العنوان حول حوار «المجتمع» مع د. الترابي- الحقيقة الضائعة بين الأسلوب.. والذاتية
الكاتب صادق عبدالله عبدالماجد
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1982
مشاهدات 13
نشر في العدد 590
نشر في الصفحة 35
الثلاثاء 12-أكتوبر-1982
في معرض الرأي حول ما ورد في الحوار الذي أجرته المجتمع، مع د. الترابي في عددها بتاريخ 10 أغسطس حول بعض القضايا السياسية والفكرية، يجدر بي أن أقرر بدءًا بأن هنالك حقيقتين هما الإطار العريض الذي اكتنف ذلك الحوار وما حواه من مقاصد:
الحقيقة الأولى: أن الزخرف اللفظي الذي صيغ به الحوار كان أبلغ بكثير من الحقيقة الواقعة، مما يعطي الانطباع بأن كل أمر يتعلق بالحركة الإسلامية لا يجافيه الصواب، وأن الأمور تسير كلها في إطار معافي سليم، وهذا في حد ذاته أنه غير صحيح، مما سأورده فيما بعد.
والحقيقة الثانية: هي أن التوجه العام في العمل الإسلامي في مجاله الفكري إنما يخضع في واقعه لما يشبه الفردية الذاتية، التي تعطى -في إطار محدود الانطلاق- حق الشورى الفكرية القابلة للنقض لأفراد محدودين ومقربين، نفيًا للانطباع الفردي الذاتي، وما هم ببالغيه إلا بشق الأنفس.
وعلى ضوء هاتين الحقيقتين سأتناول بعض ما ورد من آراء إقرارًا للواقع ودفعًا للظلال الموحية التي تضع قاعدة العمل الإسلامي وكأنها راضية عن كل ما يحدث في مجالي السياسة والفكر أو كأنها تبارك ذلك المنطلق الذاتي الفردي.
- مشاركة الحركة الإسلامية في الحكم
وأولى تلك القضايا هي قضية المشاركة في الحكم القائم التي زجت بمسئول بعض حركة الإسلام في منصب وزاري ليدير فيه حركة القوانين الرسمية، دون أن يستطيع حتى اليوم وبعد خمس سنوات كاملة، أن يحقق للمجتمع السوداني واحدًا من القوانين الشرعية ناهيك عن «تحريك إطار السلطة نحو الإسلام» كما ورد في حديثه بل إنني لأستطيع القول جازمًا بأن الذين منحوه ذلك المنصب لَيدركوا أنهم يتحدون بأنه لن يحقق من ذلك شيئًا، بل إن الأمر قد تجاوز حده حين صدر قرار جمهوري «يلغي» أمرًا أصدره مجلس مختص بعاصمة البلاد منع فيه تداول الخمر وأغلق بمقتضاه الحانات!! ولم يرتفع صوت أو يتحرك وجدان يستحث صاحبه بأن يفعل في أمر الله شيئًا! وبرغم هذا يرى مسئول بعض العمل الإسلامي أن قبول المشاركة بالوزارة «إنما هو بعض الخطو على طريق الإسلام»!
إن عدم العزلة عن المجتمع لا تعني بالضرورة الانكباب على كل شيء حتى على السلطة.. ولا أدري كيف يجد المرء في نفسه القدرة على المساهمة والمشاركة طواعية واختيارًا في عمل كهذا، دون أن يجد الإيمان به إلى قلبه سبيلًا؟ كيف؟ وهذا ما يقرره بكلماته صاحب الحوار إذ يقول في معرض تبريره الغريب لإقحام الحركة الإسلامية في السلطة: «لا إيمانًا منها بالإطار الراهن لأوضاع السلطة ولكن مجاهدة منها لتحريك هذا الإطار نحو الإسلام» أو ليس من الجائز -وقد حدث- أن يكون الأمر من زاوية السلطة إيمانًا فيها هي وإيحاء بتحريك العمل الإسلامي نحو الاتحاد الاشتراكي؟! وما ذنب القاعدة الإسلامية البريئة العريضة ذات الأحاسيس والمشاعر الصافية حتى تفاجأ بأمر لم يكن في حسبانها بل ولا في إيمانها؟ ما ذنبها وقد كانت نتجه وتجاهد وتكافح من أجل فكرها ودعوتها وعقيدتها وبناء ذاتها وأفرادها لتجد نفسها تسلك طريقًا ينأى بها عن هذا الصراط المستقيم؟!! ما ذنبها؟!
