العنوان خاطرة (العدد 296)
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976
مشاهدات 16
نشر في العدد 296
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 20-أبريل-1976
النفس البشرية أو بالأصح الروح الإنسانية لا يمكن معرفة نوعها وشكلها ومادتها وكيفية استقرارها في الجسم وكيفية مفارقتها له المفارقة الصغرى والمفارقة الكبرى وكيفية علاقتها مع سائر الأعضاء وطريقة صعودها إلى عالم الكمالات وهبوطها إلى عالم الحيوان.
كل هذه الأشياء لا تعرف عن الروح وليس من المجدي البحث لمعرفة ذلك ما دام القرآن الكريم صرف السائلين عنها بقوله تعالى ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الإسراء: 85) بيد أن للروح البشرية خصائص ومميزات عرفت من جراء دراسة بعض آيات القرآن وعرفت أيضا بناء على التجارب الإنسانية وهو أن النفس أو الروح تشرق، ويقل إشراقها.
وقد لاحظ هذه الصفات كل من آتاه الله فهمًا ووعيًا وبصيرة ثاقبة فالشخص مثلا عندما يحافظ على قراءة القرآن وعلى الذكر ويحافظ على الصلوات في أوقاتها ويصغي إلى القرآن الكريم بقلب خاشع حاضر ويمتنع عن المحرمات بقدر الإمكان يلاحظ في روحه الصفاء والإشراق وتتحول إلى كتلة من نور تضيء داخله وخارجه أما داخله فيمتلئ بالراحة والطمأنينة والحكمة والفهم العميق لكثير من الأسرار ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا﴾ (الأنفال: 29)
أما الخارج فتجد الجمال على وجهه والنور على محياه حتى وإن كان دميم الوجه جاحظ العينين وكم رأينا أناسا تجد فيهم الجمال وخفة الروح حتى لكأن الشخص فيهم ملك في الجمال وفي الحقيقة لا يعدو أن يكون إنسانا عاديا من حيث الصورة والشكل العام والعكس يظهر أحيانًا في أشخاص تجد عليهم الدمامة والكآبة وثقل الظل حتى لكأن الشخص فيهم في مستوى من سوء الصورة وفي الحقيقة فإن تقاطيعه البشرية عادية وقسماته شائعة.
لكن جمال الروح وإشراقة النفس أضفى على الأول الجمال. وعفونة الروح ونتانة الطوبة أضفى على الثاني الدمامة والكآبة..»
بقلم: عبد المؤمن محمد نعمان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل