العنوان خاطرة: عودَة إلى الزيّ الإسلامي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1971
مشاهدات 15
نشر في العدد 69
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 20-يوليو-1971
الأسرة
خاطرة عودَة إلى الزيّ الإسلامي
· كانت «المجتمع» في العدد ٦٧ قد نشرت في صفحة الأسرة خاطرة تحت
عنوان «لماذا تلبسين العباءة؟» وقد جاءنا من القارئة الأخت خديجة أحمد رسالة حول هذه الخاطرة ننشرها بنصها.
العباءة مرة أخرى
السيد رئيس تحرير جريدة المجتمع الغراء المحترم
بعد التحية..
اطلعت على كلمة «لماذا تلبسين العباءة؟» في صفحة الأسرة بالعدد ٦٧ من المجتمع وقد أعجبتُ بفكرة الكلمة ومعالجتها لمشكلة الرداء الذي تلبسه المرأة أثناء خروجها من المنزل ولكنني أطرح سؤالًا: ترى أما كان أولى بنا أن نطالب بأن تلتزم المرأة التي ترتدي العباءة بأزياء محتشمة تحتها شأن نساء بعض المناطق الإسلامية وخاصة الجزيرة العربية حيث من الواضح أن العباءة تعني رداء الخروج للمرأة لكي تلبس ما يُغطي ملابسها.. وتظهر بمظهر المحتشم وهذا ما نفهمه من قوله تعالى ﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ﴾ (الأحزاب: 59). وأذكر أنني قرأت للأستاذ المودودي تعقيبًا على ذلك بما معناه أن أقرب زي رداء الخروج للمرأة هو العباءة التي ترتديها المرأة في نجد وبعض المناطق العربية الأخرى.
وكنتُ أود من المجتمع أن تطالب المرأة التي ترتدي العباءة بالحرص على ارتدائها أولًا وأن تلبس تحتها أزياء محتشمة، أن التي اعتادت لبس العباءة لا يناسبها «الجلباب» الذي ورد في الكلمة فإذا كان ضيقًا يصف تقاطيع الجسم ولا يغطي الشعر فتضطر المرأة إلى وضع ملاءة على شعرها ويبقى وجهها مكشوفًا.
ومن المعلوم أن علماء كثيرين لا يجيزون للمرأة أن تكشف عن وجهها وخاصة في المجتمعات التي تكثر فيها الفتن.
وأمر آخر لفت نظري في الكلمة «أن الطالبات مزقن العباءة».. وهذا الكلام غير صحيح.. ذلك أن اللاتي تجرأن ومزقن العباءة لا يتجاوز عددهن عدد أصابع اليد وقد عملن ذلك متأثرات بأفكار المتحررات ممن يكتبن في مجلة حواء التي تصدر عن دار معروفة بميولها وأفكارها التبشيرية. فكيف نلصق هذه التهمة ببناتنا الطالبات جميعهن؟ لا شك أن ذلك مخالف للحقيقة.
وكنت آمل من صفحة الأسرة في مجلتنا «المجتمع» الإسلامية أن تحث نساء وطالبات الكويت خاصة وبقية النساء عامة على التمسك بارتداء العباءة لأنها تمثل الزي المحتشم الذي يضفي على المرأة مهابة ووقارًا.
ولقد كانت وزارة التربية في الكويت - إلى عهد قريب - تشترط على المعلمات اللاتي تتعاقد معهن ارتداء العباءة ثم للأسف تساهلت في هذا الأمر فأخذت المعلمات يظهرن بالأزياء القصيرة غير المحتشمة وغير اللائقة بمربيات الجيل وكانت النتيجة أن قلدتهن الطالبات. وهذا أمر قد فرض فرضًا على مدارس البنات وأصبح من الصعب على أية طالبة حريصة على الحشمة أن ترتدي العباءة لأن ذلك يعرضها إلى سخرية بعض المعلمات والطالبات المقلدات لهن.. ومع ذلك ما زال عدد قليل من الطالبات يحرصن على العباءة رغم ما يواجههن من مصاعب.