- أثر دخول التيار المسلم في الاتحاد الاشتراكي السوداني
ولئن صح ما ذكره الدكتور الترابي من أنه «بدخول التيار المسلم في الاتحاد الاشتراكي تزعزع الأساس الفكري الذي كان يحارب الإسلام، وانتهينا بالاتحاد الاشتراكي إلى مرحلة انحل فيها»، فهل انتهيتم إلى مرحلة لم يعد فيها للاتحاد الاشتراكي وجود بعد؟ أم أنه -وأنتم بداخله- قد عاد إلى سابقه وعلى نحو من «الاشتراكية» أقوى مما كان؟ وهل غابت عنه أو أقصيت عنه العناصر التي كانت تشكل أساسه الفكري وتحارب الإسلام أم إنها عادت إلى سابق عهدها، وأن المعادلة التي تعقدها السلطة بينكم وبينهم لا تزال قائمة وأن الفكرين لا يزالان يعملان معا ويجلسان معًا ويتفاهمان في شأن «الاشتراكية» معًا؟
- موكب الدعوة الإسلامية
وفي حديث الحوار يرد الكلام عن الشهيدين حسن البنَّا، وسيد قطب رحمهما الله، في مجاليّ عملهما وجهادهما في سبيل هذه الدعوة المباركة.. والواقع كله على الساحة الإسلامية يشهد على سلامة الأصول التي قامت عليها الدعوة، وعلى تبرئتها من النزعة الخارجة في السياسة والفكر خلال مسيرة الدعوة مذ أُرسيت قواعدها قبل أكثر من خمسين عامًا في مصر... وكان الظن أن يدرك بعض القياديين ومنهم السودان، أن الموكب الممتد عبر هذه السنين، إنما هو موكب موحد الغاية والوسيلة، ولا تسقط الراية فيه من قائد إلَّا تلقاها من يده قائد مسلم آخر قبل أن تسقط على الطريق.. ولكن الكثير مما يكتبه البعض، يغاير الحقيقة التي تقال في المجالس التي تؤمن فيها أذن السميع وعين الرقيب من البشر!! وبرغم البلاء والابتلاء مما لقيه قادة وجنود هذه الدعوة في مصر، وفي سوريا، وقدموا فيه من ألوان التضحيات، وذاقوا من صنوف العذاب حتى باعوا الله نفوسهم طائعين، فهناك من يغمط ويبخس بالقول أو بالإشارة أو بالغمز.. ولعل القليل من هذا ما ورد في كلمة موحية، وليست بعابرة في حديث الحوار حيث يقول الدكتور الترابي:
- تربية البنَّا ومدرسة سيد قطب
(لقد نشأت المدرسة القطبية في ظرف معين من ظروف تطور حركة الإخوان المسلمين في مصر وحاولت أن تستدرك بعض «العيوب» في التربية الجماهيرية «الساذجة» التي سادت أول الأمر).
وهذه «التربية الساذجة ذات العيوب» هي التي ربَّي عليها حسن البنَّا جنوده وإخوانه، كما هو واضح من العبارة.. تلك التربية التي صنعت في مصر جيشًا من المؤمنين قام جنوده يجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، ويقفون في وجه الطغيان واليهود في فلسطين عام 1948م وقفة عجزت عنها جيوش العرب مجتمعة، وخشي نتائجها زبانية الاستعمار وعملاؤهم ووكلاؤهم... فإذا بجنود الرحمن وقادتهم يغيبون في غياهب السجون خشية أن يشتد عودهم وسط «الجماهير» أو أن تنطلق دعوتهم في سموِّها ومتانة بنائها وتربية أفرادها وتجرد قادتها إلى العالم الإسلامي من حولهم، كلا لم تكن تربية البنَّا ولا إخوانه ساذجة ولا معيبة، ولا اهتمامهم بالجماهير أخذًا بيده. وسموا به إلى كنف الله من وهدة الجهالة والظلم والبعد عن فهم حقائق هذا الإسلام.. لم يكن شيء من ذلك عيبًا ولا سذاجة.. إنما كانت تربية سليمة قويمة أدركت خطورتها وأبعادها السياسية في مصر والعالم كله، كل الاتجاهات السياسية والعلمانية وتلاميذ الغرب ونصراء الشرق، وعصابات القصر، ووزراء الحكم والطامحون.. ولذلك لم يجدوا بدأ ولا نجاة إلا بالخلاص من حسن البنَّا.. فقتلوه.. قتلوه غيلة في قارعة الطريق!! ذلك هو الرجل الذي صنع أمة وأجيالًا لولاه لكانوا في ظلمات الجهالة والضلال المبين.. فهل يمكن المنصف أن يقول عن تلك الحقبة المشرقة بنور الله، إنها تربية جماهيرية ساذجة ذات عيوب؟!
