; حملة سوفياتية ضد الإسلام | مجلة المجتمع

العنوان حملة سوفياتية ضد الإسلام

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1985

مشاهدات 17

نشر في العدد 730

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 20-أغسطس-1985

 

  • في الاتحاد السوفياتي أكثر من ٥٠ مليون مسلم يستعملون ٤٥٠ مسجدًا فقط من أصل ٢٥ ألف مسجد أغلقها النظام الشيوعي.

المسلمون في الاتحاد السوفياتي يبلغ تعدادهم اليوم ٥٠ مليون نسمة أغلبهم يسكنون في منطقة آسيا الوسطى ويتميزون بكثرة الإنجاب عن الشعوب السوفياتية الأخرى حفاظًا على شخصيتهم الإسلامية التي تحاول السلطات السوفياتية طمسها بكل الوسائل. وكان عدد المسلمين في روسيا قبل الثورة البلشفية أكبر من عددهم الحالي بكثير كما كان عدد المساجد أكثر من ٢٥ ألف مسجد لكن النظام الشيوعي أغلق هذه المساجد ماعدا ٤٥٠ مسجدًا يستعملها المسلمون السوفيات البالغ عددهم ٥٠ ألف مسلم.

  • اعتقال الدعاة:

هؤلاء المسلمون الذين يعيشون في الإتحاد السوفياتي في ظل النظام الديكتاتوري الملحد لا يزالون متمسكين بدينهم الحنيف رغم مرور أكثر من ٦٠ سنة على قيام الثورة الشيوعية في روسيا ورغم سياسة الحديد والنار، فالنشاطات الإسلامية مستمرة عبر المساجد والمدارس القرآنية السرية وعن طريق المحافظة على الأماكن الإسلامية المقدسة في الإتحاد السوفياتي. وهذه النشاطات تزعج السلطات السوفياتية وتثير غضب الصحافة المحلية مما يؤدي إلى اعتقال الدعاة والوعاظ المتطوعين.

 لقد تعرض داعية سوفياتي مسلم اسمه أكبر دین اشكولوف مؤخرًا لعقوبة السجن لمدة سنتين في أحد معسكرات العمل بتهمة الدعوة إلى الدين التي يعتبرها النظام السوفياتي أفيون الشعوب، وقد سبق لنفس الداعية أن اعتقل لمدة 6 سنوات في أحد معسكرات إعادة التأهيل الشيوعي لكنه تلقى خلال تلك المدة معلومات جديدة عن الإسلام بطريقة سرية أصبح يدعو بها بعد خروجه من السجن مما استدعى إعادة اعتقاله. لقد حدث في الماضي أن تحدثت أوساط سوفياتية معارضة عن وقوع اعتقالات جماعية ضد دعاة ووعاظ متجولين ومعلمي مدارس قرآنية بسبب تنامي نشاطهم الإسلامي في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، ولم يحدث أن أعلنت السلطات المحلية عن شيء من هذه الاعتقالات إلا في حالة واحدة وهي حالة اعتقال الداعية السوفياتي المسلم السيد أكبر دين اشکولوف الذي حكم عليه علنًا بتهمة باطلة وبدون ذنب اقترفه إلا إنه تمسك بدينه الحنيف ودعا إليه بإخلاص.

  • حرب فكرية:

إن المد الإسلامي المتنامي في الاتحاد السوفياتي وخاصة في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز يثير بلا شك قلق السلطات السوفياتية وحراس الأيديولوجية الماركسية من مفكرين وكتاب ملحدين يتصدون باستمرار للفكر الديني بشكل عام والفكر الإسلامي بشكل خاص. وتقوم المجموعات المكلفة بالكفاح الأيديولوجي في الحزب الشيوعي السوفياتي بنشر العديد من المؤلفات التي تحارب الإسلام وكان آخر ما أصدرته هذه المجموعات الملحدة ذلك الكتاب الذي صدر مؤخرًا في موسكو تحت عنوان «كيف تستعمل الإمبريالية والرجعية الدين الإسلامي للتخريب».

  • واجب الدول الإسلامية:

بعد هذه الحرب الشاملة التي يشنها النظام الشيوعي في موسكو على الإسلام كدين وعلى المسلمين ومقدساتهم في آسيا الوسطى والقوقاز يجب على الحكومات في الدول الإسلامية وخاصة تلك التي تسعى لإقامة علاقات دبلوماسية مع الإتحاد السوفياتي والتي لها علاقات مماثلة معه في السابق أن تجعل أساس تعاملها مع النظام الشيوعي مطالبته بالتخلي عن سياسته المعادية للإسلام والمسلمين داخل الإتحاد السوفياتي وفي أفغانستان وأن يرفع القيود عن المساجد والآثار الإسلامية التي تزخر بها آسيا الوسطى والتي هي ذكرى طيبة للمسلمين في تلك البلاد من أمثال تراث الإمام البخاري وغيره. كما يجب على حكومات الدول الإسلامية محاربة الفكر الشيوعي في بلادها والذي يعتبر شرطًا ملازمًا لأية علاقة أو صداقة تقام بين الإتحاد السوفياتي ودول أخرى فمحاربة هذه الأفكار الهدامة الملحدة أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا بعد هذه الحرب الفكرية التي يشنها الاتحاد السوفياتي لتشويه صورة الإسلام في نظر العالم والقضاء على مقدساته وأتباعه داخل الاتحاد السوفياتي.

 

الرابط المختصر :