العنوان حول أوضاع الجامعة- لقاء مع الدكتور عبد الله النفيسي
الكاتب د. عبد الله فهد النفيسي
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978
مشاهدات 10
نشر في العدد 396
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 25-أبريل-1978
ملف الجامعة
- تهمة الصراع على المناصب محاولة يائسة للهروب من حل المشكلة القائمة في الجامعة..
- الأمركة حقيقة يومية مشاهدة في الجامعة ولا سبيل لنكرانها والمطلوب بإلحاح إيقاف «التلقيح» الأميركي.
- نسبة القبول الجديدة لها دلالات؟ مستقبلية خطيرة.
- أجرت «المجتمع» لقاء مع الدكتور عبد الله النفيسي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت حول أوضاع الجامعة ومنه يتبين أن هذه المؤسسة الهامة ما زالت تعاني العديد من المشاكل لطالما حذرت «المجتمع» منها ودعت إلى ضرورة إصلاح هذا الصرح التعليمي إصلاحًا جذريًا.
والمجتمع إذ تحيي الدكتور عبد الله النفيسي تدعوه وزملاءه إلى مواصلة الصمود والثبات والعمل الجاد من أجل إصلاح الجامعة.
س ١- يبدو من خلال متابعة ما يكتب في الصحف هذه الأيام حول نظام المقررات في الجامعة ونسبة القبول فيها وبعض الندوات المفتوحة والمغلقة التي تقام حول الجامعة، أن الوضع الجامعي لم يزل يكتنفه الكثير من عوامل عدم الاستقرار فما «الحكاية»؟
ج ١- «الحكاية» يا أخي بسيطة وهي أن مشكلة المشاكل في هذا البلد عدم الاعتراف أصلا بوجود المشكلة، وبالتالي ينشأ الصد عن بحثها بجدية وعن التوصل إلى حل لها. والمشكلة -أي مشكلة- عندما لا يبادر المسؤول لحلها وهي في طورها الجنيني، تأخذ مع الزمن في التعقد وتدخل فيها عوامل جديدة وتتفاعل معها ثم تتحول المشكلة التي كانت في بدايتها بسيطة وقريبة إلى الحل، تتحول إلى لغم يصعب نزع فتيله، فهو قابل للانفجار وحتى يصل إلى لحظة الانفجار لا بد من تحمل الطرق التي ينبعث منه وهو ذو لحن رتيب ومزعج ومقلق وهو ما تقرأه في الصحف وتسمعه في الجلسات.
فمنذ ۱۹۷۱ وأنا أعمل في الجامعة ومنذ أن بدأت في العمل اكتشفت الواقع المرير الذي تعيشه الجامعة وهو واقع أقل ما يوصف به هو غياب المعايير. ومنذ ۱۹۷۱ وحتى الآن ۱۹۷۸ وأنا أقف من القضية نفس الموقف ولله الحمد وسأستمر فذلك حتى تسود المعايير بدل المزاج الشخصي للوزير أو المدير.
من أجل إنضاج القضية وبلورتها كانت محاضرات وندوات ومقالات وإضرابات وحركات امتناع عن العمل شارك فيها أعداد كبيرة من زملائي أعضاء هيئة التدريس ولا أظن أن التهمة الأبدية التي توجهها إدارة الجامعة لهذه الأعداد الكبيرة المنتقدة لها وهي تهمة الصراع على المناصب هي الرد الكافي الذي سيحل المشكلة.
غير معقول أن نقول ويقول غيرنا عبر سنوات طويلة أن الجامعة بدون معايير ثم يأتي الرد على شكل تهمة وهو بلا شك محاولة يائسة للهروب من حل المشكلة القائمة في الجامعة ويتحسس وجودها مجموعات كبيرة في داخل الجامعة وخارجها.
س ۳- تثير دائمًا مسألة تكوين مجلس الجامعة كمنشأ من مناشئ المشاكل في الجامعة، هل ممكن أن توضح رأيك أكثر؟
ج ٣- مجلس الجامعة هو الجهة الرئيسية التي تمرر عليها القرارات.