وسيد قطب الذي يقول فيه الترابي في مجالسه ظلال القرآن إنما يمثل أدب المحنة في مصر، وليس تفسيرًا للقرآن.. سيد قطب هذا لا يستدرك على الإمام البنَّا عيوب تربيته ولا سذاجتها، إنما يضع في صرح البنَّاء الإسلامي مع الإمام البنَّا في توافق وتناسق، لبنات أعانت الصرح الإسلامي على التمام وعلى مواجهة كافة التحديات.. وقد فعل!
- التجديد في الفكر الإسلامي
هذا، وفي حديث الحوار أمور عديدة أخريات هي مكان النظر والتعليق، نجتزئ منها قضايا أثارت كثيرًا من الضباب الكثيف في مجال العمل الإسلامي. ووصلت به آخر الأمر إلى أن يصبح الحديث عن الحركة الإسلامية ومردودها. ذا جانبين، بل وأصبح العمل الإسلامي يسير في قناتين متباينتين.. ومن ذلك ما ورد في الحوار من إشارات إلى موضوع الردة، وحديث عن المرأة، وقد أسلفت القول بأن الأسلوب قد يطغى على الحقيقة فيخفيها، وأنه قد يعدو عليها فيطمسها، ولكنها تظل بين هذا المد والجزر باقية لا تموت... فقد صدرت بشأن هذه القضايا وغيرها آراء واجتهادات كانت أشبه بالمعول يسقط على صف الجماعة المسلمة بالداخل فيقصمه ويحدث آثاره البعيدة والقريبة لدى عدد من جنود الدعوة بالخارج، ثم أخذ هذا الفكر الجديد يتسرب تدرجا وخفية داخل الجماعة المسلمة، وما يزال يأخذ طريقه إليها، على حين أخذ البعض من بينهم يحس بالوخز الجديد، ويدرك عمق المنحدر الذي بدأ يقود إليه التوجه الحديث الذي أخذ يحمل اسم التجديد في أصول الفكر الإسلامي، ويحمل من جانب آخر اسم «العقلانية» و«العصرية» و«التحديث»، وهو تجاه أخذ يتبناه بعض الأفراد في العالم العربي، لتنشأ من خلاله المدرسة التجديدية المعاصرة، وهو اتجاه فتاك خطير يجدر النظر إليه من الحركة الإسلامية العامة بكل الاهتمام والحرص حتى تكون على علم ووعي يعصمانها من أن تتخدع لظاهر من القول، حتى يجيء حكمها قائمًا على البينة والبرهان...
ولعل أبرز سمات هذا التيار «التجديدي» هو تقسيمه الشريعة الإسلامية إلى شريعة الوحي التي تمثل عنصر الثبات، وشريعة الفقهاء التي تخضع للتغيير والتبديل وأن السنة المطهرة ظنية الورود والدلالة في معظمها، وأن خبر الواحد لا يقوى على الاحتجاج الحكمي ويرى هذا الاتجاه الخطير إمكان التجديد في أصول علم الحديث وأصول التفسير، وفي مناهج الجرح والتعديل والتشكيك في صحة ما ورد في البخاري ومسلم، مع الدعوة إلى فتح باب الاجتهاد حتى يصبح اجتهادًا شعبيًا.
