; حوار مثمر وهادف.. مع مدير الجامعة الجديد | مجلة المجتمع

العنوان حوار مثمر وهادف.. مع مدير الجامعة الجديد

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-مارس-1974

مشاهدات 18

نشر في العدد 190

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 05-مارس-1974

حوار مثمر وهادف.. مع مدير الجامعة الجديد

نحو مؤسسات حديثة: الضرورة القصوى تدعو لإنشاء:

•كلية للهندسة والبترول، تتبوأ مكانتها القيادية في تنمية الثروة الرئيسية.

• «مركز لعلوم البحار» يعني بالثروات البحرية، ويعيد للكويت مجدها البحري.

في مجال التنسيق والتكامل:

• ضرورة التنسيق.. بين التعليم الجامعي.. وخطة التنمية.

• التوازن المطلوب بين العلوم التطبيقية.. والعلوم الإنسانية.

في أفق التطوير والأصالة:

• تطوير المناهج والأساليب مطلب مستمر «ومن لم يتطور فاته موكب العلم.

• الابتعاث للخارج سياسة موقوتة، ولا بد من مناخ علمي محلي ثابت.

• أهمية «توطين» الدراسات العلمية في إنجاز إضافات علمية أصيلة.

• تدريس «العلوم الإنسانية» في إطار قيم المجتمع ومعاييره الإسلامية.

• نأخذ من الأمم الأخرى «العلم» ولا نستورد الفوضى والانحلال.

لأسباب أربعة:

□ مجيء المدير الجديد.

□ اهتمام «المجتمع» الخاص بأكبر مؤسسة علمية في البلاد.

□ ابتغاء إيجاد تعاون مثمر بين الصحافة، والجامعة.

□ ربط الرأي العام، بالجامعة وقضاياها حتى تصبح العلاقة بينهما كالعلاقة بين القلب والشرايين. أخذ وعطاء.

من أجل ذلك أجرت «المجتمع» حوارًا مثمرًا وهادفًا مع المدير الجديد لجامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبد الوهاب البرلسي.

إن للجامعة رسالة محددة في العصر الحديث:

• بناء الإنسان فكريًا وعلميًا.

• تنمية المجتمع بأساليب علمية.

• المساهمة بإضافات أصيلة في تطوير العلوم وتقدمها. ونحن أمة لا تشكو مساجدها من قلة المصلين فحسب، وإنما تشكو مرافقها ومؤسساتها -أيضًا- من قلة العلماء والخبراء. وندرة البحوث والدراسات العلمية.

وكان من آثار هذا القحط العلمي، ما نعانيه اليوم عجز فني تجاه ثرواتنا الرئيسية، ومن عوز واضح في التسليح اضطرنا إلى إنفاق أموال هائلة من جهة.. وإلى ضغوط الدول المصدرة للسلاح من جهة أخرى.

وما صناعة السلاح سوى علم يرتكز على النهضة العلمية في الجامعة.

ولا معنى للإشادة بماضينا العلمي القديم، ما لم يقترن بوثبة علمية تختصر المسافات.. وتعوض ما فات، وتبدأ من حيث انتهى الآخرون في العلم والتكنولوجيا.

هذه الهموم العلمية حملناها.. وذهبنا إلى الرجل الذي أنيطت به مسئولية «العلم» في بلادنا.

□ مجلة «المجتمع» ترحب بكم وتتمنى لكم التوفيق في مهمتكم، مديرًا لجامعة الكويت.

ويسرها أن تجري معكم حوارًا منبعثًا من الرغبة الصادقة في التعاون المثمر بين الجامعة.. والصحافة.. والهادف إلى خدمة بلادنا، ودفع نهضتنا إلى الأمام.

وابتداء نود أن يشاركنا قراء «المجتمع» في التعرف على شخصيتكم.

مدير الجامعة: لبثت ثلاثين عامًا من عمري -53 سنة- أشتغل بالعلم تخطيطًا وتدريسًا وإدارة.

من معيد إلى أستاذ في الجامعة.. ثم توليت مهمة التخطيط والإنشاء لعدة جامعات.. منها جامعة أسيوط وتوليت عمادة كلية الطب بجامعة أسيوط، ثم أصبحت وكيلًا فمديرًا لها.

ومن محيط الخدمة العامة توليت وزارة التعليم العالي، ثم وزارة البحث العلمي.

وعدت لممارسة مهنتي في تدريس الطب.