معروف أن كثيرا من أعضائه لا يعملون في الجامعة ولديهم الكثير من الهموم خارج الجامعة لدرجة أن أحدهم قال إنه مستعد للتوقيع على بياض على قرارات لم تتخذ بعد فقط للتخلص من عبء حضور الجلسة! مجرد حضور دع عنك المناقشة واتخاذ المواقف. ونحن هنا لا نقلل من أهمية أشخاص أعضاء مجلس الجامعة ولكن كل ما نقوله هو إنهم للأسف يحسنون الظن كثير بالمسؤولين في الجامعة وليسوا حريصين على فهم الأمور كما هي وبدون رتوش وهم في واقع الحال ليسوا بحاجة لذلك لأن الوضع الجامعي لن يكويهم مهما ساء علاوة على جو «شيلني واشيلك» الذي يسود بينهم. مجلس الجامعة بحاجة لشباب يعيشون في الجامعة ويعرفون أن قضاياها ليست هي منشآت الطابوق والأسمنت ومناقصات التبريد والتدفئة والتوريدات، لكنها أكبر من ذلك وأكبر وأخطر بكثير!
س٤- سؤال أخير ما هو رأيك في نسبة القبول الجديدة؟
ج ٤- ذلك مثل جيد على أن مجلس الجامعة لا يعي خطورة القرارات الصادرة منه. لقد كتبت في الصحف حول ذلك وكتب زميلي د. فؤاد الفلاح مؤيدًا الرأي الذي أدليت به ويشاركنا في هذا الرأي عدد لا بأس به من الزملاء الكويتيين. رأيي في اختصار هو أنه كان يفترض على مجلس الجامعة قبل أن يرفع نسبة القبول إلى ٦٠ بالمائة أن يضع في الاعتبار وضعية التعليم في المراحل الأولى الابتدائي والمتوسط والثانوي ووجود بدائل لمن لا يدخل الجامعة ونسبة الكويتيين من الطلبة لغير الكويتيين وحاجة البلاد الماسة لكفاءات أكثر ولحملة شهادات جامعية أكثر، إذا درسنا كل هذه المواضيع وجدنا أن مجلس الجامعة في قراره الأخير لا يخدم مصلحة هذا الوطن ونحن نطالب بإعادة النظر فيه.
ملف الجامعة
وعن الجامعة أيضًا كان لقاؤنا مع:
الدكتور محمد الحسيني
فوافانا بالإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هو رأيك بجامعة الكويت؟
أن الجواب على هذا السؤال يحتاج إلى صفحات متعددة وذلك لعمق وعمومية السؤال وما يحتويه من جوانب متعددة، ولكنني سأقتصر الإجابة بالتركيز على النقاط التالية:
أ- وجود ثغرات ونقاط ضعف كثيرة كان بالإمكان تلافي أكثرها ولا زال هناك وقت لسد كثير من هذه الثغرات إذا ما توفرت القيادة المخلصة الكفؤة.
ب- يطغى على هذه الجامعة الارتجالية والتخبط في اتخاذ القرارات وذلك لعدم تفرغ السلطة العليا في الجامعة للقيام بهذه المهام الجسيمة إضافة إلى أن بعض هذه القيادات لا يملك القدرة على العطاء أصلًا.
ج- ينقص هذه الجامعة جانب مهم جدًا يتمثل في البحث حيث إن أعضاء هيئة التدريس جميعًا مشغولون بمهام التدريس واللجان الأخرى على حساب البحث، حيث لا يوجد في الجامعة من يتفرغ للبحث على عكس ما هو موجود بالجامعات المتقدمة مما أدى إلى أن تكون الجامعة قريبة الشبه لحد ما بالمدرسة الثانوية.
