العنوان ركن الأسرة - العدد 16
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 30-يونيو-1970
مشاهدات 729
نشر في العدد 16
نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 30-يونيو-1970
الإسْهَال عندَ الأطفَال
للدكتور عَبد الرحمن السوَيلم
كثير من الأطفال يُصَاب بالإسهال، وهذا العارض له أسباب عديدة تختلف باختلاف العمر. والإسهال قد يكون سهلًا يزول بسرعة، ولكنه يؤدِّي عند الكثير من المصابين به إلى حالة أسوأ، قد تودي بحياة الطفل إن لم يتدارك الأمر، ومن هنا تعظم مسئولية الوالدين في وجوب إرسال الطفل إلى الطبيب لمعرفة سبب الإسهال ومعالجته من أول الأمر قبل أن يستفحل المرض. وقبل أن نتعرّف على أسباب المرض نودّ أن نذكِّر بالحكمة القائلة: «الوقاية خير من العلاج». فإن تلافي مسببات المرض خير من علاج المرض نفسه.
وإذ إن أسباب الإسهال تختلف باختلاف العمر، فسنخصص هذا المقال لأسباب الإسهال عند الأطفال من الولادة حتى إكمال السنة الأولى. وتتلخص هذه الأسباب في الآتي:
جهل المربِّي وسوء التغذية
ولعله من الطريف أن نذكر هذه القصة دليلًا على أهمية الجهل، فقد جاءتني امرأة تحمل طفلًا قد وُلِدَ قبل تمامه في الشهر السابع ولم ينضج بعد، وتشكو هذه المرأة من إسهالٍ قد أصاب ابنها، وعندما سألتها عن غذاء ابنها قالت لي إنها تعطيه البسكويت وشيئًا من حليب البقر دون تخفیف.
وأما بالنسبة إلى سوء التغذية، فقد لا يكون نوع الحليب مناسبًا للطفل، أو أن الطفل يتناول أنواعًا أخرى من الأغذية وبشكلٍ يؤدي إلى اضطرابٍ في أمعائه، أو أن تكون الأم المرضع مريضة.
حساسية الطفل لنوع من الحليب:
فبعض الأطفال عندهم حساسية ضد نوعٍ معين من الحليب خصوصًا المركَّز وكامل الدسم، وقد تحدث الحساسية عند بعض الأطفال للحليب المعدَّل، كما يمكن أن تكون الحساسية ضد النشويات.
التهابات في الجهاز الهضمي :
وهو كثير الحدوث عند الأطفال، ذلك أن أجسامهم لا تتحمَّل، ومقاومتهم للأمراض ضعيفة. فكثير من الأمراض يكون فيها الإسهال عرضًا من الأعراض، مثل النزلة المعوية والتيفوئيد وغيرهما كثير.
التهابات في أنحاء أخرى من الجسم
مثل التهاب الرئة والتهاب الأذن الوسطى أو الالتهابات الجلدية، فهذه قد تسبب أيضًا إسهالًا حادًا عند الأطفال، ولهذا نلاحظ أن العلاج لا يعطى إلا بعد فحص الطفل والتأكُّد من سلامته من الأمراض الأخرى المسببة للإسهال.
عدم النظافة:
ومعروف أن عدم العناية بالثدي أو المرضعة أو جسم الطفل أو ملابسه أو طعامه، قد تكون وسيلة لنقل ميكروب المرض من جسمٍ لآخر.
نقص بعض الخمائر:
وهو نادر الحدوث، إلا أنه قد يُحدِث أحيانًا نقص في الخمائر التي تهضم الدهون أو البروتينات، مما يؤدي إلى تصبن الدهون وعمل اضطراب في الجهاز الهضمي وحدوث الإسهال.
تواجد بعض الفطريات في الأمعاء:
مثل فطر الجيارديا لمبليا. هذا وإن أخطر أنواع الإسهال ما كان مصحوبًا بالتقيُّؤ وارتفاع في درجة الحرارة، فعلى الوالدين الإسراع في عرض طفلهما على الطبيب، وعليهم ألا يستهينوا بالأمر حتى لا يتطوّر المرض.
دكتور عبد الرحمن السويلم
الجَمالُ الحقيْقي
إن الجمال الحقيقي إنما هو جمال النفس المهذَّبة النقية، يشع من العيون، ويتدفق على الوجه، فيكسوه جمالًا، وجمال الحياة يتألَّق ويغمر الوجه نورًا وبهاءً، فكم من وجهٍ جميلٍ يغشاه الخبث والوقاحة فتُظلَم بهجته. وكم من عيون جميلة الشكل، يعلوها صدأ الجهل والغباوة أو ينتابها مرض التبجُّح والوقاحة، فيطمس بريقها، ويطفئ نورها، ويتحول جمالها قبحًا!
وكم من وجهٍ دميمٍ يزهو ويسطع بنور التقوى والعلم والأدب!
فكيف تفضّلين أيتها المسلمة أن تكوني خليعة فاتنة، على أن تكوني محتشمة محترمة مؤمنة؟ كيف تقدّمين جمال جسمك وهندامك على جمال نفسك واحتشامك؟
أم البـَـنات
الحياة تسير.. وكل يومٍ نسمع تزوج فلان، وأنجبت فلانة، وهكذا زواج وتكوين أسرة وإنجاب أطفال، ولكن!! ما هذا الذي نسمعه، فلان وضعت زوجته أنثى فاكفهرّ وجهه وحزن لهذه البشرى، وفلان یكره الحياة في منزله لكثرة البنات فيه، وفلان عنده عدد من البنات وتحمل امرأته وينتظر وقت الوضع وقد استعد لاستقبال ولي عهده وابنه المنتظر، ثم تأتي من تبشره بالأنثى فيغضب وكأن لعنة حلَّت عليه، ثم.. يطلق أم البنات، سبحان الله، هكذا نتنكر لسُّنة الحياة، لو أن كل أنثى وضعت ذكورًا دون الإناث، لانقضى جيل واحد فقط وانقضى معه الجنس البشري ليحلّ محله القرود والفئران. ولنعود الآن إلى الأزواج الذين تحدثنا عنهم قبل قليل.. فالأوَّل لشدّة حزنه لمولد البنت، عندما حملت زوجته ثانية أجهضها حتى لا تأتي له بابنة أخرى.. وكم عقدت الصدمة لسانه عندما رأى المجهوض ذكرًا، وأنه تولى بنفسه قتل أعز ما يتمناه.. والثاني حرَّم على زوجته الإنجاب إطلاقًا حتى لا تزيد من عدد البنات. أما الثالث فبعد طلاقه لأم البنات، ذهب وبحث عن امرأةٍ لم تلد من طليقها إلا الذكور، وحملت الزوجة الجديدة، ثم وضعت، وهنا كانت المفاجأة الكبرى، أنثى، أنثى.. وأكثر من هذا أن الزوجة السابقة تزوجت أيضًا وحملت ووضعت وكان المولود ذكرًا.
سبحان الله.. أليست هذه حكمة الله، ففيم كل هذا التغيير لطبيعة الحياة، وما ذنب الأم التي حملت وتعبت وقاست الآلام طول تسعة شهور، لِمَ كل هذه القسوة؟ وفيِمَ هذا التهديد؟ ألا أيها الأزواج رحمة بزوجاتكم ورحمة ببناتكم، فهذا خلق الله وهذه سنته، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