وحين عرض عليّ منصب مدير جامعة الكويت -وكان ذلك على غير انتظار- سعدت به؛ لأنه أولًا: تلبية لطلب بلد عزيز شقيق.. وثانيًا: لأن منصب مدير الجامعة هو قمة المناصب الأكاديمية الجامعية التي تتيح لي المساهمة في النهضة العلمية من أوسع الأبواب.. وثالثًا: لأن العمل عبر جامعة وليد يثري معلوماتي وأفكاري، وأرجو أن أوفق في استثمار خبرتي العلمية والتجريبية في استكمال كيان جامعة الكويت.

المجتمع: لا شك أنكم تعلمون أن تحديد الوسيلة التعليمية ونوع التعليم يتم في ضوء الهدف الواضح، فما هو الهدف الأساسي من إنشاء جامعة الكويت التي أسست في النصف الثاني من القرن العشرين في بيئة معينة هي الكويت، وفي مرحلة تاريخية دخلت فيها مجتمعات عديدة مرحلة ما بعد التصنيع؟

مدير الجامعة: هدف إنشاء جامعة الكويت لا يختلف عن هدف إنشاء الجامعات الأخرى.

فالجامعة -أية جامعة- مؤسسة علمية، لها رسالة تتركز في هذه الغاية «المشاركة الفعالة في تنمية المجتمع وخدمته»، وتحقيق هذه الغاية يتم في مجالين مترابطين.

* أولًا: إعداد القوى البشرية -كمًا ونوعًا- ودفعها في قوافل متتالية متلاحقة لتمويل «العلم الجامعي» إلى نشاطات تنمية وخدمات عامة.

ومن الضروري -في هذا المجال- أن يقوم تعاون تام وتنسيق كامل بين التعليم الجامعي.. والخطة العامة للتنمية في الكويت.

فالجامعة تلبي حاجات المجتمع في مختلف المرافق والمؤسسات وتزوده بالقوى البشرية اللازمة.

* ثانيًا: تكوين العقليات الممتازة التي تقوم بالدراسات والبحوث العلمية، وتهب حياتها -عقلًا ووقتًا واهتمامًا- في سبيل البحث العلمي، فكما يحتاج المجتمع إلى إدارة مرافقه المتنوعة بخريجين أكفاء.. يحتاج كذلك إلى بحوث ودراسات علمية على مستوى عال.. يعكف عليها أصحاب النبوغ المتألق والذهنيات المتفوقة.

وحين علمت بوجود مركز للبحوث هنا سارعت إلى زيارته ابتغاء التنسيق والتكامل، وأود أن أذكر أن هناك فرقًا بين التعليم.. والعلم، الأول يعني نظم التعليم.. أما الثاني فيعني المستوى العلمي الرفيع.

«المجتمع»: حين سبق الروس الأمريكان في ارتياد الفضاء أعلن رئيس أمريكا -جون كنيدي يومئذ- أن سبب تخلف أمريكا يعود إلى نظام التعليم الجامعي، وقرر إعادة النظر في نظم التعليم.

وهذا يعني أن مراجعة النظم التعليمية في ضوء التقدم العلمي المستمر تصبح ضرورة غير منفصلة عن طبيعة العلم ذاته.

وفي أكثر من مؤتمر عربي للتعليم.. وكذلك على لسان رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور محمود فوزي، ظهرت آراء قوية تقول: إن من الأسباب الرئيسية وراء تخلف العالم العربي.. سبب نظام التعليم.. والجامعي والعالي منه بصفة خاصة.

فهل ترون هذا الرأي؟

وإن كنتم ترون ذلك فهل في خطتكم تطوير النظم التعليمية في الجامعة؟

- في طريقة التدريس؟

- في الامتحانات؟

- في الأبحاث العلمية؟

مدير الجامعة: التطوير عملية مستمرة لا تتوقف أبدًا لأن العلم يتقدم، ويثب بسرعة مذهلة في مختلف التخصصات والمجالات، والقائمون على التعليم والعلم، إذا لم يلاحقوا التقدم العلمي بأنفاس راكضة لاهثة، وجدوا أنفسهم في تخلف مريع حيث تتسع الهوة بينهم وبين «وثبات العلم» بمقدار ما قصروا في التتبع والملاحقة.

إن التطوير المستمر في نظم التعليم، ووسائل البحث، والتخطيط والتنظيم للحياة العلمية، موقف تمليه الضرورة العلمية والعملية.