د- الجامعة معزولة اجتماعيًا بمعنى أنها في منأى عن القضايا والمشاكل الاجتماعية بل إنها تقبع في برج عاجي إلا ذلك البصيص من الضوء المتمثل بالمبادرات الشخصية لبعض أعضاء هيئة التدريس خصوصًا الكويتيين منهم. أما سياسة الجامعة فهي متحفظة جدًا في المشاركة الاجتماعية وغالبًا ما تحذر أعضائها عن إقحام نفوسهم في تلك القضايا مما أدى إلى وجود نص مباشر في العقد المبرم بين الأستاذ غير الكويتي والجامعة.
- ما هو رأيك في الكفاءات الكويتية في الجامعة؟
أنا أعتقد شخصيًا أن الكفاءة مجهولة الهوية بمعنى أنها لا تنتمي إلى جنسية وهذا يعني أن الكفاءات الكويتية كغيرها من الكفاءات لديها القدرة على العطاء وتحمل المسئولية والإنتاج ولكنها تحتاج إلى المناخ السليم والجو الصحي للنمو الطبيعي والتطور في الأحداث والظروف وهو ما ينقص جامعة الكويت في الوقت الحاضر، ولكنني أحذر من التمادي بهذا الاتجاه بمعنى أن الكفاءات الكويتية كغيرها تحتاج إلى رقابة ومحاسبة بمثل ما تحتاج إلى فسح مجال وإتاحة فرص، كما أنني أحذر من ظاهرة الاستقطاب الحالية والتي تستأثر كفاءات كويتية وبدون أي نوع من أنواع الخبرة كبديل أو نكاية بكفاءات كويتية أخرى إذ إن هذا الاتجاه من شأنه أن يولد صراعًا خطيرًا من شأنه أن يؤثر تأثيرًا مباشرًا على عمل هذه المؤسسة.
- ماذا تريد أن يتحقق في هذه الجامعة
جـ - أود أن أرى تحقيق المعيار الأكاديمي وهو ما نادينا به وسنظل كذلك حتى يتحقق لأنني أعتقد أن هذا المعيار من شأنه أن يقضي على معظم المشاكل والأمراض الناجمة عن غياب هذا المعيار وأقصد بالمعيار الأكاديمي هذا: وجود قواعد ولوائح تحدد ممارسات وفعاليات جميع العاملين من فراش إلى وزير وتحدد اختصاصات المجالس والأقسام وتوكل المهمة الرئيسية في التشريع ومتابعة التنفيذ بيد الأقسام والمجالس وليس بيد رؤساء الأقسام أو رؤساء المجالس حتى يستطيع كل فرد معرفة حدوده ونتيجة عمله والقضاء على الاجتهادات الشخصية والأهواء الفردية في تغير القوانين ووضع اللوائح وتشريع القواعد يتضمن كافة الممارسات سواء كانت علمية، أكاديمية إدارية.
- ماذا رأيك في تكويت المناصب الإدارية في الجامعة؟
جـ - أنا شخصيًا لا اسمي هذه بتكويت حيث إن هذا أمر طبيعي خصوصًا وأنهم مؤهلين التأهيل العالي القادر على تحمل عبء هذه المسئولية خصوصًا بعد مرور عامين أو أكثر من الخبرة الواقعية وهذا ما تدعمه النظريات والاتجاهات الحديثة، وأنني أعتقد بأهمية النظام والقواعد على الكفاءات نفسها وعندما يكون النظام قوى وواضح وسليم تسهل مهمة المسئول وكلما كان النظام هش وغامض ومريض كلما صعبت مهمة المسئول ووجدت الثغرات للممارسات الخاطئة والاجتهادات والتجاوزات الشخصية وهذا ما هو موجود الآن كما أنني أعتقد من أن الكويتي في ظل القانون الحالي للجامعة أكثر قدرة أو أكثر فرصة على ممارسة أداء عمله من الكويتي نتيجة اعتبارات اجتماعية ومهنية وسياسية.
