; خطبة عيد الفطر | مجلة المجتمع

العنوان خطبة عيد الفطر

الكاتب عبد الله السند

تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976

مشاهدات 40

نشر في العدد 320

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 12-أكتوبر-1976

خطبة عيد الفطر  التي ألقاها الشيخ عبد الله سند

الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مفضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

 الحمد لله حمدًا كثيرًا و- سبحان الله- بكرة وأصيلًا أحمده- جل شأنه- وأشكره وأتوب إليه وأستهديه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له كلمة الإخلاص والتوحيد وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالدين القويم والصراط المستقيم. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم فبالتقوى يحصل الخير الكثير. قال الله- تبارك وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (الأحزاب: 70-71) عباد الله اعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله- تعالى- وأوثق العرا كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وخير السنن سنة محمد وأشرف الحديث ذكر الله وأحسن القصص هذا القرآن وخير الأمور عوازمها وشر الأمور محدثاتها وأحسن الهدى هدى الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى وخير الأعمال ما نفع وخير الهدى ما تبع وشر العمى على القلب وما قل وكفى خير مما كثر وألهى وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة يوم القيامة ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرًا ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرًا ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى ورأس الحكمة مخافة الله. الله أكبر عدد ما صام صائم وأفطر الله أكبر عدد ما هلل مهلل وكبر فيا عباد الله اعلموا أنه ما مضى شهر الصيام إلا وأعقبه بأشهر الحج إلى بيت الله الحرام. 

عباد الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فقد كان عيده طاعة الله وإسعافًا وعونًا لأمته بدلالتهم إلى مصلحة دنياهم التي فيها معاشهم والى آخرتهم التي إليها معادهم، وبه اقتدى أصحابه والتابعون لهم بإحسان فبنوا لنا مجًدا وأشادوا فضلًا وسؤددًا فكانوا سادة الدنيا وساستها وحماة الدين ودعاة الفضيلة فردت عليهم من الله- تعالى- سحائب النعم فأضعنا ما خلفوا لنا من مجد موروث وفخر طأطأ له جباه الجبابرة فإلى متى ونحن في سدرة لأهون وغفلة ساهون فهلموا- رحمكم الله- إلى العمل قبل فوات الفرصة فقد ضاق الخناق واشتد البلاء على الأمة الإسلامية لإهمالها أوامر دينها وإعراضها عن کتاب الله القرآن المبين وسنة محمد سيد المرسلين. 

فيا عباد الله اعلموا أنه ليس السعيد من أدرك العيد ولبس الجديد وخدمته العبيد إنما السعيد من اتقى الله فيما يبدي ويعيد وليس السعيد بلبس الثياب الفاخرة ولا بركوب السيارات المزخرفات ولا بأكل ما لذ وطاب من المطعومات، فإنما العيد لمن غفرت له الخطيئات ورفعت له الدرجات وفاز بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.

فيا أيها المسلم ابتعد في العيد عن اللهو السخيف أو كل عمل لا يرضاه الشرع الشريف وزر الأقارب والأرحام والأصدقاء الكرام. وأفرح أهلك وعيالك بالمباح من الهدايا من غير سرف ولا تبذير والمسلم الذي يتقى الله في سرائه وضراءه لا الذي يعيد في دور الخلاء والفجور والحانات والمراقص والغناء فبئس ما كانوا يعملون.

فيا عباد الله الصلاة الصلاة من حفظها فقد حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. أمركم الله- تعالى- ببر الوالدين وصلة الأرحام والصبر على فجائع الأيام والإحسان للفقراء والمساكين والأيتام، واجتنبوا الربا في المبايعات فإن الربا من الموبقات.

عباد الله قاوموا المكاييل والموازين ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين الخصومات ووفروا اليمين في الخصومات.

عباد الله حجوا بيت الله الحرام فإن حجه أحد أركان الإسلام يكفر الله به الذنوب والآثام عباد الله تصدقوا من أموالكم وارحموا فقراءكم وواسوهم من مال الله الذي آتاكم .

أنعم الله علينا بالمال لننتفع به وننفق منه في طريق الخير وهو عارية بأيدينا أمدنا الله لينظر وهو أعلم هل نحسن فيه وننفق في سبيله ونتصدق على الفقراء وهل نؤدي حقوقه الواجبة هل ننفق في وجوه البر والإحسان أم نبخل بما آتانا الله من فضله فنمنع الخير عن أنفسنا وإخواننا المحتاجين من فقراء وعجزة وأرامل وأيتام ومحاويج.

عباد الله إننا في زمان قد ضاعت فيه الأمانة وكثرت فيه الخيانة فمالنا نرى أذرعًا وسيقانًا عارية وصدورًا مكشوفة وثيابًا لا تستر البشرة وزينة مبالغ فيها كل ذلك يفعل باسم التمدن والرقي والحضارة التي ستتقوض ويأكل بعضها بعضًا كالنار. فنسألك اللهم العافية.

عباد الله اعملوا الخيرات وأصلحوا الذوات، وعلموا البنين والبنات ما أوجب الله-سبحانه وتعالى- من شريعة الإسلام التي تصون عن الرذائل والمنكرات واذكروا الله 

تعالى في جميع الحالات. قال الله- عز وجل-: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (الحشر: 19)

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم أقول قولي هذا وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم من كل ذنب. 

- أستغفر الله

عبد الله السند

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 38

29

الثلاثاء 08-ديسمبر-1970

نشر في العدد 222

42

الثلاثاء 15-أكتوبر-1974

نشر في العدد 329

22

الثلاثاء 21-ديسمبر-1976