وتأكيدا لهذا الاتجاه، أورِد هنا بعض فقرات من رسائل ومحاضرات دعا فيها دكتور الترابي إلى دعم هذا الاتجاه الذي يراد لحركة الإسلام في السودان أن تنهجه، فهو على سبيل المثال يقول إن «تردد السنة بين الاستقلال بالأحكام والتبعية للقرآن يحتاج هو الآخر إلى اجتهاد» «رسالة له في أصول التشريع الإسلامي ص 4». ويقول «أنا بافتكر في الوقت ده في حاجة شديدة لأن ننظر في السنة نظرة جديدة السنة باب الاجتهاد فيها مفتوح، أنا أفتكر بعد ما نجيب الوسائل الحديثة نستعملها فيها حنطلع علم سنَّة أحسن من الموجود قطعًا» «من محاضرة بعنوان قضايا فكرية وأصولية برمضان 1978م».
وعن الإمام البخاري يقول «.. البخاري بشر يخطئ ويصيب وضوابطه قد تكون مقبولة أو غير مقبولة ويقول مشككًا فيه فقد نجد معايير عملها البخاري ما صحيحة، لا تؤدي إلى الحقيقة، وقد نجد معايير أضيق من اللزوم، اللي بيدعي أنه صحيح في صحيح أكثر منه بكثير جدًّا... أو قد تجد اللي بيدعي أنه صحيح في ضعيف فيه، وإذا وصل الناس إلى أنه في خمسين حديث في البخاري ضعيف، إيه الفتنة الدينية اللي بتحصل لي أنا»؟ «من محاضرة قضايا فكرية وأصولية»... وكثير غير هذا الكلام الغريب والعجيب عن الصحابة وعن وضع منهج جديد لمعايير الحديث ««كمبيوتر» يأتي بنتائج أحسن من البخاري» ولمعايير الجرح والتعديل.. إلى غير ذلك من مثل هذه الطعنات التجديدية.
- حكم من ينادي بفصل الدين عن الدولة
وأعود إلى النقاط التي أسلفتها، لأورد حقيقة ما سكت هو عنه عند سؤاله عن حكم الردة على المنادين بفصل الدين عن الدولة، والذي أوجز هو القول فيه بعبارة تقول «ولا مجال لأن توقع على أحد حكم الردة مهما اعترت نفوسهم من ريب وشكوك» وذلك في حال قيام دولة إسلامية.. وليس هذا هو المهم، إنما الحقيقة الكافية والتي أوردها في وضوح في محاضرة بجامعة الخرطوم بعنوان تحكيم الشريعة، هي التي تبرز في كلماته بحروفها «وأود أن أقول إنه في إطار الدولة الواحدة والعهد الواحد يجوز للمسلم كما يجوز للمسيحي أن يبدل دينه» ويقول «أما في الردة الفكرية البحتة التي لا تستصحب ثورة على الجماعة، ولا انضمامًا إلى الصف الذي يقاتل الجماعة، كما كان يحدث عندما ورد الحديث المشهور عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فليس بذلك بأس يذكر، ولقد كان الناس يؤمنون ويكفرون، ثم يؤمنون ويكفرون، ولم يطبق عليهم الرسول r، ولم يوقع عليهم جزاء القتل ولا جزاء الضرب».
- رأي الترابي في المرأة
أما المرأة فللدكتور ترابي رسالة في شأنها طبعت عدة مرات وبأسماء لها ولمؤلفها مختلفات!! ولا مجال هنا لتفصيل ما جاء فيها، ولكن رده على أسئلة «المجتمع» تشير -ولو من بعيد- إلى جزئية يلوكها الشيوعيون والجمهوريون والتجديديون، تلك هي «التقاليد» و«تحرير المرأة»، وكلهم يريد لها الانطلاق من مسارها بزوايا تتفاوت بعدًا وقربًا... ومن الخير أن يصطلح الناس على تحديد معنى هذين التعبيرين من هذا الإطلاق.. وإن كان الدكتور يقول «لذلك دعوْنا إلى تحرير المرأة من فتنة النمط الغربي القادم، ومن أسر التقاليد للمجتمع المسلم.. إلخ» فهل يقوم في تقديره وسعيه لاستقامة المرأة وتقويمها، إحساس غامر بأن عزلة المرأة عن الرجال وبعدها عن مخالطتهم في مثل مجتمعنا الراهن المفكك الأوصال، والذي انطلقت فيه المرأة بلا حدود أو ضوابط هل يقوم لديه إحساس بأن العزلة هذه.