- توصف أنت وبعض زملائك بالمعارضة فما هو رأيك؟
جـ - أنا أتعجب فعلًا من هذا التصنيف واعتقد من أنه تصنيف ساذج إذ إننا أولًا لا نمثل حزب واحد حتى تشكل معارض، كما أننا لا نشكل معارضة للجامعة أصلى بل إننا التقينا سويًا لمواجهة أخطأ وضعية وبإصلاح هذه الأوضاع لا نشكل أصلًا أي تجمع كما أننا التزمنا ببعض المبادئ والمعايير إيمانا منا بهذه الجامعة وحب هذه الجامعة وتجاوز بعض الأشخاص لا يعني أبدًا من أننا معارضين لهذه الجامعة، بل إننا نريدها جامعة قوية سليمة قادرة على قيادة المجتمع قيادة عصرية متطورة، ترسم المثل والأخلاق والمبادئ المتمشية مع تراثنا وتقاليدنا الإسلامية والعربية وليس مع المبادئ والمعتقدات المستوردة. خصوصًا من الدول الاستعمارية المتمثلة في السياسة الامريكية.
- ما هو السبيل لإصلاح الوضع الجامعي طالما أنت غير راضي عن الوضع الحالي؟
أجابه هذا السؤال قريبة الشبه بسؤال سابق والذي كان متعلق بالمعايير حيث إنني مهتم جدًا بوجود معايير وأنني أعتقد من أنها مفتاح كثير من المشاكل والحلول، كما أنني أعتقد من اللقاء المباشر بجميع أعضاء هيئة التدريس وتطبيق النظام الديمقراطي الذي تسود فيه آراء الجماعة على الآراء الفردية أحسن فرصة للإصلاح.
- لو قارنت الوضع بين السنوات الأولى للجامعة والسنوات الأخيرة فماذا نقول؟
إنني مع الأسف أقول إن الجامعة تسير إلى الوراء إذا ما أبعدنا أثر الهالة للكم الناجم عن زيادة أعداد الطلبة والمدرسين والمنشآت ففي السنوات الأولى كانت هناك بعض المعايير والقواعد العامة التي تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة وتساوي في الفرص سواء ما يتعلق بالترقيات العلمية أو المناصب الإدارية أو المحاسبة واحترام التخصص ولم تكن بطبيعة الحال الأمور مثالية أو مطلقة ولكن الوضع الحالي زاد الأمر سوء وغابت جميع أنواع المعايير والضوابط واستبدل عنها بالمعيار الشخصي حتى وصل ذلك التساهل في حالات الغش لذوي النفوذ وانتهاك حرم التخصص والی آخره من مفاهيم.
- وأخيرًا ماذا لو خيرت في منصب خارج الجامعة؟
جـ - أنا طبعًا يشرفني خدمة بلدي العربي الكويت في أي مجال دون تحفظ، ولكنني أعتقد أن الجامعة خصوصًا في السنوات القليلة القادمة مكاني المناسب وأنني شخصيًا لا أشجع الكويتيين على التسرب من الجامعة، بل بالعكس أؤيد أن يفتح الباب على مصراعيه للكفاءات الكويتية دون هذه العقبات والشروط التي تدل على الفردية وعدم وجود معيار كما حدث في قضية الدكتور عبد المحسن حمادة ذلك الإنسان الذي يحمل المؤهل المطلوب ومع هذا وضعت أمامه كل العقبات لتحاشي زيادة نسبة الكفاءات الكويتية الشجاعة وذات المواقف المستقبلية.
ملف الجامعة
جامعة الكويت غفلة أم تواطؤ؟
«الجامعة بوصفها أكبر مؤسسة تعليمية يجب أن تسهم بصورة رئيسية بإرساء القواعد الأساسية للمجتمع الذي تبنى فيه» قاعدة منطقية يبدو أن جامعة الكويت لم تستوعبها بدليل أنها ما فتئت «تطفح»علينا بين الآونة والأخرى بتجاوزات خبيثة تهز مشاعر شعب الكويت المسلم، فمن دعوى الاختلاط إلى السماح لبعض المدرسين بنفث بعض ترهاتهم الفلسفية الإلحادية.