وفي المجال متسع، وأمامنا من الفرص ما نستطيع به ملاحقة التقدم العلمي وتكييف أساليبنا ونظمنا وفق متطلباته.

وهناك رأي سديد يقول: لا توجد أي عقبة أمام جامعة الكويت تحول بينها وبين «الوثبة العلمية» المرتجاة، فالكويت بلد أنعم الله عليه بالمال، ومن هنا فهو ليس كالبلدان التي تريد أن تنهض علميًا، ولكن إمكاناتها المادية الفقيرة تقعد بها وتشل طموحها.

وفي الإمكان إنشاء شبكة متكاملة مترابطة من مراكز البحث العلمي في الجامعة، تزود بأحدث الأجهزة والمعامل والمختبرات العلمية.

وبتخطيط مستقبلي يمكن الاستعانة في البداية بعلماء من الدول العربية.. ومن غيرها.

ومع أن العلم لا وطن له، فإن الملاحظ أن رجل العلم العربي يعطي بلا تحفظ؛ لأنه يسخر علمه لخدمة جزء من وطنه الكبير.. أما الأجنبي فمن الملاحظ أنه يعطي بتحفظ، وبمقدار الحاجة الضرورية فحسب.

صحيح أن هناك علماء أجانب يخلصون لعملهم، ويخلصون في العطاء، بيد أن رواسب الإحساس بالوصاية علينا لا تزال باقية، ولعل «البخل» العلمي من بقايا آثارها الضارة.

وأيًا كان الأمر، فإن الحل الجذري الثابت هو إيجاد علماء كويتيين على مستوى عال رفيع ينهضون -بجدارة ونجاح- بمسئولية البحث العلمي في المستقبل.

إن إعداد المئات من الشباب الكويتي للاضطلاع بهذه المهمة أصبح قضية لا تحتمل التأجيل ولا التسويف.

ولا يمكن أن تنمو البحوث العلمية وتزدهر بغير مناخ علمي أصيل في جامعة الكويت ذاتها.

مناخ علمي يجعل الشباب الكويتي يستنشق هواء العلم في المعامل والمختبرات، ويروح ويغدو بين مراكز العلم، وحقوله.

إن «توطين العلم» -بمعنى إنشاء مراكزه في جامعة الكويت- أصبح مطلبًا علميًا ملحًا، وحاجة ضرورية.

والبداية اليوم أفضل من غد؛ لأن ترسيخ المناهج العلمية يحتاج إلى زمن مناسب.

وينبغي النظر إلى «الابتعاث» للخارج على أنه حل موقوت لا سياسة ثابتة.

ومع تعاظم البحث العلمي محليًا، تتناقص عملية الهجرة إلى الخارج.. وتزداد فرص «التوطين».

التحضير للماجستير ممكن محليًا، ولا بد من العمل الجدي لتمكين الشباب من التحضير للدكتوراة في جامعتهم، والشهادتان -الماجستير والدكتوراة- من الميسر التحضير لهما تحت إشراف علماء من أساتذة الجامعة.

وصحيح أن الصلة العلمية المباشرة بمراكز العلم في الخارج اعتبار له قيمته، بيد أن هذه الصلة تتحقق في جامعة الكويت عن طريق «الأستاذ» الناجح القادر على نقل تجربته، وتحويلها إلى منهج يهضمه الطلبة، ويستوعبونه بعمق.

«المجتمع»: جامعة الكويت، في بلد يصدر النفط بكميات هائلة، وهذا الإنتاج الوطني الضخم، لا تكتمل السيطرة عليه -تصنيعًا، وإدارة وتسويقًا- إلا بتوفر الخبرة، الوطنية، في هذه المجالات.

فهل ترون أنه من الضرورة العلمية.. إنشاء كلية للبترول تتخصص في جميع فروعه.. وهل ترون إنشاء جامعات لمشتقات النفط؟

جامعة الكويت نشأت في بلد مورده الرئيسي من الثروة هو النفط.

وما هو البديل لمورد البترول، أهو التصنيع الثقيل أم الخفيف؟ وبماذا يبدأ الكويت.. التصنيع الإنتاجي أم الاستهلاكي؟ تصنيع هل يرتبط باستدعاء الكويتي لكي يستثمر في وطنه.. أصبح التصنيع ضرورة توجب الكويتي في توجيه المال إلى الصناعة، فهل الأسبقية على التجارة مثلًا؟

مدير الجامعة: في فترة اطلاعي على التقارير العلمية وجدت تقريرًا، أعده شابان كويتيان حاصلان على الدكتوراة، ويتعلق بإنشاء كلية الهندسة و البترول.