هي ضرب من التقاليد؟ وهل هو من المنادين بأن ينكسر الطوق أكثر وأكثر حتى تمنح الشرعية لمزيد من التحرر للسير في مثل هذا الاتجاه؟ وإلا فكيف نفسر تلك المقولة التي سار بمقتضاها الإسلاميون بالجامعة الإسلامية قبل عدة أعوام يطالبون فيها بكسر الحواجز بينهم وبين الطالبات؟! أليس هو الذي يقول بالحرف في إحدى محاضراته: «أنا بافتكر واحدة من أسباب عدم طهر المجتمع عزل الرجال من النساء... ودي بالمناسبة ما فيها خلاف فقهي! حيكون خلاف حول الأسباب الاجتماعية.. فأنا كان تقديري أن واحدًا من الأسباب اللي خلت المجتمع بتاعنا عنده انحراف كثير جدًّا فيما يتعلق بالجنس، عزل الرجال من النساء»!! ثم قال: «أنا عايز الجامعة الإسلامية الليلة دي. لو لقيت سلطة طوالي أغلق كلية البنَّات، وأضمهم.. لأنهم لما كانوا منفصلين كان كلهم شيوعيين. ولما اتلموا شوية كده، أصلحت الحركة الإسلامية، وارتفع المستوى جدًّا. لأنو شايف جامعة الخرطوم حكاية، المستوى ممتاز جدًا، فالعزل مضر بالمجتمع، وافتكر إن ما بنعمل فتنة، بالعكس أفتكر إنه يطهر المجتمع». انتهى. وتأكيدًا لهذا الرأي الخطير في إباحة الاختلاط والمناداة به جهارًا على نحو ما ورد في عباراته السالفة هذه. فقد بدأ تطبيقه عمليًّا داخل العمل الإسلامي في الجانب الذي «يرعاه»! وبدأت بالفعل الرحلات المختلطة تأخذ طريقها عمليًّا في بعض صفوف الطالبات بالعاصمة، كتجربة قابلة للتعميم. ويحدث هذا التوجه في جانب الشباب بالذات تمهيدًا للاعتماد عليهم لحمل هذا الاتجاه مستقبلًا. على حين بقيت كثير من الفضليات المسلمات السابقات بمنأى عن معرفة أو ممارسة هذه الحقيقة المرسومة.
وبعد: فهذا جانب مما رأيت التعليق به على بعض ما في ذلك الحوار، متوخيًا فيه من الأدلة القواطع مقدار ما ينسجم مع الحوار مستبقيًا أخريات من الأدلة والحقائق لموجبات الضرورة، ودواعي المقام، وسوانح العودة!!
ويقينا وواقعًا فإن هذا الاتجاه الذي برز كقناعة فردية عند صاحبه أول الأمر ثم تلمس طريقه مرحليًا إلى صف الجماعة المسلمة ذات الثلاثين عامًا وتزيد مصحوبًا بإطار قاتم من «الشراكة» «والاشتراكية»، هو الذي وصل، أو أريد له أن يصل بالموكب الآمن الصاعد المتصل إلى منحدر الانفصام.. والانقسام...
وبحسب الذين استبانوا الحقيقة من أول الطريق، وأعذروا إلى الله إنهم لا نكوص لهم ولا رجعة عن متابعة السير، وكشف الستار، وإيضاح الحقيقة، إيمانًا بأن الحق سيمضي، وأن الباطل سيفني وينحسر.. وتبقى بعد كل هذا مسئولية الدعاة في الموكب الجانح... عليهم، أن يتحملوها كاملة أمام الله وحده وأن يتدبروا عاقبة هذا الاتجاه بالصدق والتجرد الذيْن بهما زالت عن أعيننا الغشاوة، واستبان الطريق.
صادق عبد الله عبد الماجد
أم درمان - السودان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عبدالعالـي حسانـي: «مجتمع السلم» تتبنى مشروع الوحدة بين أبناء الحركة الإسلامية كافة بالجزائر
نشر في العدد 2182
32
الثلاثاء 01-أغسطس-2023