آخر فضيحة
في جامعة الكويت:
مركز دراسات اللغة العربية يدرس كتاب «العربية المعاصرة» - كذا -الأمريكي تأليفًا وطباعة!! يحتوي على العديد من النصوص المختارة من كتابات بعض المنحلين الذين لا يرعون في عقيدة الإسلام إلا ولا ذمة، فالكتاب يحتوي على طائفة الأفكار الدخيلة على أعراف وعقيدة هذا الشعب المسلم الذي أقيمت جامعة الكويت لتسهم في بنائه. فالكتاب أصلى بعنوانه الغريب «العربية المعاصرة» يفتح صفحة سوداء من التاريخ، حيث قام في بداية هذا القرن العديد من الكتاب الذين افتتنوا بالحياة الأوروبية، وعشقتها نفوسهم وعقولهم بابتداع ما يسمى «بالعربية المجددة» أو هي كما في اصطلاح أساتذة جامعة الكويت «العربية المعاصرة» يحثهم في ذلك ركاكة وضعف في أسلوبهم الأدبي أملى عليهم أن يروجوا لهذه «البدعة» التي أصلها أن يعبر الكاتب عن أفكاره بغض النظر عن الأسلوب الذي يكتب به حتى ولو كان كما جاء في موضوع «أرکان الإسلام» الذي جاء في كتاب «العربية المعاصرة» موضوع بحثنا ص ٦٣ حيث يقول «تقوم العبادات في الإسلام على خمسة أركان أولها الشهادة ونصها «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله».
والمسلم لا يسمع بين مرحلتي الولادة والموت عبارة تعاد أكثر من هذه كل يوم. وثاني هذه الأركان الصلاة ويجب على المسلم أن يقوم بها خمس مرات في اليوم وهو يواجه مكة وذلك عند الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وعلى المسلم أن يقوم بها باللغة العربية! وللمسلم أن يصلي في بيته أو في المسجد أو في أي مكان مناسب آخر».
فتأمل أخي القارئ قوة هذا لنص وبلاغته! ونحن على ثق أنك لن تجد مشقة في اكتشاف أن هذا الموضوع الذي يدرس في جامعة الكويت، في كتاب «العربية المعاصرة»، لا يختلف في أسلوبه من أي موضوع «إنجليزي» مترجم، ترجمه طالب في المرحلة الثانوية أو المتوسطة!
وإذا تجاوزنا هذه النقطة، إيجازًا لا عجزًا إن شاء الله، فسنواجه ما هو أدهى من هذا الإخلال اللغوي في ذلك الكتاب النشاز حيث نجد بعض النصوص المختارة، والتي تدرس لطلبة جامعة الكويت المسلمة، تحتوي على ما يخالف عقيدة الإسلام ويطعنها في الصميم، ولا غرابة في ذلك إذ إن الكتاب قام بتأليفه خمسة من المؤلفين النصارى هم: بيتر عبود، والاس إيروين راجي رموني، أرنست عبد المسيح، أرنست مكاريوس وسادسهم..
صالح الطعمة لا نجزم بنصرانيته ولكن نجزم بأن الخبث سيطغى على الطيب
إن لم يكن الرجل نصرانيًا يضيف إلى خبثهم خبثًا بالكيد والطعن بالإسلام.
