطعة سلاح أدخلها إلى مناطق الحكم الذاتي؟ وقد بحث المسؤولون الصهاينة كيفية دخول منفذي التفجيرات القدس وحيفا واختراق الإجراءات الأمنية المشددة والحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووصف بيريز العمليات بأنها الأسوأ منذ سنوات، وقال: ننتظر من السلطة الفلسطينية أن تقوم بكل ما ينبغي لمنع مثل هذه الهجمات، وهذا يشمل القيام باعتقالات وعمليات وأضاف: هذا حدث بالغ القسوة ولا سابق لضخامته. إن الصور بالغة الفظاعة وبالطبع سنستخلص النتائج. 

وقطع المجرم شارون زيارته للولايات المتحدة، واجتمع مع الرئيس الأمريكي يوم الأحد الماضي قبل يوم من الموعد المقرر ليعود مهرولاً إلى فلسطين المحتلة، حيث حمل عرفات المسؤولية عن الوضع الخطير الذي آلت إليه الأحداث في المنطقة، وأكد في كلمة وجهها إلى الصهاينة قبيل الاجتماع الاستثنائى لحكومته أنه تقرر اتخاذ عدة إجراءات وخطوات ضد الفلسطينيين، وقد احتلت القوات الصهيونية مطار غزة الدولي، وهو ما يعني منع الفلسطينيين من السفر أو استقبال أي زائر إلا بموافقة من الكيان الصهيوني، كما قامت الطائرات الحربية الصهيونية بتدمير مدارج المطار وتدمير مروحتي عرفات ومهاجمة مقر إقامته في غزة. 

كما أعادت قوات الجيش الصهيوني احتلال مدينتي رام الله ونابلس ومنطقة البالوع والإرسال والتي لم يمض على انسحابها منها شهر واحد، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال الصهيوني بإعادة احتلال أجزاء من مدينة نابلس. 

كما قامت قوات الاحتلال بقصف جنوب مدينة غزة بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، فدمرت عددًا من منازل المواطنين وبعض مواقع قوات الأمن الفلسطيني.

 وقد توعدت كتائب عز الدين القسام بالانتقام من القصف الصهيوني وقالت: سيدفع العدو الصهيوني ثمنًا باهظًا على جرائمه بقصف مراكز السلطة الفلسطينية في غزة وجنين وبيت لحم، وقد تحركت ماكينة الضغوط الدولية على السلطة الفلسطينية وطالب الرئيس الأمريكي بوش السلطة بعمل حاسم ضد جماعتي حماس والجهاد، وأن تثبت عبر أعمالها - وليس فقط بالكلام - التزامها بمكافحة ما أسماه بالإرهاب. قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول: إنه اتصل بعرفات وأفهمه بكل وضوح، ضرورة وضع حد للعمليات الفلسطينية واتخاذ إجراءات فورية ضد المسؤولين عنها. وأضاف باول في بيان له أنه لا أعذار أمام السلطة الفلسطينية إذا لم تتخذ إجراءات فورية وكاملة ضد المسؤولين عن هذه العمليات، وطالب مبعوث السلام الأمريكي أنتوني زيني الرئيس عرفات بالتحرك بلا تأخير ولا أعذار. 

وبالفعل تحركت السلطة فأعلنت حالة الطوارئ، واعتقلت العشرات من ناشطي حماس والجهاد وفرضت الإقامة الجبرية على الشيخ المجاهد أحمد ياسين، وطالت الاعتقالات القياديين البارزين في حماس إسماعيل أبو شنب وإسماعيل هنية فيما أشارت مصادر خاصة إلى وصول استدعاءات للقياديين د. عبد العزيز الرنتيسي ود. محمود الزهار، وأشارت مصادر في الضفة الغربية إلى أن حملة الملاحقات طالت العديد من الصحفيين المحسوبين على التيار الإسلامي، وقد تم اعتقال أحدهم على الأقل، وكلفت السلطة أجهزة الأمن العام بتطبيق قوانين وإجراءات الطوارئ، وجاء في بيان أصدرته الأحد الماضي - في ختام اجتماع طارئ عقدته برئاسة الرئيس الفلسطيني - أنه تقرر اعتبار أي حركة أو تنظيم أو تجمع لا يتجاوب مع قرارات القيادة وخاصة (من يخدمون بأعمالهم أهداف القوى المتطرفة في إسرائيل ) خارجة على القانون وتكليف أجهزة الأمن بملاحقة مديري ومنفذي هذه العمليات والتفجيرات وتقديمهم إلى العدالة. 

ودعت القيادة الفلسطينية الشعب الفلسطيني إلى التجاوب مع قراراتها هذه لمنع حكومة شارون من تنفيذ مخططها الدموي وسحق الأهداف الوطنية والقومية، ومن أجل حماية المقدسات المسيحية والإسلامية حسب قولها.

حماس نصمد عشرين سنة

وقد تعهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس باستمرار تقديم الشهداء لعشرين سنة مقبلة، وقال في النهاية: سننتصر إن شاء الله؛ لأن العدو لا يستطيع تحمل الخسائر البشرية، وأضاف بأن فلسفة المقاومة هي أن تستنزف طاقات العدو إلى درجة تصبح بها كلفة الاحتلال أغلى مما يحتمل وعن الخطوات المتوقعة من السلطة، قال مشعل: إن البعض سيدخل في برامج أمنية، وستمارس على الأرض خطوات ضد المقاومة، ولكننا سنتجاوز هذه المرحلة.

وقال عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة حماس في غزة: إن العمليات رد طبيعي على الإرهاب الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين، وأشار إلى أنه سبق العمليات مقتل ۲۰ من كوادر حماس في أقل من شهر بينهم محمود أبو هنود ورفيقاه، فضلاً عن مقتل الأطفال الخمسة في خان يونس والشيوخ في رفح.

وتساءل الرنتيسي عن السبب وراء الصمت العالمي إزاء ما يمارس من إرهاب على الفلسطينيين في حين تقوم الدنيا كلها عند وقوع عمليات ضد اليهود، وشدد على أن المشكلة هي في استمرار الاحتلال وعليه أن يغادر الأراضي الفلسطينية. 

وقد قابل الشارع الفلسطيني أنباء العمليات الاستشهادية بابتهاج وطفى نبأ العمليات على حديث الشارع، واعتبر أهالي الشهداء الفلسطينيين أن أعمال المقاومة هي الرد العملي الوحيد على قتلى الانتفاضة الذين يتساقطون يوميًّا. وعبر أقارب الشهداء الخمسة الأطفال من عائلة الأسطل عن ارتياحهم للعملية وقال عبد الكريم الأسطل - وهو عم أحد هؤلاء الشهداء: ولا يهم ماذا سيحدث بعد ذلك، المهم أن نراهم يألمون كما نالم، ويحزنون كما نحزن، والفارق أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة.

الرابط المختصر :