وقد رأيت مشهدًا جميلًا أعجبني: (باص) - حافلة - مملوء بالطالبات من مختلف الأعمار يرتدين العباءة وهن من مدرسة إسلامية خاصة في الكويت.
وكذلك فإن بعض الطالبات في العراق ما زلن يرتدين العباءة حرصًا منهن على الاحتشام.
وما زال شرط ارتداء العبادة أثناء التعاقد مع المدرسات مطبق في السعودية وقطر وبعض إمارات الخليج فنرجو من المجتمع أن تطالب وزارة التربية في الكويت بتطبيق الشرط المذكور مع المعلمات اللاتي تتعاقد معهن لتكون المعلمات قدوة حسنة في الحشمة لطالباتهن. وأن تحدد الوزارة زيًا محتشمًا للطالبات مثل زي الطالبات في السعودية.
كما نرجو أن تنشروا في صفحة الأسرة في المجتمع مقتطفات من كتابي «تفسير سورة النور» و«الحجاب» للأستاذ أبي الأعلى المودودي وكتاب «حجاب المرأة المسلمة» للشيخ ناصر الدين الألباني لتعرف المرأة المسلمة الزي المحتشم الذي يريده لها الإسلام. والله الموفق إلى كل خير.
خديجة أحمد
إلى هنا انتهت رسالة القارئة الكريمة وهي رسالة تثلج الصدر وتدعو إلى التفاؤل وتشير إلى مدى ما تتمتع به بعض نسائنا من فهم عميق بالإسلام ودوره في الحياة، وأنها لغيرة وثقافة نغبط الأخت خديجة عليها ونود لو وجدنا في جميع نسائنا المسلمات.
غير أننا نحب أن نوضح بعض أمور ربما فهمت خطأ من الخاطرة المشار إليها وحتى نكون على بينة من أمرنا.
لعله وضح للقراء من خاطرتنا أننا قصدنا إلى تعميق فهم الأسباب التي من أجلها يلبس الزي الإسلامي الساتر، واتخذنا العباءة نموذجًا لأنها هي المنتشرة في بلدنا الكويت.
ولما كانت الأعمال بالنيات فإن من تلبس هذا الزي بغير نية الاستجابة إلى ما أنزل الله والحرص على تطبيق الإسلام فلن يتقبل منها..
وأما إشارة الأخت إلى ضرورة وجود الملابس السابغة تحت العباءة فكانت لفتة طيبة منها.. إلا أننا لاحظنا ما لاحظناه على العباءة لأن الكثرة الغالبة من نسائنا يلبسن الملابس القصيرة تحتها ولا يضعن شيئًا على رؤوسهن غيرها.
ولا نظن أيضًا أن أحدًا يستطيع أن يفرض لونًا معينًا وتفصيلة معينة وقماشًا معينًا على النساء يلبسنه، وأعتقد أن تحقق ستر ما أمر الله أن يستر مع كونه فضفاضًا لا يصف ولا يشف هو المطلوب فقط في أزياء النساء المسلمات.
أما تغطية الوجه المختلف عليه فلا شأن للعباءة أو غيرها فيه.
وأخيرًا نحن مع القارئة في أن أي زي ساتر للمدرسات هو ما يجب أن نطالب به وزارة التربية حتى يكن قدوة لتلميذاتهن، وبالمناسبة فقد أحسنت الأخت حين أشارت إلى أن قلة من التلميذات تعد على أصابع اليد هن اللواتي مزقن العباءة في تظاهرة هزيلة متأثرات بصحف منحرفة وما كان قصدنا في الحقيقة من ذكر هذه الحادثة إلا السخرية مما فعلنه من منكر.
ولا يسعنا في النهاية إلا تقدير الأخت القارئة من كل قلوبنا وندعو قارئات صفحة الأسرة وقراءها إلى مشاركتنا الآراء في كل ما نكتب حتى نقوم بواجبنا في توجيه الأسرة المسلمة إلى الخير والرشاد.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970