ولنترك الحكم لك أيها القارئ فيما جاء به ذلك الكتاب المشبوه من أمور تتنافى مع عقيدتنا الإسلامية حيث نقل هذا الكتاب نصًا لإحسان عبد القدوس في قضية الحساب عند المولى -عز وجل- يفيض جهلًا بعقيدة المسلمين ليقوم مؤلفوه النصارى بمسح قلوب الطلبة الوافدين الذين لا يعرفون من الإسلام إلا القليل بفيض ذلك الجهل فتضطرب عقائدهم ويعيشون على غير ملة الإسلام القويمة. فأقرأ ما نقل عن إحسان. عبد القدوس:
«كانت الروح تصعد إلى السماء خائفة إنها مقبلة على ساعة الحساب ماذا يكون مصيرها؟ الجنة أم النار؟ وأخذت الروح المعذبة تتساءل ماذا تقول لقضاتها وماذا يقول لها قضاتها؟ إنها لم تنس أن لها أخطاء ولكنها أخطاء بسيطة، فهل يحاسبونها على هذه الأخطاء؟ هل تدخل النار بسبب هذه الأخطاء؟ لا.. مستحيل.. أن هذه الاخطاء لم تسيء إلى أحد»
«يلاحظ القارئ الكريم ركاكة الأسلوب»
ووقف فريق من الملائكة يستقبل الروح الصاعدة ويبتسمون لها وتقدم منها ملاك جميل، وقادها في أبهاء السماء إلى أن أدخلها بهوا واسعًا، وسمعت الروح صوتًا فيه
قوة الرحمة:
- یا عبد الله اذكر لنا ما عملته في حياتك
وارتجفت الروح وسجدت وصاح الصوت:
- قم يا عبد الله وواجه قضائك بنفس مطمئنة.
وقامت الروح وهمست في صوت مرتجف:
- إنني في حمى ارحم الراحمين.
وصاح الصوت:
- ما دينك؟
وقالت الروح:
- مسلم.
وسكت الصوت لحظة ونظر في كتاب كبير بين يديه ثم عاد يتكلم:
- ما هي أخطاؤك؟
- ليس لي أخطاء.. لقد عشت لا أسيء إلى أحد من أهل الأرض.
وسكت الصوت مرة أخرى، ونظر في صفحة الكتاب الكبير.
ثم قال:
- لقد شربت الخمر!
وقالت الروح في رجفة:
- لقد عشت لا أسيء إلى أحد من أهل الأرض!
وتكلم الصوت: لقد عرفت النساء!
- لقد عشت لا أسئ إلى أحد من أهل الأرض!
لقد تركت الصلاة والصوم!
وقالت الروح في خوف:
لقد عشت لا أسيء إلى أحد من أهل الأرض!
وسكت الصوت قليلًا، ثم عاد يتكلم فأصدر حكمه:
- الجنة!
وتقدم ملاك صغير وقاد الروح إلى الجنة، ونظرت الروح فوجدت فريقًا من أهل الجنة وسألتهم:
- هل أنتم مسلمون؟
- لا-
- مسيحيون؟
-لا
- يهود؟
- لا
- ما أنتم؟
- أننا هنا منذ زمن طويل، قبل ظهور الأديان.. وقد دخلنا الجنة هنا لأننا عشنا لا نسيء إلى أحد من أهل الأرض.
إحسان عبد القدوس
«عقلي وقلبي» «القاهرة ١٩٦٣»
ص ١٦ - ١٨
إذن حسب عقيدة جامعة الكويت يحق لك أخي القارئ أن تفعل ما تشاء: تشرب الخمر، تزني، تترك الصلاة، تكسر الصيام فمصيرك الجنة لا محالة «إن لم تسيء إلى أحد من أهل الأرض» ولو كانوا اليهود أبناء القردة والخنازير. أما إذا أردت الحق الذي لا مراء فيه فخذه من فم الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- «من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة» ومن مقتضى قولك لا إله إلا الله ألا تفعل ما نهاك الله -سبحانه وتعالى- عنه وأن تقوم بفعل ما أمرك به.
وإمعانًا منا في رفض عقيدة جامعة الكويت فإننا سنقول لها بصوت عال: يا جامعة الكويت إن الأمة قد استأمنتك على أبنائها فكيف تسمحين بمثل هذا أن يدرس في مناهجك، أهذه غفلة أم تواطؤ مع الذين يريدون ضرب عقيدة الأمة وزلزلتها. نرجو أن نسمع من الجامعة الرد المناسب عن هذه القضية وإلا فتواطؤها ثابت لا محالة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلعضو في مجلس الجامعة يشتم الإسلام، ويسخر من الدين! رعاية شباب، أم خيانة شباب؟
نشر في العدد 85
14
الثلاثاء 09-نوفمبر-1971