وجاء هذا التقرير بعد دراستي عن مقترح آخر عن إنشاء كلية للطب.

ولم أتردد في أن أعطي الأولوية لكلية الهندسة والبترول، فإذا عرفنا أن الثروة الرئيسية في الكويت هي البترول، وإذا عرفنا أن تنمية هذه الثورة واستثمارها -بطريقة علمية شاملة- لا يتم إلا بكفاءة وطنية مكثفة ومتنوعة وعالية، أدركنا أهمية المركز القيادي الذي ينتظر كلية الهندسة والبترول.. والذي ظل شاغرًا مدة طويلة.

وبحمد الله هناك لجنة فنية مشتركة -عرب وأجانب- تدرس هذا الموضوع باهتمام.

وحين تأتي هذه اللجنة خلال هذا الشهر لن أدعها ترحل حتى يضعوا خطة عملية لإنشاء كلية الهندسة والبترول ونرجو في القريب العاجل أن نتمكن من وضع برنامج تنفيذي يبدأ فعلًا في الخطوات التطبيقية لإنشاء هذه الكلية الهامة.

«المجتمع»: عندما تبدأ البلاد في التصنيع، كيف يتمكن الكويت من مواجهة مشكلة التلوث في رقعته المحدودة، وبمياهه المحدودة كذلك؟

مدير الجامعة: المشكلة الخطيرة في التلوث هي التي نتجت من الصناعات القائمة فعلًا حيث إن إدراك الخطر جاء متأخرًا جدًا، أما بالنسبة للمنشآت الصناعية التي تقام بعد إدراك خطر التلوث، فقد أمكن التغلب النسبي عليها بواسطة أجهزة علمية تقلل أخطار التلوث.

وأثناء التخطيط الصناعي لا بد من الاستعانة بآخر ما توصلت إليه أساليب وإجراءات «الأمن الصناعي».

«المجتمع»: مشكلة المستقبل في العالم هي «مشكلة الغذاء»، والثروة السمكية في الكويت تعد من موارده الرئيسية فهل ترون إنشاء صناعات متقدمة للثروة السمكية، وتنميتها؟

وإذ يتجه عالم اليوم والغد للبحث الدائب عن الغذاء في البحار والخلجان، فهل في خطة الجامعة السبق في هذا المجال حتى لا تتكرر مشكلة النفط في اللجوء إلى الخبرة الأجنبية؟

مدير الجامعة: للكويت تاريخ بحري عريق في البحث عن الغذاء والثروات.

وأرجو ألا يهمل هذا التاريخ، بل يدعم باستئناف علمي يطور الأسلوب ويوسع المهمة.

إن البحار والخلجان غنية بالغذاء والثروات الأخرى، وحتى يتمكن الكويت من السيطرة الكاملة على ثرواته البحرية، فإني أرى ضرورة تأسيس «مركز لعلوم البحار» يتبع الجامعة، ويتخصص فيه شباب جامعي على أعلى مستوى ممكن.

إن السيادة على المياه الإقليمية ليست بالقانون وحده. وإنما بالعلم أيضًا.

«المجتمع»: لكم دراسات ومحاضرات عن جامعات إسلامية عريقة -كجامعة الأزهر الشريف- ومدى الخدمة التي قدمتها للمسلمين وللإنسانية كلها.

وكما تعلمون فإن «الحياة كلها» هي موضوع الإسلام ومجال عمله، فما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به جامعة الكويت في خدمة قيم الإسلام؟ وعلى سبيل الإسلام ثمة مشكلات عالمية تشل حركة تقدم الإنسان وتعوقها عن الرقي الحق في أكثر من مجال.

• هناك مشكلة التفرقة العنصرية.

• هناك مشكلة الهوة الكبيرة بين تقدم العقل.. وتخلف الضمير.

• ومشكلة الخمور والمخدرات وأثرها الخطير على صحة الإنسان وعقله.

• ومشكلة التنمية في العالم الثالث.

• ومشكلة استغلال «جوع» الإنسان في آسيا وأفريقيا وتجنيده لاتجاهات معينة تحت ضغط الحاجة.

