حول التوصيات الختامية لمؤتمر النهضة الاجتماعية

العنوان حول التوصيات الختامية لمؤتمر النهضة الاجتماعية

تاريخ النشر الأحد 31-مايو-1992

مشاهدات 736

نشر في الصفحة 8

تحميل مشاهدة

في ختام أعماله أصدر مؤتمر النهضة الاجتماعية الذي على مسرح جمعية الإصلاح الاجتماعي في الفترة من 16-20\5\1992 عددًا من التوصيات من أهمها... وقد ركز في البداية على المؤثرات العامة للسلوكيات غير السوية والتي يأتي في مقدمتها قضية المخدرات والخمور وتطور تلك الجرائم وانتشارها حسب ما تؤكده الإحصاءات من خلال الأرقام التي تنذر بخطورة النتائج المترتبة على تفشي هذه الظاهرة، وزيادة أعداد الضحايا الذين يقعون فريسة سهلة بسبب بعض الأنشطة الترويحية التي لا تلتزم بقيم المجتمع كالاختلاط أو الصداقات المقامة بين الجنسين والتي تساهم في نشر السلوكيات المنحرفة عن طريق المحاكاة والمجاملة أو عن طريق التقليد الأعمى للنماذج المنحلة التي تبرزها وسائل الإعلام المختلفة والسينما وأجهزة الفيديو وتقدمها كنمط لحياة النجوم، وهم قبلة أنظار ومهوى أفئدة كثير من الشباب والمراهقين

عوامل مساعدة

كما أبرزت التوصيات الأسباب المساعدة لانتشار السلوكيات غير السوية والتي تتمثل في تقليد الغرب واستيراد العادات والتقاليد المنحرفة عن طريق الانفتاح والسياحة والسفر بالإضافة إلى التفكك وضعف التربية الأسرية وبالتالي انحصار أو انعدام الوازع الديني الذي يقي صاحبه من الوقوع في المطبات الأخلاقية، ومن أسباب ذلك أيضًا القوانين التي يفترض أن تعالج وأن تردع الشذوذ والخروج عن الآداب والقيم وتقضي على حالات التسيب والانحراف، لكن يبدو أن هذه القوانين بحاجة ماسة إلى المعالجة وسد الثغرات في موادها وصياغتها حتى تتمكن من أداء مهمتها بجدارة وتقوم بواجبها بجد وصرامة.

الوقاية خير من العلاج

بعد ذلك أتت التوصيات على الوقاية من الانحرافات الأخلاقية وأسبابها فطالبت بإصلاح الأجهزة والمؤسسات التي لها صلة بضبط أو تسهيل مناشط السلوك المنحرف، ودعت إلى التوعية العامة في وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والتربوية والمساجد والجمعيات وذلك بطرح البدائل الإعلامية والتربوية الهادفة، مع العمل على إحياء الشعر الإسلامي وإنكار المنكر.

الاختلاط ومخاطر التفسخ

وحذرت التوصيات من الاختلاط ومظاهر التفسخ والتبذل العام وطالبت بالعودة إلى نظام الفصل بين الطلبة والطالبات في الجامعة والمؤسسات التعليمية والتأكيد على تطبيقه في المدينة الجامعية الجديدة، والعمل على الفصل التدريجي في وزارات ومؤسسات الدولة بين الرجال والنساء بالإضافة إلى تعزيز جهاز ضبط المخالفين للآداب العامة في الأسواق والجمعيات وأماكن الترفيه وإنشاء جهاز رقابي تربوي يشرف على سلوكيات الطلبة ويعالج مشاكلهم وكذلك إلزام النساء والطالبات بشكل خاص بالحشمة والستر وخاصة في الأماكن العامة.

إصلاح أجهزة الإعلام

وركزت التوصيات على ضرورة تشكيل جهاز رقابة للتلفزيون والفيديو يشرف عليه معنيون بهذا الأمر ومتخصصون مهتمون من وزارات الأوقاف- التربية- الإعلام- الداخلية الصحة- أقسام التربية بالجامعة بالإضافة إلى الدعوة لإصدار تشريع يحرم حيازة المجلات والأفلام الخليعة أو ترويجها مع وجود خطة لتوعية شاملة في التلفزيون والإذاعة تؤكد على دور الأسرة وأثرها النفسي والتربوي.

كما أوصت في هذا الإطار بإقامة مؤسسات أو شركات إنتاج سينمائي وتلفزيوني تعيد صياغة التاريخ بشكل صحيح، وتكوين قاعدة ضخمة من البرامج الإسلامية والأخلاقية التاريخية.

إصلاح القوانين

ولسد الثغرات وتقويم الخلل في القوانين طالبت التوصيات بتعديل قانون الجزاء والأحوال الشخصية وكافة القوانين لتتلاءم مع الشريعة الإسلامية وتكتسب منها الفعالية مع العدل في الأداء والتنفيذ وأكدت على تعزيز أجهزة الرقابة في الجمارك لضبط ومنع دخول أي نوع من مسببات الفساد والانحراف كالمجلات والأفلام والمخدرات. كما ركزت على دور المواطنين في الكشف عن الجرائم ومطاردتها.

تشريعات لابد منها

وفي الختام أوصى مؤتمر النهضة الاجتماعية بإصدار تشريع ينظم ممارسة النشاط الترفيهي لتحديد السياسة التي تنتهجها شركة المشروعات السياحية وغيرها ويفرض عقوبات رادعة للجهات التي تمارس أنشطة فاسدة كاستضافة الفرق الراقصة وإصدار تشريع يمنع سفر النساء دون محرم والشباب دون سن الحادي والعشرين بدون موافقة ولي الأمر لما في ذلك من الأهمية والخطورة.

ولم يغب عن المؤتمر في توصياته ضرورة طرح البدائل الإسلامية في موضوع السياحة والترفيه كما أوصى المؤتمر في ختام التوصيات بتشكيل لجنتين:

الأولي: للوقاية من الانحرافات النفسية وتتكون من الصحة والإعلام والتربية.

الثانية: لعلاج مشكلة الإدمان وتتكون من الصحة والداخلية والعدل.

الرابط المختصر :