هل تستطيع جامعة الكويت -بمكانتها وإمكاناتها- أن تساهم بجهود نافعة في هذا السبيل؟؟

مدير الجامعة: إن للجامعات رسالات متعددة منها: نمو المعرفة فحيث تنشأ جامعة ينشأ نمو حضاري، وكلما صلحت اتجاهات الجامعة، استقامت مسيرة الحضارة.

لقد شملت رسالة الأزهر الحياة كلها.

كان الأزهر يعلم الناس العقيدة والعبادة والمعاملات وكان يخرج الفقهاء والمجاهدين.

وكان معقل الثورات التحررية، ومركز المقاومة الباسلة ضد الاستعمار.

وكان يحافظ على قيم المجتمع وتراثه، ولذلك ارتبط بالناس وارتبط الناس به.

وهذا نجاح تغبطه عليه أي جامعة أخرى.

في ضوء ذلك أقول: إن من مهام جامعة الكويت تدعيم القيم الإسلامية في المجتمع، والمحافظة على كيانه المميز وتراثه العريق.

ولا قيمة للجامعة إذا انفصلت عن قيم مجتمعها؛ لأنها في الأساس قامت لتبنيه لا لتهدمه.

وجامعة الكويت مسئولة عن الالتزام بقيم المجتمع الكويتي وخصائص شخصيته.

بالنسبة للمشكلات التي ذكرتها، فإن الجامعة تستطيع المساهمة في تقديم جهد إنساني لعلاجها.

وإنني بحكم عضويتي في المجلس التنفيذي لهيئة اليونسكو أدرك خطورة هذه المشكلات على العالم.

مشكلة الخمور والمخدرات -مثلًا- سادت المجتمعات الغربية، كظاهرة معبرة عن حياة الانحلال الخلقي.

وهي ليست بهذه الحدة والاتساع في المجتمعات الإسلامية، وذلك بسبب القيم الدينية الراسخة في الشعوب الإسلامية.

والحل في تقديري هو: مزيد من التمسك بهذه القيم لأن تكرار التجربة الفاشلة لا يدل على وعي مستنير.

يجب أن نأخذ من الغرب العلم وحده، ولا نأخذ تقاليد الانحلال، وفوضى التمزق النفسي والأخلاقي.

ونرجو أن يتهيأ في جامعاتنا مناخ خلقي، يعين الشباب على التحصيل، ويحميه من عدوى الغرب في الخلق والسلوك.

«المجتمع»: العلوم الإنسانية «فلسفة- اجتماع- تاريخ- سياسة- إعلام- دراسات نفسية- عقائد أو أيدولوجيات، إلخ».

بما أن هذه العلوم غير مطلقة، أي ذات جنسيات تحمل تصورات وأذواق وذاتيات الأمم المختلفة فهل في خطة الجامعة تدريس «العلوم الإنسانية» في جامعة الكويت في إطار القيم الإسلامية، والتصور الإسلامي، بحيث تحمل ذوق الأمة وقيمها وطابعها الأصيل، وتضيف إلى التراث الإنساني العام خيرًا جديدًا وإبداعًا جوهريًا؟

مدير الجامعة: للجامعة جناحان:

جناح العلوم التطبيقية.

وجناح العلوم الإنسانية.

وليس من مقومات النجاح والتقدم الحقيقي.. التركيز على جانب واحد.

ولا يمكن أن تزدهر العلوم التطبيقية في غيبة الدراسات الإنسانية.

وفي الوقت الذي تحتاج فيه أمتنا -أشد الحاجة- إلى العلوم التطبيقية.. تستغنى عن استيراد الفلسفات الأخرى بما لديها من قيم ومبادئ وحقائق.

نعم.. لا بأس من الإلمام بأطراف من تلك الفلسفات من أجل الاطلاع الضروري على ما عند الآخرين من ثقافة وفلسفة، والمعيار الصحيح للرفض والقبول.. في صلتنا بثقافات العالم هو: القيم الإسلامية.

«المجتمع»: ما هي النصيحة التي تود أن توجهها لطلبتك عبر صفحات «المجتمع»؟

مدير الجامعة: أحب أن يقرأوا كل هذه الأشياء وأن يستوعبوها وأن يناقشوني فيها، بكل حرية؛ فأنا أؤمن بالحوار، لا بالتلقين، وبالاختيار الرشيد، لا بالتسليم المبهم.     

الرابط المختصر :